تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: القول السديد بأن الصنعانى لم يرجع عن مدح إمام أهل التوحيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي القول السديد بأن الصنعانى لم يرجع عن مدح إمام أهل التوحيد

    الصنعاني رحمه الله لمّا بلغه دعوةُ شيخ الإسلام إلى إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ونبذ التقليد أعلن تأييده بقصيدته التي يقول في مطلعها :
    سلام على نجد ومن حلّ في نجد ** وإن كان تسليمي على البُعد لا يجدى
    وقد تمسك كثير من المبتدعة ، وأصحاب الفرق الضالة بقصيدة مكذوبة على الإمام الصنعاني جاء فيها -رجعت عن القول الذي قلت في النجدي ** قد صح لي عنه خلاف الذي عندي- للطعن في شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعوته .

    ولا يشك من نظر في سيرة الإمام الصنعاني - رحمه الله تعالى - وما كان عليه من حسن معتقد وفقه صاف ودعوة صادقة أن مثل هذه القصيدة لا تصدر عنه ، بل هو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام .

    فالصنعاني رحمه الله من أكابر علماء أهل السنة والجماعة ، الداعين إلى نبذ التقليد ، والعمل بالدليل ، ومحاربة الشرك ، ونشر التوحيد .

    وهو القائل - كما في كتابه منحة الغفار - : " إن التمذهب منشأ فرقة المسلمين ، وباب كل فتنة في الدنيا والدين ، وهل مزق الصلوات المأمور بالاجتماع لها في بيت الله الحرام إلا تفرق المذاهب النابت عن غرس شجرة الالتزام ، وهل سفكت الدماء وكفر المسلمون بعضهم بعضاً إلا بسبب التمذهب ، فإن الله تعالى فرض على الخلق طاعته وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يوجب على الأمة طاعة واحد بعينه .." .

    قال صديق القنوجي رحمه الله : " وهو – أي الصنعاني – لا ينسب إلى مذهب ، بل مذهبه الحديث .... ، بلغ رتبة الاجتهاد المطلق ، ولم يقلد أحداً من أهل المذاهب ".

    ولقد أصاب الصنعانيَ رحمه الله في سبيل ذلك أذى كبير ، بل إنه أوذي أشد الإيذاء ، وقد عانى رحمه الله تعالى بسبب دعوته ، وهذا حال كل إمام يدعو إلى الاجتهاد ونبذ التعصب .

    وكيف لا يصيبه ما أصابه وقد نشأ بين الزيدية ، فلمّا تبين له عوار مذهبهم ، وضلالهم ، وكثرة مخالفتهم للكتاب والسنة لم يقف مكتوف الأيدي ، بل صدح بالحق . قال الإمام الآلوسي : " وممن قيّضه الله لدرء مفاسد هذا المذهب ( أي الزيدية ) محمد بن إسماعيل الأمير ، وكان من أكابر أهل السنة ، ولم يألُ جهداً في الرد على الزيدية وهدم أركان مذهبهم أصولاً وفروعاً " . وقال أيضاً : " خالف الزيدية في عشرات المسائل وترتب على ذلك أن أخرجوه من اليمن وخربوا داره وآذوه كل الإيذاء "
    فرحم الله الإمام الصنعاني ، وحُق له ما قاله فيه الأئمة . قال الشوكاني - رحمه الله – ( في ترجمة الصنعاني ) : " الإمام الكبير المجتهد المطلق ، صاحب التصانيف ، برع في جميع العلوم ، وفاق الأقران ، وتفرد برئاسة العلم في صنعاء ، وتظهر بالاجتهاد ، وعمل بالأدلة ، ونفر عن التقليد وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية " . البدر الطالع .
    وقال عنه أيضاً : " وبالجملة فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين " .
    وقال الآلوسي : " محمد بن إسماعيل الأمير مجدد القرن ، ومجتهد ذلك العصر ، وكان من أكابر أهل السنة " المسك الإذفر .
    ومن رام معرفة عقيدة الصنعاني فلينظر في كتابه : تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ، حيث لم يخرج فيه عن عقيدة السلف قيد أنملة ، قال رحمه الله في مقدمته : " هذا تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ، وجب علي تأليفه ، وتعين علي ترصيفه ، لما رأيته وعلمته ، من اتخاذ العباد الأنداد ، وهو الاعتقاد في القبور ، وفي الأحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات وهو من أهل الفجور " .
    وبعد كل ذلك يتبين لنا بصورة جلية واضحة أنّ مثل هذه القصيدة المنسوبة إلى الإمام الصنعاني - رحمه الله - في ذم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لا أصل لها عن الإمام الصنعاني رحمه الله ، وخير شاهد على ذلك ما كان عليه الصنعاني رحمه الله من سيرة مليئة بالتوحيد الخالص ونبذ الشرك ، ولقد أنكر العلماء ما نسب إلى الإمام الصنعاني واستغربوه مع يقينهم أن مثل هذه القصيدة لا تخرج من إمام سلفي في حق إمام سلفي خرجا من مشكاة القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وفهم السلف الصالح . وقد ألف الإمام سليمان بن سمحان في ذلك رسالة سماها : " تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب والبين " بين رحمه الله من خلالها أن مثل هذه القصيدة لم تخرج من شفاه الصنعاني ، ولا نبس بها شفة ، وإنما هي من أحد أولاده ، وقد تناول القصيدة بيتاً بيتاً مبطلاً كونها للصنعاني رحمه الله نثراً وشعراً ، مقارنا ما فيها مع كتب الصنعاني الداعية إلى التوحيد وإخلاص العبادة ونبذ التقليد .
    قال رحمه الله : " وقفت سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين بعد الهجرة النبوية على منظومة وشرحها ، تُنسب إلى الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى ، فلما تأملتها علمت يقيناً أنها موضوعة مكذوبة على الأمير محمد بن إسماعيل ، وذلك أن اعتراضه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - بذلك اعتراض جاهل متعلم ، يُصان عنه كلام الأمير ، لعلو قدره وعظم فضله وإمامته وتمام رغبته في اتباع السنة ، وذم البدع وأهلها ، فلو لم يكن عن الأمير محمد قول يناقض هذا لعلمنا أنه لا يقوله لأنه يناقض ما ذكره في ( تطهير الاعتقاد ) وفي غيره من الكتب " .

    وقال علي المدني المشرف على طباعة ديوان الأمير الصنعاني : " هذه القصيدة – أي قصيدة الذم – لم تكن من نظم الأمير لأنها تخالف ما ذكره في كتبه الدالة على حسن اعتقاده مثل ( تطهير الاعتقاد ) " .
    كتبه أبو معاذ رائـد محمود وهدان--بتصرف يسير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    لا شك أن هذه المنظومة كذب وافتراء على العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني - رحمه الله تعالى - ومن أكبر ما يكذّب هذه القصيدة المزعومة أنها تناقض :
    1- كتاب الشيخ " تطهير الاعتقاد " .
    2- وقصيدته " الدالية النجدية " التي يزعم أنه قد عاد عنها !! .
    لأنه في قصيدته " الدالية النجدية " ذكر فيها معالم التوحيد ، وصور الشرك الظاهرة في ذلك الزمان ، وأثنى على الإمام محمد بن عبدالوهاب بكونه ثبت وبيّن التوحيد الذي أوجبه الله تعالى على عباده ، وحذّر من الشرك الذي حرمه الله على خلقه ، وفي " القصيدة " المفتراة و " شرحه " ما يخالفها من جذورها .
    وكما ذكرت بارك الله فيكم أن شيخ مشايخنا العلامة ( سليمان بن سحمان العسيري ثم النجدي ) ألف كتاباً في براءة الصنعاني من هذه القصيدة المزعومة ، وسمّاه : " تبرئة الشيخين من تزوير أهل الكذب والمين " طبع عام ( 1343 هـ ) في مصر بأمرٍ من الإمام عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وجدد طبعه مصوراً في دار بالرياض عام ( 1410هـ ) (1) .
    وذكر الشيخ في هذا الكتاب الدلائل الواضحة البينة على زيف هذه القصيدة ، وبطلان نسبتها للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني ، وأنشد الشيخ سليمان - رحمه الله - في ذلك قصيدة كعادته في سائر مؤلفاته وردوده ، وقال في مطلعها :


    ألا قل لذي جهل تهور في الردّي ******* وأظهر مكنوناً من الغيِّ لا يجدي
    وقال بتزويرٍ وإفكٍ ومنكرٍ ******* وظلم وعدوانٍ على العالم المهدي
    وزوّر نظماً للأمير محمّدٍ ****** وحاشاه من إفك المزوّر ذي الجحدِ
    لعمري لقد أخطأت رشدك فاتئد ******* فلست على نهجٍ من الحق مستبدِ
    وقد صحّ أن النظم هذا مقول ******** تقوله هذا الغبي على عمدِ

    ثم ساق القصيدة في ( 411 ) بيتٍ ، وهي موجودة مفرّقة في كتابه المذكور ، وكاملة ضمن ديوانه ( صحيفة : 66-88 ) .
    ثم ذكر الشيخ سليمان في " كتابه " و " قصيدته " : إن هذا هو الحق ، وإنه وإن كانت هذه القصيدة ثابتة عنه فإن هذا ( تبديل ) و ( تناقض ) ، ومخالفة للحق ، لا تقبل من الصنعاني ولا غيره ، فقال :


    فليس بمعصومٍ ولا شك أنه ****** بذلك قد أخطا وجاء بما يردي


    وقد ذكر الشيخ دلائل كثيرة على بطلان هذه القصيدة (2) ، ومن أعظم دلائل ذلك - زيادة على مناقضتها لكتابه ( تطهير الاعتقاد ) - أنها لم تظهر إلاّ بعد مماته !!! ، بعكس الأولى ذاعت وشاعت في حياته ، وسار بها الركبان في كل مكان ، وقد تناقل الأئمة : سليمان بن عبدالله ، وعبدالرحمن بن حسن ، ومن ترحم للإمام محمد بن عبدالوهاب وغيرهم :ثناء الصنعاني ولم يذكروا رجوعه .
    بل حتى الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – استشهد ببعض أبياتها في كتابه " مفيد المستفيد " ، والصنعاني مات قبل وفاته بأكثر من عشرين سنة ، فلو ظهر منه تراجعاً لذاع ذلك ، ولما سكت عنه أحد من الأئمة من دون ردّ وبيان خاصة وأن الحالة كهذه توجب الرد أولى من غيرها .
    وقد ذكر الشيخ ابن سحمان أن في " القصيدة " و " شرحها " أحداثاً لم تقع إلاّ بعد موت الصنعاني ، فقال :

    وكل الذي قد قال في النظم أولاً ******* يعود على القول المزوّر بالهدِ
    لمن كان ذا قلبٍ خلّيٍ من الهوى ******* فقد عاشر عصراً بعد ما قال في العقدِ
    ولم يبدِ رداً أو رجوعاً عن الذي ******* تقدم أو طعناً بأوضاع ذي الحقدِ
    إلى أن تقضى ذلك العصر كلّه ******** ولم يشتهر ما قيل من كلّ ما يبدي
    وتصديق ذا أن الذي قال لم يكن ******* ولا صار هذا القتل والنهب في نجدِ
    لمن بايعوا طوعاً على الدين والهدى ******* ولم يجعلوا لله في الدين من ندِّ

