بسم الله الرحمن الرحيمدعوة لمناقشة دراسة للآية 82 من سورة النمل، قال عزّ وجل وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل:82]
يشمل لفظ (دابة) كل ما يدب ويتحرك لقوله تعالى وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود:6]
و إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود:56]
وقوله عزّ وجل وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [النحل:61]
ولا يصرف المعنى لمخلوق دون الآخر الا بقرينة أو دليل.
- حينما يطلق اسم ( دابة ) ويراد به البشر تأتي قرينة توحي بذلك، قوله عز وجل ( تُكَلِّمُهُمْ ) صرفت المعنى من العام الى الخاص فالكلام صفة العاقل.
القول أن الدّابة بهيمة تتكلم يلزمه دليل، تنص القاعدة الأصولية على حمل اللفظ على حقيقته دون مجاز إلاّ لقرينة أو دليل.
- حينما يراد بلفظ (دابة) البشر، ينصرف المقصود للرجل والمرأة على سواء ، وحينما يراد أحدهما كذلك لابد من قرينة تصرفه فتاء التأنيث تدل على أنها (امرأة) تدب فوق الأرض دبًّا، فكلمة (دابة) تعرب حال صاحبه محذوف تقديره (امرأة) وليس مفعول به.
والحمد لله رب العالمين.