مكثت برهة من الزمن وأنا لا أقدر الجمع بين طلب العلم الشرعي وبين اجتناب المواقع والمقالات والكتب الفكرية الثقافية التي تستهويني في الإنترنت، خصوصًا المواقع والموسوعات الكبيرة كويكيبيديا وجود ريدز ويوتيوب، فِكري دائمًا مشتت في مواضيع عميقة ، وإن ألزمت وجاهدت نفسي على الحفظ وكررت مرارًا ما أريد حفظه لا ينجع معي ذلك لأني فاقدة التركيز في ما أحفظه، بل المشكل أن التشتت فيّ ليس محصورًا أثناء الحفظ فقط، بل حتى وأنا أقرأ ما ألزمت نفسي على جرده من المطولات..، حتى لجأت إلى كسر الإنترنت وخلصني الله من هذه الفوضى الذهنية وعاد لي ذهني صافٍ كما كان.
لكني لم أستطع قطع الصلة كاملة بيني وبينه سوى فترة قصيرة، وأنى لي ذلك وهو ممتزج بدمي منذ أن خُلقت، فحاجتي له كحاجتي للطعام والشراب؛ به تتلمذت على مشايخ أعرفهم ولا يعرفوني، ومنه رُزقت بصحبة صالحة، ومنه عرفت العلم وجالست أهله... ولا أحصي مناقبه وفضائله عليّ !
ورجع لي ابتلاء تشتت التركيز والفوضى الذهنية، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
ما الدواء لهذا الداء يا أطباء العقل، وأعذروني على قصوري في توصيفه، هذه هي فضلة القدرة من عقلي !