    إلى آخر ما نظم رحمه الله .
    وللفائدة ليعلم أن قصيدة الصنعاني أنشدها عام ( 1163هـ ) ، كما صرّح بذلك في " ديوانه " [ صحيفة : 128هـ] ، فقال : ( لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد يقال له : محمد بن عبدالوهاب ، و وصل إلينا بعض تلاميذه ، وأخبرنا عن حقائق أحواله ، وتشميره في التقوى ، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163هـ ، وأرسلناها من طريق مكة المشرفة ... ) .
    وكتابه " تطهير الاعتقاد " ألفه عام ( 1164هـ) ، كما في كتاب [ مصلح اليمن محمد بن إسماعيل الصنعاني : صحيفة : 117 ] .
    وقد حاول هذا الكاذب إحكام هذه الفرية ، وتركيبها بقوله في شرحها على لسان الأمير الصنعاني : ( لما بلغت هذه الأبيات نجداً وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها رجل عالم يسمى الشيخ مربد بن أحمد التميمي كان وصوله في شهر صفر عام ست وسبعين ومائة وألف ( 1176هـ) ، وأقام لدينا ثمانية أشهر وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطه وفارقنا في عشرين من شوال سنة رجع إلى وطنه وصل من طريق الحجاز مع الحجاج وكان من تلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي وجهنا إليه الأبيات ، وأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها ، وكان قد تقدم في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل عبد الرحمن النجدي ووصف لنا من حال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرناها من سفك الدماء ونهب الأموال وتجاريه على قتل النفوس ولو بالاغتيال وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الأقطار ) (3) .
    قلت : وهذا الكلام كذب محض ، ويدل على أن مربداً له يدٌ في حبك هذه الكذبة وتلفيقها على لسان الصنعاني ، قال شيخ مشايخنا ابن سحمان رحمه الله تعالى في كتابه المذكور : ( ورسوله فاعلم أن هذا الرجل الذي يسمي مربد بن أحمد رجل من أهل حريملا لا يعرف بعلم ولا دين ولا كان من تلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (4) رحمه الله تعالى ولم يكن له قدم صدق في هذا الدين ولا معرفة له ، بل كان ممن شرق بهذا الدين لما أظهره الله ودخل الناس في دين الله أفواجاً وكان قد ألِفَ ما كان عليه قومه من الشرك بالله من دعاء الأولياء والصالحين وغير ذلك مما كان عليه أهل الجاهلية ، وداخله بعض الحقد والحسد فأوجب له ذلك تلفيق ما موه به من الأكاذيب والترهات على الشيخ محمد رحمه الله وفرّ إلى صنعاء لما دخل أهل نجد في دين الله ، ولم يكن له في نجد مساعد على هذه الأكاذيب .
    وكذلك الرجل الآخر المسمى بعبد الرحمن النجدي لم يكن من أهل العلم والدين ولا يعرف له نسب ينتمي إليه بل كان من غوامض الناس الخاملين وقد انقرض عصر الدرعية وبعده بأعوام لم نسمع لهذين الرجلين بخبر ولم نقف لهما على أثر وكان قد دخل أهل اليمن في ولاية المسلمين وعرفوا صحة هذا الدين ولم يشتهر هذا النظم عن الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله ولا هذا الشرح ولا ثبت هذا الرجوع عنه ولا ظهر ولا اشتهر في تلك المدد المديدة والسنين العديدة ، حتى جاء هذا المزور فوضع هذه المنظومة وجعل عليها هذا الشرح اللائق به ، فلله الحمد وله المنة حيث كان نظامه واعتراضه بهذه المثابة ).
    قلت : ومما يؤسف له أن جماعة من أهل العلم اغتروا بصحة نسبة هذه القصيدة وشرحها للصنعاني !! ، وأول من جزم بنسبتها له الشوكاني في " الدر النضيد " ونقل كلامه برمته صديق حسن خان في " الدين الخالص " وما أصابا في ذلك ، ومن العجيب أن الشوكاني غلّظ في الإنكار على قول الصنعاني المزعوم !! ، مع أن الصنعاني يقرر الحق في كتابه " تطهير الاعتقاد " تقريراً أحسن من تقرير الشوكاني !! ، وقد أوضحت ذلك بالمقابلة بين كلاميهما في غير هذا الموطن .
    وكذلك نسب القول بصحة نسبة هذه القصيدة إلى الصنعاني إلى :
    الآلوسي ، وشيخ مشايخنا محمد بن إبراهيم ، وغيرهم ، وكلهم مقلد للشوكاني قطعاً ، والشوكاني أدرك من حياة الصنعاني عشر سنين فقط ولم يلتقِ به ، ولم يذكر ما يثبت صحة نسبة القصيدة والشرح إلى مؤلفها فهو ومن تبعه مطالب بصحة ثبوت القصيدة والشرح مقابل ما نثبته نحن من الجزم بثبوت " تطهير الاعتقاد " و " الدالية النجدية " له رحمه الله ، فأي الفريقين أحق بالأمن ؟! .
    وممن يؤكد غفلة الشوكاني عفا الله عنه ، قوله في " الدر النضيد " ( صحيفة : 105-109) من الطبعة الجديدة : ( ثم قال السيد المذكور : قلت : ومن هذا – يعني الكفر العملي – من يدعو الأولياء ، ويهتف بهم عند الشدائد ، ويطوف بقبورهم ، ويقبل جدرانها ، وينذر لها بشي من ماله ، فإنه كفر عملي لا اعتقادي .. ) ثم نقل كلاماً طويلاً مبناه على الضلالة في الشرح المزعوم إلى أن قال : ( ومن هذا يعلم أن الكفار غير مقرين بتوحيد الألوهية والربوبية كما توهمه من توهم .. ) إلى أن قال : ( فهذا الكفر الجاهلي كفر اعتقاد !! ، ومن لازمه كفر العمل ، بخلاف من اعتقد في الأولياء النفع والضر مع توحيد الله ، والإيمان به ، وبرسوله ، وباليوم الآخر : فإنه كفر عمل !! ... ) .
    ثم اجتهد الشوكاني في إبطال هذه الدعاوى ، والأباطيل ، فيقال قد كفاك الصنعاني بنفسه في " تطهير الاعتقاد " !! ، فذكر في الأصول الخمسة الأولى ، والفصل الثاني والثالث والرابع من كتابه كلاماً صريحاً يبطل هذه الفرية ، ويؤكد أن صرف هذه الأعمال لغير الله تعالى من الكفر الاعتقادي المخرج من الملة ، فليراجع الكتاب لكشف الشبهة فلا أنشط لنقله كاملاً هاهنا الآن .
    بل ليعلم أن الصنعاني رحمه الله تعالى أبلغ قولاً في تكفير مشركي زمانه من قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى : حيث أنه يرى بأن كفر عباد القبور والأولياء كفراً أصلياً ، وحكمهم حكم الكفار الخلّص لا المرتدين عن دين الإسلام ، وهذا قول شديد للغاية فقال رحمه الله في " تظهير الاعتقاد " بعدما ذكر صوراً من شرك أهل زمانه : ( وهذا دال على أنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا ماهية التوحيد ، فصاروا حينئذٍ كفاراً كفراً أصلياً ... ) .
    وبغض النظر عن صواب هذه العبارة من خطئها (5) إلاّ أن فيها دليل على بطلان " القصيدة " المزعومة ، و " شرحها " المركب المفترى .
    ومن عجيب ما قال بعض من صدّق بنسبة " القصيدة " و " الشرح " للصنعاني : أن أئمة الدعوة يعلمون ذلك عنه !! ، ولم يظهروا الرد عليه لجهوده الأخرى في خدمة السنة !! .
    قلت : وهذا – حقاً – من أعجب العجب ، بل أئمة الدعوة لم يعلم عنهم بأنهم سكتوا عن أي أحدٍ يخالف التوحيد ، ويبطل جهاد المشركين ، كائناً من كان ، وممن رد عليه أئمة الدعوة جماعة لهم خدمة للسنة في بعض صورها باليد واللسان ، ومع ذلك بينوا أمرهم للناس وردوا عليهم ، كأمثال عثمان بن منصور ، وزيني دحلان ، ويوسف النبهاني ، بل حتى الشوكاني – وهو خير ممن ذكر بلا شك – انتقده بعض أئمة الدعوة في بعض ما قاله ، وقبلهم ابن حجر الهيتمي مع اعترافهم بفضل كتابه " الزواجر " و " الإعلام بقواطع الإسلام " ، وغيرهم كثير .
    فكيف يقال بأن أئمة الدعوة يعلمون ذلك من الصنعاني ثم سكتوا عنه تحقيقاً للمصلحة المذكورة ؟! .[كتبه بدر بن علي العتيبي]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    قال الشيخ العلامة ابن مانع في مقدمة ديوان الصنعاني : ( والمصنف رحمه الله من أئمة التوحيد أثنى عليه الشيخ سليمان بن سحمان وعبر عنه بالإمام وبين أن القصيدة الدالية التي مطلعها :
    رجعتُ عن ِ القول ِ الذي قلتُ في النجدي ، ليست للأمير وإنما هي وشرحها لأحد أولاده فنسبها لأبيه كذبا ً وافتراءً ) أهـ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    يقول الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله -- فاني قد وقفت سنة الف وثلاثمائة وثلاثين بعد الهجرة النبوية على منظومة وشرحها تنسب إلى الأمير محمد بن اسمعيل الصنعاني رحمه الله تعالى أرسلها إلينا بعض الاخوان وهي بقلم محمد بن حسين بن محسن الانصاري اليماني فلما تأملتها علمت يقينا أنها موضوعة مكذوبة على الامير محمد بن اسمعيل الصنعاني وذلك ان اعتراضه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بذلك اعتراض جاهل يتمعلم يصان عنه كلام الامير محمد بن اسمعيل الصنعاني لعلو قدره وعظم فضله وامامته ، وتمام رغبته في اتباع السنة وذم البدع وأهلها ، فكيف يجوز ان ينسب إليه مثل هذا الكلام الذي لا يقوله إلا جاهل لا يعرف الادلة الشرعية ، والاحكام المعلومة النبوية ؟ وهل يقول مثل هذا الاعتراض الا جاهل فلو لم يكن عن الامير محمد قول يناقض هذا لعلمنا أنه لا يقوله لأنه يناقض ما ذكره في ( تطهير الاعتقاد ) وفي غيره من كتبه .
    وقد بلغني ان الذي وضع هذا النظم وشرحه رجل من ولد ولده وهو اللائق به لعدم معرفته ورسوخه في العلم- فاستعنت الله على رد أفكه وعدوانه وكذبه وظلمه وبهتانه ، ليعلم الواقف عليها براءة الامير محمد بن اسمعيل منها وانها موضوعة مكذوبة عليه .-------------------------- الى ان قال---

    من المعلوم عند الخاص والعام أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد نشأ في أناس قد اندرست فيهم معالم الدين ووقع فيهم من الشرك والبدع ما عم وطم في كثير من البلاد إلا بقايا متمسكين بالدين يعلمهم الله تعالى وأما الاكثرون فعاد المعروف بينهم منكراً والمنكر معروفاً ، والسنة بدعة والبدعة سنة ، نشأ على هذا الصغير وهرم عليه الكبير ففتح الله بصيرة شيخ الاسلام بتوحيد الله الذي بعث الله به رسله وأنبياءه فعرف الناس ما في كتاب ربهم من أدلة توحيده الذي خلقهم له وما حرم الله عليهم من الشرك الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه فقال لهم ما قاله المرسلون لاممهم ( أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) فحجب كثيراً منهم عن قبول هذه الدعوة ما اعتادوه ونشأوا عليه من الشرك والبدع - فنصبوا العداوة - لمن دعاهم إلى توحيد ربهم وطاعته -ولمن استجاب له وقبل دعوته- وأصغى إلى حجج الله وبيناته - كحال من خلا من أعداء الرسل - كما قال تعالى( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً ) وقال تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً )

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    إذا تحققت ما ذكرته لك من حال الشيخ رحمه الله تعالى ودعوته إلى توحيد الله بأنواع العبادة وترك عبادة ما سواه وما كان عليه أهل نجد قبل دعوته إلى دين الله ورسوله -فاعلم ان هذا الرجل الذي يسمي مربد بن أحمد رجل من أهل حريملا لا يعرف بعلم ولا دين ولا كان من تلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ولم يكن له قدم صدق في هذا الدين ولا معرفة له بل كان ممن شرق بهذا الدين لما أظهره الله ودخل الناس في دين الله أفواجاً وكان قد ألف ما كان عليه قومه من الشرك بالله من دعاء الاولياء والصالحين وغير ذلك مما كان عليه أهل الجاهلية وداخله بعض الحقد والحسد فأوجب له ذلك تلفيق ما موه به من الأكاذيب والترهات على الشيخ محمد رحمه الله وفر إلى صنعاء لما دخل اهل نجد في دين الله ولم يكن له في نجد مساعد على هذه الاكاذيب وكذلك الرجل الاخر المسمى بعبد الرحمن النجدي لم يكن من أهل العلم والدين ولا يعرف له نسب ينتمي إليه بل كان من غوامض الناس الخاملين وقد انقرض عصر الدرعية وبعده بأعوام لم نسمع لهذين الرجلين بخبر ولم نقف لهما على أثر وكان قد دخل أهل اليمن في ولاية المسلمين وعرفوا صحة هذا الدين ولم يشتهر هذا النظم عن الامير محمد بن اسماعيل الصنعاني رحمه الله ولا هذا الشرح ولا ثبت هذا الرجوع عنه ولا ظهر ولا اشتهر في تلك المدد المديدة والسنين العديدة ، حتى جاء هذا المزور فوضع هذه المنظومة وجعل عليها هذا الشرح اللائق به ، فلله الحمد وله المنة حيث كان نظامه واعتراضه بهذه المثابة ، التي لم تكن على طريق الحق والاصابة ، بل كان مبناه على شفا جرف هار من الاكاذيب والترهات ، التي لا يصغى إليها إلا القلوب المقفلات ، ولا يغتر بها إلا أهل الجهالات والضلالات ( افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي




    ويقول الشيخ سليمان بن سحمان -وأما قوله- فبقي معنا تردد فيما نقل الشيخ عبد الرحمن النجدي حتى وصل الشيخ مربد بن احمد وله نباهة ووصل ببعض رسائل ابن عبد الوهاب التي جمعها في وجه تكفير أهل الإيمان وقتلهم ونهبهم وحقق لنا أحواله إلى آخر ما قال .
    ( فالجواب ) أن يقال - قد كان من المعلوم أن هذا الرجل كما وصفنا حاله أولاً أنه لا يوثق بنقله ولا يعول عليه لنقصان دينه وعقله ، فأما ما ذكر من تكفيره لأهل الايمان وقتلهم ونهبهم فكذب وبهتان ، وزور وعدوان ، فلم يكفر رحمه الله إلا عباد الاوثان من دعاة الاولياء والصالحين وغيرهم ممن أشرك بالله وجعل له أنداداً بعد اقامة الحجة ووضوح المحجة وبعد أن بدوه بالقتال فحينئذ قاتلهم وسفك دماءهم ونهب أموالهم ومعه الكتاب والسنة واجماع سلف الامة وأئمتها وقد وافقه الامير محمد بن اسماعيل على ذلك وأقره عليه .
    ( واما قوله ) وحقق لنا أحواله وأفعاله وأقواله .
    ( فالجواب ) أن يقال قد تقرر عند الخاصة والعامة أن ما ذكره هذا المفتري من حال الشيخ وأفعاله وأقواله إذا تأملها المنصف تحقق يقينا أنه لا حقيقة لها وغنما هي كسراب بقية يحسبه الظمآن ماء حتى إذا ما جاءه لم يجده شيئاً ، وقد ظهر كذب هذا وأظهر الله هذا الدين وبلغ مشارق الارض ومغاربها وانتشرت هذه الدعوة فلم تبق ارض إلا وقد بلغتهم وأقروا بها ودخلوا في دين الله وعرفوا صحة هذا الدين وأنه على ما كان عليه السلف الصالح والصدر الاول في الفروع والاصول ؛ ولكن هؤلاء الملاحدة ينفرون الناس عن الدخول فيه ( يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) واظهره الله وهو كارهون ، وحيل بين القوم وبين ما يشتهون ( وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون ) .
    ( وأما قوله ) فرأينا أحوال عرف من الشرع شطراً ولم يمعن النظر .
    ( فالجواب ) ان يقال هذا قول جاهل ( جهله ) مركب لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهل يقول عاقل فضلاً عن العالم انه عرف احوال الشيخ ورآها وهو لم يذكر مما عرف ولا مما رأى شيئاً يخالف كتاب الله وسنة رسوله أو كلام العلماء فبماذا عرفها ورآها ؟ أبخير هؤلاء الزنادقة المفترين الذين لا يعول على قولهم ونقلهم رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ أم عرف ذلك من رسائل الشيخ ومصنفاته ؟ فإن كان عرفها من رسائل الشيخ ومصنفاته فهلا ذكرها بلفظها في هذا الاعتراض حتى يتبين للمنصف صدقه أو كذبه ، وهل هو من أهل العلم الراسخين أو من الجهلة المتمعلين ؟ فهذه كتب الشيخ ومصنفاته موجودة معلومة ليس فيها ولله الحمد والمنة شيء مما ذكره هؤلاء الزنادقة ( الذين يصدون عن سبيل الله من امن به ويبغونها عوجا ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين ) ولا آمن أن يكون هذا الرجل المسمى مربداً قد ادخل في رسائل الشيخ التي زعم أنه اتاهم بها من الكذب والزور ما هو اللائق بعقله ودينه والله عند لسان كل قائل وقلبه ، وهو المطلع على نيته وكسبه وحسبنا الله ونعم الوكيل .


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    نعم - قد ذكر هذا المعترض ما نقله الشيخ محمد رحمه الله عن شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه من إجماع الصحابة رضي الله عنهم على قتال أهل الردة وإنهم لم يفرقوا بين ما نعي الزكاة وغيرهم ولا بين المقر بها والجاحد لها بل سموهم كلهم أهل الردة ، وكذلك ذكر إجماع التابعين مع بقية الصحابة على كفر المختار بن أبي عبيدو على قتله ، وإجماع التابعين على كفر الجعدين درهم وعلى قتله وعلى كفر العبيدين ملوك مصر وقتالهم وزعم أن هذا كله لا إجماع فيه ، وزعم أن من فعل كما فعل أهل الجاهلية من كفار قريش وغيرهم من دعاء الانبياء والأولياء والصالحين والالتجاء إليهم والاستغاثة بهم وطلب الشفاعة منهم أن كفره كفر عمل لا يخرج من الملة وانهم قد آمنوا بالله ورسوله لا تباح دماؤهم وأموالهم كما ستقف على كلامه إن شاء الله تعالى .
    ( وأما قوله ) ولا قرأ على من يهديه نهج الهداية ويدله على العموم النافعة ويفقهه فيها .
    ( فالجواب ) أن يقال أما الهداية فبيد الله تعالى لا يملكها أحد سواه وقد قال رحمه الله في رسالته إلى محمد بن عبد الله بن عبد اللطيف - وأما ما ذكر لكم عني - فإني لم آته بجهالة ولله الحمد والمنة وبه القوة - بل أقول ( انني هداني ربي إلى صراط مستقيم * دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) ولست ولله الحمد ادعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين اعظمهم مثل ابن القيم أو الذهبي أو ابن كثير أو غيرهم ، بل ادعو إلى الله - وحده لا شريك له وادعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي وصى بها أول أمته وآخرها إلى آخرها فهو ولله الحمد على صراط مستقيم . وقد بذل الجد والجهد في الدعاء إليه .---[
    تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب -للشيخ سليمان بن سحمان]- رحم الله الامام الصنعانى - ورحم الله علم الهداة الاعلام الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب-آمين-آمين - آمين

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    وفقكم الله

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    وفقكم الله
    بارك الله فيك اخى الكريم حسن المطروشى الاثرى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •