تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    المدخل النظري :
    يمكن أن نقسم السياق باعتبار القرآن الكريم إلى(1):
    أ ـ السياق العام أو سياق السورة :
    وهو المعاني المنتظمة في السورة الواحدة في محور واحد أو أكثر ربطت بينها مناسبة، والمحور هو الهدف الأساس الذي تندرج موضوعات السورة فيه على ترتيبها، ولا يطرد أن يدل اسم السورة على محورها الأساس وعمودها الرئيس ومقصودها الأهم دلالة واضحة، وفي الوحدة الموضوعية والدراسات القرآنية الحديثة، وعلم المناسبة ومراجع علوم القرآن لدى العلماء الأوائل درر وجواهر تعين على الحفظ والتدبر، أهمها التعرف على محور السور و وجه ترتيبها من القرآن الكريم، فالقرآن من الفاتحة يفسر بعضه بعضا على التوالي حتى صار كالكلمة الواحدة انتظاما.

    ب ـ السياق الخاص أو سياق المقطع:
    وهي المعاني التي انتظمت في مجموعة من الآيات أو في الآية الواحدة إذا كانت طويلة. ونستعمل في تقسيم السورة الأدوات (2): ( محور، قسم, مقطع ) مع ملاحظة أن كلمة محور أوسع من كلمة قسم وكلمة قسم أوسع من كلمة مقطع ) وقد ينتظم السور الطويلة كامل الأدوات وتقل كلما قل طول السورة، وللقاضي أبي بكر بن العربي: ( ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الوحدة متسعة المعاني منتظمة المباني ... علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح الله عز وجل لنا فيه، فلما لم نجد له حملة، ورأينا الخلق بأوصاف البطلة، ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه )(3)

    والفاصلة من خصائص البيان القرآني، ولعل الخليل بن أحمد أن يكون أول من اصطنع مصطلح الفاصلة للإشارة إلى أواخر آيات الذكر الحكيم، أخذا من قوله تعالى: ( كتاب فصلت آياته ) وتبعه في ذلك الرماني والباقلاني وأبي الحسن الأشعري تنزيها لأحسن الحديث عن مقاييس وحدود كلام الناس من السجع والتكرار وأصناف اللحن، قال السيوطي: ولا يجوز تسميتها بالقوافي إجماعا، لأن الله سلب عن القرآن اسم الشعر.


    وعرفها أبو عمر الداني، بقوله الفاصلة كلمة آخر الجملة) وفرق بين الفاصلة ورؤوس الآيات، بقوله: ( أما الفاصلة فهي الكلام المنفصل مما بعده، والكلام المنفصل قد يكون رأس آية، وغير رأس، وكذلك الفواصل يكن رؤوس آي وغيرها، وكل رأس آية فاصلة، وليس كل فاصلة رأس آية، فالفاصلة تعم النوعين وتجمع الضربين ) (4)

    وعليه فالفاصلة عنده على نوعين :
    فاصلة داخلية: تقع في داخل الآية ( أول الآية أو آخرها ) وتسمى في أول الآية فاصلة التصدير لأنها تقع في صدر الآية. ورأس الآية أولها، وفاصلة التعقيب والتكميل: وهي التي تأتي آخر الآية متممة لسياق آياتها، ويسميها ابن عاشور في التحرير والتنوير تذييل وهو اصطلاح خاص.

    وفاصلة خارجية: وتكون بآيتين أو آية كاملة، وهي التي تفسر كثيراً من مواضع المتشابه اللفظي في السور، وتساعد الفاصلة الخارجية في تحديد علامات ومعالم المحاور والأقسام والمقاطع بشكل دائم بداية ونهاية للمعاني والمقاصد في السورة الواحدة، قال الفخر الرازي أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط )(5)

    وللزرقاني في مناهل العرفان(6): القسم طائفة من الآيات ذات مطلع ومقطع مندرجة في سورة من القرآن الكريم، ويذكر الزركشي(7) : أن ارتباط الآيات بعضها ببعض نوعين:
    القسم الأول: أن يظهر الارتباط، وهو واضح، القسم الثاني: أن لا يظهر الارتباط، وفي هذا النوع لابد من دعامة تؤذن باتصال الكلام، وهي قرائن معنوية مؤذنة بالربط . فالأول مزج ( ربط ) لفظي وهذا مزج (ربط) معنوي، وهذا تصريح بأن الشيء الذي يحدد القسم أو المقطع بشكل دائم بداية ونهاية هو الروابط اللفظية أو المعنوية عند الحفظ، أما المفسر فيقصد إلى المعنى مباشرة، فبناء على أدلة ومعان ومعالم نحدد كل قسم من الأقسام والذي يمثل مجموعة من الآيات يجمعها رابط واحد نسميها ( مقاطع ) والمقطع مصطلح مشهور عند أهل التفسير ويمكن استعماله للحفظ بالطريقة الموضوعية المقابلة للطريقة الحرفية.

    ويتألف القسم الواحد في سورة البقرة من ثلاثة مقاطع، كل مقطع يفصل في آيات ربطت بينها مناسبة لفظية أو معنوية، نسمي فيها المقطع الأول بالمقطع الاستهلالي والأخير هو الثالث ونسميه المقطع الأخير والثاني هو المقطع الثاني بلفظ العدد، وعلم المناسبة يعنى بتتبع المعاني وتقسيمها إلى محاور وأقسام ومقاطع وما يلحقها من تذييل، ويقع التذييل من ( المقطع ) موقع الفاصلة من الآية إذ أنهما يقعان في أواخر الكلام في غاية الدقة والتناسب وهما في الأصل شيء واحد إن صح التعبير من ناحية الأغراض نفسها، وهو آخر آية أو آيتين أو أكثر ويكون بمثابة النهاية للمقطع، ويكون في التقابل وتفاوت المعاني، وقد يستقل بإفادة مراد جديد، أو مراد له علاقة لطيفة بما قبله (8)، ونرصد في التناسب بعض القرائن الشكلية للأسلوب بطريقة منفردة لمساعدة الحافظ على إتقان حفظه، ويعنى التناسب بالاتساق في الحروف والمباني والانسجام في المضمون والمعاني، ولكل مما سبق مثال من سورة البقرة إن شاء الله ( وهو المدخل التطبيقي )
    المصادر والمراجع :
    (1) تحليل الخطاب في أضواء البيان ص104
    (2) نظرية الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم من خلال تفسير الأساس ص59
    (3) البرهان 36، والإتقان 2/136
    (4) التيسير في مذاهب القراء السبعة ص 91
    (5) البرهان ص35
    (6) مناهل العرفان ص 339
    (7)البرهان في علوم القرآن 1/53
    (8) الفاصلة في القرآن الكريم
    مرفق صورة الخريطة الذهنية إن شاء الله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    [B]
    شاء الله ... أشكرك أخي الفاضل على هذا العرض الطيب ... ولفت انتباهي أن ( المدخل النظري ) قد اشتمل على عدد من المصطلحات والأدوات المألوفة وهي:
    الوحدة الموضوعية
    علم المناسبة
    المحور
    القسم
    المقطع
    التذييل
    التناسب
    الفاصلة
    الفاصلة الخارجية
    الفاصلة الداخلية
    فاصلة التصدير
    فاصلة التعقيب والتكميل
    وذكرت أنك ستعود إليها بالإيضاح والبيان في ( المدخل التطبيقي ) ... آمل أن تأذن لي ببيان ما فتح الله به علي من قراءة للمحاور في سورة البقرة من منظور هذه المقدمة المؤنقة

