4143 - ( يأجوج أمة ، ومأجوج أمة ، كل أمة أربع مئة ألف ، لا يموت الرجل حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه ، كل قد حمل السلاح . قلت : يا رسول الله ! صفهم لنا . قال :
هم ثلاثة أصناف : صنف منهم أمثال الأرز . قلت : وما الأرز ؟ قال : شجر بالشام ، طول الشجرة عشرون ومئة ذراع في السماء ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد .
وصنف منهم يفترش بأذنه ، ويلتحف بالأخرى ، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه ، ومن مات منهم أكلوه ، مقدمتهم بالشام ، وساقتهم بخراسان ، يشربون أنهار المشرق ، وبحيرة طبرية ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 164 :
موضوع
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 169) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 206) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 227/ 1/ 4012) ، والواحدي في "التفسير" (ق 193/ 1) ، والحافظ عبدالغني المقدسي في الثالث والتسعين من "جزئه" (43/ 2) من طريق يحيى بن سعيد العطار قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن حذيفة بن اليمان قال : سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج ؟ قال : فذكره . وقال الطبراني :
"لم يروه عن الأعمش إلا محمد بن إسحاق ، ولا عنه إلا يحيى بن سعيد العطار" .
قلت : وهو ضعيف ؛ كما قال الهيثمي (8/ 6) ، والحافظ في "التقريب" .
واتهمه بعضهم ، ولذلك قال في "الفتح" (13/ 106) :
"وهو ضعيف جدا" .
لكن شيخه أسوأ منه ، وهو محمد بن إسحاق - وهو العكاشي - ، وفي ترجمته ساقه ابن عدي في أحاديث أخرى له قال عقبها :
"كلها مناكير موضوعة" .
ووافقه ابن الجوزي ، وقال :
"ومحمد بن إسحاق هو العكاشي ؛ قال ابن معين : كذاب . وقال الدارقطني : يضع الحديث" .
وقال الحافظ في "الفتح" عقب قوله المذكور آنفا :
"ومحمد بن إسحاق ؛ قال ابن عدي : ليس هو صاحب المغازي ، بل هو العكاشي . قال : والحديث موضوع . وقال ابن أبي حاتم : منكر . قلت : لكن لبعضه شاهد صحيح ، أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه ..." .
قلت : فذكر الحديث الذي قبل هذا ، وقد عرفت أنه لا يصح ، وأن فيه ثلاث علل ، فتذكر .
وأما تعقب السيوطي في "اللآلي" (1/ 174) حكم ابن الجوزي بقوله :
"قلت : أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه" .
فهو مما لا يساوي شيئا ؛ فإنه يشير إلى أن ابن أبي حاتم التزم أن لا يورد في "تفسيره" موضوعا ، وهذا ليس على إطلاقه ؛ فقد جاء فيه بعض الموضوعات كما نبهت على ذلك في غير ما موضع . أقول هذا تذكيرا وتنبيها ، وإلا ؛ فقد عرفت مما نقلته آنفا عن الحافظ عن ابن أبي حاتم أنه استنكر الحديث ، وكيف لا ؛ وهو القائل في ترجمته من "الجرح" (3/ 2/ 195) :
"سمعت أبي يقول : هو كذاب ، ورأى في كتابي ما كتب إلي هاشم بن القاسم الحراني [من] أحاديثه ، فقال : هذه الأحاديث كذب موضوعة" .
ومنه تعلم أنه لا طائل تحت قول ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 237) :
"ورأيت بخط الشيخ تقي الدين القلقشندي على حاشية "الموضوعات" لابن الجوزي ما نصه : لم ينفرد به العكاشي إلا من حديث حذيفة ، وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" من حديث ابن مسعود رفعه .." .
قلت : لا طائل تحته ؛ لأنه تلخيص لكلام الحافظ والسيوطي ، وقد عرفت الجواب عليه .