الموضوع: معنى: لا تكدره الدلاء

قال حسان بن ثابت يرد على أبي سفيان بن الحارث في هجائه للنبي صلى الله عليه وسلم - وكان ابن عم رسول الله، وأخاه من الرضاعة - ثم أسلم:
لساني صارم لا عيب فيه ... وبحري لا تكدره الدلاء
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمدٍ منكم وقاء

الدلاء: الشوائب
شبه حسان بن ثابت شعره بالبحر.
فحذف المشبه وصرح بالمشبه به.

أليس الدِّلاءُ جمعَ دلوٍ، والدلو: هو الرِّشا؟!

نعم الدلاء جمع دلو، لكن الدلو هو ما يستقى فيه، والرشاء هو الحبل الذي يجعل في الدلو ليدلى في البئر، فقوله (لا تكدره الدلاء) كناية عن اتساعه وبعد غوره، بخلاف البئر قليلة الماء فإن الأخذ منها يكدرها ويغيرها، والله أعلم.

الأمران محتملان

قال أبو العباس القرطبي في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم":
وقوله :
لِسانِي صَارِمٌ لا عَيبَ فِيهِ ... وبَحرِي لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ
الصَّارم : السَّيف القاطع، ولا تكدره الدِّلاء: أي: لا تغيره.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

ولا تكدره الدِّلاء: أي: لا تغيره.

يقصد به

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو_جندل

نعم الدلاء جمع دلو، لكن الدلو هو ما يستقى فيه، والرشاء هو الحبل الذي يجعل في الدلو ليدلى في البئر، فقوله (لا تكدره الدلاء) كناية عن اتساعه وبعد غوره، بخلاف البئر قليلة الماء فإن الأخذ منها يكدرها ويغيرها، والله أعلم.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد

يقصد به
بخلاف البئر قليلة الماء فإن الأخذ منها يكدرها ويغيرها

المقصود:
لأن الأخذ منها يغيرها لما فيها من شوائب تترسب في قعرها عادة.
والخطب فيه سهل.

نعم بارك الله فيك، الخطب يسير، لكن لا بأس في التوضيح، فقد يتبادر إلى ذهن البعض أن قولكم: ((الدلاء: الشوائب)) تعريف لغوي، فتفضل أخونا أبو عبد الله بالتوضيح مشكورا.
وقد حضرتني لطيفة لا علاقة لها بالمسألة، وهي قصة حدثت لشيخ من مشايخي رحمه الله تعالى، وهي أنه كان مسافرا في جماعة من العلماء وطلبة العلم، وانقطع ما معهم من الماء، ثم إنهم وصلوا بئرا لكنهم وجدوا ماءها بعيدا غائرا، ولم يجدوا حبلا ولا دلوا، فقالوا جميعا: قد حل لنا التيمم، إلا شيخنا، فقد قال لهم: إنكم أكثر من ثلاثين رجلا، كل واحد منكم يلبس عمامة، فاخلعوها واربطوها ببعضها، ثم أدلوها في البئر حتى تبتل ثم انزعوها واعصروها في آنيتكم، ففعلوا فحصل لهم ماء يكفيهم لطهارتهم.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو_جندل

نعم بارك الله فيك، الخطب يسير، لكن لا بأس في التوضيح، فقد يتبادر إلى ذهن البعض أن قولكم: ((الدلاء: الشوائب)) تعريف لغوي، فتفضل أخونا أبو عبد الله بالتوضيح مشكورا.
وقد حضرتني لطيفة لا علاقة لها بالمسألة، وهي قصة حدثت لشيخ من مشايخي رحمه الله تعالى، وهي أنه كان مسافرا في جماعة من العلماء وطلبة العلم، وانقطع ما معهم من الماء، ثم إنهم وصلوا بئرا لكنهم وجدوا ماءها بعيدا غائرا، ولم يجدوا حبلا ولا دلوا، فقالوا جميعا: قد حل لنا التيمم، إلا شيخنا، فقد قال لهم: إنكم أكثر من ثلاثين رجلا، كل واحد منكم يلبس عمامة، فاخلعوها واربطوها ببعضها، ثم أدلوها في البئر حتى تبتل ثم انزعوها واعصروها في آنيتكم، ففعلوا فحصل لهم ماء يكفيهم لطهارتهم.

بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد ـ والله اعلم ـ أن لفظة الدلاء بالرغم من أنها تحتمل معنى الشوائب إلا أن معناها المتعارف عليه هو الأنسب هنا، أي جمع دلو وهو ما يُستقى به، وذلك أن سياق كلام سيدنا حسان ـ رضي الله عنه ـ يستدعي هذا المعنى فما دام الشاعر في موقف الدفاع عن الإسلام ويخاطب شاعرا في الجهة المقابلة فمن الحكمة استحضار الامكانيات الذاتية واقناع الخصم بضعف قدراته و وهن حجته وهو ما يريده الشاعر حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ بهذا البيت ،فمعاني شعره عميقة لايصل إلى مثلها غيره من الشعراء(

بَحرِي لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ

) ولسانه خال من العي