تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: بعض الاسئلة في العقيدة اريد جواب عنها

  1. #1

    Question بعض الاسئلة في العقيدة اريد جواب عنها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    يا اخوة اريد الاجابة عن هذه الاسئلة اللي تدور في راسي :
    1) قرات انه اجمع العلماء علي انه المسلم لا يكون مسلم اذا نطق بالشهادة ولم يعمل بها ، وقرات في اكثر من كتاب ذلك ولكن هم ينقلوا عن سليمان ال شيخ وغيره من شيوخ الدعوة السلفية ولكن انا لا اريد اقوال لائمة الدعوة السلفية ، انا اريد اجماع العلماء السابقين واكرر لا اريد كلام من كلام احفاد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب ، انا اريد كلام ممن سبقوهم ..
    2) انا قرات انه المسلم لا يكون مسلم اذا لم يكفر بالطاغوت والدليل انه : " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي " ، وحديث " من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه " ولا اله الا الله نفي واثبات الخ .. ، وبرضوا في اغلب الكتب السلفية ينقلوا عن مشايخ الدعوة السلفية احفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله جميعا - فقط ! ، اريد من كلام اهل السلف اللي سبقوا ائمة الدعوة النجدية ، جزاكم الله خير ..
    - نعم انا علي يقين انه النقطة الاولي والثانية صحيحة 100% فقط اريد كلام غير من كلام الدعوة السلفية احفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، اريد كلام من سبقوهم ، ولكن مثلا في بعض البلاد اللي انتشر فيها الجهل حتي يظن اغلبهم انه النصاري اخوان لهم ، هم لا يكفروا بسبب انتشار الجهل في هذه البلاد صح وانقطاع العلم ويعذروا بالجهل الا من وصل له العلم واعرض عنه ؟
    - ونقطة اخري انه اغلبهم يؤمن بالله ولا يكفر بالطاغوت وقرات في كتاب كلام ل عبد الرحمن ال شيخ ارسل له سؤال مثل هذا وجواب انه ليس بمسلم ! ، ولكن لو طبقت علي الواقع بيكون مشكلة ، لانه اغلب الناس جهال ولا يوجد من يدعو ولا شئ !
    قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله :اذا سكت العالم تقية والجاهل يجهل ، فمتى يظهر الحق !

  2. #2

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حمدي الديب مشاهدة المشاركة
    اخي جزاك الله خير ، تبقي النقطة الثانية والاستفسار

  4. #4

    افتراضي

    الي الاعلي ..
    قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله :اذا سكت العالم تقية والجاهل يجهل ، فمتى يظهر الحق !

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    1

    افتراضي

    2) انا قرات انه المسلم لا يكون مسلم اذا لم يكفر بالطاغوت والدليل انه : " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي " ، وحديث " من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه " ولا اله الا الله نفي واثبات الخ .. ، وبرضوا في اغلب الكتب السلفية ينقلوا عن مشايخ الدعوة السلفية احفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله جميعا - فقط ! ، اريد من كلام اهل السلف اللي سبقوا ائمة الدعوة النجدية ، جزاكم الله خير ..
    - نعم انا علي يقين انه النقطة الاولي والثانية صحيحة 100% فقط اريد كلام غير من كلام الدعوة السلفية احفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، اريد كلام من سبقوهم ، ولكن مثلا في بعض البلاد اللي انتشر فيها الجهل حتي يظن اغلبهم انه النصاري اخوان لهم ، هم لا يكفروا بسبب انتشار الجهل في هذه البلاد صح وانقطاع العلم ويعذروا بالجهل الا من وصل له العلم واعرض عنه ؟


