سؤال حول الفرق بين آيتين متشابهتين فيها اقتران ذكر العسر مع اليسر
((أ علم ان حرف إن يفيد التوكيد لكن حدث ان طرح عليا احدهم سؤالا فيما ما هو الفارق بين ( ..ان مع العسر يسرا ..ان مع العسر يسرا )
والايه ""سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا "" سورة الطلاق
الفارق هذا هل له علاقه بوقت حدوث اليسر ؟ هل يوجد فارق زمنى ؟ فقط بحثت في التفاسير التى لدى ولكن اريد رد مبسط
وجزاكم الله خيرا))


فكان الجواب بتوفيق الله تعالى
آية الطلاق ابتدأت هكذا (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا..)
فالوالد ينفق على عياله بحسب سعته وعلى قدر قدرته
فان كان ذا سعة وغنى أنفق ووسع في نفقته
ومن ضيق عليه في رزقه أنفق على قدر وسعه

وسيجعل الله له بعد هذا الضيق والعسر سعة ويسرا
(سيجعل الله بعد عسر يسرا )
أي بعد كل عسر (مثل هذا العسر ) الذي أنتم فيه سيأتيكم يسر
فجاءت كلمة (عسر) و (يسر ) نكرتين
لأن الكلام عن عسرخاص محدد, وهو الضيق وقلة المال
فيكون بعده يسر خاص وهو سعة وتوفر المال

أما الآية الأخرى (ان مع العسر يسرا )
فلفظ (العسر) جاء معرفا للدلالة على الشمول والعموم
فالألف واللام تستغرق كل عسر
وهذا العسر مهما كان فلا بد أن يكون معه يسر
وقد جاءت نكرة لتدل على أنه يسر خاص
أي أن كل عسر معه يسر خاص محدد يناسبه
فمهما وجد من ضيق , وجد معه فرج يتبعه و يذهبه
لكن ما سبب الاتيان بلفظ (مع ) , ونحن نعلم يقينا أن اليسر لا يأتي الا بعد العسر
ولا يمكن أن يكون معه
فلا بد أن يذهب أحدهما ليحل الآخر مكانه ,
فالفائدة من لفظ المعية , هو تعليق القلوب بسعة رحمة الله تعالى , وأن العسر لا ينزل الا وقد أنزل الله تعالى معه يسرا ,
وان تقدم في الحدوث الا أن الآخر سيلحقه قريبا غير بعيد , ولشدة قربه صار كأنه معه , مقترن به
فيقوى بهذا الرجاء وتتعلق القلوب بسعة رحمة الله , و ينقطع اليأس ويضمحل وبخاصة اذا علموا أن يسرين لن يغلبهما عسر واحد