هي العروة الوثقى فكن متمسكا ... بها مستقيما في الطريق المحمدي
ومن لم يقيدها بكل شروطها ... كما قاله الأعلام من كل مهتد
فليس على نهج الشريعة سالكا ... ولكن على آراء كل ملدد
فأولها: العلم المنافي لضده ... من الجهل، إن الجهل ليس بمسعد
فلو كان ذا علم كثير وجاهلا ... بمدلولها يوما فبالجهل مرتد
وثانيها: وهو القبول وضده ... هو الرد فافهم ذلك القيد ترشد
كحال قريش حين لم يقبلوا الهدى ... وردوه لما أن عتوا في التمرد
وقد علموا منها المراد وأنها ... تدل على توحيده والتفرد
فقالوا كما قد قاله الله عنهم ... بسورة ص فاعلمن ذاك تهتد
فصارت به أموالهم ودماؤهم ... حلالا وأغناما لكل موحد
وثالثها: الإخلاص، فاعلم وضده ... هو الشرك بالمعبود في كل مقصد
كما أمر الله الكريم نبيه ... بسورة تنْزيل الكتاب الممجد
ورابعها: شرط المحبة، فلتكن ... محبا لما دلت عليه من الهدي
وإخلاص أنواع العبادة كلها ... كذا النفي للشرك المفند والدد
ومن كان ذا حب لمولاه إنما ... يتم بحب الدين دين محمد
فعاد الذي عادى لدين محمد ... ووال الذي والاه من كل مهتد
وأحبب رسول الله أكمل من دعا ... إلى الله والتقوى وأكمل مرشد
أحب من الأولاد والنفس بل ومن ... جميع الورى والمال من كل أتلد
وطارفه والوالدين كليهما ... بآبائنا والأمهات فتفتدي
وأحبب لحب الله من كان مؤمنا ... وأبغض لبغض الله أهل التمرد

وما الدين إلا الحب والبغض والولا ... كذاك البرا من كل غاو ومعتد
وخامسها: فالانقياد وضده ... هو الترك للمأمور أو فعل مفسد
فتنقاد حقا بالحقوق جميعها ... وتعمل بالمفروض حتما وتقتدى
وتترك ما قد حرم الله طائعا ... ومستسلما لله بالقلب ترشد
فمن لم يكن لله بالقلب مسلما ... ولم يك طوعا بالجوارح ينقد
فليس على نهج الشريعة سالكا ... وإن خال رشدا ما أتى من تعبد
وسادسها: وهو اليقين، وضده ... هو: الشك في الدين القويم المحمدي
ومن شك فليبقى على رفض دينه ... ويعلم أن قد جاء يوما بموئد
بها قلبه مستيقنا جاء ذكره ... عن السيد المعصوم أكمل مرشد
ولا تنفع المرء الشهادة فاعلمن ... إذا لم يكن مستيقنا ذا تجرد
وسابعها: الصدق، المنافي لضده ... من الكذب الداعي إلى كل مفسد
وعارف معناها إذا كان قابلا ... لها عاملا بالمقتضى فهو مهتد
وطابق فيها قلبه للسانه ... وعن واجبات الدين لم يتبلد
وما لم تقم هذى الشروط جميعها ...
بقائلها يوما فليس على الهدى