فقيه معاصر: الشّيخ عبد المحسن العباد.

قاسم عبدالواحد




الحمد لله بارئ البريَّات, فاطر الأرض والسَّماوات, الذي كرّم العلماء الرَّبَّانيِّين وفضّلهم على سائر البريَّات, وجعلهم عنده سبحانه وتعالى رفيع الشَّأن والمقامات, القائل في محكم تنزيله: [ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكر أولوا الألباب ][1] وقال: [ إنَّما يخشى الله من عباده العلماء][2], والصَّلاة والسَّلام على قدوة الأمّة في طلب العلوم النَّافعات, الذي بدأ رسالته بالعلم والعبادات, وعلى آله وصحبه أولي الفضل والإحسان والمكرمات, وعلى أزواجه الطيِّبات الطَّاهرات, ومن تبعهم بإحسان, واستنّ بسنّتهم إلى يوم الدِّين والمزيدات. أمَّا بعد:

فإنّ من خدمة العلم الشرعيّ المساهمة في ترجمة العلماء والفقهاء؛ القدامى منهم والمعاصرين؛ إذ في ذلك إسناد الفضل إلى أهله, وإظهار وإكرام من أكرمه الله, ومنحه العلم الرّصين؛ وإنّ ممّن متَّعه ربّ العالمين بالعلم والفقه العلامة الرَّبَّاني؛ ينبوع العلم والمعرفة, الإمام المنطيق المنتطق, أسوة الدَّارسين في الفقه والأصول؛ الحنبليّ في الفقه, السّنّيّ السّلفيّ الأثريّ في الاعتقاد؛ العلامة الشّيخ عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله تعالى, ونحن في هذا الصّدد مع ترجمة فضيلته يحفظه الله تعالى.

اسمه ومولده:

هو العلامة عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد بن عثمان آل بدر, وأسرة آل بدر من آل جلاس, من عنزة إحدى القبائل العدنانية, لقّب جدّه الثّاني عبد الله بالعبّاد, واشتهر بالنسبة إليه بعض أولاده, ولد – حفظه الله تعالى – في مدينة الزلفي؛ وهي مدينة تقع شمال مدينة الرياض, وذلك في عام 1353هـــــ[3].

نشأته وطلبه للعلم:

نشأ – حفظه الله تعالى – في مدينة الزلفي, وفيها تعلّم القراءة والكتابة, ثم التحق فضيلته بمدرسة ابتدائية في مدينة الزلفي؛ عام 1368هـــــ, وأتم دراسته الابتدائية عام 1371هــــــ, ثم التحق بمعهد الرياض العلمي عام 1372هــــ, ثم بكلية الشريعة بالرياض, وتخرج منها عام 1380هـ, كان مجتهدًا في التحصيل, محبًّا للعلم والعلماء[4], حصل فضيلته على درجة الماجستير في قسم الحديث من جامعة الأزهر, وحضر للدكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية[5]

مشايخه: للشيخ مشايخ كثيرون, من أشهرهم:

1 الشيخ عبد الله بن أحمد المنيع.

2 الشيخ زيد بن محمد المنيفي.

3 الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغيث, وعلى يده أتم فضيلته قراءة القرآن.

4 الشيخ فالح الرومي.

5 الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

6 الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.

7 الشيخ عبد الرزاق عفيفي.

8 الشيخ عبد الرحمن الأفريقي.

9 الشيخ عبد الله بن صالح الخليفي, رحمهم الله أجمعين[6].

مؤلّفاته: للشيخ – رحمه الله تعالى – مؤلفات كثيرة, في فنون متنوّعة, نذكر منها ما يلي:

1 عشرون حديثاً من صحيح البخاري, دراسة أسانيدها ومتونها.

2 عشرون حديثاً من صحيح مسلم, دراسة أسانيدها وشرح متونها.

3 من أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

4 دراسة حديث: نضر الله امرأً سمع مقالتي رواية ودراية.

5 قبس من هدي الإسلام.

6 عالم الرسل.

7 آيات متشابهات الألفاظ في القرآن الكريم وكيف التمييز بينها.

8 من كنوز القرآن الكريم.

9 كيف نستفيد من الكتب الحديثية الستة.

10 اجتناء الثّمر في مصطلح أهل الأثر.

11 عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة.

12 عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر.

13 التحذير من تعظيم الآثار غير المشروعة.

14 الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع.

15 أهمية العناية بالتفسير والحديث والفقه.

16 شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.

17 شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.

18 من فضائل الحج وفوائده.

19 العبرة في شهر الصوم.

20 رفقا أهل السنة بأهل السنة[7].

ثناء العلماء عليه:

لقد أثنى العلماء على الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد – رحمه الله تعالى – ثناءات عطرة؛ تدل علو مكانته العلمية, ومنها ما يلي:

ثناء العلامة ابن باز – رحمه الله تعالى – عليه بعد الاستماع إلى المحاضرة التي ألقاها فضيلته بعنوان: عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر؛ حيث قال ابن باز رحمه الله: نشكر محاضرنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد على هذه المحاضرة القيمة الواسعة, فلقد أجاد فيها وأفاد, واستوفى المقام حقا فيما يتعلق بالمهدي المنتظر مهدي الحق، ولا مزيد على ما بسطه من الكلام فقد بسط واعتنى، وذكر الأحاديث، وذكر كلام أهل العلم في هذا الباب، وقد وفق للصواب وهدي إلى الحق، فجزاه الله عن محاضرته خيرا, وجزاه الله عن جهوده خيرا, وضاعف له المثوبة, وأعانه على التكميل والإتمام لرسالته في هذا الموضوع[8].

وقال الشيخ مقبل الوادعي: أنا أنصح طلاب العلم أن يراسلوا أهل العلم، وإن استطاعوا أن يرحلوا إليهم فعلوا، مثل الشيخ الألباني، والشيخ ابن باز، والشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ ابن عثيمين، فإن استطاعوا أن يرحلوا إليهم فعلوا، وإن لم يستطيعوا أن يرحلوا إليهم فبواسطة الهاتف والمراسلات[9].

وسئل أيضا: مَن مِن علماء السعودية تنصحون بالأخذ عنهم؟

فأجاب قائلا: أما الذين أنصح بالأخذ عنهم والذين أعرفهم فهو الشيخ: عبد العزيز بن باز حفظه الله، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله، والشيخ ربيع بن هادي حفظه الله، والشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله[10].

الأعمال الوظيفية:

1 عمل مدّرسًا في معهد بريدة العلمي.

2 وعمل مدرسا في معهد الرياض العلمي.

3 وعمل مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية, وكان أول من ألقى درسا في الجامعة.

قال الشيخ عبد المحسن العباد: عندما أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية أكرمني الله, فكنت بين الذين وقع عليهم اختيار سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله تعالى – للعمل فيها مدرسا, وكانت أول كلية أنشئت فيها كلية الشريعة التي بدأت الدراسة فيها يوم الأحد الموافق 2/6/1381هــــ, وكان من فضل الله عليّ أن كنت أوّل من ألقى درسا في ذلك اليوم[11].

4 عيَّنه الملك فيصل – رحمه الله تعالى – نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية, عام 1393هــــ.

5 عُيِّن رئيسًا للمجلس العلمي بالجامعة الإسلامية[12].

عضوية المؤسسات والجمعيات العلمية:

1 عضو مجلس الجامعة الإسلامية الأعلى الاستشاري.

2 من مشايخ ومدرسي المسجد النبوي, بدأ التدريس في المسجد النبوي عام 1406هــــ, ولا زال مدرسًا فيه إلى وقتنا الحالي, حفظه الله تعالى, وجزاه خيرًا على خدمة الإسلام والمسلمين.

المراجع

[1] سورة الزمر: 9.

[2] سورة فاطر: 28.

[3] ينظر: كتب ورسائل عبد المحسن العباد 1/6.

[4] ينظر: المصدر السابق.

[5] مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية 8/4.

[6] ينظر: كتب ورسائل عبد المحسن العباد 1/6-7.

[7] ينظر: كتب ورسائل عبد المحسن العباد 1/9-11.

[8] مجموع فتاوى ابن باز 4/98.

[9] تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب ص: 140.

[10] المصدر السابق ص: 167.

[11] كتب ورسائل عبد المحسن العباد 1/7.

[12] مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية 8/4, كتب ورسائل عبد المحسن العباد 1/6-7.