    السلام عليكم.
    قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى معرِّفاً الإسلام بقوله : ( أصل دين الإسلام ، وقاعدته : أمران ؛ الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه . الثاني : الإنذار عن الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك ، والمعاداة فيه ، وتكفير من فعله ) .
    فأصل الدين: هو الإقرار بالله، وعبادته سبحانه وحده، وترك عبادة ما سواه، والبراءة ممن أشرك به سبحانه، أربعة أمور.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وإبراهيم وموسى قاما بأصل الدين، الذي هو الإقرار بالله وعبادته وحده لا شريك له، ومخاصمة من كفر بالله"، انتهى كلامه رحمه الله.
    والبراءة ممن أشرك به سبحانه: هو ما عبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- هنا بقوله:
    ومخاصمة من كفر بالله، فكلا العبارتين معناهما واحد، مخاصمة المشركين، والبراءة منهم،
    فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وأصل الدين أن يكون الحب لله، والبغض لله، والموالاة لله، والمعاداة لله، والعبادة لله، انتهى كلامه".
    وهذا القدر الذي هو أصل الدين لا يُعذر من لم يأتِ به أحدٌ بلغ حد التكليف، ولو كان جاهلاً، سواءً بلغته الحجة الرسالية أو لم تبلغه، أو بلفظ آخر سواء جاءه رسول أو لم يأتهِ.
    قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري -رحمه الله- بعد ذكره لشيء من أصل الدين، قال: "لا يُعذر بالجهل به أحدٌ بلغ حد التكليف، كان ممن آتاه من الله تعالى رسولٌ، أو لم يأتهِ رسول، عاين من الخلق غيره، أو لم يُعاين أحداً سوى نفسه"، انتهى كلامه رحمه الله.
    نقل الإمام محمد بن نصر المروزي عن طائفة من أهل الحديث قولهم: "ولما كان العلم بالله إيمانًا والجهل به كفرًا، وكان العمل بالفرائض إيمانًا والجهل بها قبل نزولها ليس بكفر، إلى أن قالوا: وإنما يكفر من جحدها لتكذيبه خبر الله ولو لم يأت خبر من الله ما كان بجهلها كافرًا، وبعد مجيء الخبر من لم يسمع بالخبر من المسلمين لم يكن بجهلها كافرًا، والجهل بالله في كل حال كُفرٌ قبل الخبر وبعد الخبر"، انتهى كلامه رحمه الله. فنظر كيف جعلوا الجهل بالله كفر قبل الخبر يعني قيام الحجة وبعده وهذا هو أصل الدين.
    قال ابن القيم -رحمه الله-: "واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوماً بالعقل، مستقراً في الفِطر، فلا وثوق بشيء من قضايا العقل، فإن هذه القضية من أجلِّ القضايا البديهيات، وأوضح ما ركب الله في العقول والفطر"، انتهى كلامه رحمه الله.
    قال ابن كثير رحمه الله:" يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين ، وعداوتهم ، ومجانبتهم ، والتبري منهم : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ) أي : وأتباعه الذين آمنوا معه ( إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ) أي : تبرأنا منكم ( ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ) أي : بدينكم وطريقكم ( وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ) يعني : وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ، ما دمتم على كفركم فنحن أبدا نتبرأ منكم ونبغضكم ( حتى تؤمنوا بالله وحده ) أي : إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له ، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأنداد والأوثان" اتتهى.
    قال الطبرى رحمه الله:"وقوله: ( إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) يقول: حين قالوا لقومهم الذين كفروا بالله، وعبدوا الطاغوت: أيها القوم إنا برآء منكم، ومن الذين تعبدون من دون الله من الآلهة والأنداد.
    وقوله: ( كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) يقول جلّ ثناؤه مخبرا عن قيل أنبيائه لقومهم الكفرة: كفرنا بكم، أنكرنا ما كنتم عليه من الكفر بالله وجحدنا عبادتكم ما تعبدون من دون الله أن تكون حقًّا، وظهر بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا على كفركم بالله، وعبادتكم ما سواه، ولا صلح بيننا ولا هوادة، حتى تؤمنوا بالله وحده، يقول: حتى تصدّقوا بالله وحده، فتوحدوه، وتفردوه بالعبادة."انتهى.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وأصل الدين، هو عبادة الله، الذي أصله الحب والإنابة، والإعراض عما سواه، وهو الفطرة التي فطر عليها الناس"، انتهى كلامه.
    وقال ابن القيم -رحمه الله-: "وأي شيء يصح في العقل إذا لم يكن فيه علم بقبح الشرك الذاتي، وأن العلم بقبحه بديهي، معلوم بضرورة العقل، وأن الرسل نبهوا الأمم على ما في عقولهم وفطرهم من قبحه"، انتهى كلامه رحمه الله.
    أعلم أنه لا عذر لأي أحدٍ بالجهل في هذه المسائل التي هي من أصل الدين، لأنها من العلوم الضرورية المستقرة في جميع الفطر والعقول، وبالتالي فمن انتقض أصل دينه فهو مشرك، ولكن عذابه في الدنيا والآخرة متوقف على بلوغ الحجة الرسالية إليه.
    قال العلامة ابن القيم: "وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل"، انتهى كلامه.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله المهاجر الغريب مشاهدة المشاركة
    ، انا اريد كلام ممن سبقوهم .. انا قرات انه المسلم لا يكون مسلم اذا لم يكفر بالطاغوت والدليل انه : " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي " ، وحديث " من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه " ولا اله الا الله نفي واثبات الخ .. ، وبرضوا في اغلب الكتب السلفية ينقلوا عن مشايخ الدعوة السلفية احفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله جميعا - فقط ! ، اريد من كلام اهل السلف اللي سبقوا ائمة الدعوة النجدية ، فقط اريد كلام غير من كلام الدعوة السلفية احفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، اريد كلام من سبقوهم ،
    قال شيخ الإسلام: "وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلي الله عليه وسلم، واتفقت عليه الأمة أن أصل الإسلام وأول ما يؤمر به الخلق: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فبذلك يصير الكافر مسلما، والعدو وليا، والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال. ثم إن كان ذلك من قلبه فقد دخل في الإيمان وإن قاله بلسانه دون قلبه فهو في ظاهر الإسلام دون باطن الإيمان، قال: وأما إذا لم يتكلم بها مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين باطنا وظاهرا، عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير العلماء" اهـ--قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: والإسلام هو الاستسلام لله، وهو الخضوع له والعبودية له. كذا قال أهل اللغة. وقال - رحمه الله تعالى -: ودين الإسلام الذي ارتضاه الله وبعث به رسله: هو الاستسلام له وحده، فأصله في القلب. والخضوع له وحده بعبادته وحده دون ما سواه. فمن عبده وعبد معه إلها آخر لم يكن مسلما، ومن استكبر عن عبادته لم يكن مسلما، وفي الأصل: هو من باب العمل، عمل القلب والجوارح. وأما الإيمان فأصله تصديق القلب وإقراره ومعرفته، فهو من باب قول القلب المتضمن عمل القلب. انتهى-قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وتواترت النصوص بأنه يحرم على النار من قال: لا إله إلا الله ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال)- قال القرطبى رحمه الله-- ولأن الكفر بالطاغوت متقدم على الإيمان بالله ؛ لأن الكفر بها هو رفضها ورفض عبادتها ، ولم يكتف بالجملة الأولى ؛ لأنها لا تستلزم الجملة الثانية ، إذ قد يرفض عبادتها ولا يؤمن بالله ، لكن الإيمان يستلزم الكفر بالطاغوت ، ولكنه نبه بذكر الكفر بالطاغوت على الانسلاخ بالكلية ، مما كان مشتبها به ، سابقا له قبل الإيمان ؛ لأن في النصية عليه مزيد تأكيد على تركه ، وجواب الشرط ( فقد استمسك ) وأبرز في صورة الفعل الماضي المقرون بقد الدالة في الماضي على تحقيقه ، وإن كان مستقبلا في المعنى ؛ لأنه جواب الشرط ، إشعارا بأنه مما وقع استمساكه وثبت ، وذلك للمبالغة في ترتيب الجزاء على الشرط ، وأنه كائن لا محالة لا يمكن أن يتخلف عنه ، و ( بالعروة ) متعلق بـ ( استمسك ) جعل ما تمسك به من الإيمان عروة ، وهي في