التعامل مع المشكلات



منال الدخيل




يقال أنّ العقل كالعضلة إذا ما تمّ تدريبها والعناية بها ساعد ذلك في تنميتها والاستفادة منها. ومن الأمور التي تستحق منّا الاهتمام والرعاية هي مراقبة وملاحظة طريقة عقولنا في تعاملها مع المشكلات.

فهناك من الأشخاص إذا حدثت له مشكلة، كانت تلك نهاية العالم بالنسبة له، وانهار العالم أمامه، وأصبحت المشكلة هي العقبة القاضية على سير حياته ومجراها. وتصبح هي الشمّاعة التي يلقي عليها أعذار تعطّل نجاحه وتقدمّه.

من جهة أخرى هناك من يعتبر هذه المشكلة تحدّياً ومحفّزاً للتفكير بشتّى الطرق والوسائل الجديدة التي تساعده في تخطيها.

إنّ الآليّة التي يعمل بها عقلنا في كلّ أمور حياتنا عبارة عن أنماط تكوّنت مع الوقت جرّاء التربية والوراثة وغيرها من العوامل الخارجيّة التي تركت صبغتها وأثرها علينا.

وحتّى نعرف طريقة عمل هذه الآليّة، يجب علينا ملاحظة ردّات فعلنا في التعامل مع المشكلات.

هل ستفكرين بأسوأ الاحتمالات وتعلنين الاستسلام والانسحاب؟

أم تفكرين بأقرب مخرج للخروج من هذا المأزق؟

سيتطلّب ذلك بعض الجهد في البداية للتعرّف على نوعية هذه الأفكار والمسار الذي تتّجه إليه، لكن مع الوقت ستلاحظين وعيك بنوعية هذه الأفكار. ومتى ما وجدتِ هذا الوعي، ابدئي بالتغيير اللازم لتغيير هذه الطريقة، مثل طرح بعض الأسئلة التي تنقل تركيزك من المشكلة إلى الحل، عوضاً عن طرح الأسئلة التي تغرقك في المشكلة والأفكار السلبيّة المصاحبة لها، خصوصاً أنّنا متى ما انغمسنا في مثل هذه الأسئلة ساهم ذلك بزيادة الشعور بالضيق والإحباط.

بعض الأسئلة التي تساهم في تغيير التركيز من المشكلة إلى الحل قد تكون مثل:

1. كيف أخرج من هذه المشكلة؟

2. ما هي البدائل التي يمكن استخدامها الآن؟


3. ما أسوأ شيء يمكن حدوثه إذا لم أجد الحل؟

هذه الأسئلة تساعد في الوصول إلى الهدوء والتركيز والانتقال من إطار المشكلة إلى إطار الحلّ. وكلّما تمّ تطبيق هذه الطريقة كلّما كان إيجاد الحلول أسهل، وأصبح التفكير في البدائل عادة لا تحتاج إلى التفكير أو إعمال العقل.