عيد الحب وفتياتنا


بدرية العسكر




في استبيان قام به موقع لها أون لاين شمل 200 فتاة يدرسن في مراحل الثانوية والجامعة لمعرفة آرائهن في ما يسمى (عيد الحب), فأجابت 76% من العينة بأنه لا يمثل لهن شيئا، في حين كان رأي 12% أنه يعني الاحتفال بعيد الحب وهو بالنسبة لهن من الأيام الجميلة التي تترك أثرها في القلوب!!, بينما أفادت 8% من الفتيات بأنهن لا يعرفن شيئاً عن هذا اليوم.
إن ما ظهر في بلاد الإسلام من مظاهر الاحتفال بهذا العيد جعل القلب يعتصر ألماً, فقد ترى مجموعة من الفتيات في ذلك اليوم دخلن قاعات المحاضرات, وقد ارتدت كل واحدة منهن ثوباً أحمر وألصقت على وجهها رسوماً لقلوب حمراء بعد أن وضعت مساحيق التجميل الحمراء، وبدأن يتبادلن الهدايا ذات اللون الأحمر مع القبلات الحارة وعبارات الغرام الساخنة احتفالاً بعيد الحب أو بالأحرى عيد القديس فالنتاين.

من أين سمعت عن عيد الحب؟
تقول هيفاء محمد 21 عاماً: (لا أكترث لعيد الحب, وأنا عرفت عن عيد الحب كما يقولون من تصرفات بعض الفتيات في ذلك اليوم، إن الحب الحقيقي يتولد بداخلنا كل لحظة إلى أن تقوم الساعة).
الأخت ص.ص تضيف (سمعت عنه قبل 7 سنوات وبالصدفة, وأنا لم أعلم في أي يوم هو إلا من موضوعكم, بصراحة أحس الحياة كلها حب, كما أن الحب ليس مقتصر على يوم معين).

تقول الأخت درة: ( سمعت عن عيد الحب في المدرسة, فكل ما يأتي عيد الحب كانت المدرسة تقدم لنا محاضرات عن هذا العيد ويحذروننا منه, وفي ذلك اليوم من تلبس الأحمر يؤخذ بحقها الأجراء اللازم, أنا لا أعرف كيف يحتفلون بشيء ليس لهم دخل فيه, وشيء دخيل على مجتمعنا, المشكلة لو تسألينهم ما هو عيد الحب لن تجدين رداً لذلك).

ما هي مظاهر الاحتفال بهذا العيد التي رايتيها بنفسك ؟
تحدثت إحدى المعلمات وهي الأخت أم البراء قائلة: (لعل من مظاهر الاحتفال بهذا العيد ما لاحظته أنا شخصياً بين طالباتي فبعض الطالبات تتفق مع من تحب من صديقاتها بربط شريطة حمراء اللون في معصم اليد, أو لبس أي لباس أحمر اللون بلوزة، بكلة شعر، حذاء، الخ. وقد كان ذلك في غاية الوضوح العام الماضي لدرجة أننا ندخل الفصول فنجد أغلب الطالبات قد ارتدينه وكأنه زي رسمي! , وكذلك البالونات الحمراء المكتوب عليها (I Love you ) وعادة يخرجنها آخر اليوم الدراسي وفي الساحة بعيداً عن أعين المعلمات. ونقش الأسماء والقلوب على اليدين والحروف الأولى من الأسماء).

هل يقتصر الاحتفال بعيد الحب على مرحلة عمرية معينة؟
تقول العنود الهذلي وهي طالبة جامعية: (عرفت الكثير من الفتيات ممن يحتفلن بعيد الحب، لكن في الجامعة وكذلك في المرحلة الثانوية من النادر أو من القليل أن تحتفل الفتيات بعيد الحب. كثير من زميلاتي يرين أن تلك تفاهة تقتصر على المرحلة المتوسطة, وتضيف: دراستي للمرحلة المتوسطة كان جزء منها في الرياض وجزء منها في مكة بسبب ظروف عمل الوالد، والظاهرة هي الظاهرة: هدايا، وورود حمراء، وأحذية حمراء، وحقائب حمراء، وبلايز حمراء تطلّ من خلف ياقات المراييل).
وترى عهود ضيف الله وهي طالبة في المرحلة المتوسطة: (أن سبب شيوع الاحتفال بعيد الحب بين طالبات مرحلتها أكثر من غيرها من المراحل ـ هو الحرمان العاطفي ـ أجد في زميلاتي طاقة كبيرة للحب والرغبة في الحب، خاصةً من يعانين من حرمان بشكل ما، إما بوفاة الأم، أو غياب الأب. أما السبب الآخر فهو: سن البلوغ، وتغيّر الهرمونات لدى الفتيات في هذه المرحلة، أحسّ أن ذلك يغيّر من سلوك الفتاة بشكل غريب، فبعض زميلاتي اللاتي كانت أعينهنّ تشعّ براءة قبل سنتين أصبحت الآن أعينهنّ مملوءةً عشقًا وفقدًا وعذابا. وتضيف قائلة ولله الحمد رزقني الله أمًّاً رائعة لا يمكن أن أختزل وصف علاقتي بها في كلمات، أحسّ كل يوم وأنا ذاهبة إلى المدرسة أني لست في حاجة إلى عاطفة أحد، وأشعر أني مشبعة عاطفيا).
رسيل أضافت (سمعت بعيد الحب من أستاذاتي بالجامعة عندما كن يحذرننا منه, والتفكير السلبي والخاطئ برأيي لا يقتصر على عمر معين في هذا الزمن).

ما هو موقفك من عيد الحب, وهل حاولت النصح والإنكار؟
تقول الهنوف: (لا أنكر، أحسّ أن كلامي لن يؤثّر فيهن، وما سأستفيده من الإنكار أنهن سيأخذن مني موقفا، فُيسئن إليّ إذا سمحت لهم الفرصة).
تقول عهود: (ما جنيته من مناصحتي لإحدى صديقاتي المقربات وهي تبكي لأن عيد الحب قد عاد وقد فقدت من تحب بحسب تعبيرها, وهذا الفقدان ترجمته في الواقع أن حبيبتها قد أهدت يوم عيد الحب هديةً إلى أخرى بدلاً منها, عندما ناصحتها، وقلت لها من يرى دموعك هذه وهي تنهمر بغزارة يظن أنك قد فقدت أحد والديك، لا أنك تبكين لأمر سخيف كهذا, لتتجه إليّ التهم منها ومن صديقاتي الأخريات بأني بلا مشاعر وبأني معقّدة).
تضيف لنا الأخت درة: ( عيد الحب بدعة والاحتفال به محرم, وقد أقتصر على التعليقات البسيطة والسريعة لمن تحتفل بهذا العيد).

بصدق, هل شاركت في عيد الحب وما هو موقفك الآن؟
نورا تقول: (هو مجرد تسمية سخيفة المراد بها التسلق إلى قلب الفتاة بأساليب ظالمة وغادرة من قبل أشخاص كل همهم إرضاء رغباتهم وإشباع شهواتهم, تقول نورا وقعت ضحية حب زائف لإنسان أدعوا عليه في الليل والنهار فقدت شرفي في ما يسمى بعيد الحب).
مأساة أخرى تحكيها نادين م. ع 22عاما تقول: (كانت تمثل لي الوردة الحمراء رمز الوفاء والحب الصادق النبيل, عشت قصة حب مع شخص لكن نهايتها كانت مؤلمة وكارثة بالنسبة لي، أنا انتهيت بسبب نزوة عابرة في ليلة عيد الحب, عيد الرعب, عيد الموت).
سهام.ط تقول: (إنها التقت في العام الماضي بفتيات في المدينة الجامعية كن يتزينّ للمشاركة في هذا العيد,كانت إحدى الفتيات عند الكوافير لتسرح شعرها لأنها ستخرج مع خطيبها إلى أحد المطاعم احتفالا بهذه المناسبة، وأخرى قالت: إنها تود شراء فستان ذي لون أحمر لأنها ستخرج هي الأخرى مع حبيبها لأحد المطاعم، وبصراحة حين شاهدت كل ذلك بدأت وقتها أتمني أن يكون لي صديق كي أخرج معه في هذا اليوم).

المراجع:
§ http://www.saaid.net/mktarat/7oob/19.htm
§ http://www.saaid.net/mktarat/7oob/17.htm
§ http://www.alghadnews.com/show.php?id=1989
§ http://forum.ma3ali.net/t537279.html#post8133579
§ http://www.asyeh.com/asyeh_world.php?action=showpos t&id=1217