جددي حياتك


فاطمة عبد الرءوف


ما أجمل أن تكون حياتك مشرقة لامعة تحمل ألوان البهجة والجمال.. ما أجمل أن تشعري بلحظاتك مؤثرة قوية متدفقة فتتذوقين طعم الحياة الحقيقي.
نعم بإمكانك - عزيزتي - أن تعيشي حياتك هكذا.. فقط لو حافظت على تجديدها؛ فكل شيء في الحياة بحاجة للتجديد بين الحين والأخر، حتى الأمم تحتاج لمن يجددها ويضفي عيها روحا وهاجة فما بالنا بالإنسان.
وكلما امتلك الإنسان رهافة في مشاعره كلما كانت حاجته للتجديد أقوى وأعمق، ولقد وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - النساء بالقوارير؛ فهن الأكثر رقة ورقتهن ممتزجة بالجمال لكنهن أيضا سهلات الكسر والانكسار.
لقد طالب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرفق بهن، لكن عليهن أيضا أن يرفقن بأنفسهن؛ فلا يتركن أي مشاعر سلبية بالترسب وإضفاء هالات من الإحباط على الحياة، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه التجديد الذاتي للحياة.
ولو تحدثنا عن المرأة الزوجة على وجه الخصوص فإنها في أمس الحاجة لهذا التجديد؛ لكثرة الأعباء والضغوط والأعباء التي تعاني منها، فبعض النساء تعاني كثيرا من الرتابة في حياتها، وأخريات تهب عليهن عواصف الخلافات بشكل دوري، والكل بحاجة للتجديد الذي سينعش حياته أولا ثم يفيض على كل من حوله وأولهم الزوج.
وإليك هاتين القصتين لسيدتين اختارت أحداهما التجديد وآثرت الأخرى التقليدية والرتابة:
السيدة (ت) زوجة لصحفي يحب عمله جدا، وهي دائما ما تتابع الأخبار والصحف لتكون ملمة بطبيعة عمل زوجها، وعندما تحب أن تثير اهتمامه تطرح عليه سؤالا متعلقا بعمله أو استفسار عن شيء ما أو حتى نقل وجهة نظر مخالفة؛ فأصبح يحب الجلوس معها ومناقشتها.
الحقيقة أن السيدة (ت) أحبت فعلا هذه المتابعة التي أشعرتها بقيمتها الانسانية وشغلتها بالهم العام، وأصبح الحديث بينها وبين زوجها شديد السلاسة في تنقله بين العام والخاص.
ذات يوم عرض عليها زوجها اصطحابه في مهمة صحفية في منطقة بعيدة، وفيها شيء من الخطورة في رحلة تستغرق يومين، وفي لحظات قررت السيدة (ت) الموافقة؛ وذلك لعدد من الاسباب أهمها: أنها تحب اصطحاب زوجها، ولشعورها أنها مقدمة على عمل مثير وفيه من روح المغامرة الشيء الكثير.
السيدة (ت) كانت تشعر أن الحوار بينها وبين زوجها ضعف وقل عن الأول وأصبح يتسم بشيء من الرتابة وكانت على يقين أن هذه الرحلة المثيرة ستجدد حياتهما.
تركت السيدة (ت) أطفالها في منزل اسرتها بعد أن قدمت لهم وعدا بهدية مفاجأة.. كانت السيدة (ت) توقن أن الأطفال في ايدي أمينة وأنهم سيكونون أكثر سعادة عندما تعود متجددة مشرقة، وكان سن الأطفال مناسب، وتفهموا خاصة أن الثقة بينهم وبين الأم والأب كانت قوية.
والحقيقة أن كل النتائج التي كانت تتوقعها السيدة (ت) تحققت وأكثر، ولقد عمقت هذه الرحلة العلاقة بين الزوجين وأصبحت ذكرى رائعة لكليهما.
السيدة (ت) ليست زوجة مثالية فلديها أخطاء في حياتها، وربما لديها بعض الإهمال الذي يتجاوزه زوجها؛ لأنها لفتت انتباهه بعيدا عن هذه الصغائر والعلاقة بين الزوجين مضرب الأمثال، والسيدة (ت) تتمتع بحالة نفسية مرتفعة رائعة لأنها دائما تسعى وراء التجديد.
على العكس من السيدة (ت) تحاول السيدة (ل) أن تكون مثالية جدا في كل شيء بتقليدية كبيرة؛ فبيت السيدة (ل) شديد النظافة والترتيب، وطهيها أكثر من ممتاز.. تحرص أن تدرس أولادها بنفسها، لكنها لا تجدد في أي شيء خاصة في علاقتها بزوجها.
ذات مرة طلب منها زوجها أن يخرجا سويا هي وهو فقط وترك الأولاد عند والدتها؛ لأنه يرغب في أن يتناول الطعام معها وحدها في جو رومانسي، لكنها ظلت مترددة رافضة لا تتصور أن تترك أطفالها وتخرج لتناول الغداء دونهم، فلم تكن تشعر أن من حقها هي وزوجها الحصول على نزهة دون الأطفال، لكن بعد توسل وإلحاح من الزوج وافقت على أن يعودوا سريعا جدا، ومنذ لحظة الخروج وهي تبدو قلقة وكل بضع دقائق تتصل بهاتفها بوالدتها كي تطمئن على الأولاد.
جلسة السيدة (ل) متوترة، لا يبدو عليها أي مشاعر للفرح أو للسعادة، بل يبدو على وجهها الجميل أمارات الضيق والجبر.. لم يطق الزوج الجلوس فعادوا فورا.
السيدة (ل) يدعوها زوجها لمشاركته مشاهدة مبارة لفريقه المفضل فتنظر له بامتعاض.
السيدة (ل) يدعوها زوجها للجلوس معه فتعتذر لانشغالها بتنظيف المطبخ.
السيدة (ل) يدعوها زوجها للجلوس معه فتعتذر لانشغالها بتنظيف الحمام.
السيدة (ل) يدعوها زوجها لقضاء عطلتهم السنوية في أحد المدن الساحلية فترجوه أن تقضي العطلة مع العائلة.
السيدة (ل) زوجها خطب أخرى وهو في طريقه لإتمام الزواج رغم أن الجميع يرى في السيدة (ل) زوجة مثالية جدا.
السيدة (ل) في حالة اكتئاب شديد وتوتر وانفعال حتى على الأولاد وتتساءل ليل نهار: لماذا فعل زوجها ذلك؟

عزيزتي هل تعرفين إجابة لتساؤلات السيدة (ل) الحائرة وأي نموذج من هاتين السيدتين تفضلين؟