ينابيع المعرفة



تركي محمد النصر

الحاجة إلى الناس منقصة
قال العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى: «... فأعظم ما يكون العبد قدرا وحرمة عند الخلق: إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم، كنت أعظم ما يكون عندهم، ومتى احتجت إليهم -ولو في شربة ماء- نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم، وهذا من حكمة الله ورحمته، ليكون الدين كله لله، ولا يشرك به شيء. ولهذا قال حاتم الأصم، لما سئل: فيم السلامة من الناس؟ قال: أن يكون شيؤك لهم مبذولا وتكون من شيئهم آيسا».
(مجموع الفتاوى، 1/39)
الإخلاص والمتابعة
قال بعض السلف: «ما من فعلة، وإن صغرت، إلا ينشر لها ديوانان: لم فعلت؟ وكيف فعلت؟
فالأول: سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه؛ هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل، وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم، أو استجلاب محبوب عاجل، أو دفع مكروه عاجل؟ أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية، وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى، وابتغاء الوسيلة إليه؟
ومحل هذا السؤال: أنه، هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك، أم فعلته لحظك وهواك؟
والثاني: سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد، أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي، أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه؟
فالأول سؤال عن الإخلاص، والثاني عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما. فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص.
وطريق التخلص من السؤال الثاني: بتحقيق المتابعة، وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص، وهوى يعارض الاتباع. فهذه حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة».
(إغاثة اللهفان، ص7)
أصل الفتن
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: «أصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع، والهوى على العقل».
(إغاثة اللهفان، 2/165)
مطالعة الكتب
قال الشيخ مصطفى الغلاييني: «وعلى المتأدب أن يكثر من مطالعة الكتب والرسائل الأدبية المشتملة على الجيد المنظوم والمنثور؛ ليكون له من وراء ذلك سليقة عربية، ومادة وافرة، يودع حافظته مختار اللفظ وشريف المعنى، وبليغ الأسلوب، بحيث يستعمل ذلك عند الحاجة، ويحتذي مثاله. وأما درس الأدب مجردا عن المطالعة، فلا يفيد الطالب فائدة تشكر؛ لأن العلم بلا عمل أضر على صاحبه من الجهل، فالمطالعة تطبع في الذهن ملكة البلاغة.
ولا ينبغي للمطالع أن يقرأ من الكتب إلا ما هو مشتمل على كلام فحول البلغاء، حتى ينطبع في ذهبه أسلوبهم، فينحو منحاهم».
(رجال المعلقات العشر للغلاييني، ص33 2/243)
التعبير والإنشاء
«التعبير أوضح دلالة، وأشمل دائرة من الإنشاء، وهو يشمل مواقف الحياة والتفاعل مع المجتمع، شفويا أو كتابيا. في حين أن الإنشاء يقتصر على الكتابة. وبقدر ما يتمكن الإنسان من التعبير بوضوح وصدق وعفوية عن مشاعره وعواطفه وآرائه وأفكاره؛ يستطيع أن يؤثر في الآخرين، وأن يستميلهم لمشاركتهم وجدانيا، وأن يتعاطفوا معه».
(المعجم المفصل في الأدب للدكتور التونجي، 1/264)
لا يعيب هذا على هذا
قال العلامة الحافظ يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى: «أهل العلم أهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون، فيحلل هذا ويحرم هذا، فلا يعيب هذا على هذا، ولا يعيب هذا على هذا».
(تذكرة الحفاظ، 1/105)
المحسن المتصدق
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: «... فما يكاد العين والحسد والأذى يتسلط على محسن متصدق، وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملا فيه باللطف والمعونة والتأييد».
(بدائع الفوائد، 2/243)
التمس العذر
قال أبو قلابة رحمه الله تعالى: «إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس العذر جهدك، فإن لم تجد عذرا فقل: لعل لأخي عذرا لا أعلمه».
(روضة العقلاء، ص184)
من لطائف المكاتبات
قال العلامة ابن فضل الله العمري: «من لطائف المكاتبات أن لا يوسع الكاتب بين السطور، ولا يُكبرها، ولا يطول الألفاظ؛ فإنه كلما كثر اللفظ في المكاتبة، أو اتسعت سطورها، أو غلظ القلم؛ كان ذلك نقصا في حق المكتوب إليه، ويغتفر ذلك لمن لا يعرف القاعدة، وللأصحاب الذين سقطت الكلفة من بينهم».
(النبذة الكافية في معرفة أوضاع الكتابة والقافية، ص5)
درجة الأبرار
قال العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى: «من أحب أن يلحق بدرجة الأبرار، فلينوِ في كل يوم نفع الخلق فيما يسر الله له من مصالحهم على يديه».
(الإيمان الأوسط، ص184)
دعائم المقالات
«الكلام أربعة: سؤالك الشيء، وسؤالك عن الشيء، وأمرك بالشيء، وخبرك عن الشيء.. فهذه دعائم المقالات، إن التمس إليها خامس لم يوجد، أو نقص منها رابع لم تتم، فإذا طلبت فاسجح، وإذا سألت فأوضح، وإذا أمرت فاحكم، وإذا أخبرت فحقق».
(أدب الكاتب، ص75)