من لا يبتسم لا يمكنه أن يفتح متجرًا



أميمة عبدالفتاح





إن الابتسامة الصادقة مفتاح للقلوب المغلقة.

وسبب لتيسير الأمور الصعبة.

وهي ذلك المفتاح المؤكد النتيجة لفتح حوار محبوب وممتع مع الآخرين.

وهي تلك الوسيلة الدعوية النافعة الباقية الأثر في القلوب والصدور.

كما أنها تلك الصدقة التي يرغب عنها كثير من الناس رغم سهولتها ويسرها، وَيُصَدِّق ذلك قول النبي الحبيب – صلى الله عليه وسلم –: "تَبَسُّمُك في وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَة"(1)

وتُعد الابتسامة وطلاقة الوجه من حُسْن الخُلُق، فقد قيل للحسن البصري: ما حسن الخلق؟! قال: "بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه"(2)

وقد نُقل إلينا مثلًا صينيًّا، - قد ذاعت شهرته -، وفيه: "من لا يستطيع أن يبتسم فلا ينبغي له أن يفتح متجرًا" (3)

منهج النبي الحبيب:

وقد كان من منهج النبي – صلى الله عليه وسلم – التبسم والبشاشة أثناء التعامل مع الخاصة والعامة، والقريب والبعيد، والصديق والعدوّ، وذلك حسب الحالة؛ لما لها من أهمية عالية في أَسْرِ قلوب العباد، حتى أن الإمام البخاري - رحمه الله - بوَّب بابًا بصحيحه بعنوان: "باب التبسم والضحك". (4)

ومنه حديث جرير بن عبدالله – رضي الله عنه - حيث قال: "ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك". (5)

ورحم الله أ/ أحمد أمين، حين قال:

"لو أنصف الناس لاستغنوا عن ثلاثة أرباع ما في (الصيدليات) بالضحك، فضحكة واحدة خير ألف مرة من (برشامة أسبرين) وحبة (كيفين)؛ ذلك لأن الضحكة –البسمة- علاج الطبيعة، والاسبيرين علاج الإنسان؛ والطبيعة أمْهر عِلاجًا وأصدق نظرًا، وأكثر حنكة". (6)

ماذا يفعل من لا يستطيع أن يبتسم؟

وهنا يوجه أحد مدرسي العلاقات الإنسانية، من يريد أن يُدَرِّب نفسَه على الابتسامة، فيقول: فإذا لم تستشعر حافزًا على الابتسام فماذا تفعل؟

عليك بالآتي:

1- اقسر نفسك على الابتسام.

2- اظهر بمظهر الشخص السعيد، فلن تملك بعد قليل إلا أن تستشعر السعادة الحقَّة. وفي هذا يقول عالم النفس "وليم جيمس": "الذي يبدو لنا أن الأفعال تعقب الإحساس، ولكن الواقع أن الفعل والإحساس يسيران جنبًا إلى جنب" إذن فالطريق المؤدية للابتسام والابتهاج أن نتصرف كما لو كنا مبتهجين ومسرورين.

3- سيطر على أفكارِك السلبية التعيسة، ولا تفكر إلا في السعادة، وذلك قول شكسبير - الذي نقلناه سابقًا -، والذي يقول فيه: "ليس هناك جميل ولا قبيح، وإنما تفكيرك هو الذي يصور لك أحدهما".

4- عوِّد نفسك - على سبيل التمرين والتعوّد - أن تبتسم كل صباح لأصدقائك وتحييهم بابتسامة مشرقة، كَوِرْدٍ لك، وانظر النتيجة.(7) وهذا شيء جميل؛ فإن النفس إن لم نعوِّدها الأسلوب الأقوم في الحياة، قادتنا هي لما تريد من طرقها.





(1) جزء من حديث رواه الترمذي في سننه، ك: البر والصلة، باب: ما جاء في صنائع المعروف، [ح 1956]، وقال عنه الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي، ص 445.

(2) الإيمان لابن تيمية، ص 10.

(3) كيف تكسب الأصدقاء/77.

(4) صحيح البخاري (ج5/ ص 2258).

(5) البخاري، حديث جرير بن عبدالله البجلي – رضي الله عنه -، برقم (5739) ك: الأدب، باب: التبسم والضحك.

(6) فيض الخاطر: ج 1 / 93.
(7) كيف تكسب الأصدقاء/74:77 (بتصرف).