    ينتظم السورة ثلاثة نداءات مميزات لمفاصل السورة ومحاورها ... في درج المقدمة نداء الناس جميعا وهو النداء العام وهو أول نداء في القرآن الكريم ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )
    والنداء الثاني ويمثل البداية الفعلية لموضوعات المحور الأول من السورة لأعظم فئة من الناس كانت تستطيل على الأمم بانتسابها للأنبياء بالنسب دون العمل على مزاعم اختلقوها يشعرون فيها بالتميز والاستعلاء .وهم ( أمة بني إسرائيل ) ويأتي النداء الثالث الرئيس وهو نداء ( الذين آمنوا ) وهم الأمة المسلمة أو المسلمين وفيه تبدأ أحكام هذا الدين وشرائعه من قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين )

    وكانت الأقسام التي حددتها قبلها وتذكر إبراهيم الخليل عليه والسلام وقسم تحويل القبلة بمثابة الإلتفات والتمهيد .. إلتفات عن أمة وإقبال على الأمة الجديدة ( المحمدية ) وما أحسن قول أحدهم : سورة البقرة عزل وتولية
    عزلت بني إسرائيل عن شرف الانتساب لملة إبراهيم وذكرت الصلة القوية للأمة المحمدية بإبراهيم وابنه اسماعيل من ناحيتي الشرف النسب والمبدأ . معا ويفسره قوله تعالى من سورة آل عمران ( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد )

    فإذا قلت ورد نداء الناس في المحور الثاني مرة وورد نداء الذين آمنوا في المحور الأول مرة. فكيف تفسره ...قلت: يجيء هذا على طريقة القرآن في ربط المعاني وتأكيدها بما يسميه المثاني فالمعنى يثنى للسامع والقاريء ليحصل به الفهم... وكذلك ورد نداء الناس في في سياق التوحيد والإفراد وهي من قضايا وأهداف القرآن الكبرى وهو قوله تعالى : ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) وورد نداء الذين آمنوا مرة في المحور الأول في سياق الحذر من خبث اليهود في الخطاب وسوء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم من قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم )

    وكانت الآيات قد بينت بالصريح توجيه الخطاب لأي الأمتين وتنكر على اليهود الشذوذ والاستطالة في القول والعمل ومخالفة ملة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام

    الأمة المسلمة :
    ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )
    وقوله تعالى : ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) .
    ويفسره قوله تعالى في سورة آل عمران : ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين )

    أمة بني إسرائيل:
    ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون )

    وتكرار الخطاب في منتصف السورة من قوله تعالى : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ )
    كان الأول متجها إلى بني إسرائيل وَيُبْطِلُ مَذْهَبَ مَنْ يَزْعُمُ مِنْ الْيَهُودِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ بِصَلَاحِ آبَائِهِمْ
    وكان الثاني متجها إلى الأمة المسلمة بالتأكيد على أهمية الاتباع لملة إبراهيم حنيفًا وأن من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه

    وكانت هذه الآيات لبداية المحور الأول الذي يبدأ بقوله تعالى: ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون )

    وينتهي بقوله تعالى يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين + واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون ) وهذا ما كنت تعنيه بالفاصلة الخارجية . فتكرار الآية بلفظها تنبيه للقاريء والسامع لبداية ونهاية أحد معاني السورة وأغراضها الكبرى
    وتكرار البداية للمحور في نفس الصفحة أو نحوها يسمى ( فاصلة الباب ) لأنها باب المعنى وبدايته وهذا نصه :

    ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون .......
    ......
    ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين + واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون )

    وتكرار الآية:
    قوله تعالى : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ )
    فاصلة خارجية ... وهي فاصل الباب للحور الثاني
    فالمعنى بها وبعدها بدأ يأخذ منحى مختلف متجها نحو بيان فضل الله على الأمة المسلمة الخليقة بالانتساب للخليل قولا وعملا وشريعة
    ولا يفوتك ربط هذه المعاني وأنت تتلو التشهد الأخير من كل صلاتك ... دمت بود أخي الفاضل
    [
    /B]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة.


    السورة ثلاثية التقسيم :
    من حيث ما نراه من تقسيم أمة الدعوة فيها والناس إلى ثلاثة أقسام للاستجابة لهدي الكتاب واتباع الرسول :
    ولنستعمل مصطلحات المدخل النظري أعلاه في الشرح :
    من القسم الأول في المقدمة :
    1ـ المطلع الاستهلالي : صفات المؤمنين الخلص
    2ـ والمقطع الثاني : صفات الكافرين الخلص
    3ـ والمقطع الأخير: صفات المنافقين
    ثم التذييل بضرب مثلين الأول يتجه لأصحاب المقطع الثاني والثاني يتجه لأصحاب المقطع الأخير من القسم الأول كما يرجحه مؤلف التفسير الموضوعي .
    ( وللفائدة يذكر التفسير الموضوعي أنها في مؤمني أهل الكتاب ( اليهود خاصة ) والكافرين منهم ومنافقيهم لأن السورة مدنية ، ثم يكاشفهم المحور الأول بالخطاب مباشرة )

    ولما كان القسم الأول مكتمل المعالم وبداية المحور الأول معلومة ، اتضحت لنا معالم القسم الثاني من المقدمة
    1ـ المقطع الاستهلالي: وفيه النداء للناس بجميع فئاتهم وأجناسهم وأمرهم بالعبادة وتذكيرهم بنعم الله عليهم ووعدهم ووعيدهم، وتأمل التذييل بالمعنى المقابل فلما ذكر ما أعد للكافرين ذكر ما أعد للمؤمنين .
    2ـ المقطع الثاني: وفيه الرد على اليهود ومن والاهم في الاعتراض على ضرب الله الأمثال بما يشاء من خلقة، والتعريض ببعض صفات اليهود المتأصلة في نفوسهم، ثم التذييل بالاستفهام الإنكاري، وذكر قدسيته سبحانه وعلوه وعلمه الشامل لكل شيء.
    3ـ والمقطع الأخير: ويجري مجرى الخطاب العام لجميع الناس وهو من أخبار الملأ الأعلى وفيه ذكر خلق آدم عليه السلام وكرامته وتوبته وصلاحه، وفيه تحذير لنا من عدونا الشيطان الرجيم ودوره في انحراف الناس عن الصراط المستقيم والتذييل اللطيف بذكر سبيل النجاة منه.

    ـ بدأ المحور الأول: بتوجيه الخطاب لليهود في المدينة في عصر النبوة، وفيه أربعة أقسام
    ( الأول والثاني ) في ماضي بني إسرائيل ( والثالث والرابع ) في حاضرهم في عهد النبوة واستمرار أخطائهم وعثراتهم في عداوة الإسلام والمسلمين والانحراف عن ملة إبراهيم عليه السلام
    باستعمال أدوات المدخل النظري،
    ـ كان القسم الأول بمقاطعه الثلاثة واضح المعالم :
    1ـ فالمقطع الاستهلالي: يتضمن عشرة أو أكثر من أمر بني إسرائيل ونهيهم، وكانت بداية ونهاية هذا المقطع قد اصطلحنا على تسميتها ( بالفاصلة الخارجية ) لأنها البداية لخطاب موجه إلى فئة لدود من أمة الدعوة لها سابق علم ومواقف مع الرسل والنبوة، وتتبع خاتمة المحور من الآية الأخيرة في المقطع الأخير من القسم الرابع تجدها كالخاتمة لهذا الخطاب ... وتأمل بديع التقابل في كلمة ( شفاعة ) بين البداية والنهاية لهذه الفاصلة الخارجية .
    2ـ المقطع الثاني: ويتضمن تعداد بعض نعم الله على بني إسرائيل وهي عشر كما رصدها الفخر الرازي في التفسير الكبير، وأشار إليها آخرون.
    3ـ المقطع الأخير: وفيه بداية ونهاية قصة ذبح البقرة التي أمروا لتهوين التفكير الوثني في صدورهم وبيان قدرة الله عليهم ثم تصوير قسوتهم في الرضوخ للآيات الباهرة والاستسلام لله بالتوحيد والتعظيم والتوقير.
    وكان القسم الثالث كما تراه واضح المعالم بالفاصلة الداخلية خاصة فاصلة التصدير بكلمة ( ولقد ) وهي كلمة تقرير وتحقيق تأتي لبيان الأمور العظيمة، واستعملتها العرب في كلامها وأشعارها، وبالاستقراء لأساليب القرآن الكريم جاءت في سياق الامتنان والإخبار عن الفضائل الكبرى غالبا، ووردت هنا في موضع الاستئناف فاصلة داخلية ووردت مرة تذييل لمقطع ( آية 56) ووردت مرة في درج الآية ( 102) بدون هذه الدلالات المقصودة للحفظ والتدبر.
    والمعنى العشري لا ينفك عن السورة، فجموع مفردات عهد بني إسرائيل العام والخاص من القسم الثاني في هذا المحور عشر، وذكر بعض أهل التفسير أن هذا المحور تضمن عشر قصص من قبائحهم مع موسى الكليم عليه السلام، ومنهم من رصد في السورة كلها قصص إحياء الموتى مع عجائب كبرى تبلغ العشر تقريبا، والله اعلم.
    وفي المقطع الأخير من القسم الثالث جاء التذييل بالنداء للمؤمنين إيذانا بنهاية المقطع وفيه بيان فضل الله على هذه الأمة المسلمة وبيان حسد أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمشركين عامة .
    ولما كان القسم الثالث واضح المعالم بداية ونهاية ،


    وإذ كان القسم الأول والثاني من المحور الثاني بمثابة المقدمة وفيه وتمهيد ( تزكية ملة إبراهيم الخليل وآله ) والتفات ( بتعظيم المسجد الحرام وتحويل القبلة ) فقد تضمن عشرة نداءات للمؤمنين منها مكان في موضع الفاصلة الداخلية ومنها ما كان في موضع التذييل لمقطع ( ... ) ومنها ما أدرج في سياق (...) بدون هذه الدلالات المقصودة للحفظ والتدبر، وأكثر من كتب في طريقة حفظ سورة البقرة بسط المقال في ذكر المناسبة ونزل منزلة المفسر، وببعض هذه الأدوات أحاول توصيل المقصود من غير هذه الطريق وللفقه في مقاصد السورة والامتلاء من علمها بركاتها ننصح بالرجوع لكتب التفسير المتاحة.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    والتناسب ما كان في إظهار الترابط بين الآيات والألفاظ والجمل داخل المقطع الواحد أو الآية الواحدة.
    وذكر البقاعي في نظم الدرر أنه وجه من وجوه الإعجاز القرآني، ودليل آخر على ربانية هذا الكتاب العظيم، وقال: ( وبهذا العلم يرسخ الإيمان في القلب ويتمكن من اللب، وذلك أنه يكشف أن للإعجاز طريقين :
    ـ أحدهما : نظم كل جملة على حيالها بحسب التركيب ( وهو التناسب )
    ـ والثاني : نظمها مع أختها بالنظر إلى الترتيب ( وهو علم المناسبة )(1)
    وتعنى المناسبة : بإظهار الترابط بين المحاور والأقسام ومقاطع الآيات القرآنية وما يلحقها من تذييل (2) ، وفي حديث القرآن عن نفسه ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) (3)
    وحول الإعجاز في الترتيب، يقول الفخر الرازي في ختام تفسير سورة البقر ة:( ومن تأمل في لطائف تفسير هذه السورة وفي بدائع ترتيبها، علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب ألفاظه وشرف معانيه، فهو معجز بحسب ترتيبه ونظم آياته ) (4)

    ونرصد في التناسب : الاتساق في الحروف والمباني، والانسجام في المضمون والمعاني لبعض القرائن الشكلية للأسلوب بطريقة منفردة لمساعدة الحافظ على إتقان حفظه ـ
    والتناسب وله قسمان :
    اللفظي : ويعنى غالبا بتآلف الفاصلة الداخلية ( التعقيب ) بما قبلها من حروف وكلمات وتراكيب في الآية الواحدة أو الشيوع في مقطع .
    ومن أنواعه :
    ـ الحرفي : ويعنى بإظهار الترابط والتآلف للقيمة الصوتية واللفظية في سياق المقطع الواحد ، أو الآية الواحدة، ومن أمثلته في سورة البقرة هذه الأمثلة الثلاثة:
    المثال الأول : ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير ، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ) (5)
    وتأمل تناسب حرف القاف من كلمة ( قدير ) مع بداية الآية التالية ( وأقيموا )

    المثال الثاني : المثال الثالث : ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) (6)
    وتأمل حرف الزاي من كلمتي ( يزكيهم ــ العزيز )

    المثال الثالث :( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن، علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل، ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها، كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ) (7)
    وتأمل حرف القاف من كلمتي ( فلا تقربوها ــ يتقون )

    ومن أنواعه: الكلمي :
    ومثاله من سورة البقرة :( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون )(8)
    فتأمل التناسب بين كلمتي ( معدودة ــ وعهده ) ومنه في سورة آل عمران ( قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر، قال كذلك الله يفعل ما يشاء )(9)
    والتناسب بين كلمتي ( غلام ــ قد بلغني )
    ومن أنواعه: التركيبي : والتركيبي :
    ويهدف إلى إحداث أقصى قدر ممكن من التناسب والتآلف بين عناصر مادته في المقطع الواحد، ومثاله من سورة البقرة :
    ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام، واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين، ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس، واستغفروا الله إن الله غفور رحيم، فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا، فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق، ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) (10) . فتأمل التناسب الشائع في هذا المقطع ( فضلا ، أفضتم ، الضالين ، أفيضوا ، أفاض ، قضيتم )

    أما القسم الثاني من التناسب فهو المعنوي :ويعنى بتآلف الفاصلة الداخلية ( فاصلة التعقيب والتكميل التي تكون آخر الآية ) بما بعدها من الآية التالية لها، وأكد الزركشي أن فائدة هذا النوع من التناسب ( جعل أجزاء الكلام آخذاً بعضها بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم ، المتلائم الأجزاء ) (11)
    وهذا القسم قد يشمل اللفظي والمعنوي بضابطه كقولنا في النحو المفرد هو الكلمة الواحدة سواء كانت مفردة أو مثنى أو جمع، فهو اصطلاح تمييز وله أمثلته من السورة ( واتقوا الله لعلكم تفلحون + وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) وكأنك تقرأ من بين تعانق الفواصل معنى جديدا أن قتال الأعداء المعتدين سبيل للفلاح ... ومثله (واحسنوا إن الله يحب المحسنين + واتموا الحج والعمرة لله) فكأنك تقرأ من تعانق الفواصل أن أهل الموقف في عرفة موطن إحسان الرب يطلع عليهم عشيتها ... وشي المعنى جميل

    قرر البقاعي بأن جعل جلّ موضوع التناسب بلاغي في المقام الأول بينما علم المناسبة يعنى بتتبع علل الترتيب بين السور والآيات (12) ،وعلم المناسبة قد استقر مصطلحه كعلم من علوم القرآن جمع فيه العلماء ما استنبطوه من مناسبات الآيات ثم أضافوا إليه مناسبات السور، وهذا ما جعله أساساً وركناً للمنهج الأدبي في تفسير القرآن وهو ( التفسير الموضوعي) القائم على مقصد السورة الأساسي ومراعاة وحدة موضوعها.
    وألف فيه جملة من العلماء :
    ـ كأبي جعفر بن الزبير الزركشي (ت 708 هـ) في كتابه :البرهان في تناسب سور القرآن
    ـ والعالم برهان الدين البقاعي ( ت 885 هـ ) في كتابه : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
    ـ والإمام جلال الدين السيوطي (ت 885 هـ ) في مؤلفاته :
    تناسق الدرر في تناسب السور و مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع
    ـ والشيخ الغماري (ت 1413 هـ ) صاحب جواهر البيان في تناسب سور القرآن
    وغيرهم كثير ممن اهتم بهذا العلم في منهجه التفسيري (13)
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    (1) البقاعي، نظم الدرر ، البقاعي، (٧/ ٧)
    (2) انظر تحليل الخطاب في تفسير أضواء البيان ص 174
    (3) النساء:82
    (4) التفسير الكبير، للرازي .(1/ ١06)
    (5) البقرة : 110
    (6) البقرة : 129
    (7) البقرة:178
    (8) سورة البقرة: 80
    (9) آل عمران: 40
    (10) البقرة 201
    (11) البرهان ،الزركشي (2/ 6٢)
    (12) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، البقاعي: 1 / 6
    (13) بين علم المناسبة والتفسير الموضوعي للقرآن الكريم: دراسة منهجية مقارنة
    د. زهراء خالد سعد الله العبيدي ص 10

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    فائدة التناسب:
    تختزل المصطلحات البلاغية في محاور محددة ويمكن لغير المتخصصين تذوق الجانب البلاغي للنص القرآني ... ويفرح بمثل هذه النكت المسلمون من غير العرب ... ولو نبه معلم التحفيظ طلابه على وجوه التناسب في المحفوظ في الحلقة وأثار فيهم التنافس لاكتشاف هذه الوجوه لكان أجود للحفظ ... ولي عودة لمزيد من الشرح

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    في المدخل النظري :
    ( والشيء الذي يحدد القسم أو المقطع بشكل دائم بداية ونهاية هو ( الروابط اللفظية والروابط المعنوية ) عند الحفظ أما المفسر فيقصد إلى المعنى مباشرة ) ولمزيد من الشرح :
    عند الإمام الشاطبي في الموافقات ( ملخصا ):
    السور القرآنية على نوعين:
    الأول : سورة ذات موضوع واحد، وعليه أكثر سور المفصل .
    الثاني : سور ذات محاور وموضوعات متعددة، مثل سورة البقرة وآل عمران ، ولا علينا أنزلت السورة بكمالها دفعة واحدة أم نزلت شيئا بعد شيء ، ولكن هذا النوع الأخير له اعتبارات :
    الأول : اعتبار من جهة تعدد القضايا فتكون كل قضية مختصة بنظرها ومن هنالك يلتمس الفقه على وجه ظاهر لا كلام فيه .
    والثاني : اعتبار من جهة النظم الذي وجدنا عليه السورة إذ هو ترتيب بالوحي لا مدخل فيه لآراء الرجال، وجميع ذلك لا بد فيه من النظر في أول الكلام وآخره بحسب تلك الاعتبارات ) (1)
    وله أيضا ( فسورة البقرة مثلا كلام واحد باعتبار النظم، واحتوت على أنواع من الكلام بحسب ما بث فيها، منها ما هو كالمقدمات والتمهيدات بين يدي الأمر المطلوب، ومنها ما هو كالمؤكد والمتمم، ومنها ما هو المقصود في الإنزال وذلك تقرير الأحكام على تفاصيل الأبواب، ومنها الخواتم العائدة على ما قبلها بالتأكيد والتثبيت وما أشبه ) (2)
    ولرائد التفسير الموضوعي الشيخ مصطفى مسلم من جامعة الشارقة ( ومن يقبل على التلاوة بعين فاحصة إلى أنواع الروابط بين الهدف المحدد، وبين مقاطع السورة وسياق الآيات التي تتحدث عنه ، بل وسيلحظ تلك الروابط من خلال الكلمات المختارة بعناية فائقة لإبراز المعاني التي تحملها الآيات في عبارات تنساب إلى العقل والقلب، وسيشعر أن أنوار القرآن تشع في جنباته لتنقله من حالة إلى حالة ) (3)
    ولما كانت سور البقرة ذات محاور وموضوعات متعددة، وهي من الاعتبار الذي يلتمس فيه الفقه على وجه ظاهر لا كلام فيه ، والإقبال على تلاوتها بطريقة موضوعية تستلزم تأمل وتدبر أنواع الروابط التي تحدد الأهداف المعنوية والروابط بين مقاطع السورة وسياق الآيات التي تتحدث عنه في أي من أقسامها ومحاورها فإن الفائدة وتمامها يتطلب التمييز بين مفهومي الروابط اللفظية والروابط المعنوية مع التطبيق العملي على المحور الثاني من سورة البقرة
    الروابط اللفظية والروابط المعنوية في القسم الواحد لا ينفصلان، إذ تهتم الروابط اللفظية بالنظر إلى الفواصل الداخلية بين المقاطع في القسم الواحد، بينما تهتم الروابط المعنوية بالنظر إلى إبراز المناسبة بين المقاطع في القسم الواحد .

    يبدأ المحور الثاني من قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين )
    وسبق ذكره أنه يتضمن عشرة مواضع لنداء المؤمنين ( يا أيها الذين آمنوا )
    منها ما هو في موضع الفاصلة الداخلية ـ التصدير ( انظر للخريطة الذهنية )
    من القسم الثالث :
    ـ المقطع الاستهلالي :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين ) (4)
    ـ المقطع الأخير : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون )
    مع ملاحظة أن هذا القسم جاء طرفين ووسط باعتبار أن النداء رابط لفظي
    والتذييل ( للمقطع الثاني ) بالنداء :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين ) إلى تمام سياقه .
    ـ القسم الرابع: وفيه توالي الرابط اللفظي ( النداء ) فاصلة داخلية:
    ـ المقطع الاستهلالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم ) إلى تمام سياقه .
    ـ المقطع الثاني: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون ) على تمام سياقه
    ـ المقطع الأخير: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين )
    وهنا خير شاهد لبيان الروابط المعنوية بين هذه المقاطع في هذا القسم، فالمقطع الأول قتل قصاص ، والمقطع الثاني قتل شهوة والمقطع الثالث قتل جهاد بأحكامه وفقهه ... ورصد مثل هذه المعاني مسؤولية المفسر والقاريء لكتب التفسير.

    ـ القسم الخامس :
    ـ المقطع الاستهلالي: أحكام الحج ...
    ـ المقطع الثاني: الرابط اللفظي ( ومن الناس ... )
    مع ملاحظة التذييل للمقطع بالنداء وله نظائر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين ) فالنداء قد يأتي في وضع الفاصلة ( التصدير ) أو في موضع التذييل باعتباره رابط لفظي.
    ـ المقطع الأخير: الرابط اللفظي ( كان الناس ... )
    والمناسبة واضحة فالناس في الحج يجتمعون بكثرة

    القسم السادس :
    هذا القسم من الاستدلالات التي ساعدتنا عل اكتشاف التقسيم الثلاثي للسورة :
    ـ المقطع الاستهلالي: يسألونك ...
    ـ المقطع الثاني: يسألونك ....
    ـ المقطع الأخير: يسألونك ...
    وفي هذا المقطع الأخير يستنتج أبو حيان الغرناطي في البحر المحيط أن سؤالهم عن تلك الحوادث وقع في أوقات متباينة فلم يؤت فيها بحرف العطف لأن كلا منها سؤال مبتدأ ... وكأن الأسئلة في هذا المقطع الأخير وقعت في وقت واحد ... راجع المكتبة الشاملة .
    آمل بهذا القدر قد ألقيت الضوء على طريقة الخريطة الذهنية أعلاه ولك حق القياس والتأمل والتدبر وحرصت على الكتابة بطريقة وظيفية لتكون في متناول الجميع... وبهذه الطريقة تنساب المعاني وأنوار القرآن في جنباتك وأنت تنتقل من حال وقسم ومقطع إلى قسم ومقطع ، كما يذكر مصطفى مسلم حفظه الله تعالى .
    .............................. ...................
    (1) الموافقات 1/413
    (2) نفس المرجع
    (3) مباحث في التفسير الموضوعي ـ بتصرف
    (4) البقرة/ 153

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    فائدة :
    من العلماء الأفذاذ الذين ساهموا في بناء الإطار العلمي لشرح هذه الخريطة الذهنية وسبقوا في وضع بعض البصمات المنهجية الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى في تفسير الأساس، وعثرت على هذا البحث لأحد تلاميذه وهو يتحدث عن منهجية الشيخ، ولا شك أن توارد الأفكار وتكاملها ونسبة بعض الجهد العلمي لأهله لهو من بركة العلم، ومن باب تكميل الفائدة أنقل النص بكامله، وقد اقتبست منه ما يتوافق مع طريقتي الخاصة لشرح هذه الخريطة ... وإن إتجاه الشيخ للتفسير ووجهتي تسهيل الحفظ للسورة .
    ( ثالثا- طريقته التفصيلية في تفسير السورة
    أولا : النظرة الشاملة للسورة ٠
    يبدأ الشيخ سعيد بقراءة السورة قراءة متأنية فيتأمل موضوعاتها ، ويتحقق من أهدافها ، ومن خلال هذه القراءة يقوم بتقسيم السورة كما يقف على وجه مناسبتها لما قبلها، واتصالها بمحورها من سورة البقرة ٠
    ثانيا: تقسيم السورة ٠
    من خلال قراءته ونظرته العامة للسورة يقوم بتقسيمها إلى مقدمة وتقسيمات ثم خاتمة ، ويستعمل في تقسيمه للسورة هذه المصطلحات قسم، مقطع، فقرة، مجموعة فكلمة قسم أوسع مما بعدها ولا يستعملها إلا في السور الطويلة حيث يكون عندنا عدة مقاطع يجمعها جامع ، وكلمة مقطع أوسع من كلمة فقرة ، ويستعملها حيث تكون الآيات ذات الموضوع الواحد كثيرة، وكلمة فقرة أوسع من كلمة مجموعة ونستعملها عندما يكون عندنا مقطع ذو موضوع واحد ولكنه يتألف من مجموعة معان رئيسية فيستعمل لكل معنى رئيسي في المقطع كلمة فقرة ، وكلمة مجموعة أضيق من كلمة فقرة ونستعملها إذا كان في الفقرة داخل المقطع أكثر من معنى يحسن شرحه منفصلا عما قبله وعما بعده .
    وإذا كانت السورة طويلة فقد يرد لفظ القسم والمقطع والفقرة والمجموعة ولكن إذا لم تكن كذلك فقد يرد في تقسيماتها لفظ المقطع والفقرة والمجموعة أو لفظ الفقرة والمجموعة أو لفظ الفقرة فقط ) الأساس المجلد الأول ص31
    ينظر :
    نظرية الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم
    من خلال كتاب: "الأساس في التفسير"
    للشيخ سعيد حوى رحمه الله
    إعداد: أحمد بن محمد الشرقاوي
    أستاذ التفسير المشارك بجامعة الأزهر
    وكلية التربية للبنات بالقصيم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    وممن ساهموا وسبقوا في بناء بعض الأطر المنهجية لهذه الخريطة الذهنية واقتبست من رؤاهم ما يناسب طريقة الحفظ:
    جاء في التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم، ( جامعة الشارقة )1/29 ( ملخصا ) :
    ( ويكاد يتفق جمهور المعاصرين على أن محور السورة يدور حول الخلافة في الأرض ومقوماتها وأهلها :
    1/ لصاحب الظلال: هذه السورة تضم عدة موضوعات، ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد ( تحقيق العبودية على طريقة وملة إبراهيم الخليل ـ التوحيد ) مزدوج، يترابط الخطان الرئيسان فيه ترابطا شديدا، فهي من ناحية تدور حول موقف بني إسرائيل من الرسالة المحمدية الجديدة على ما قصه الله جل جلاله علينا في سياق السورة.
    ( طمس الحقائق العلمية الصحيحة للعقيدة الصحيحة التي كان عليها إبراهيم عليه السلام والذين آمنوا معه ... ومنها الإخبار بأخبار النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام )
    وهي من الناحية الأخرى تدور حول منهج الأمة المسلمة في المدينة دعوة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ( الدين الكامل للنبي الخاتم عليه الصلاة والسلام )

    2/ ذكر السيد رشيد رضا في تفسير المنار أن ما يناهز نصف السورة وهو شطرها الخاص بأمة الدعوة، والشطر الثاني قد وجه لأمة الإجابة ـ تفسير المنار 1/107 ).


    3/ وللشيخ محمود شلتوت في تفسير القرآن الكريم ( السورة تهدف في جملتها إلى غرضين هما :
    ـ توجيه الدعوة إلى بني إسرائيل ومناقشتهم فيما كانوا يثيرونه حول الرسالة المحمدية من شكوك وشبه ...
    ـ أما الغرض الثاني ( المحور الثاني ) : فهو التشريع الذي اقتضاه تكوين المسلمين جماعة متميزة على غيرها في عبادتها ومعاملاتها وعاداتها ... ص : 52)
    4/ وممن أشار لذكر هذه المحاور لهذه السورة العظيمة:
    ـ الشيخ مصطفى مسلم وكتابه مباحث في التفسير الموضوعي
    وكتابه دراسات قرآنية
    ـ د زاهر عواض الألمعي وكتابه دراسات في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم
    ـ د سيد طنطاوي والتفسير الوسيط.
    ـ الشيخ محمد عبد الله دراز وكتابه: النبأ العظيم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    جاء في المدخل النظري :
    الفاصلة الداخلية:
    تقع في داخل الآيات ( أول الآية أو آخرها ) وتسمى في أول الآية (فاصلة التصدير) لأنها تقع في صدر الآية ورأس الآية أولها، وفاصلة التعقيب والتكميل وهي التي تأتي آخر الآية متممة لسياق آياتها، ويسميها ابن عاشور في التحرير والتنوير تذييل وهي اصطلاح خاص.

