بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
في زماننا هذا ، نواجه الفتن في كل مكان ، وخاصة في ( الأسواق ) ، التي هي من أبغض الأماكن إلى الله .
ومشاهد الفتنة ، وموت الحياء والقيم ، تعرض يوميا فيها ، كل هذا من بطولة المرأة والمرأة فقط ، وما الرجل إلا ضحية لـ امرأة سيرها هواها ، ووليُّ أمرٍ فتح لها الطريق إلى غواية الرجال ، وسهل لها عن قصد أو بغير قصد خلع رداء الحشمة باسم التحضر ، وبدافع الثقة في امرأته .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) .
غير أن الواقع لدى بعض الأسر يؤكد أن الراعي لا يعلم شيئا عن أمر رعيته ، اللهم إلا في النفقة ، والسفر و سائر الأمور الدنيوية .
مشهد 1:
- يبه محتاجة فلوس أشتري ملابس الصيف ، وفستان سهرة ، وميك أب .
- أبشري يا آلاء ، انتِ تامرين أمر ( ويخرج من جيبه 2500ريال ) ، ويسلمها لها ، وكان يقصرك شيء لا يردك إلا لسانك .
- الساعة تشير إلى العاشرة ليلا ، تنظر آلاء إلى وجهها : وااااه . . يبدو شاحبا وكأني ( بنت فقر ) ، لا بأس لن يرى أحد من وجهي سوي عيني ، وبسرعة خاطفة تناولت الكحل وزينت أهدابها به ، ولبست عباءتها المخصرة المزينة بتطريز ، ونقوش بألوان الطيف ، وكأنها جلابية سهرة ، ثم اتصلتْ بالسائق ليجهز السيارة ، وعندما همت بالخروج ؛ إذ بأخيها ( محمد ) يقابلها عند الباب :
- على وين رايحة أختي ؟
- رايحة السوق أشتري شوية أغراض ، تامر على شيء ؟
- سلامتك .
مشهد 2
- محمد يتصفح الانترنت ، ويسجل دخول إلى موقعه المفضل ليبدأ بكتابة مشاركات قد تكون شاهدة عليه لا له !!
( ما رأيك في الفتاة المتبرجة ) ؟!
هذا عنوان لموضوع أعلى الصفحة ، فتح شهية محمد للمشاركة فيه :
يضغط على أيقونة ( أضف رد ) ويكتب :
يا أخي ، المتبرجة ما عندها رجال ، والفرس من خيالها ، معقولة راحت هيبة الرجال ، ماتت الغيرة في قلوبهم على بناتهم ، يسمحون لهن بارتداء العباءات التي صارت تنافس فساتين السهرة في شكلها وقيمتها الباهضة . . بصراحة يا إخوان ولا تزعلون من صراحتي البنت التي تلبس مثل هذه العباءة ليست عفيفة ومو متربية ، هذي بنت رخوم . ا هـ ( !!!! ) .
بكل بساطة يضحك محمد على نفسه ، ويرمي المسلمات في أعراضهن ، كل ذلك لأجل أن يظهر أمام الناس ( الأعضاء ) أنه رجل غيور ، ومتشدد مع محارمه .
هو مقتنع بحرمة هذا الشيء ، ومقتنع بأن مَن يسمح لمحارمه بذلك ، هم من أشباه الرجال ، لكن موت الغيرة في قلبه أعماه عن رؤية المخالفات على لباس أخته ، وبعض الرجال لديه ضعف في الشخصية .
تشدده في الرد ، يذكرنا بالمثل العامي : ( اللي على راسه بطحاء يحسس عليها ) : )
مشهد 3
- تصل آلاء للسوق ، وتنزل من سيارتها ، وتتمايل في مشيتها ، وكأنها ( تمشي على بيض ) .
مجموعة من الشباب ، يتحينون الفرص للظفر بنظرة منها ، فتسمرت أعينهم تجاه آلاء ، مع ضحكات وهمسات ، مع ما تضمره نفوسهم من رغبة في وصالها ( !!! ) .
لن أكمل المشهد . . لأني لستُ أرى كلَّ متبرجة ، لديها الاستعداد لـ التنازل عن عفتها ، ولكنها فتنت شبابا ، وحركت بتبرجها وسحرها الفتان مياها راكدة ، ولربما افتننت بالشباب ولـِ كلمات الإطراء من هؤلاء الشباب المفتونين .
كل يوم تطالعنا الأخبار بالقبض على شباب تحرشوا بفتيات ، فمَن أوقد الشرارة ؟ ألم تكن المرأة بتبرجها وسفورها ؟ وولي أمرها ألم يكن مسئولا عن هذا ؟
لماذا يحاكم الشاب على رد فعل متوقع ، ولا يحاسب المجرم الذي أشعل النار ؟
لماذا لا تعاقب الفتاة المتبرجة ، أين ولي أمرها ليرى حجم الفساد الذي خلفه تبرجها .
أنا لا أعطي للشاب العذر ، ولكني لا ألقي بالتهمة عليه .. هو قبل أن يكون الجاني ، كان مجنيا عليه .
وفي الحديث : ( ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء ) .
===
وأعود إلى مَن ينكر التبرج ويستقبحه :
النساء المتبرجات اللاتي نراهن في الأسواق والمستشفيات ، نساء مَن ؟ إذا كان كل رجل ينكر التبرج ، ويراه دليلا على قلة الحياء ، وسوء التربية ، إذن هن نساء من .؟
خرجن من باطن الأرض و ( طوالي ) على السوق ؟
مقطوعات من شجرة ؟
وإذا كان كل رجل يرى حرمة هذا الشيء مع سماحه لـ بناته بلبس مثل تلك العباءات ، نقول له : الفرس من خيالها ، ولو كنتَ تريد الستر لنفسك ولمحارمك ، وترى نفسك رجلًا بمعنى الكلمة لما سمحتَ أو تغاضيتَ عن تجاوزاتهن في اللباس .
يا رجلا كن رجلا بمعنى الكلمة ، ولا تنس أنك مستأمن على أهل دارك ، ومسئول عنهم .
وفي الحديث : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ؛ إلا حرم الله عليه الجنة ) .
===
أذكر لكم موقفا لإحدى الأخوات الصالحات مع ابنة أختها التي فاجأتها بلباس مخل ( بنطال جنز ، وقميص قطني بلا أكمام ) . .
ماذا تتوقعون موقف الخالة من بنت أختها ولباسها المخزي ؟
نصحتها ، ونصحت والدتها بشأن هذا اللباس ، ولا حياة لمن تنادي ، فلم تجد غير سلاح المقاطعة . فـ ظلت ولسنة كاملة لا تكلم لا أختها ولا ابنة أختها ، فقط : سلام ، وعليكم السلام . . فكانت النتيجة إيجابية .
هذا ما لدي . . وصلى الله وسلم على نبينا محمد .