أعانك الله يا من تطالع هذا المنشور
وذلك لركاكة الكلمات , وعدم تماسك الفقرات, وعدم تنسيق الأفكار , وترتيب الجمل , أضف علي ما سبق طول المنشور .
مع كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد(2)
قلت أنا حمدي حامد الصيد (أبو مسلم الصيودي الأثري)هذا بعض سمات ومميزات كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد لمؤلفه محمد بن سليمان المغربي رحمه الله .
وقد كتبت منشوراً سابقاً بينت فيه كيف خرج هذا الكتاب إلى دنيانا وكيف جمع المؤلف بين الكتابين اللذين هما أصل مادة هذا الكتاب كما أوضحت فيه خطأ من قال بأن الكتاب جمع مادة (14) كتاب من كتب السنة أو (15) كتاب إذا اعتبرنا زوائد رزين كتاب مستقل .
والآن أقيد لكم بعض سمات ومميزات الكتاب من واقع قراءتي له .
وهذا أوان الشروع في المقصود فأقول بعد حمد الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم :
لما بدأت في جرد هذا الكم الهائل من الأحاديث قلت في نفسي ماذا عساي ان أقيد من سمات ومميزات هذا الكتاب ؟
فكل ما هنالك انه جمّعٌُ على كتابين كبيرين , فلما غصت في أعماقه وخضت في غماره وقيدت بعض مميزاته إذ بي أقول , لو أني كتبت كل مميزات الكتاب لأتى ذلك في أوراق ذوات عدد , وأنا من عادتي إذا تكلمت عن كتاب معين أحاول أن اجمع الكلام عليه في منشور واحد وأحاول أن اختصره لكن دون جدوى, فكلماتي ركيكة , ولم أوتى بياناً حتى أدل على ما أقول بأخضر قول وأحسنه , لأن ملكتي في الكتابة ضعيفة , ويخرج المنشور كل مرة وأنا غير راضِ عنه إما من ناحية طوله وهذه هي السمة الغالبة على منشوراتي او من ناحية لغته الركيكة , فالله المستعان وعليه التكلان , ودونك ما قصدت من سمات ومميزات لهذا السفر المبارك .
مؤلف الكتاب هو محمد بن محمد بن سليمان المغربي توفي سنة (1094) رحمه الله
يلزمك أخي الكريم قبل الولوج الى هذا السفر المبارك ان تقرأ مقدمة المؤلف بعناية وتركيز , لان فيها بيان لطريقته وتقيد لمعنى كلاماته وتوضيح لمجموع مصطلحاته التي يستخدمها في طول الكتاب .
عدد أحاديث هذا الكتاب (10131) حديث , شملت الصحيح بنوعيه والحسن بقسميه والضعيف بدرجاته ولم يخلو الكتاب من الحديث الموضوع وهو قليل جداً هذا ان اعتبرنا ان الحديث الموضوع داخل في نطاق الحديث أصلا وإلا فالموضوع ليس بحديث ولكن قلنا انه حديث باعتبار زعم واضعه .
غالب أحاديث هذا الكتاب من الأحاديث القصار والمتوسطة وفيه عدد لا بأس به من الأحاديث الطوال اذكر منها حديث جابر في حجة الوداع وحديث عائشة في قصة الإفك وحديث كعب ابن مالك في غزوة تبوك وحديث ام زرع ...... وأحاديث أخرى كثيرة على هذا النمط تجدها منثورة في ثنايا الكتاب .
بدأ المؤلف بكتاب الإيمان وختم بكتاب الجنة والنار وما فيهما ... ( نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار ) .
أطول كتاب عنده كتاب الصلاة عدد أحاديثه (1389) حديث .
اقصر الكتب من حيث عدد الأحاديث كتاب النذور وعدد أحاديثه (18 حديث )
اقصر حديث وقفت عليه في هذا السفر حديث رقم 5750 وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( زن وأرجح ) .
قد يذكر المؤلف للحديث الواحد أكثر من رواية .
يعزو المؤلف كل حديث الى من خرجه ولا يستوعب ذلك في كل حديث .
يحكم على الأحاديث بطريقة مختصرة , وألفاظه في الحكم على الأحاديث بين معناها وما يقصد منها في المقدمة لذلك قلت إقرائها بعناية وتركيز .
اسقط الأسانيد بالكامل إلا النادر في حديث او حديثين واكتفى بالمتون .