    وفيه ... ويقع ( التذييل) من المقطع موقع الفاصلة من الآية إذ أنهما يقعان في أواخر الكلام في غاية الدقة والتناسب وهما في الأصل شيء واحد إن صح التعبير من ناحية الأغراض نفسها، وهي آخر آية أو آيتين أو أكثر ويكون بمثابة النهاية للمقطع، ويكون في التقابل وتفاوت المعاني، وقد يستقل بإفادة مراد جديد، أو مراد لو علاقة لطيفة بما قبله.

    وفي الشرح : الفاصلة الداخلية فاصلة التصدير التي تكون في أول الآية أنواع وكذلك التذييل للمقطع قد يتنوع، وفي هذه الفائدة يتم تحرير ثلاثة منها وبه تمام شرح المحور الثاني :
    1ـ نداء المدح (يأيها الذين آمنوا ) 2ـ الجملة الفعلية ( يسألونك )
    3ـ الاسم الموصول

    1ـ النداء بوسام الإيمان ( يأيها الذين آمنوا ) نداء شرف وتكريم، وهو من جوامع الكلم، ولما أمر بنو إسرائيل بالصبر والصلاة في المحور الأول سلبوا شرف النداء به: ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )، سورة البقرة: 45

    وفي بداية المحور الثاني والخطاب للأمة المحمدية، شرفهم الحق بهذا النداء وهو أول نداء في السورة للمؤمنين، ثم تكرر في سائر أقسام ومقاطع المحور من تفصيل السورة وسياق آياتها، وقوله:( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) البقرة: 153 .
    وورد في عشرة مواضع من المحور الثاني:
    1ـ (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر ... )
    بداية للمحور الثاني وبداية لمقطع
    2ـ (كلوا من طيبات ما رزقناكم ... )، بداية لمقطع
    3ـ(كتب عليكم القصاص ... )، بداية لمقطع
    4ـ(كتب عليكم الصيام ...)، بداية لمقطع
    5ـ( ادخلوا في السلم ... )، تذييل لمقطع
    6ـ ( أنفقوا مما رزقناكمِ )، تذييل لمقطع
    7ـ ( لا تبطلوا صدقاتكم )، تذييل لمقطع
    8ـ ( أنفقوا من طيبات ما كسبتم )، تذييل لمقطع
    9ـ ( اتقوا اللَه وذروا ما بقي من الربا ... )، تذييل لمقطع
    10ـ ( إذا تداينتم بدين ...)، بداية لمقطع

    2ـ الجملة الفعلية : يسألونك، عن ابن عباس قال: ما رأيت قوماً كانوا خيراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض، كلهن في القرآن، ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم. ولما كانت السورة مدنية والأسئلة كانت من الصحابة رضي الله عنهم، فقد وردت كلها في المحور الثاني ... ومن القرائن أنها صدرت من الصحابة هذه الآية في نفس المحور، ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) البقرة:186
    ـ جاءت الجملة الفعلية ( يسألونك )، في موضع التذييل لآيات المقطع الثاني من القسم الرابع.
    ـ وجاءت الجملة الفعلية ( يسألونك )
    ـ ابتدائية: ( فاصلة داخلية ـ تصدير ) في ثلاثة مواضع :
    ـ المقطع الاستهلالي: يسألونك ماذا ينفقون
    ـ والمقطع الثاني: يسألونك عن الشهر الحرام
    ـ والمقطع الأخير: يسألونك عن الخمر والميسر
    من القسم السادس في المحور الثاني ( انظر الخريطة الذهنية أعلاه )
    وجاءت في مواضع أخرى ( معطوفة ـ ويسألونك ) في درج السياق من غير هذه الدلالات.

    3ـ الاسم الموصول
    وجاء الاسم الموصول ( الذين ـ الذي ) قرينة للفاصلة الداخلية (لجملة الاستفهام التقريرية ـ ألم تر ) في بداية المقطع الاستهلالي والمقطع الأخير من القسم الثامن، ولها نظير من المحور الأول في القسم الثالث، وهو كلمة مصدق.
    _ ( وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله، قالوا نؤمن بما أنزل علينا، ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدق لما معهم، قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين)البقرة/91
    ـ ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك يإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين)البقرة/97

    ولا تخلو الفواصل من قرائن تؤازرها، وأشار في المدخل النظري إلى أهمية القرائن اللفظية والمعنوية لإحكام الألفاظ والمعاني في الكتاب العزيز.

    ـوقد تأتي الفاصلة الداخلية لتأكيد بداية المقطع:
    ( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين )
    ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ... الآية )

    وقد تتكرر الفاصلة الداخلية ( تذييل ) لتأكيد نهاية المقطع:
    ـ (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ...)
    ـ ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن ... )
    ـ ومثله الاسم الموصول ( قرينة ) لكلمة ( مثل ) الفاصلة من القسم التاسع، وتكراره في المقطع الأخير في موضع الفاصلة :(الذين ينفقون أموالهم .... ، الذين يأكلون الربا ....)
    هذا وبالله التوفيق والسداد ... وكتبه : حميد حمدان عوض المحمدي ـ المدينة المنورة

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    https://www.flickr.com/gp/166168108@N03/5YxjLR
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    فائدة :
    من موقع الإسلام سؤال وجواب

    الخرائط الذهنية للقرآن الكريم هي دراسة موضوعية لآياته البينات

    https://goo.gl/mJevG5

    ( والذي نراه في حكم مثل هذه الاجتهادات العلمية أنها أسباب معينة على الخير ، ووسائل توصل إلى مقاصد شرعية ، تتلخص بالتفكر والتدبر والتأمل في كتاب الله العزيز ، بطريقة طريفة مبتكرة ، سلكها بعض المفسرين في كتبهم قديما – بوجه غير متكامل – كالبقاعي في " نظم الدرر في تناسب الآيات والسور "، ونقرأ منها شذرات متفرقة في كتب التفسير إجمالا ، فمن المشروع الزيادة عليها وتطويرها لتصبح فنا قائما بذاته . ولما كانت الوسائل لها أحكام المقاصد ، والمقاصد هنا جليلة شريفة ، كانت الوسيلة أيضا مشروعة ، ونفعها ظاهر ، وفائدتها متحققة لكل من تأمل فيها وسلكها .* )

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    ويشتمل كل مقطع من سورة البقرة غالبا على تذييل يرتبط بمعناه ارتباطا وثيقا بمحاور السورة ومقاصدها الكبرى، ويقع من المقطع موقع الفاصلة من الآية إذ أنهما يقعان في أواخر الكلام في غاية الدقة والتناسب وهما في الأصل شيء واحد إن صح التعبير من ناحية الأغراض نفسها، وهو آخر آية أو آيتين أو أكثر ويكون بمثابة النهاية للمقطع، إذ هو تعقيب جملة من الآيات في سياق المقطع بجملة أو مجموعة أخرى من الآيات.
    والتذييل مفهوم بلاغي عام له مكانته وجماليته في النص القرآني، ذكره السيوطي في الإتقان، وعده القزويني في التلخيص أحد صور الإطناب، وذكره أبو هلال العسكري في كتاب الصناعتين، وأشار إليه الباقلاني في إعجاز القرآن، والراجح أن للتذييل عدة صور منها ما يلحق آخر المقطع، وحده الشريف الجرجاني بقوله: ( تعقيب جملة بجملة مشتملة على معناها للتوكيد ) أي تعقيب جملة ( مجموعة ) آيات المقطع بجملة ( بمجموعة من آيات التذييل ) مشتملة على معناها للتوكيد والتوضيح أو تخصيص الخطاب ، وقد يكون في التقابل وتفاوت المعاني، أو يستقل بإفادة مراد جديد أو مراد له علاقة لطيفة بما قبله.
    الأمثلة من سورة البقرة :
    أولا من المحور الأول :
    المثال الأول:
    قوله تعالى : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَه ُم بِمَا فَتَحَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٧٦﴾ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٧٧﴾ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٧٨﴾ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩﴾ وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّـهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨٠﴾ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٨١﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٨٢﴾
    فالآية الأخيرة تذييل بالمعنى المقابل.
    المثال الثاني:
    وقوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٠﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّـهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١﴾ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ خَيْرٌ ۖ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِين َ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٠٤﴾ مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿١٠٥﴾
    فالآيتان في آخر المقطع تذييل بالنداء من باب تخصيص الخطاب للمؤمنين كالوصية.
    وقد جاء التذييل بالنداء في سورة البقرة في مواضع تعرف بالتتبع للخريطة الذهنية المرفقة
    ومن أمثلة التذييل في المحور الثاني :
    المثال الأول:
    قوله تعالى:( وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٦٤﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿١٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّـهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴿١٦٧﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿١٧١﴾
    والنداء في آخر المقطع تذييل جاء للتحذير من خطوات الشيطان
    المثال الثاني:
    قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّـهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿١٧٢﴾ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّـهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴿١٧٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿١٧٦﴾ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿١٧٧﴾
    وهنا جاء التذييل بخصال البر العشر
    ومن الأمثلة من سورة آل عمران :
    المثال الأول:
    قوله تعالى:( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٥٣﴾ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّـهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّـهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١٥٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٥٥﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١٥٦﴾ وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿١٥٧﴾ وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّـهِ تُحْشَرُونَ ﴿١٥٨﴾
    والتذييل جملة الآيات المبدوءة بالنداء
    المثال الثاني:
    قوله تعالى: ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾ وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّه ُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٩١﴾ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿٩٢﴾ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٣﴾ فَمَنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩٤﴾
    التذييل بالاستفهام الاستنكاري لجملة الآيات المبدوءة بكيف في الآية السادسة والثمانون
    ولك أن تتبع مجموعة التذييلات في الخرائط الذهنية المرفقة
    .......................

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    المحاور والفواصل الخارجية:
    .............................. ...........
    تقع المحاور على المعاني وتكون الفواصل الخارجية دليل عليها، ومحاور السورة موضوعاتها، وقد تجمع السورة أكثر من محور، والذي يجمع بين هذه المحاور والأقسام هو علم المناسبة أحد مصطلحات علم الفواصل القرآنية، ومهما تعددت الموضوعات الجانبية للسورة فستجدها مرتبطة غاية الارتباط بالموضوع الكلي للسورة ومحورها العام.

    وتنتظم سورة البقرة محوران عظيمان، المحور الأول فيها يتوجه بالخطاب مباشرة إلى بني إسرائيل وهم أمة رسالة سابقة وكان من فوائد الفاصلة الخارجية تحديد البداية والنهاية للمحور

    والمحور الأول في سورة البقرة التزم بافتتاح واختتام تام التركيب وكان الهدف منه تقرير بني إسرائيل وتبكيتهم وتجريدهم من شرف الانتساب لملة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام

    البداية :
    يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴿٤٠﴾ وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴿٤١﴾ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٤٢﴾ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿٤٣﴾ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٤٤﴾ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿٤٥﴾ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿٤٦﴾ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٤٧﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨﴾

    نهاية المحور :
    يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿١٢٢﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿١٢٣﴾
    والتقديم بين يدي الغرض من الجماليات البيانية وهذا ما تجده في مقدمة المحور الأول ببعض الآيات مفتتحا بالنداء .

    وتدل الفاصلة الخارجية على الانتقال من محور إلى محو، وتدل والفواصل الداخلية على بدايات الأقسام والمقاطع ونهايتها، وبدأ المحور الأول في سورة البقرة بنداء وانتهى بنداء وكذلك المحور الثاني بدأ بنداء وانتهى بنداء، وكانت بدايته من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ﴿١٥٣﴾
    وانتهى بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ... آية الدين ) إلى نهاية القسم في موقعها من الخريطة الذهنية .
    وفيه عشرة نداءات إيمانية ندية في خطاب يختلف تماما ع طريقة الخطاب في المحور الأول، وأما القسمان في الوسط التي تذكر ملة إبراهيم عليه السلام والقبلة بمثابة ( فاصلة وصل ) بين المحورين وتذكر فيها أعلام وعلامات لا يمكن لأهل الكتاب إنكارها على طريقتهم في طمس آثار البشارة بالنبي الخاتم عليه الصلاة والسلام,

    ـ والفاصلة الخارجية ذات المقدمة التي رأيناها في بداية المحور الأول من سورة البقرة، ستجدها في بداية المحور الأول من سورة آل عمران وبداية المحور الثاني من السورة نفسها
    ـ قال تعالى :
    ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) ﴿١٠﴾ ... والآيات قبلها كالمقدمة للمحور.
    ـ وقال تعالى :
    ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۚ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ﴿١١٦﴾
    وهذا واضح بين من تأمل الخريطة الذهنية لسورة آل عمران .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    ـ الفواصل الداخلية والقرائن:
    تتبع الفواصل بداية ونهاية معاقد المعاني في الأقسام والمقاطع بدون إحالة أو فساد للمعنى في سياقه، وفي كتب التجويد أن الوقف في القراءة على أربعة أقسام: تام وكاف وحسن وقبيح، فأما التام فهو ما يكون على الكلام المنقطع عما بعده، ويوجد غالبا في أواخر المقاطع، كقوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) فإنه آخر قصة ( صفات) المتقين، وقوله تعالى: ( ولهم عذاب عظيم ) فإنه آخر قصة (صفات) الكافرين .
    وقد يوجد في رؤوس الآي وبداية المقاطع للدلالة على ابتداء معنى أو سياق جديد، كقوله تعالى: ( وإذ قال لربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )
    والفواصل الداخلية هي ما كان جزءا من الآية وتكون في بداية المقاطع وهي أنواع:
    منها ما كان في رأس الآية أوائل المقطع وتنقسم إلى قسمين :
    ـ أصلية: وهي التي تكون في أول الآية بداية المقطع، ومنها ما يستقل بالقسم الواحد ملتزم التكرار كالعلامة الواحدة، مثاله من سورة البقرة ( ولقد، يسألونك )
    ـ وفرعية: وهي التي تكون في الجزء الثاني من المقطع، ومثاله ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم)، ( لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن )، ومنه ( ألم تر للملأ من بني إسرائيل ) ( فلما فصل طالوت بالجنود ) وتقع عليها معاني الوقف الكافي ومنه الحسن وهو ما يكون على الكلام المتعلق بما بعده في المعنى بين المقاطع داخل الأقسام، وقد تنزل الفاصلة الداخلية الفرعية منزلة التذييل: ( وإذا طلقتم النساء .... )
    ( وإذا طلقتم النساء ... ).
    وتتشابه البدايات في مطالع المقاطع لتفصيل المعاني، وسميت فاصلة لأنها فصلت بين المحاور والمقاطع والآيات. لعل التسمية أخذت من قوله تبارك وتعالى: ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) آية 2 من سورة هود، ( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) سورة فصلت. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ» رواه مسلم، والخلفات الحوامل من الأبل والواحدة خلفة، والمقطع طائفة من الآيات ذات مطلع مندرجة في قسم من أقسام السورة الواحدة، والمقصود بالمطلع هو رؤوس الآيات التي تبدأ بها المقاطع من أقسام السورة الطويلة.

    القرائن جمع قرينة وهي كل أمارة ظاهرة تقارن شيئا خفيا فتدل عليه، وهي بين المحاور للدلالة على التباين والتمايز، وبين المقاطع في القسم الواحد للدلالة على التشابه والتقارب، وإذا كانت الفواصل من وسائل الإثبات المباشرة فإن القرائن من وسائل الإثبات غير المباشرة للمقاطع في القسم الواحد، وقد تكون بين السورتين كسورتي البقرة وآل عمران.
    ومن أمثلة القرائن بين المحاور للدلالة على الاستقلال في الموضوع للمحور الواحد :
    ـ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٢﴾)
    ـ ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾)
    النهي عن اتخاذ الأنداد في المحور الأول والمحور الثاني.
    ***
    ـ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿٤٥﴾ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿٤٦﴾)
    ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٣﴾)
    فالتشابه بين آيات المحاور لا يخلو من قيد معنوي في الأسلوب يتوافق مع موضوع المحور وسياق معناه.
    ـ ومن الأمثلة على القرائن بين المقاطع للدلالة على تشابه مقاطع القسم الواحد في الدلالة المعنوية وهي كثيرة التالي:
    ـ أولا من المحور الأول في سورة البقرة :
    هذا القسم المبدوء بالفاصلة الداخلية وهي كلمة ( ولقد ) :
    المقطع الأول :
    ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿٨٧﴾ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِين َ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّـهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٩١﴾
    ـ المقطع الثاني :
    وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ﴿٩٢﴾ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٩٣﴾ قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّـهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٩٥﴾ وَلَتَجِدَنَّهُ مْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٩٧﴾ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴿٩٨﴾
    ـ المقطع الثالث :
    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٠﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّـهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١﴾ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ خَيْرٌ ۖ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِين َ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٠٤﴾ مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿١٠٥﴾
    فكلمة ( مصدق ــ مصدقا ) في المقاطع الثلاثة دلالة غير مباشرة وقرينة على ترابط مقاطع القسم الواحد بينما الفاصلة الداخلية ( ولقد ) فقدمت الدلالة المباشرة على وحدة مقاطع هذا القسم وهذه القواعد نافعة للحفظ بالطريقة المعنوية.
    وتلمح القرائن إما بين المقطع الأول والثالث أو بين المقطع الأول والثاني أو بين المقطع الثاني والثالث، ومنها المثال
    ــ ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ)
    ــ ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ)

    ومن الأمثلة في المحور الثاني وهي كثيرة :

    ــ المقطع الأول:
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٣﴾ وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ﴿١٥٤﴾ وَلَنَبْلُوَنَّ كُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٥٨﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿١٦٢﴾

    ـــ المقطع الثاني:
    وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٦٤﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿١٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّـهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴿١٦٧﴾ ياأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿١٧١﴾

    ــ المقطع الثالث :
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّـهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿١٧٢﴾ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّـهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٤﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴿١٧٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿١٧٦﴾ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿١٧٧﴾)
    ـ نلاحظ في هذا القسم الذي يتكون من ثلاثة مقاطع جاءت طرفين ووسط
    تذييل المقطع الثالث بآية خصال البر العشرة، والتذييل في نهاية المقطع الثاني بنداء الناس في مجموعة آيات، والفاصلة الداخلية بنداء المؤمنين في بداية المقطع الأول وبداية المقطع الثالث.
    ومن القرائن التي وردت بين هذه المقاطع الثلاثة كلمة ( طيبا ، طيبات )
    والكلمات :
    (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا )
    (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ)

    وأما القرائن بين سورتي البقرة آل عمران فهي كثيرة وقد جمعت أحاديث الفضائل بينهما وبها ظهرت التقسيم الثلاثي للخريطة الذهنية لسورة آل عمران مع دلائل أخرى لعلها تبسط مستقبلا.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: شرح الخريطة الذهنية لحفظ سورة البقرة

    ـ المناسبة والتناسب:

    ـ وتقع المناسبة على المعاني ويقع التناسب على الألفاظ ، ومثاله من سورة البقرة
    (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّـهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٨٧﴾ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١٨٨﴾ )

    من حيث المناسبة في الآية الأخيرة من الآيات أعلاه، وفي ظل الصوم والامتناع عن المأكل والمشرب جاء التحذير عن نوع آخر من الأكل وهو أكل أموال الناس بالباطل, بوسائل الاحتيال والمغالطة.

    وشاهد التناسب اللفظي:
    تناسب حرف القاف في كلمة ( يتقون) في الفاصلة الطرفية مع كلمة ( تقربوها ) قبلها ... فلا يشتبه على الحافظ كلمة ( تعتدوها ) الواردة في السورة ...

    والمناسبة والتناسب من أعمق وأجمل خصائص الأسلوب القرآني الكريم ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )

    ـ وتعنى المناسبة بالنظر إلى الربط المعنوي بين الآية والآية والمقطع والمقطع، أو مطلع السورة وختامها أو بين السورة والسورة قبلها أو بعدها أو بين السورة ومجموعة السور.
    ـ يهدف التناسب إلى إحداث أقصى قدر ممكن من التناسب والتآلف بين عناصر مادته، وهو مظهر من مظاهر الاتزان اللفظي في البيان القرآني، وفائدتهما جعل أجزاء الكلام آخذا بعضها بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء، قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ النساء )

    والفرق بينهما أن التناسب ما كان في إظهار الترابط والاتساق اللفظي بين الآيات أو في الآية الواحدة
    وأما المناسبة فتعتني بالانسجام في المضمون والمعاني.
    وللبقاعي في نظم الدرر: ( وبهذا العلم يرسخ الإيمان في القلب ويتمكن من اللب؛ وذلك أنه يكشف أن للإعجاز طريقين: أحدهما: نظم كل جملة على حيالها بحسب التركيب ( اللفظي )، والثاني : نظمها مع أختها بالنظر إلى الترتيب ( المعنوي ).
    ـ وللفخر الرازي في ختام تفسير سورة البقر ة: ومن تأمل في لطائف تفسير هذه السورة وفي بدائع ترتيبها، علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب ألفاظه وشرف معانيه، فهو معجز بحسب ترتيبه ونظم آياته ) التفسير الكبير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •