فن التمتع بإجازة قصيرة


إكرام جلال


سأتجنب الحديث عن السفر ومكان قضاء الإجازة، فما أهتم به اليوم هو كيفية التمتع بالأجازة مع الأسرة، وجمع شملها من جديد بعد انشغال كل فرد فيها بحياته وواجباته العملية والدراسية.
حقا إنها عطلة قصيرة.. لكن جميع أفراد الأسرة يستطيعون التمتع بها إذا أحسنوا استغلالها، ولا أقول تخطيطها، فيجب التخلي عن الروتينية المعتادة، والإحساس بقدر من الحرية يتيح للجميع التخلص من الأعباء واليوم التقليدي في حياتنا، والإجازة من الأوقات التي تحقق الإشباع النفسي لدي أفراد الأسرة وفرصة رائعة للوصال بينهم وللوصول لتلك المتعة أجد نفسي أخاطب ثلاثة أطراف:
أولا: "الأب والزوج": فهو عماد الأسرة والبنيان الذي يساند كل فرد فيها، ولا أتصور الأسرة دون عقله وحكمته.
وكأب وزوج أقدم لك هذه النصائح:
- لا تعتقد أنك لا تستطيع الخروج ولو مؤقتا من أعباء وضغوط العمل والتحرر منها، فإذا أردت المزيد من النجاح توقف لاستعادة نشاطك وتجديده.
- أنت في حاجة إلى جرعة من التغيير النفسي والهدوء.
وكأب أقدم لك هذه النصائح:
- لابد أن تُشعر أولادك بأنهم جزء هام في حياتك، بل أهم ما فيها.
- أولادك يسعدون بوجودك سعادة لا توازيها ولا تشابهها سعادة، فغالب أوقاتك في عملك وسعيك؛ لذا فاحرص على كل لحظة تمنحهم حنانك وحبك ونصيحتك ولهوك معهم.
- اعقد جلسات مفتوحة وصريحة يُسمح للأبناء بالتنفيس الذي يريحهم نفسيا، مع الوالدين، ما يتيح التعرف على مشاكلهم وأمانيهم وتوجيه النصيحة اللازمة.
- لابد أن تكون قدوة في جلسات حوار ممتعة وعدم تنفيرهم بالنصيحة والنقد المباشر، وتقديم نماذج لأشخاص ناجحين.
- عدم الضغط والمبالغة في الرقابة.
- احرص على اصطحابهم للمسجد أوقات الصلاة.
وكزوج أقدم لك هذه النصائح:
- اجعل الإجازة فرصة لاستعادة الحوار المفقود بينك وبين زوجتك أيام العمل والمسؤولية.
- إذا كان هناك خلاف أو اختلاف في الرأي فاحرص على تجاوزه في تلك الأيام.
- احرص على إدخال السرور على زوجتك، فلا تبخل عليها بكلمة حلوة، أو بهدية بسيطة، والمرأة تسعد ولو بزهرة من حبيب عمرها.
- اشعرها بسعادتك بوجودك معها، وأنك كنت تحتاج لقضاء وقت معها، لكن لا يبعدك عنها سوى الأعباء.
- اخرجا للتنزه بمفردكما ليلة لاستعادة الذكريات الجميلة بينكما، وتجديد الروح، ونقاء النفس.
ثانيا: "الأم والزوجة"
كأم أقدم لك هذه النصائح:
- لا تنسي التخلص من روتينية يومك وأهمية شعور أولادك بالتحرر منها، وتمتعهم بالتخلص من الأوامر والنواهي.
- أشركي الجميع في الأعباء الخفيفة في المنزل، كتحضير الابنة لوجبة خفيفة أو نوع حلوى والأولاد في ترتيب حجراتهم.
- لا تهدري الوقت في إعداد الطعام، واكتفي بالوجبات الخفيفة، أو الخروج لتناول الطعام في الخارج بقدر ميزانية زوجك.
- شاركي زوجك حوار أولادك وساعديه في طرح وجهات النظر والتقريب بينها.
- تذكري الابتسامة وابدئي يومك بها؛ فابتسامتك مصدر السعادة، والشعور بالطمأنينة.
- كوني قدوة طيبة في معاملة والدهم وتقديره واحترامه.
- احرصي على جو الأسرة والالتفاف في أوقات الطعام، التي ربما حرمكم منها أوقات الدراسة والعمل، وأعدي لهم أطباق الحلوى التي يحبونها للاجتماع والأحاديث الأسرية.
وكزوجة أقدم لك هذه النصائح:
- أعيدي الرومانسية والحب لحياتك الزوجية.
- جددي بناء جسور الثقة بينك وبين زوجك، وإزالة الجفاء الروحي بينكما.
- عاتبيه بحب وحنان، واجعليها فرصة للمناقشة الودية، وأخرجي ما في قلبك، بلطف وشفقة.
- ذكريه بزيارة والديه وأقاربه، وكوني بصحبته وأولادك في تلك الزيارات.
- لا تجعلي خلافًا أو مشكلة في وقت سابق حائلا أمام فرصة قضاء ساعات هنية.
- أشعري زوجك بحاجتك لوجوده بجانبك، وسعادتك الغامرة بوجوده.
- كوني متألقة دائما، واجعلي زوجك يشعر بتأنقك له وحده في تلك الأيام، ولا تنسى وضع العطر الذي يحبه.
- لا تجعلي زوجك يشعر أن الإجازة قيد على حريته، اتركيه يفعل ما يريد وقتما يريد.
- الصداقات المُخلصة مصدر استقلالية ودعم للنفس، اجعلي يوما أثناء الإجازة لأصدقائك، ويوما لأصدقائه.
- لا تنسي الهدية الرقيقة التي تفتح قلب زوجك، وتُشعره أنك تذكريه دائما.
ثالثا: "الأبناء"
- إن الإجازة فرصة كبيرة لـ:
* قضاء وقت طيب مع الوالدين وبرهما بكافة السبل البسيطة.
* إظهار الود للوالدين، وإظهار السعادة بتواجدكم جميعا في وقت واحد بالبيت.
* تقديم العون وقضاء بعض الحاجات للبيت، وتحمل المسئولية أثناء العطلة.
- خلال الإجازة اسال نفسك: ماذا تتقن؟ وركز فيه وحاول أن تُفيد الغير كأفراد العائلة والجيران والأصدقاء.
- عند التحاور مع الوالدين كن صادقا وصريحا مع الأدب في الحوار، وتقبل وجهات النظر المختلفة بحب وتفاهم.
- قم بزيارة جديك أو أحدهما، وصل رحمك، أو صل ما انقطع بين أصدقائك المقربين الصالحين.
- كن إيجابيا وتحمل مسئولية نفسك وحاول إنجاز أعمال توانيت عنها أو أهملتها بسبب ضيق الوقت، كترتيب حجرتك وأوراقك.
- على الابنة مساعدة والدتها في إعداد الطعام، وإنجاز بعض الأعمال الخفيفة، ولو كانت صغيرة السن، لتتمرس على تحمل المسئولية.
نصائح لكل أفرد الأسرة:
- تجديد النية واحتساب تلك الأوقات خالصة لله، فهذه الإجازة نتقوى بها على تجديد النشاط، وعبادة الله.
- تغيير الأجواء والعادات الروتينية، سواء بالنزهة أو قضاء الوقت بالمنزل مع تنظيم أوقات الطعام، ومواعيد النوم والاستيقاظ، حتى لا تكون الإجازة قلبا للأوضاع، والتعود على الفوضى.
- القدوة الحسنة في الاستفادة والاستمتاع بوقت الفراغ.
- التشاور والحرية في كيفية قضاء الإجازة، وما إذا كان التخطيط مناسبا لاهتمام الجميع ليحظوا بالمتعة.
- عدم الإفراط والمبالغة في التسوق والشراء دون حاجة.
- عدم نسيان أن لدى المجتمع الشرقي ثقافة هدر الوقت التي يجب التخلص منها.
- إشاعة الإحساس بالحب والترابط بين الأسرة.
- صل رحمك وأصدقاءك الذين غبت عنهم في خضم الحياة.
- دع لمسكين أو يتيم يومًا لرعايته وإدخال البهجة عليه.
- تجنب التسويف قدر الإمكان فهو عدو الإنجاز.
- ابتعد عن الهموم والمشكلات.
- احذر الجلسات الطويلة والسهر أمام النت والتلفاز فيما لا يفيد، ويكون سببا في إضاعة صلاة الفجر.
- تجنب المهاترات والأحاديث التي لا تُجدي.
- لا تنس ممارسة الرياضة البدنية المناسبة، وأيسرها المشي، واترك استعمال السيارة خلال العطلة، ونظف سيارتك بنفسك، وساهم في أعمال المنزل الخفيفة.
- يمكنك التنزه في الحدائق أو على شاطئ البحر بدون تكلفة، فهو فرصة للمرح وفرصة للتأمل في خلق الله، وروعة وجمال الطبيعة.
- الضغوط جزء من أسلوب الحياة اليومية . لابد من وضع حد فاصل لها.
- اجعل الحياة مضيئة أمام عينيك.
- اجعل الإجازة فرصة لبر الوالدين ومساعدتهما وإظهار الحب والتقدير لهما، والسفر لهما يوما في حال بعدهما وإدخال السرور عليهما.
- احرص على اكتساب مهارة جديدة، و التخلص من عادة سيئة.
- طرح مناقشة موضوع أو فكرة جديدة، أو مسابقة مفيدة قد يساعد على تحقيق هدف ما.
- يعتقد البعض أن كلمة إجازة تعني التخلص من كل فروض الحياة، فعلينا الانتباه.
- يمكنك قراءة كتاب مفيد ومناقشة مضمونه أثناء الإجازة.
- اجعل لنفسك وردًا يوميًا لتلاوة القرآن الكريم، وحفظ ومراجعة بعض الآيات.
- احرص على الصلاة لوقتها مع الجماعة.
- لا تنس ذكر الله، واحرص على أذكار الصباح والمساء.
- احرص على قضاء عمرة، والصلاة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن تيسر لك ذلك.

حقا إنها عطلة قصيرة – لكن احرص على اغتنام لحظاتها،
قال الحسن البصري: "أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم".