تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الصلاة النارية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,376

    افتراضي الصلاة النارية

    السؤال
    "اللهم صلي صلاةً كاملة وسلم سلاما تاما على سيدنا محمد الذي (الذي كما ينطق بها بعضهم) تنحل به العقد، وتتفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج ، وتنال به الرغائب، وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس"
    ما ورد أعلاه يسمى بالصلاة النارية في الهند وتقرأ 4444 مرة إذا وقعت فاجعة أو كارثة في إحدى البيوت حيث يؤتى بالعديد من التلاميذ ورئيس المدرسة .
    1- ما هو معنى الكلمات الواردة أعلاه ؟
    2- يقول الناس بأنه إذا كانت الكلمات لا تحتوي على شرك، فلا مانع من الاستمرار في قراءتها لأنها ليست ضارة فهي نوع من أنواع الذكر وأنها تذكرهم بالله وأننا نقوم بنوع من الدعاء الاضافي ليقربنا من الله وليبعد عنا بعض المصائب.
    3- ما هو الحكم في قراءة المولد، هل هناك أي ضرر من قراءته على نحو دوري من قبل تلاميذ المدرسة أو من إمام المسجد؟ .
    تم النشر بتاريخ: 2001-03-14
    الحمد لله
    1. الكلمات الواردة في الصلاة المبتدعة واضحة ، ولا بأس من بيانها أكثر :

    " تنحلُّ به العقد " : أي : يجد المخرج لما يواجهه من تعقيدات وأمور يصعب حلّها عليه .
    وقد يراد به : يسكن به الغضب .
    " تنفرج به الكُرب " : أي : يزول الغم والحزن من النفس .
    " تقضى به الحوائج " : أي : يحصل ما يريده ويسعى قضائه .
    " تنال به الرغائب وحسن الخواتيم " : أي : تتحقق أمنياته سواء ما في الدنيا أو ما في الآخرة ، ومنه : أن يختم له بخير .
    " يستسقى الغمام بوجهه الكريم " : أي : يطلب منه دعاء الله تعالى بإنزال المطر .
    والغمام : السحاب .
    2. ما قاله لكم بعض الناس أن هذه الصلاة لا تحوي شركاً ، وأنه يجوز لكم الاستمرار بها .. إلخ : باطل وذلك لما احتوته تلك الصلاة المزعومة من مخالفات شرعيَّة واضحة منها :
    أ. أنه جعلها تقال عند المصائب ، وهذا من اختراع الأسباب في إحداث العبادة .
    ب. أنه جعل لها حدّاً ( 4444 ) مرة ! وهذا من اختراع الكم في إحداث العبادة.
    ت. أنه جعل قراءتها جماعية ، وهذا من اختراع الكيف في إحداث العبادة .
    ث. أن فيها عبارات مخالفة للشرع ، وشركاً وغلواً في النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسبة أفعال له لا يصح أن تنسب إلا لله عز وجل ، كقضاء الحوائج ، وحل العُقد ، ونيل الرغائب ، وحسن الخاتمة . وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ،
    ج. أنه ترك ما جاء به الشرع ، وذهب ليخترع صلاة ودعاءً من عنده ، وفي هذا اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بالتقصير في بيان ما يحتاجه الناس ، وفيه استدراك على الشرع .
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : "منْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" .
    رواه البخاري ( 2550 ) ومسلم ( 1718 ) ، وفي رواية "مسلم" ( 1718 ) : "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
    قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : وهذا الحديث أصلٌ عظيمٌ مِن أصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها، كما أنَّ حديث "الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات" ميزانٌ للأعمال في باطنها، فكما أنَّ كلَّ عملٍ لا يُراد به وجهُ الله تعالى ؛ فليس لعامله فيه ثوابٌ ، فكذلك كلُّ عملٍ لا يكون عليه أمر الله ورسوله؛ فهو مردودٌ على عامله، وكلُّ مَن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس مِن الدين في شيءٍ.أ.ه "جامع العلوم والحكم" (1/180)
    وقال النووي رحمه الله : وهذا الحديث قاعدةٌ عظيمةٌ مِن قواعد الإسلام ، وهو مِن جوامع كَلِمه صلى الله عليه وسلم ؛ فإنَّه صريحٌ في رد البدع والمخترعات، وفي الرواية الثانية زيادة وهي: أنَّه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعةٍ سُبق إليها، فإذا احتُج عليه بالرواية الأولى - أي: " مَن أحدث " - يقول: أنا ما أحدثتُ شيئاً، فيُحتج عليه بالثانية - أي : "مَن عمل "- التي فيها التصريح بردِّ كلِّ المحدثات، سواء أحدثها الفاعل، أو سُبق بإحداثها... وهذا الحديث مما ينبغي حفظه، واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به.
    "شرح مسلم" (12/16).
    3. أما بالنسبة للمولد : فإن عمله بدعة ، ولو كان خيراً لسبقنا أكثر الناس حبّاً للنبي صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة رضي الله عنهم ، وما يُقرأ فيه فأكثره ضعيف أو موضوع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه غلوٌّ بنبينا صلى الله عليه وسلم ، وهذه أقوال العلماء :
    أ. سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن يعمل كل سنة ختمة في ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم هل ذلك مستحب أم لا ؟
    فأجاب :
    الحمد لله ، جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة ، وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين وإعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من فطَّر صائما فله مثل أجره " ، وإعطاء فقراء القراء ما يستعينون به على القرآن عمل صالح في كل وقت ، ومن أعانهم على ذلك كان شريكهم في الأجر " .
    وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلة المولد ، أو بعض ليالي رجب ، أو ثامن عشر ذي الحجة ، أو أول جمعة من رجب ، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال " عيد الأبرار " ، فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم .
    " الفتاوى الكبرى " ( 4 / 415 ) .
    ب. قال ابن الحاج :
    وقد ارتكب بعضهم في هذا الزمان ضد هذا المعنى وهو أنه إذا دخل هذا الشهر الشريف - أي : ربيع الأول - تسارعوا فيه إلى اللهو واللعب بالدف والشبابة وغيرهما كما تقدم .
    فمن كان باكيا فليبك على نفسه وعلى الإسلام وغربته وغربة أهله والعاملين بالسنة .
    ويا ليتهم لو عملوا المغاني ليس إلا بل يزعم بعضهم أنه يتأدب فيبدأ المولد بقراءة الكتاب العزيز وينظرون إلى من هو أكثر معرفة بالهنوك والطرق المهيجة لطرب النفوس فيقرأ عشرا ، وهذا فيه من المفاسد وجوه :
    منها : ما يفعله القارئ في قراءته على تلك الهيئة المذمومة شرعاً والترجيع كترجيع الغناء ، وقد تقدم بيان ذلك .
    الثاني : أن فيه قلة أدب وقلة احترام لكتاب الله عز وجل .
    الثالث : أنهم يقطِّعون قراءة كتاب الله تعالى ويقبلون على شهوات نفوسهم من سماع اللهو بضرب الطار والشبابة والغناء والتكسير الذي يفعله المغني وغير ذلك .
    الرابع : أنهم يظهرون غير ما في بواطنهم وذلك بعينه صفة النفاق وهو أن يظهر المرء من نفسه شيئا وهو يريد غيره اللهم إلا فيما استثني شرعاً ؛ وذلك أنهم يبتدئون القراءة وقصد بعضهم وتعلق خواطرهم بالمغاني .
    الخامس : أن بعضهم يقلل من القراءة لقوة الباعث على لهوه بما بعدها وقد تقدم .
    السادس : أن بعض السامعين إذا طول القارئ القراءة يتقلقلون منه لكونه طول عليهم ولم يسكت حتى يشتغلوا بما يحبونه من اللهو ، وهذا غير مقتضى ما وصف الله تعالى به أهل الخشية من أهل الإيمان لأنهم يحبون سماع كلام مولاهم لقوله تعالى في مدحهم { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين } فوصف الله تعالى من سمع كلامه بما ذكر وبعض هؤلاء يستعملون الضد من ذلك فإذا سمعوا كلام ربهم عز وجل قاموا بعده إلى الرقص والفرح والسرور والطرب بما لا ينبغي فإنا لله وإنا إليه راجعون على عدم الاستحياء من عمل الذنوب يعملون أعمال الشيطان ويطلبون الأجر من رب العالمين ، ويزعمون أنهم في تعبد وخير ويا ليت ذلك لو كان يفعله سفلة الناس ولكن قد عمت البلوى فتجد بعض من ينسب إلى شيء من العلم أو العمل يفعله وكذلك بعض من ينسب إلى المشيخة أعني في تربية المريدين وكل هؤلاء داخلون فيما ذكر .
    ثم العجب كيف خفيت عليهم هذه المكيدة الشيطانية والدسيسة من اللعين ، ألا ترى أن شارب الخمر إذا شربه أول ما تدب فيه الخمرة يحرك رأسه ساعة بعد ساعة فإذا قويت عليه ذهب حياؤه ووقاره لمن حضره وانكشف ما كان يريد ستره عن جلسائه .
    فانظر رحمنا الله وإياك إلى هذا المغني إذا غنى تجد من له الهيبة والوقار وحسن الهيئة والسمت ويقتدي به أهل الإشارات والعبارات والعلوم والخيرات يسكت له وينصت فإذا دب معه الطرب قليلا حرك رأسه كما يفعله أهل الخمرة سواء بسواء كما تقدم ، ثم إذا تمكن الطرب منه ذهب حياؤه ووقاره كما سبق في الخمرة سواء بسواء فيقوم ويرقص ويعيط وينادي ويبكي ويتباكى ويتخشع ويدخل ويخرج ويبسط يديه ويرفع رأسه نحو السماء كأنه جاءه المدد منها ويخرج الرغوة أي الزبد من فيه وربما مزق بعض ثيابه وعبث بلحيته .
    وهذا منكر بيِّن ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال ولا شك أن تمزيق الثياب من ذلك هذا وجه .
    الثاني : أنه في الظاهر خرج عن حد العقلاء إذ أنه صدر منه ما يصدر من المجانين في غالب أحوالهم .
    " المدخل " ( 2 / 5 -7 ) .
    ج. قالت اللجنة الدائمة :
    إقامة احتفال بمناسبة مولده صلى الله عليه وسلم لا يجوز لكونه بدعة محدثة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من العلماء في القرون الثلاثة المفضلة .
    " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 2 ) .
    د. سئل الشيخ ابن باز : هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد؟ واختلفنا فيه ، قيل : بدعة حسنة ، وقيل : بدعة غير حسنة ؟
    فأجاب :
    ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة 12 من ربيع الأول ولا في غيرها ، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيره عليه الصلاة والسلام؛ لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليه وسلم وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه وتعالى ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، فعلم أنه بدعة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق على صحته ، وفي رواية مسلم - وعلقها البخاري جازما بها - : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
    والاحتفال بالموالد ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا ، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته يوم الجمعة : " أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " رواه مسلم في صحيحه ، وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد : " وكل ضلالة في النار " .
    ويغني عن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تدريس سيرته عليه الصلاة والسلام وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك ، ويدخل في ذلك بيان ما يتعلق بمولده صلى الله عليه وسلم وتاريخ وفاته من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله ولم يقم عليه دليل شرعي . .
    والله المستعان ونسأل الله تعالى لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة . " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 4 / 289 ) .
    والله أعلم.


    الإسلام سؤال وجواب
    http://majles.alukah.net/forum3/
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,376

    افتراضي

    الصلاة النارية أو الصلاة التفريجية، أو الصلاة القرطبية أو الصلاة التازية أو الصلاة النورانية؛ كلها أسماء لصيغة مخترعة للصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم، اخترعها أهل التصوف، لقولها في أوقات الكروب والمحن التي يمر بها الإنسان، بعدد معين، زعما منهم أن لهذه الصلاة أثرا قويا في تفريج الهموم وقضاء الحوائج. فما صيغة هذه الصلاة؟ وما أصلها؟ وما الحكم الشرعي فيها؟
    صيغة الصلاة النارية:
    “اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاما تاماً على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب وحسن الخواتم، ويستسقى الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس، بعدد كل معلوم لك”[1].
    لماذا سُميت بالصلاة النارية؟
    قال النازلي في كتابه خزينة الأسرار: “من الصلوات المجربات، الصلاة التفريجية القرطبية، ويقال لها عند المغاربة (الصلاة النارية) لأنهم إذا أرادوا تحصيل المطلوب أو دفع المرهوب يجتمعون في مجلس واحد ويقرؤون هذه الصلاة النارية بهذا العدد (4444)، فينال مطلوبه سريعا كالنار. ويقال لها عند أهل الأسرار مفتاح الكنز المحيط لنيل مرام العبيد”[2]. وتسمى بالتفريجية، لأنها بحسب زعمهم تفرج الهم، والقرطبية نسبة إلى الإمام القرطبي. أما التازية فنسبة إلى أحد مشائخ الصوفية وهو أحمد التازي.
    فضلها عند الصوفية:
    جاء في كتاب (خزينة الأسرار)، وهو كتاب في الأذكار والأوراد الصوفية ما نصه: “قال الإمام القرطبي[3]: من أراد تحصيل أمر مهم عظيم، أو دفع البلاء المقيم، فليقرأ هذه الصلاة التفريجية، وليتوسل بها إلى النبي ذي الخلق العظيم أربعة آلاف وأربعمائة وأربعا وأربعين مرة؛ فإن الله تعالى يوفق مراده ومطلوبه على نيته، وكذا ذكر ابن حجر العسقلاني خواص هذا العدد؛ فإنه كثير في سبب التأثير كذا في أسرار الصلاة”[4]. وفيه: “وقال الإمام القرطبي: من داوم على هذه الصلاة كل يوم إحدى وأربعين مرة، أو مائة أو زيادة؛ فرج الله همه وغمه، وكشف كربه وضره، ويسر أمره، ونور سره على قدره وحسن حاله ووسع رزقه، وفتح عليه أبواب الخيرات والحسنات بالزيادة، ونفذ كلمته في الراسيات، وآمنه من حوادث الدهر وشر نكبات الجوع والفقر، وألقى له محبة في القلوب، ولا يسأل من الله تعالى شيئا إلا أعطاه، فلا يحصل هذه الفوائد إلا بشرط المداومة عليها كذا في سر الأسرار”[5].
    قال الشيخ محمد التونسي: “من داوم على هذه الصلاة النارية كل يوم إحدى عشرة مرة كأنها تنزل الرزق من السماء، وتنبته من الأرض”[6].
    وقال الإمام الدينوري: “من قرأ هذه الصلاة دبر كل صلاة إحدى عشرة مرة، ويتخذها وردا، لا ينقطع رزقه وينال المراتب العالية والدولة الغنية. ومن داوم عليها بعد صلاة الصبح كل يوم إحدى وأربعين مرة ينال مراده أيضا. ومن داوم عليها كل يوم مائة مرة يحصل مطلوبه، ويدرك غرضه فوق ما أراده. ومن داوم على قراءتها كل يوم بعدد المرسلين عليهم السلام ثلاثمائة وثلاث عشرة مرة لكشف الأسرار فإنه يرى كل شيء يريده. ومن داوم عليها كل يوم ألف مرة فله ما لا يصفه الواصفون مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر”[7].
    مما سبق يمكننا جمع فضل هذه الصلاة المزعومة – كما يتوهمه الصوفية- في الآتي:
    – تحصيل الأمور المهمة العظيمة أو دفع البلاء المقيم.
    – توسيع الرزق، وفتح أبواب الخيرات والحسنات بالزيادة.
    – التأمين من حوادث الدهر وشر نكبات الجوع والفقر.
    – إلقاء المحبة في القلوب.
    – استجابة الدعاء والطلب من الله، فلا يسأل من الله تعالى شيئا إلا أجاب.
    – تكشف الأسرار، ويرى قائلها كل شيء يريده.
    – ومن داوم عليها كل يوم ألف مرة فله ما لا يصفه الواصفون مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
    حكم الصلاة النارية:
    مما سبق يتبين لنا بدعية هذه الصلاة لما فيها من الأمور المحرمة، والتي منها:
    1- اشتمالها على عبارات شركية فيها من الغلو في حق النبي- صلى الله عليه وسلم- ما فيها، مثل: تنحلُّ به العقد، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب… فتلك أمور لا تنبغي إلا لله- عز وجل.
    2- إلى جانب ما مضى فالاجتماع على مثل هذه الصلوات، وقولها بشكل جماعي، وبعدد معين، يعد من البدع التي نهانا عنها الشرع الحنيف.
    3- ثم إن هذه الصيغة المخترعة لم ترد في كتاب الله ولا سنة نبيه- صلى الله عليه وسلم، ولم يرد في فضلها ما يذكره الصوفية من مبالغات. قال النبي- صلى الله عليه وسلم: (من أَحدَثَ في أَمرِنَا هذا مَا لَيسَ مِنهُ فَهُوَ رَدٌّ)، متفق عليه، وفي رواية لمسلم: (مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ).
    يقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك: “إن هذه الصلاة المسماة بالصلاة النارية حرام، وذلك لما اشتملت عليه من الشرك أو البدعة. والصوفية معروفون باختراع صلوات على النبي– صلى الله عليه وسلم- مشتملة على الغلو المحرم، الذي قد يبلغ إلى الشرك والكفر. ويجعلون لهذه الصلوات المبتدعة فضائل ما أنزل الله بها من سلطان. وهذه الصلاة المسؤول عنها المسماة بالصلاة النارية اسمها منكر، فما معنى نارية؟ هل معنى ذلك أنها تنجي من النار، فمن أين هذا؟ هل قال هذا الرسول– صلى الله عليه وسلم؟ كلا. بل هو محض الكذب”[8].
    ويقول الشيخ خالد الرفاعي، تعليقا على ما ورد في الصلاة النارية من عبارات: “لا شكَّ أنَّ هذه الكلِمات لم تثبُت ولم تصحَّ عن النَّبيِّ –صلى الله عليه وسلم، وقدِ اشتملت على عباراتٍ شِركيَّة وغلوٍّ في النَّبي- صلى الله عليه وسلم، ونسبة أفعَالٍ له لا يَصِحُّ أَن تُنسَبَ إلاَّ للهِ –تعالى، كقضاء الحوائج، وحلِّ العُقد، وتفريجِ الكُرَبِ، ونَيلِ الرَّغَائبِ، وحُسنِ الخاتمة؛ قال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الـمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ويَكشِفُ السُّوءَ ويَجعَلُكُم خُلَفَاءَ الأَرضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)، النمل: 62″[9].

    [1] خزينة الأسرار، لمحمد حقي النازلي: ص170.
    [2] المرجع السابق: ص167- 168.
    [3] هذه النقولات لا مصدر لها إلا كتاب “خزينة الأسرار”، فالله أعلم بصحتها إلى أصحابها، فما نسبة النازلي للإمام القرطبي هنا- على سبيل المثال- غير موجود في كتب القرطبي أو كتب غيره من العلماء.
    [4] خزينة الأسرار: ص168.
    [5] المرجع السابق: ص170.
    [6] المرجع السابق: ص168.
    [7] المرجع السابق، الصفحة نفسها.
    [8] مراجعة في شأن الصلاة النارية، موقع الإسلام اليوم:
    http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-35-121844.htm
    [9] حكم الصلاة التفريجية أو النارية، خالد عبدالمنعم الرفاعي، طريق الإسلام.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي

    جزاك الله خيرا و نفع بك .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,376

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا و نفع بك .
    آمين، وجزاك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,376

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,376

    افتراضي

    مراجعة في شأن الصلاة النارية


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    لدي استيضاح لجواب عن السؤال الخاص بالصلاة النارية.

    أنا بصراحة لم أقتنع بالجواب، أو دعني أقول لم أفهم الجواب، لم أفهم لِمَ مثل هذه الصلاة قد تكون "حراماً"!
    1- أن يكون الدعاء من أدعية الصوفية، فهذه ليست إدانة، فالحكمة ضالة المؤمن. وقد ذكر شيخنا الفاضل د. سلمان في إحدى حلقات الحياة كلمة أنه يردد بعض الأبيات مع بعض التعديل لأحد الصوفية.
    2- إن نسبة الدعاء للشيخ الذي اعتاد هذا الدعاء. أيضاً لا أعتقده تهمة. وأن يدعو أحدهم دعاءً بألفاظ جديدة أيضاً لا أعتبره عيباً أو لا يجوز طالما هو فيما يرضي الله.
    فإن كثيرًا من أدعية المشايخ وأئمة الحرمين ليست من الآثار النبوية.
    3- أن يعلمنا الرسول الصلاة عليه لا يعني بالضرورة أن أي صلاة أخرى كفر وحرام إلا إذا احتوت على معنى الكفر.
    4- قوله في هذا الدعاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم (الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب إلى آخره...). لا يمكن أن يريد القائل بهذه الصيغة أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يقضي الحوائج ويحل العقد؛ لأن الصيغة واضحة والتوجه إلى الله ببداية قوله اللهم، والمقصود التشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك واضح في استخدام "به" فإذاً الوصول إلى نتيجة: "فإنه شرك أكبر" غير وارد لأن ما بنيت عليه هذه النتيجة هو أساساً غير مقصود بوضوح النص، ولا إشكال في فهم هذا النص. وهنا أنا لم أفهم كيف اعتقد المجيب بأن ذلك قد يكون مقصوداً بأي حال.
    5- لقد ذكر فضيلة الشيخ المجيب أن أحد وجوه التوسل إلى الله تكون بالتوسل إلى الله بالإيمان به ومحبته فهذا حق، فالإيمان بالرسول وطاعته ومحبته هي أعظم الوسائل. فلماذا لا يعتبر هذا الدعاء ضمن هذا الباب؟ ولماذا اعتبره من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان؟ هل كل ما هو جديد أو لم يذكره الله ورسوله أصبح بدعة ما أنزل الله بها من سلطان؟ هل طريقة التواصل التي بيننا الآن، أقصد الإنترنت -بدعة- ما أنزل الله بها من سلطان.. وقد يعتبر أحدهم ذلك خصوصاً مع ما للإنترنت من أذى وآثار سلبية لا تخفى على أحد.
    وأنا أحب هذه الصيغة من الصلاة على النبي ولم أقتنع بما وصل إليه المجيب من أن: "الدعاء به حرام؛ لأن ألفاظه دائرة بين الشرك والبدعة نعوذ بالله من الضلال واتباع الهوى. أفتوني مأجورين..



    أجاب عن السؤال: الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر البراك (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)

    الجواب:


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:


    أولاً: ليس من شرط صحة الجواب أن يقنع السائل به، فربما لم يقنع لقصور فهمه كما ذكرتِ. وأنت معذورة إذا لم تقنعي بالجواب الأول؛ لأنه لم يكن مطابقاً لمراد السائل.

    وأما الجواب الثاني: فهو واضح، وقد بين فيه سبب أن هذه الصلاة المسماة بالصلاة النارية حرام. وذلك لما اشتملت عليه من الشرك أو البدعة.

    والصوفية معروفون باختراع صلوات على النبي –صلى الله عليه وسلم- مشتملة على الغلو المحرم الذي قد يبلغ إلى الشرك والكفر، ويجعلون لهذه الصلوات المبتدعة فضائل ما أنزل الله بها من سلطان، وهذه الصلاة المسؤول عنها المسماة بالصلاة النارية اسمها منكر، فما معنى نارية؟ هل معنى ذلك أنها تنجي من النار، فمن أين هذا؟.
    هل قال هذا الرسول –صلى الله عليه وسلم-؟ كلا. بل هو محض الكذب. وقد بين في الجواب، وليس المنكر إنشاء دعوات وصلوات على الرسول –صلى الله عليه وسلم- خالية عن الغلو وعن الدعاوى الباطلة، فالدعوات التي يدعو بها بعض المشايخ وأئمة الحرم، وإن كان بعضها لم يرد لكن ليس فيها غلو. ولم يَدَّعوا لهذه الدعاوى فضائل مخصوصة، بل يقررون أن الدعوات المأثورة، والصلوات المأثورة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أفضل مما يدعو به الناس مما ليس بمأثور.
    وأفضل كيفية للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الصلاة الإبراهيمية التي علمها النبي –صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"
    وقولك: (أن يعلمنا الرسول الصلاة عليه لا يعني بالضرورة أن أي صلاة أخرى كفر وحرام...) إلخ صحيح، وما أنكرنا الصلاة النارية إلا لما اشتملت عليه من الباطل، أو يدعى لها من الفضائل.
    فهَّمنا الله في الدين، وجنبنا طريق الغاوين والضالين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.
    <span style="FONT-SIZE: 18pt; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'">http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-35-121844.htm
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •