تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حكم قول الإنسان: (أنا أصنع قدري):

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي حكم قول الإنسان: (أنا أصنع قدري):

    السؤال:
    ما حكم قول "أنا أصنع قدري" ؟

    تم النشر بتاريخ: 2010-12-06
    الجواب :
    الحمد لله
    الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في جواب جبريل عليه السلام حين سأل عن الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره".
    والمراد بالقدر : تقدير الله تعالى للأشياء في القَدَم ، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده ، وعلى صفات مخصوصة ، وكتابته سبحانه لذلك ، ومشيئته له ، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها . وينظر كتاب : "القضاء والقدر" للدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود ص 39.
    فالإيمان بالقدر يقوم على الإيمان بأربعة أمور :
    الأول : العلم : أي أن الله علم ما الخلق عاملون ، بعلمه القديم .
    الثاني : الكتابة : أي أن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ .
    الثالث : المشيئة : أي أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، فليس في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه .
    الرابع : الخلق والتكوين : أي أن الله خالق كل شيء ، ومن ذلك أفعال العباد ، فهم يعملونها حقيقة ، وهو خالقهم وخالق أفعالهم .
    فمن آمن بهذه الأمور الأربعة فقد آمن بالقدر.
    وقد قرر القرآن هذه الأمور في آيات عدة ، منها قوله تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49، وقوله سبحانه : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) الأنعام / 59 وقوله : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحديد / 22 وقوله : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/ 29 ، وروى مسلم (2653) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال : وعرشه على الماء ".
    وواضح أن هذا القدر لا يستطيع أحد أن يخرج عنه ، فضلا عن أن يصنعه بنفسه !
    ومع كون الأمور مقدرة على النحو السابق ، إلا أن العبد له مشيئة واختيار ، ولهذا يثاب ويعاقب ، ولكن مشيئته تابعة لمشيئة الله تعالى ، فلا يقع في الكون شئ لا يريده الله ، كما قال تعالى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) فأثبت للعبد مشيئة لكن جعلها خاضعة لمشيئة الله تعالى .
    وعلى هذا فمن قال :
    أنا أصنع قدري ، وأراد أنه لا يخضع لتقدير الله ، أو أنه يمكنه تغيير المقدر أو الخروج عنه ، أو أراد أنه لا يؤمن بالقدر ، فلا شك أن هذا خطأ وضلال مبين ، لمنافاته للإيمان بهذا الركن العظيم من أركان الإيمان .
    وإن أراد أن له مشيئة واختيارا ، وأنه يتصرف كما يريد ، ولا يشعر بأنه مجبر على عملٍ ما ، أو أنه لا يتكل ولا يعتمد على الأمر المكتوب الذي هو مجهول بالنسبة له ، بل يعمل ويجتهد قدر استطاعته ، فهذا حق ، كما قال تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) الكهف/29، وقال : ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) البلد/10 ، أي بينا له طريق الخير والشر ، لكن هذا القائل أخطأ في التعبير وتكلم بما يوهم عدم الإيمان بالقدر ، فينبغي الحذر من ذلك ، والتعبير عن الحق بالألفاظ السليمة مع التصريح بالإيمان بالقدر .
    وينظر جواب السؤال رقم (
    154392)
    والله أعلم .



    الإسلام سؤال وجواب

    https://islamqa.info/ar/153808
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: حكم قول الإنسان: (أنا أصنع قدري):

    حكم تسمية جمعية خيرية باسم صناع المستقبل


    السؤال: بحمد الله قمنا نحن مجموعة من الشباب بمنطقتنا بتكوين جمعية خيرية سميناها ( صناع المستقبل )، فاعترض علينا بعض الناس في هذا الاسم ، وقالوا : إن هذا الاسم لا يجوز تسمية الجمعية به ، وكذلك اسم ( صناع الحياة ). فنرجو من فضيلتكم أن تفتونا في ذلك . وجزاكم الله خيرا .

    الجواب :
    الحمد لله
    لعل السائل يرد عليه في هذه الأسماء - " صناع المستقبل "، و " صناع الحياة " - إشكالان اثنان :
    الإشكال الأول : تسمية المخلوقين بـ " الصناع " مع أن الله عز وجل هو الخالق المتفرد في هذا الكون .
    ولكن الصواب أن هذا الإشكال في غير محله ، لأن كثيرا من صفات الله وأفعاله جاء إطلاقها في الكتاب والسنة أيضا على المخلوق ، كالسمع والبصر والعلم ، وإنما ينسب إلى الله عز وجل من هذه الصفات ما يناسب كماله عز وجل ، وينسب إلى المخلوق منها ما يناسب نقصه وعجزه ، فسمع المخلوق كَلِيلٌ محدود ، وسمع الله عز وجل وسع الأصوات كلها .
    وهكذا أيضا فعل " الصناعة "، أطلق في القرآن الكريم على الرب سبحانه وتعالى ، وهي الصناعة الكاملة المتقنة بكمال الإتقان ، تناسب عظمة الرب عز وجل وقدرته ، فإذا نسب هذا الفعل إلى المخلوق فالمراد " الصناعة " التي تناسب عجز المخلوق وفقره وضعفه ، ليس فيها خلق من عدم ، ولا خروج عن السنن الكونية ، وإنما تشتمل على شيء من التحويل والتغيير في نظام قوانين الكون .
    يدل على ذلك حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ )
    رواه البخاري في " خلق أفعال العباد " (رقم/102) وغيره ، وصححه ابن حجر في " فتح الباري " (13/507)، والألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1637)
    فتأمل كيف نسب إلى المخلوق فعل " الصنع " فقال : ( كل صانع وصنعته )، ولأنه صنع المخلوق فهو صنع محدود ، أما الخالق عز وجل فهو الصانع الحقيقي الذي خلق الخلق من العدم ، وخلق العباد وأفعالهم ، كما قال سبحانه وتعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) الصافات/96.
    الإشكال الثاني : إضافة " الصناعة " إلى المستقبل ، وإلى الحياة ، وهما من تقدير الله عز وجل وليس من تقدير البشر .
    ولكن لعل الأولى أن لا تعامل الكلمة بهذا التصور ، بل بأن يقال : إن أفعال المخلوق جزء من أقدار الله عز وجل ، والمخلوق إنما يتخذ الأسباب التي من خلالها يصل إلى المسببات المقدرة ، ويصل إلى المستقبل الذي جرت سنة الله عز وجل بصياغته على هذه السوية التابعة للأسباب ، فالمسلم الذي يريد أن يكون مستقبله – مثلا – مليئا بالنجاح في مجال العلم والتعليم لا بد أن يتخذ أسباب الدراسة والتحصيل كي يصنع هذا المستقبل ، فهي صناعة محدودة في إطار الأسباب التي أمر الله عز وجل بها أو خلقها في هذا الكون ، ولا يراد بصناعة المستقبل التقدير المطلق والخلق من العدم الذي تفرد الله عز وجل به ، وإنما يراد به اتخاذ الأسباب الموصلة – بحكم الشرع والقدر – إلى ذلك المستقبل المعين .
    وينظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام (2/458) .
    وطريق الهجرتين لابن القيم (38) .
    والحاصل أنه لا يظهر لنا حرج في تسمية الجمعية بـ " صناع المستقبل "، أو " صناع الحياة "، ولا يبدو أن فيه هذا الاسم تعديا على حقوق الربوبية لله عز وجل ، ولا شبهة التعدي .
    والله أعلم .

    https://islamqa.info/ar/154392



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: حكم قول الإنسان: (أنا أصنع قدري):

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    لكن هذا القائل أخطأ في التعبير وتكلم بما يوهم عدم الإيمان بالقدر ، فينبغي الحذر من ذلك ، والتعبير عن الحق بالألفاظ السليمة مع التصريح بالإيمان بالقدر.

    نعم، ينبغي الحذر من ذلك.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: حكم قول الإنسان: (أنا أصنع قدري):

    جزاكم الله خيرًا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •