إنه الله


د. أفراح بنت علي الحميضي



الحمد لله المشرع لعباده أفضل الشرائع، والصلاة والسلام على النبي المبلغ هدية للعالمين، وبعد.
فإن الأمم تتعرض للمحن وترزق المنح، وهي في الأولى صابرة وفي الثانية شاكرة، وبين هذين الخلقين تتسخَّط فئة على المحنة، وتطغى بالمنحة وتستغل المصائب والنكبات لتستل من ضغائنها خبث أهدافها، ولتطعن الأمة بخنجر مآربها.
تمكث في حالة بيات حتى إذا حان زمن المحن تداعت بالعواء مع أشباهها في أودية الفتن لكل نقيصة.. يسمّون الأشياء بغير أسمائها..
فالشريعة.. تقييد لا تصلح في زمن الانفتاح.
والقيم.. تقليد لا تجدي في زمن العولمة.
وصيانة النساء.. سجن لا يجدي في زمن الحرية.
يرون المرأة نصف المجتمع المعطل، ظالميها، أليست هي المجتمع كله؟
يقولون امنحوا المرأة فرصة للعمل.. ألقوا صك الوكالة.. دعوها تعبِّر عن نفسها..
ونحن نقول امنحونا فرصة للحديث.. من الذي منحكم صك الوكالة للتعبير عنَّا.
أوهام كرّروها حين صدَّقوها.. براعة في تنميق الألفاظ وقلب المعاني واستجداء العواطف، والعزف على وتر التطور والتحديث.. كذئاب جائعة تغني لفريستها، فلا صوتها الذي يطرب ذا لب، ولا تنكرها يخفى على ذي بصيرة..
يلبسون كل يوم رداء لا يستر عورة..
ويتلبسون بحكاية لا يصدقها سواهم..
أوجاع الأمة.. فرص..
ونكباتها.. فرص..
ومحنها.. فرص..
إذا سار الجميع في طريق سلكوا طريقاً آخر ينظرون من علو..
هم المثقفون
هم الصالحون
وهم المبدعون المتمردون على المعتاد..
أيها الضالون عن الهدى.. المتمردون عن السواء
من الذي خلق الذكر والأنثى؟.. إنَّه الله.
من خصّ كل جنس بمزاياه؟.. إنَّه الله.
من أوجد الاختلاف؟.. إنَّه الله.
من شرع القوامة؟.. إنَّه الله.
من شرع الحجاب؟.. إنَّه الله.
من رزق الرجولة والأنوثة؟.. إنَّه الله.
فإن أبيتم فامنحونا القوامة ومعها الرجولة، وخذوا حجابنا واستروا به خبث نواياكم..
إنَّه الله قادر في علاه أيها الفاجرون..
عادل في سماه أيها الظالمون..
عاجزون وإن استطالت رقابكم وأقلامكم وزواياكم..
ظالمون حين تطالبون بالمساواة..
إنَّه الله من فوق سبع سماوات شرع الحجاب في زمن ظهر وأنتم تحاربون لإزالته في زمن الفتن.
استريحوا، لا تجعلونا بضاعة زواياكم، وأريحوا فوجوهنا ليست محطة انتظار لأنظاركم.!