الداعية الناجحة







* هي المخلصة التي لا تطلب لعملها شاهداً غير الله؛ لأنها تعلم أن الجنة لا تصلح إلا لأهل الإخلاص.

* وهي الصابرة المحتسبة العاملة بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من احتسب عمله كتب له أجر عمله وأجر حسبته".
* وهي التي تحسن الظن بأخواتها حتى لا يحصين عليها هفواتها؛ فكل ابن آدم خطاء و{إن بعض الظن إثم}.
* وهي التي تكون لأخواتها كالأرض الذلول تحتمل الكبير والصغير، وكالسحاب يظل القريب والبعيد.. وكالمطر يسقي من يحب ومن لا يحب.
* وهي التي تعلم أن الخطأ لا يكون صواباً وإن حسنت النيات.
* الخير منها مأمول والشر منها مأمون، هينة لينة تعرف كيف تقول لأخواتها "إني أحبكنَّ في الله".
* الناس منها في راحة.. والنفس منها في تعب.. أعمالها أكثر من أوقاتها، وشعارها {فإذا فرغت فانصب* وإلى ربك فارغب}.
* الداعية الناجحة هي التي كلما أنجزت عملاً عظيماً قالت: اللهم إن الذنب كبير والعمل قليل، ولا أثق إلا برحمتك يا أرحم الراحمين.
* وهي التي تفترض في رأيها الخطأ وإن رأته صواباً.. وفي رأي أخواتها العاملات الصواب وإن ظنته خطأ. وتلقي أخطاء الأخوات في حقها الخاص على نزغات الشيطان، متأدبة بأدب القرآن {من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء...}.
* وهي التي لا تلجأ إلى التبرير عند التقصير.. فما أنجى كعب بن مالك إلا الصدق {ثم تاب عليهم ليتوبوا...}.
* وهي كالنحلة العاملة؛ لا تأكل إلا طيباً ولا تعطي إلا طيباً، وإذا حطت لا تخدش ولا تكسر.
* وهي التي تشعر أنها إذا لم تزد شيئاً في الدعوة والتوعية ترى نفسها كأنها زائدة على الدنيا.
* وهي التي تخطط للدعوة وتعد لها البرامج وقلبها يطوف بالبيت الحرام.
* الداعية الناجحة كنزها الذهبي: حسن الاعتقاد ونور اليقين وإخلاص النية وصلاح العمل وحلاوة الإيمان وبرد الرضا وأنس الذكر وبركة الدعوة وحلية الدعاء.
* صدرها مخموم، وسرها مكتوم، وعلمها معلوم، وقولها مفهوم.
* وهي التي تحرص على أن تكون ضمن مجموعة من الصالحات "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية".
* وهي التي تحرص أن تنمي عندها ثلاثة جوانب: الجانب الإيماني، والجانب الثقافي، والجانب الدعوي {وفوق كل ذي علم عليم}.
* وهي كالشجرة إذا أثمرت تواضعت أغصانها.. وإذا جفت شمخت أشواكها.. يومها خير من أمسها، وغدها خير من يومها.
* وهي التي تعترف بالخطأ ولا تصر عليه.. وتقبل النصيحة وتعين عليها، وتحاسب نفسها قبل أن تحاسب وتزن أعمالها قبل أن توزن.
* وهي فصيحة اللسان، ثابتة الجنان، قوية الإيمان.
* تُحسِّن الحسن وتشجعه، وتذمّ القبيح وتعرض عنه، وتقتنص الفرصة؛ لأن الوقت أنفاس لا تعود.
* هي التي تستشير الأخوات فتضيف إلى عقلها عشرات العقول بدون مقابل.
* وهي التي تنزل الأخوات منازلهن، وتقدر أقدارهن، وتنسب إلى كل ذي فضل فضله.
* وهي التي تسع الناس بأخلاقها لا بأمواله؛ لأن المال ينفد والخلق باق.
* ميزانها في التوعية: لا إفراط ولا تفريط.
وأوثق عرى الإيمان عندها الحب في الله والبغض في الله.
* وهي التي لا تنظر في مسيرتها إلى أول الطريق فتعجز، وإنما تنظر إلى نهايته التي كتب عليها {والعاقبة للمتقين}.
* وهي التي لا تعاتب ولا تطالب ولا تخاصم ولا تطعن ولا تلعن، فالأدب عندها خير من الذهب.
* وهي التي لا ترى لنفسها على أحد حقاً، ولا لها عليهم فضلاً، إنما الفضل لله ثم لمن يفتح لها باب الأجر والثواب.
* وهي التي لا يمنعها حياؤها من طلب الحق والعلم النافع.
* الداعية الناجحة هي التي تتابع قلبها بما يصلحه ويزكيه وينقيه، فلا تغفل عن مراقبة نفسها ولا تقصر في محاسبتها.
* وهي التي تتعلم العلم الشرعي لتميّز بينه وبين الأهواء.
* وهي التي تكون أذناً للأصم، وعيناً للأعمى، ويداً للمشلول، ورجلاً للكسيح، وقوة للضعيف.. وبعد لفح الشمس وهي تسعى لتوعية أخواتها وبناتها تأوي إلى ظل شجرة الدعوة، وهي تقول: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير}.
* وهي التي تلبس الحجاب عبادة وليس عادة.. (فربََّ مغطية وجهها والجسد في الميزان مكشوف!).. وصوتها خفيض وطرفها غضيض ورأيها سديد.
* وهي التي تمنح الجميع بسمتها المتواضعة.. ألفة مألوفة.. إيجابية في عملها.. تسارع في إنجازه بدقة وحكمة وفهم ووعي.. وتكثر من الاستغفار بعد كل عمل، وتحسن مع الله تعالى الابتداء ليكرمها بحسن الختام.

}إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد{.
منقول