الحِلَق القرآنية


حمزة بن فايع الفتحي


من آثار الصحوة الإسلامية المباركة العناية بالقرآن وتوسيع حلقاته التي أزهرت في كل موضع. واعتمادها على القرآن صان مسارها وحفظ شبابها، وأثمر طلاب علم منها ومن خزائنها.
ما تعلق طالب بالقران إلا أفلح وأنجح ( {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} ) [سورة الإسراء] .
في نتائج اختبارات القياس لهذا الشهر (جمادى الثاني١٤٣٨) يعلن المركز الوطني (تفوق) مدارس تحفيظ القرآن وبلوغها المراكز العشرة الأوائل.
أية خيبة ونفسية سيسير عليها الليبرالي والأعادي كارهي الدين وراغبي الانحلال بعد ذلك.
وما أدري بخيبات الأعادي
وهل لوجوهِهم بعدُ انشراحُ ؟.
يبدو أنهم لن يستطيعوا إبداء وجوههم للناس وهل ستعلن الصحافة ذلك! ربما كذّبوا الخبر، أو قالوا النتائج مزورة أو المركز مخترق! هههه.
وهل سيملك بعضهم الشجاعة الأدبية ليعترفوا بالهزيمة التاريخية لهم، وبعد حملات جائرة ومؤسفة ضد الحِلق والمساجد والمنابر.
عادت الصحوة القرآنية لتنتصر من جديد وتهزمهم نهجا وفكراً وخلقا وعبقرية، وأنهم لا مقام لهم فليبحثوا عن مفازة أو غار يضمهم.
في هذا دليل أن الصحوة لم تنته بالكلية أو تتلاش، بل دخلت مرحلة جديدة من العمل، ولا تزال ينابيعها زاخرة زاهرة.
أثبتت النتائج عظمة الكتاب ، وعظمة حملته وأنهم أصحاب الجد والفوز والتنور، والفطنة والكياسة.
عشر مدارس قرآنية تنذر بمستقبل حافل لنا ولأبنائها ، وأن الحملات السابقة ما كانت إلا احتقانا سافرا، وغِلا متفجّرا بالباطل المشين.
تبدل الأفكار وفساد القلوب، يجعل من الأسماء العربية أعداء خُلّصا، ووكلاء للغرب بكل قبح وجسارة. ( « وإذا فسد فسد الجسد كله» ).
حفظ القرآن وتدبره والعمل به سبب للتفوق وبوابة للإتقان، وضبط السلوك .
من لي بمثل سيرك المدللْ
تمشي رويدا وتجي في الأول؟.
لا زال قرآنُ الإله يصدهم
ويذيقهم من ذلةٍ وهوانِ
لا زال يرفعنا ويعلي شأننا
هلا اتعظتم يا بني الهذيانِ؟.
انتصارنا انتصار للبلد وعقيدته وهويته وقيمه ومكانته الروحية والبارزة في حس كل مسلم.
ومثل ذلك يعزز الانتماء الحقيقي ويجعلنا نطرح شكوكات الكذبة الأبالسة، لئلا تلبس على الناس.
قالوا في جمعيات التحفيظ ، كل سوء ونقيصة فجاءت النتيجة لتصفعهم بلا هوادة وتجعلهم مضحكة للأنام.( {أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون} ) [سورة الزخرف] .
أنوار القرآن النفسية تفتح لحملته آفاقا في النهوض والإبداع والصدارة .(وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) سورة النساء .
قبل سنتين أيضا تفوقت مدارس القران، وفِي دراسة سعودية نشرت قبل سنوات تؤگد: ٧٠٪ من طلاب الحلقات متفوقون دراسياً.
ماذا يريد أصحاب الطرح الليبرالي المناوئ للدين والمجتمع، بعد ذلك، وقد انكشفت كذباتهم، وسال حنَقهم! ( «وما تخفي صدورهم أكبر» ) [سورة آل عمران] .
أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ومرفوعون في الدنيا والآخرة وفِي الحديث( «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين» ).
لا يدرك الحمقى المنافقون أن حفظ القران من الصغر، يقوي الذاكرة، ويحسن مستوى التفكير، ويثري الطالب اللغوي.
ويضاعف من مستوى التفوق، ويحمي الطفل فكرا وخلقا ومسلكا، وهي مقدمات ضرورية للتفوق والظهور.
حينما نقول حِلق القرآن وفصوله وتوسيعها ليس مجرد الحفظ، بل يُضم له الفهم والتفسير المبسط.
الحفظ والفهم جناحا الطالب ومصدر قوته ونهوضه وإبداعه.
وترسخ المعاني القرآنية بالتفهيم والشروحات اليسيرة للتلاميذ، وهو مؤذن بخروج جيل واعٍ ومذهل.
حِلق القران وانتشارها وتصدرها، معركة هُوية مع المبطلين الضبيين (جُحر الضب)، الذين هواهم للغرب بكل تعاساته.
أنا لولا أن لي من أمتي
خاذلاً ما بت أشكو النوبا
أمة قد فت في ساعدها
بغضُها الأهلَ وحب الغُربا
والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط.
ومضة/ الله يرفع بهذا الكتاب أهله، رفعةً حسية ومعنوية!