الأجرام موضع الإمساك وشد الأيدي ، شبه الإيمان بذلك . قال الزمخشري : وهذا تمثيل للمعلوم بالنظر ، والاستدلال بالمشاهد المحسوس ، حتى يتصوره السامع كأنه ينظر إليه بعينه ، فيحكم اعتقاده والتيقن ، والمشبه بالعروة الإيمان ، قاله : مجاهد أو الإسلام قاله السدي ، أو لا إله إلا الله ، قاله ابن عباس ، وابن جبير ، والضحاك ، أو القرآن ، قاله السدي أيضا ، أو السنة ، أو التوفيق . أو العهد الوثيق . أو السبب الموصل إلى رضا الله [ ص: 283 ] وهذه أقوال متقاربة [ تفسير القرطبى]--وقال العماد ابن كثير ايضا في تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} الآية: أي من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يعبد من دون الله، ووحد الله فعبده وحده، وشهد أن لا إله إلا هو {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} أي: فقد ثبت على الصراط المستقيم، قال مجاهد: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} يعني الإيمان، وقال سعيد بن جبيروالضحاك: يعني لا إله إلا الله. انتهى ملخصاً. ----------------- ومنه قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلا الَّذِي فَطَرَنِي} الآية، أي: بريء من عبادتكم إلا الذي فطرني، لأنهم كانوا يعبدون الله والأوثان، أو إني بريء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني. انتهى ملخصاً من البيضاوي.---------قال ابن كثير: من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يعبد من دون الله ووحد الله فعبده وحده وشهد: أن لا إله إلا هو، فقد ثبت في أمره واستقام على الطريقة المثلى والصراط المستقيم.-----------قال أبو جعفر الطبرى : والصواب من القول عندي في " الطاغوت " أنه كل ذي طغيان على الله ، فعبد من دونه ، إما بقهر منه لمن عبده ، وإما بطاعة ممن عبده له ، وإنسانا كان ذلك المعبود ، أو شيطانا ، أو وثنا ، أو صنما ، أو كائنا ما كان من شيء ---الى ان قال-فتأويل الكلام إذا : فمن يجحد ربوبية كل معبود من دون الله ، فيكفر به " ويؤمن بالله " يقول : ويصدق بالله أنه إلهه وربه ومعبوده " فقد استمسك بالعروة الوثقى " يقول : فقد تمسك بأوثق ما يتمسك به من طلب الخلاص لنفسه من عذاب الله وعقابه --قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم في قوله: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} يعني "لا إله إلا الله" لا يزال في ذريته من يقولها. وروى ابن جرير عن قتادة {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلا الَّذِي فَطَرَنِي} قال: كانوا يقولون: الله ربنا. {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}3 فلم يبرأ من ربه. رواه عبد بن حميد. وروى ابن جرير وابن المنذر عن قتادة {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}4 قال: " الإخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يعبد الله ويوحده ". : فتبين أن معنى "لا إله إلا الله " توحيد الله بإخلاص العبادة له والبراءة من كل ما سواه. ------------- قال ابن كثير: يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله وخليله إمام الحنفاء، ووالد من بعث بعده من الأنبياء، الذي تنتسب إليه قريش في نسبها ومذهبها: أنه تبرأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان فقال: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}1 أي هذه الكلمة وهي عبادة الله وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان، وهي "لا إله إلا الله"2 جعلها في ذريته يقتدي به فيها من هداه الله من ذرية إبراهيم - عليه السلام - {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي إليها. ---- فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ ...“ الحديث. [صحيح البخاري] قال ابن حجر العسقلاني في روايات الحديث السابق : (ويُجمع بينها بأن المراد بعبادة الله توحيده وبتوحيده الشهادة له بذلك ولنبيه بالرسالة، ووقعت البداءة بهما لأنهما أصل الدين الذي لا يصح شيء غيرهما إلا بهما.) (8) وقال في موضع آخر: (ووجه الجمع بينها أن المراد بالعبادة: التوحيد، والمراد بالتوحيد: الإقرار بالشهادتين، والإشارة بقوله ذلك إلى التوحيد، وقوله: « فإذا عرفوا الله » أي عرفوا توحيد الله، والمراد بالمعرفة الإقرار والطواعية فبذلك يجمع بين هذه الألفاظ المختلفة في القصة الواحدة وبالله التوفيق.) (9) 3. قال البيهقي (458 هـ) : (الباب الأول في توحيد الله في عبادته دون سواه) ثم ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”مَنْ وَحَّدَ اللهَ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ.“ (10) [صحيح مسلم] من أقوال السلف والعلماء: قال قَتادة (117 هـ/ تابعي) في قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف : 28]: (التوحيد والإخلاص، لا يزال في ذريته من يوحد الله ويعبده.) (11) قال يحيى بن سلَّام (200 هـ) : (فقال: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} وحدوا الله {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُون} كل من عبد غير الله سبحانه فقد افترى الكذب على الله تعالى لأن الله عز وجل أمر العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا) (12) قال ابن جرير الطبري (310 هـ) في تفسير قوله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} [البقرة : 132]: (قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: {ووصى بها}، ووصى بهذه الكلمة. عنى بـ"الكلمة" قوله: {أسلمت لرب العالمين}، وهي "الإسلام" الذي أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو إخلاص العبادة والتوحيد لله، وخضوع القلب والجوارح له.) -------------عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه قال للنبي صلي الله عليه وسلم: "والله يا رسول الله ما أتيتك إلا بعدما حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك، فبالذي بعثك بالحق ما بعثك به؟ قال: الإسلام. قال: وما الإسلام؟ قال: أن تسلم قلبك وأن توجه وجهك إلى الله، وأن تصلي الصلوات المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة " - حسن: أحمد (5/3) "من طريق أبي قزعة الباهلي عن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه وليس عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده كما ورواه الحاكم (1/ 21) بمعناه من حديث أبي هريرة. وصححه الألباني في الصحيحة لطرقه (333) - وأخرج محمد بن نصر المروزي من حديث خالد بن معدان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق2 من ذلك أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ----في مسند الإمام أحمد عن أبي مالك قال: وسمعته يقول للقوم: " من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل " ورواه الإمام أحمد من طريق يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه. ورواه أحمد عن عبد الله بن إدريس قال: سمعت أبا مالك قال: قلت لأبي - الحديث. ورواية الحديث بهذا اللفظ تفسر "لا إله إلا الله---- ------------------- : أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه وممن فعله وبغضهم ومعاداتهم حسب الطاقة والقدرة وإخلاص الأعمال كلها لله ".إ.هـ الدرر السنية جـ 11 . 7 - يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب :" اعلم أن العلماء أجمعوا على من صرف شيئا من الدعاء لغير الله فهو مشرك ولو قال لا إله إلا الله محمد رسول الله وصام وصلى إذ شرط الإسلام مع التلفظ أن لا يعبد إلا الله . فمن أتى بالشهادتين وعبد غير الله فما أتى بها حقيقة . وإن تلفظ بها كاليهود الذين يقولون لا إله إلا الله وهم مشركون ومجرد التلفظ لا يكفي في الإسلام بدون العمل بمعناها وإعتقاده إجماعاً " إ .هـ . تيسير العزيز الحميد .---- قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى : حدثني ابن الخضيري عن والده - إمام الحنفية في زمنه - قال :" كان فقهاء بخارى يقولون في ابن سينا كان كافراً ذكياً : فهذا إمام الحنفية في زمنه حكى عن فقهاء بخارى جملة كفر ابن سينا وهو رجل معين مصنف يتظاهر بالإسلام " إ . هـ مفيد المستفيد . - نقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إجماع الصحابة على قتال مانعي الزكاة وإدخالهم في أهل الردة وسبي ذراريهم . وفعلهم فيهم ما صح عنهم . وهو أول قتال وقع في الإسلام على هذا النوع ممن إدعى أنه من المسلمين فهذه أوضح وقعة وقعت من العلماء من عصر الصحابة إلى وقتنا هذا إ . هـ . مفيد المستفيد . -نقل أيضاً إجماع الصحابة في زمن عثمان رضي الله عنه – في تكفير أهل المسجد الذين ذكروا كلمة في نبوة مسيلمة مع أنهم لم يتبعوه وإنما إختلف الصحابة في قبول توبتهم " - نقل رحمه الله إجماع التابعين مع بقية الصحابة على كفر المختار بن أبي عبيد الثقفي ومن إتبعه مع أنه يدعي أنه يطلب بدم الحسين وأهل البيت " إ . هـ مفيد المستفيد . وقال الشيخ محمد محمد بن عبد الوهاب -أنه لم يقل أحد من الأولين ولا الآخرين لأبي بكر الصديق رضي الله عنه كيف تقاتل بني حنيفة وهم يقولون لا إله إلا الله ويصلون ويزكون " إ . هـ------قال محمد بن سحنون: «أجمع العلماء على أن شاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - والمتنقص له كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر» (2). وقال الإمام القاضي عياض، وهو ينص على أنواع وجمل من النواقض: «وكذلك وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب، أو خص حديثًا مجمعًا على نقله مقطوعًا به مجمعًا على حمله على ظاهره كتكفير الخوارج بإبطال الرجم. ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك» وقال شيخ الاسلام بن تيمية: وكفر هؤلاء- أصحاب مسيلمة – وإدخالهم في أهل الردة قد ثبت باتفاق الصحابة المُستَند إلى نصوص الكتاب والسنة " إ . هـ . مفيد المستفيد . 34 - ونقل أيضاً الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : أنه لم يستشكل أحد من أهل العلم على تكفير قدامة بن مظعون وأصحابه عندما استحلوا الخمر للخواص – لو لم يتوبوا " . إ . هـ . - ونقل أيضاً رحمه الله – إجماع السلف على تكفير بني عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر والشام وغيرهما مع تظاهرهم بالإسلام وصلاة الجمعة والجماعة ونصب القضاء والمفتين – لما أظهروا من الأقوال والأفعال ما أظهروا لم يستشكل على أحد من العلم قتالهم ولم يتوقفوا فيهم . وهم في زمن ابن الجوزي والموفق . وصنّف ابن الجوزي كتاباً لما أُخذت مصر منهم سماه ( النصر على مصر ) ولم يسمع أحد من الأولين ولا الآخرين أنكر شيئاً من ذلك أو إستشكل لأجل إدعائهم الملة أو لأجل قول لا إله إلا الله أو لأجل إظهار شيء من أركان الإسلام . إلا ما سمعناه من هؤلاء الملاعين في هذه الأزمان ... إلى قوله - هذا لم يسمع قط إلا من هؤلاء الملحدين الجاهلين الطاغين - فإن ظفروا بحرف واحد لأهل العلم يستدلون به على قولهم الفاحش الأحمق فليذكروه . ولكن والأمر كما قال اليمني في قصيدته :أقاويل لا تعزى إلى عالم فلا ** تساوي فلساً إذا رجعت إلي نقد .[مفيد المستفيد -للامام محمد بن عبد الوهاب]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    الأدلة التي كتبها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وتلاميذه من تأملها وتبصر فيها رأى فيها الحق المبين ، والحجج الباهرة ، والبراهين الساطعة التي- توضح بطلان أقوال الخصوم ، وشبهاتهم ، وتبين الحق بأدلته الواضحة .
    وهم رحمة الله عليهم مع تأخر زمانهم- قد وفقوا في إظهار الحق وبيان أدلته ، وأوضحوا ما يتعلق بدعوة التوحيد ، والرد على دعاة الوثنية ، وعباد القبور ، وبرزوا في هذا السبيل ، وكانوا على النهج المستقيم ، نهج السلف الصالح ،
    واستعانوا في هذا الباب بالأدلة الواضحة التي جاءت في الكتاب والسنة النبوية ، وعنوا بكتب الحديث ، وكتب التفسير ، وبرزوا في هذا الميدان حتى أظهر الله بهم الحق ، وأذل بهم الباطل ، وأقام بهم الحجة على غيرهم ، ونشر بهم راية الإسلام ، وقامت راية الجهاد ، وأجرى الله على أيديهم من نعمه وخيره الجزيل ما لا يحصى ، وأصبح أهل الحق في سائر الأمصار الذين عرفوا كتبهم ، وصحة دعوتهم ، وسلامة منهجهم ، ينشرون دعوتهم ، ويستعينون بما ألفوا في هذا الشأن على خصوم الإسلام وأعداء الإسلام في كل مكان ، من أهل الشرك والبدع والخرافات

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وأنصاره في القرن الثاني عشر وما بعده ، قد برزوا في هذا الميدان ، ميزوا الحق من الباطل بأدلته الظاهرة ، وبراهينه الساطعة وكتبوا الكتابات العظيمة الناجحة ، وأرسلوا الرسائل إلى الناس وردوا على الخصوم ، وأوضحوا الحق في رسائلهم ومؤلفاتهم ، بأدلة من الكتاب والسنة ، وقد جمع من ذلك العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله جملة كثيرة في كتابه المسمى : ( الدرر السنية في الأجوبة النجدية ) .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    إن اللهَ سبحانه نَصَبَ في كلِّ زمانٍ رجالاً يحمونَ شريعتَه، وينصرون ملَّتَه، ويجاهدونَ فيه حقَّ جهادِه، إذا انتهكت حُرُماتُه غَضِبوا غَضَبَ الأَسَد، وإذا سُلِكَ سَبِيْلُه فَرِحُوا فرحَ الوالِد بالولد.
    أسبلَ اللهُ عليهم من العلمِ النافع والعملِ الصالح ما أهَّلَهم للقيامِ بهذه المسؤوليةِ العظيمةِ، والمُهَّمةِ الجسيمة.
    فاستخدموا هذا السلاحَ الذي أسبلَ اللهُ عليهم أذيالَه في هداية الخلقِ، وإرشادِهم إلى الطَّرِيْقِ السَّويِّ، والنَّهْجِ المَرْضِيّ.
    كما استخدموه أيضا في استئصال شبه المنحرفين، والقضاء، على بدع المبتدعين.
    وكان مقصودُهم بالردِّ على هؤلاء القيامَ بالمِيْثاقِ الذي أخذه اللهُ تعالى على أهلِ العلمِ في قوله:
    {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}.، والخوفَ من الوقوعِ في جريمةِ كتمِ العلمِ وإخفائه.
    وكان من مقصودِهم أيضاً نُصْحُ الأُمَّةِ، والأَخْذُ بِحُجُزِها عن السقوط في المهالك، سواءٌ في ذلك المردودُ عليه منهم أو غيرُه،


    فالمَرْدُوْدُ عليه بإيضاحِ الحقِّ له، وقِيامِ الحُجَّةِ عليه، وغيرُه بتحذيرِه من اتباعِ الأهواءِ، والسُّقُوطِ في شَرَكِهَا وإن من الرِّجالِ الذين هَيَّأَهم الله تعالى، ونَصَبَهم لحفظِ شريعتِه، والقيام عليها: أئمةَ الدَّعْوةِ بنجد، الذين أبلوا بلاءً حسناً في هذا المِضمَارِ، وحَمَوْا ثغوراً للشَّرِيْعة كاد أن يَقْتَحِمها المشركونَ والكُفَّارُ وأنفقوا نفيسَ العمرِ وعزيزَ المالِ في الدعوة إلى التوحيدِ ومُؤازَرَةِ أهلِه الأبرار.
    فلا تجد شبهةً منحرفةً أثيرت في وقتِهم إلا وهم لها بالمرصاد، ولا تشكيكاً في الحقِّ إلا وهم لتفنيدِه وتَزْيِيْفِه على أتمِّ استعداد.--------------
    انتقضت عرى الإسلام، وعبدت الكواكب والنجوم، وعظمت القبور، وبنيت عليها المساجد، وعبدت تلك الضرائح والمشاهد، واعتمد عليها في المهمات، دون الصمد الواحد، ولكن في الحديث: " إن الله تبارك وتعالى يبعث لهذه الأمة، على رأس كل قرن، من يجدد لها أمر الدين " ، ويبين المحجة بواضحات البراهين.
    فبعث في القرن الثاني عشر، عند من خبر الأمور وسبر، ووقف على ما قرره أهل العلم والأثر، الآية الباهرة، والحجة الظاهرة، شيخ الإسلام والمسلمين، المعدود من أكابر السلف الماضين، المجدد لما درس من أصول الملة والدين، السلفي الأول، وإن تأخر زمنه عند من خبر وتأمل، بحر العلوم، أوحد المجتهدين، الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، أجزل الله له الأجر والثواب، وأسكنه الجنة بغير حساب.
    فشمر عن ساعد جده واجتهاده; وأعلن بالنصح لله ولكتابه ورسوله، وسائر عباده، دعا إلى ما دعت إليه الرسل، من توحيد الله وعبادته، ونهاهم عن الشرك، ووسائله وذرائعه; فالحمد لله الذي جعل في كل زمان من يقول الحق، ويرشد إلى الهدى والصدق، وتندفع بعلمه حجج المبطلين، وتلبيس الجاهلين المفتونين.
    والحمد لله الذي صدق وعده، وأورثه الرضى وحده، وأنجز وعده، واستجاب دعاءه، فصارت ذريته، وذرياتهم، وتلامذتهم نجوم هداية، وبحور دراية، ثبتوا على سبيل الكتاب والسنة، وناضلوا عنه أشد النضال، ولم يعدوا ما كان عليه الصحابة والسابقون، والأئمة الموثوق بهم، كأبي حنيفة والسفيانينى،; ومالك والشافعي وأحمد وأمثالهم. ولم يثنهم عن عزمهم طلاقة لسان مخادع، ولا سفسطة متأول، ولا بهرجة ملحد، ولا زخرفة متفلسف، وكلما انقضت طبقة منهم، أنشأ الله طبقة بعدها على سبيل من قبلها، فهم الأبدال والأخيار والأنجاب.
    وقد أخبر الصادق الأمين: " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته " وقال: " لا تزال طائفة من أمتي على أمر الله، لا يضرها من خالفها " . وقد أقام الله بهم السنة والفرض; فصاروا حجة على جميع أهل الأرض، وأشرقت بهم نجد على جزيرة العرب، ولله در القائل حيث قال:
    ففيها الهداة العارفون بربهم ... ذوو العلم والتحقيق أهل البصائر
    محابرهم تعلو بها كل سنة ... مطهرة أنعم بها من محابر
    مناقبهم في كل مصر شهيرة ... رسائلهم يغدو بها كل ماهر
    وفيها من الطلاب للعلم عصبة ... إذا قيل من للمشكلات البوادر
    ولا يعرف شعب دخل في جميع الأطوار، التي دخل فيها الإسلام في نشأته الأولى، غربة وجهادا وهجرة وقوة، غير هذا الشعب. فلقد ظهر هذا الشيخ المجدد المجتهد، في وقت كان أهله شرا من حال المشركين، وأهل الكتاب في زمن البعثة، من شرك وخرافات، وبدع على مذهب الحبر الإمام ابن حنبل ... عليهم من المولى سلام يوافيا
    عقائدهم سنية أجمع الملا ... عليها خصوصا تابعا وصحابيا
    وأسلمها عقدا وأعلمها هدى ... وأحكمها فاشدد عليها الأياديا
    صرائح قرآن نصوص صريحة ... ومن ردها دارت عليه الدواهيا
    كانوا على مذهب الحبر الرباني، والصديق الثاني، أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة منقلبه ومثواه، لقوة علمه وفضله، تتبعوا دليله، واقتدوا به من غير تقليد له، يأخذون من الروايتين عنه فأكثر بما كان أقرب إلى الدليل، وربما اختاروا ما ليس منصوصا في المذهب، إذا ظهر وجه صوابه، وكان قد قال به أحد الأئمة المعتبرين. وليس ذلك خروجا عن المذهب، إذ قد تقرر عنه، وعن سائر الأئمة، رحمهم الله أنه إذا خالف قول أحدهم السنة، ترك قوله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وبالجملة، فمن تأمل حالهم، واستقرأ مقالهم، عرف أنهم على صراط مستقيم، ومنهح واضح قويم;
    شمروا عن ساعد الجد والاجتهاد، وصرفوا عنايتهم في نصرة هذا الدين، الذي كان الأكثر في غاية من الجهالة بمبانيه العظام، ونهاية من الإعراض عن الاعتناء به والقيام، فشرعوا فيه للناس موارد، بعد أن كان في سالف الزمن طامسا خامدا، وعمروا لهم فيه معاهد، حتى صار طاهرا مستنيرا مشاهدا.
    فنشروا شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم لجميع الخلائق،وكشفوا قناعها، وحققوا الحقائق، وأنشأوا المدارس وعمروها بالتعليم، وجاهدوا في الله كل طاغ أثيم، وصنفوا الكتب فأجادوا، وكشفوا الشبهات فأبادوا، وأجابوا السائل فأفادوا، فكشفوا عن الدين ما عراه، وأبدوا وأعادوا. فحق لقوم هذا شأنهم، أن يعتنى برسائلهم، وفتاويهم، وردودهم -- رحم الله علماء الدعوة النجدية [الدرر السنية]

  10. #10

    افتراضي

    جزاكم الله خير ..
    قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله :اذا سكت العالم تقية والجاهل يجهل ، فمتى يظهر الحق !

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •