كلام الشيخ واضح؛ لأن الإعراض والتولي عن حكم الرسول مذكور في آيات النور،
وإرادة التحاكم إلى غيره مذكورة في آيات النساء، وكلاهما يزيل الإيمان ويثبت النفاق.
والتولّي عن حكم الرسول عليه السلام في ظاهره ترك محض لا يستلزم إرادة التحاكم إلى غيره صلى الله عليه وسلم.
فأشار الشيخ رحمه الله بقوله:(وقد يكون سببه قوة الشهوة) إلى أسباب الردة التي جماعها أمران:
1- الشهوة القوية المانعة من الانقياد للحق مع العلم به كحب المال والجاه ونحوهما.
2- الشبهة المانعة من الاعتراف والعلم بالحق كالشك في صدق الرسول وكون القرآن من عند الله الذي سببه من نقص العلم ومرض القلوب.
والمراد: أن التولي عن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم لا يلزم أن يكون للشبهة بل قد يكون
للشهوة القوية مع الاعتراف والعلم بالحق وحكم القرآن.