في الغالب الأعم يبدأ بالصحابي ثم متن الحديث ثم من خرجه من أصحاب الكتب التي جمع أحاديثها وقد يبدأ بمن اخرج الحديث كأن يقول ( ولأبي داود والترمذي ) ثم يذكر الصحابي أو يؤخر ذكر الصحابي بعد ذكر المتن .
اسقط صيغ التحديث التي فيها ذكر النبي وذكر كلمة (رفعه – يعني الى النبي صلى الله عليه وسلم بدل قال رسول الله او غيرها من الصيغ الواردة في الأحاديث ) ولم يحسن في هذه حتى وان كان في حذفها اختصار, لكن تستطيع ان تستدرك ذلك بإبدال الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤية هذه اللفظة المذكورة .
قد يقدم المصدر الذي يعزو إليه الحديث وقد يؤخره وهو الغالب .
أحيانا ينقل بعض الأحكام عمن تقدمه اذكر منهم 1- البخاري 2- النسائي 3- الترمذي 4- الذهبي 5-الهيثمي 6- ابن حجر وغيرهم ممن ترى أقوالهم منثورة في هذا الكتاب .
درجة أحاديث الكتاب و طريقة حكم المؤلف عليها :
ما كان في الصحيحين لم يتعرض له لأن العزو إليهما او إلى احدهما معلم بالصحة .
باقي أحاديث الكتاب التي لم يذكر عندها حكم فهي عنده أحاديث مقبولة ولا تنزل عن درجة الحسن .
بقي من أحاديث الكتاب قسمين الأول لم يتعرض له لكن نقل حكم غيره عليه والثاني حكم عليه بالضعف او اللين او ما يشير الى ان هذا الحديث غير صالح للاحتجاج .
يذكر الرواية والفروق عليها والزيادات انظر مثلاً رواية المغيرة بن شعبه في المسح على الخفين الحديث رقم ( 696 ص 104 ج 1 )ذكر لها تسع روايات وكذلك حديث ابن عباس قال ( بت عند خالتي ميمونة فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .... الحديث ) ذكر له 10 روايات ص 314ج1 حديث رقم 2252 وما بعده .
يعنون بعنوان شامل ثم يذكر تحته ما يناسبه من الأحاديث .
قسم كتابه إلى مجموعة من الكتب يندرج تحت كل كتاب مجموعة من العناوين تحت كل عنوان عدد من الأحاديث شاملة لهذا العنوان تقريباً .
قد يذكر بعض الأقوال في الرواة بعد ان يسوق الحديث او ينقل ذلك عمن تقدمه .
أحيانا يعزو الحديث الى احد المخرجين له وعزوه الى غيره اولى كان يعزو الى النسائي وهو في البخاري او مسلم او يعزو الى الطبراني وهو في السنن وهذا يعد خللاً من الناحية الحديثية .
جعل المؤلف رحمه الله الموطأ سادس الكتب الستة الأصول مع انه في عصره رحمه الله كان قد استقر واشتهر جعل ابن ماجة سادس الستة .
يذكر للحديث الواحد اذا اتحد لفظة أكثر من راوي فمثلاً حديث (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ) ذكر عنده عشرة رواه من الصحابة انظر الحديث رقم 1292 ص 185 ج 1 .
قد يتعقب بعض العلماء ويظهر ويبين بعض أوهامهم انظر مثلاً الحديث رقم ( 1298 ص 186 ج1 تعقب فيه الهيثمي والطبراني رحم الله الجميع .
اذا كان الحديث عند الستة بجعل الموطأ مكان ابن ماجة قال ( للستة ) واذا كان للستة دون واحد منهم سماه فقال ( للستة دون مالك مثلاً او دون النسائي او دون البخاري )
اذا كان الحديث عند ابي داود والترمذي والنسائي قال أصحاب السنن يقصد الثلاثة دون ابن ماجة .
أحيانا يقارن بين الروايات ويخطأ ويصوب انظر الحديث رقم 1386ص179,198ج1 .
من خلال أحكام المؤلف على الأحاديث لاحظت التالي :
أ- غالب ما ينفرد به النسائي عن الستة صحيح وكذلك ابوداود بخلاف زوائد الترمذي وابن ماجة .
ب- زوائد احمد وأبي يعلى الموصلي على الستة اقرب الى الصحة من زوائد البزار والطبراني .
غالب ما ينفرد به الطبراني عن التسعة ضعيف ( فأنت في طول الكتاب لا تزال تقرأ هذه الكلمات – للكبير بلين – للكبير بضعف للكبير بخفاء للأوسط بلين او بضعف او بخفاء -) .
زوائد رزين على الستة غالبها لا يصح.
هناك أحاديث ذكرها المؤلف دون عزو إلى أي مصدر من المصادر وهي قليلة جداً ولم يبين في المقدمة هذا النوع من الأحاديث انظر مثلاً الحديث رقم 2422 ص 339ج1 حديث ابن عباس في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
قد يذكر المؤلف بعض الأحاديث في غير مظانها .
من اكبر الكتب التي ذكر فيها أحاديث ضعيفة , كتاب الخلافة والإمارة وكتاب الفضائل والمناقب وكتاب الأذكار والأدعية .
الكتاب به جملة كبيرة من الأحاديث اتفق على روايتها كلاً من البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي ( وهي التي يقول المؤلف عند ذكرها رواه الستة الا مالكاً ) رحم الله الجميع .
اكبر عدد من أقوال الصحابة والتابعين تجده في كتاب الطلاق وكتاب الفرائض فيهما الموقوف والمرسل بصورة اكبر من غيرهما .
قلما يعنون لمجموعة من الأحاديث ( ولا أقول يبوب ) إلا وتجد للإمام الطبراني له فيها نصيب وكأن معاجمه الثلاث وخاصة الكبير منها لا يوجد باب من أبواب السنة إلا وقد روى فيه حديث صح ذلك او لم يصح , أقول هذا من خلال ما وقفت عليه من الأحاديث خلال قراءتي لهذا السفر المبارك , وإلا فحتى كتابة هذه الكلمات لم استطع ان ابتع كتاب المعجم الكبير للطبراني لان سعره ليس في متناول يدي وليس عندي من المعاجم الثلاث إلا الصغير .
قلما ينفرد الإمام مالك عن الستة الا بالموقوف( ولعل السبب في ذلك هو مكانة الإمام مالك رحمه الله فالكل يرغب في الرواية عنه ) وكذلك الإمام الدارمي .
إضاءت :
حديث ام زرع تجده في كتاب النكاح تحت عنوان معاشرة النساء رقم 4323ص 603 ج1 .
حديث توبة كعب بن مالك وقصة تخلفه عن غزوة تبوك تجده في كتاب التفسير حديث رقم 7004 ص 217ج2 .
حديث صلح الحديبية تجده ص 125ج2 رقم 6606 .
حديث الإفك تجده في ج2 ص 238 تحت رقم 7101 .
ملاحظات :
الأولى من هذه الملاحظات : لم يسلك المؤلف رحمه الله سبيل من قبله في الجمع فكتابه اقرب إلى الانتقاء منه إلى الجمع ( كما بينت ذلك في منشور مستقل ) وأشير إلى ذلك بصورة سريعة فأقول :
أحاديث جامع الأصول 9523 حديث تقريباً وأحاديث مجمع الزوائد حوالي 19000 أو قريب منها أي أن أحاديث الكتابين حوالي (28500) حديث تقريباً في حين أن أحاديث كتاب جمع الفوائد 10131 يعني حوالي الثلث فقط من أحاديث الكتابين فكيف نسمي ذلك جمع ؟؟ اترك لكم الإجابة( واعذروني فاني اكتب ذلك من الذاكرة ) ولعلنا نلتمس العذر للمؤلف حيث سمى كتابه جمع الفوائد كأنه لم يقصد الجمع بين الكتابين وإنما قصد جمع فوائد منهما .
الملاحظة الثانية : اسقط المؤلف في جمع فوائده من الكتابين حوالي 18000 حديث ما بين مكرر وموضوع او ما فيه راوياً كذاباّ أو أحاديث يغني عنها غيرها ولا أرى (والرأي قد يخطأ وقد يصيب ) إسقاط هذا العدد الكبير مبرراً لما ذكره في المقدمة رحمه الله , خصوصاً ان صاحب مجمع الزوائد قد اسقط المكرر كما هو معلوم في جمعه الزوائد على الستة الأصول لان هذا هو أصل عمله في الكتاب أن يذكر الزائد على هذه الستة .
الملاحظة الثالثة : لو بدأ رحمه الله بعد ذكر العنوان الذي يعنون به لمجموعة من الأحاديث , بالصحيح ثم بالمختلف فيه , كأن يبدأ في الباب بأحاديث الصحيحين , ثم ما صح من السنن , ثم ما صح عن غيرهم ممن هم في شرط كتابه, ثم المختلف فيه بين العلماء بالتصحيح والتضعيف , ثم مالم يصح لكان ذلك أولى .
الكلام على الطبعة التي في حوزتي :
-الطبعة التي عندي تقع في مجلدين من الحجم الكبير وعليها تخريج للمدعو / السيد عبد الله هاشم اليماني المدني ( وهذا الرجل لا اعرفه وهذا لا يضيره في شيء بل يضرني كوني لا اعرفه ) وقد وسم تخريجه هذا بــــ اعزب الموارد في تخريج جمع الفوائد , والحق يقال أنا لا اعتبر هذا تخريج وان تسميته بالتخريج مجازاً باعتبار زعم صاحبه وإلا فهو ليس بتخريج إنما هو عبارة عن بعض النقول عن الإمام الهيثمي وبعض أحكام المنذري وقليل من العزو مع نقل الأحكام لكلاً من الحاكم والبيهقي وأقوال السندي في حاشيته على النسائي وبعض أحكام البصيري في زوائده على ابن ماجة ونقول عن الإمام الشوكاني في كتابه نيل الأوطار وبعض من كلام ابن حجر في الفتح , أما أن تجد فيه نفس التخريج فلا والله .
- الطبعة التي عندي لا يوجد عليها اسم دار نشر بل هي تابعة لوقف البركة الخيري وطبعت عام 1423هـ ومما زاد الطين بله في هذه الطبعة على دقة خطها وسقوط بعض الأحرف وخاصة في التخريج المذكور انه اختصر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مجموعة من الحروف رسمها كما في القوسين (صلعم) كلما ورد ذكره صلى الله عليه وسلم في حديث وهذا في حدود علمي يفعله الشيعة قبحهم الله ويكثرون منه .
وأخيرا أقول يا طالب العلم :
هذا الكتاب يريحك من عناء البحث في كتب كثيرة لتقف على اكبر عدد من الأحاديث تحت باب واحد أو في موضوع واحد فأنت مثلاً لو كنت تبحث عن أحاديث واردة في صلاة الوتر وصلاة الضحى ستحتاج إلى عدد كبير من المراجع لتجمع خمسين حديث مثلاً في حين تجدها في هذا الكتاب في موضع واحد .
من يحتاج إلى هذا الكتاب ؟
يحتاجه العالم ليختصر له الوقت ويقرب له رؤوس المسائل .
وطالب العلم يحتاج هذا الكتاب ليكفيه عناء البحث في غيره .
وخطيب الجمعة يحتاج لمثل هذا الكتاب ليثري خطبته ويغذيها بالأحاديث والأدلة من أقوال الصحابة .
المفتي يحتاج مثل هذا الكتاب ليستدل بكلام النبوة على فتياه .
والقاضي يحتاجه ليحكم بما صح منه بين الناس ويفصل بينهم في قضاياهم .
والرجل العامي يحتاجه ليعرف الكثير عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
كلمة أخيره :
هذا الكتاب على كثرة فوائده وأهميته بين كتب السنة لم أقف على شرح له , مع ان شرحه سهل وميسور .
وطريقته: ان يعمد الى الأحاديث التي أوردها المؤلف وهي في البخاري مثلاً وينقل شرحاها من فنح الباري ثم أحاديث مسلم وينقل الكلام عليها من شرح النووي وهكذا في بقية أحاديث السنن حتى يفرغ من الستة .
ثم يعمد الى ما أورده المؤلف من أحاديث احمد إلى احد شروح المسند وكذلك الموطأ والدارمي فيكون بذلك قد فرغ من شرح ما حواه الكتاب من أحاديث التسعة ويسير على ذلك في بقية الكتب وهي معاجم الطبراني الثلاث ومسندي البزار وأبي يعلى الموصلي .
والكتاب حقه ان يطبع في عشرة مجلدات ولو شرح بتوسع كطريقة الشيخ الاثيوبي حفظه الله في شرح سنن النسائي لجاء الكتاب في مائة مجلدة او تزيد .
دمتم في طاعة الله وأمنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
..... فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
..... فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
قاله بلسانه وقيده ببنانه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد