أخ عبدالله ياليت تكتب في مقدمة البحث حكم قول الناس (( لواط ))
لأن الله سماه في كتابه الفاحشة والنبي عليه السلام : عمل قوم لوط عليه السلام
أخ عبدالله ياليت تكتب في مقدمة البحث حكم قول الناس (( لواط ))
لأن الله سماه في كتابه الفاحشة والنبي عليه السلام : عمل قوم لوط عليه السلام
فصلٌ : في ذكر الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في قتل من يعمل عمل قوم لوط .
الأثر الأول : قصة خالد بن الوليد مع أبي بكر واستشارته الصحابة فيمن يعمل عمل قوم لوط وإجماعهم على تحريقه .
هذه القصة رواها عبد العزيز بن أبي حازم واختلف عليه :
فرواها إسحاق بن إبراهيم ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر ويزيد بن خصيفة وصفوان بن سليم به .
أخرج هذا الوجه ابن المنذر في الأوسط ( ل 73 / أ ) .
ورواها عبيد الله بن عمر القواريري ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر به .
أخرج هذا الوجه الآجري في ذم اللواط ( ح 29 ) ، وابن أبي الدنيا – ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان ( 4 / 357 / ح 5389 ) – ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( ص 202 ) .
ورواها يحيى بن بكير ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر [1] ومحمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفوان بن سليم به .
أخرجه ابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) .
ورواها يحيى بن يحيى ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر ، عن صفوان بن سليم به .
أخرجها البيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 / ح 16805 ) ، وقال : هذا مرسل .
ورواها سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، عن ابن أبي حازم ، عن داود بن بكر ، عن محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم وموسى بن عقبه به .
أخرجه الخرائطي في مساوي الأخلاق ( ص 205 / ح 451 ) .
فمدار هذا الحديث على ابن أبي حازم هذا ، وقد اختلف عليه اختلافاً كثيراً ، وهو وإن خرج له الجماعة ووثقه الأكثر إلا أنه تكلم فيه من جهة روايته عن أبيه ، وأنه روى عن أقوام لم يعرف أنه سمع منهم ، وأنه لم يعرف بطلب الحديث وإن كان فقيهاً [2] ، والاختلاف من قبل ابن أبي حازم فالرواة عنه ثقات ؛ ثم إنَّ داود بن بكر صدوق ، يهم في الشيء بعد الشيء – كما وصفه بذلك ابن حبان – [3] .
وهناك وجهٌ آخر ذكره ابن حزم تعليقاً في المحلى 11 / 381 عن مطرف بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن محمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفوان بن سليم به ، وقال ( 11 / 383 ) : فهذه كلها منقطعة ، ليس منهم أحدٌ أدرك أبا بكر .
أما إرسال هذه القصة فهو من مثل ابن المنكدر وصفوان بن سليم ممن روى عن بعض الصحابة محتمل ، فهي قصة وقعت قريباً من زمنهم .
ولكن يشكل على إجماع الصحابة على تحريق المفعول فيه بالنار ما أخرجه البخاري في صحيحه ( 3016 ) وغيره عن أبي هريرة مرفوعاً في آخره : " ... وإنَّ النار لا يعذب بها إلا الله ، فإن وجدتموهما فاقتلوهما " ؛ فكيف يتفق أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – على تحريقه بالنار مع نهي – عليه الصلاة والسلام – عن التعذيب بالنار ؟! مع استحضارنا إنكار بعضهم على علي – رضي الله عنه – عندما حرَّق من غلا فيه .
قال المنذري في الترغيب والترهيب ( 3 / 198 ) : بإسناد جيد .
وقال ابن حجر في الدراية ( 2 / 103 ) : وهو ضعيفٌ جداً ، ولو صحَّ لكان قاطعاً للحجة ، وروى الواقدي في الردة من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال : كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر إني أُتيتُ برجلٍ قامت عندي البينة يوطأ في دبره كما توطأ المرأة فذكر نحوه ، وفيه : أنَّ عمر أشار بذلك – أيضاً – قال : فحرَّقَهُ خالد .
وتقدم كلام البيهقي .
______________________________
[1] وقع في نسخة الشاملة : داود بن أبي بكر ، والصواب ما أثبت . ولا أدري هل الخطأ في المطبوع كذلك أم لا ؛ فلينظر .
[2] الجرح والتعديل ( 5 / 382 ) ، وضعفاء العقيلي ( 3 / 10 ) ، والتعديل والتجريح ( 2 / 900 ) ، وتذكرة الحفاظ ( 1 / 268 ) ، وتهذيب التهذيب ( 6 / 297 ) .
[3] مشاهير علماء المصار ( 131 ) ، وتهذيب التهذيب ( 3 / 156 ) .
الأثر الثاني : عن عمر – رضي الله عنه – قال : " من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط فاقتلوه " .
أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 43 ) من طريق عثمان بن النضر ، عن ابن المبارك ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عمر .
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا عثمان بن النضر هذا فإني لم أجد له ترجمة .
وقد ذكره ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) بصيغة التمريض ، وابن القيم في روضة المحبين ( 272 ) .
الأثر الثالث : أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أشرف على الناس يوم الدار ، فقال : أما علمتم أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بأربعة : أو رجل عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 14 / 299 / ح 28484 ) وَ ( 14 / 422 / ح 28938 ) عن وكيع ، عن محمد بن قيس ، عن أبي حَصين به .
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أبا حصين فلم أعرفه .
وقد ذكر هذا الأثر ابن رجب في جامع العلوم والحكم ( 1 / 128 ) بصيغة التضعيف ( وروي ) .
وقال السيوطي في الحاوي ( 2 / 105 ) : هذا إسنادٌ صحيح ، وفي قول عثمان – رضي الله عنه – للناس : ( أما علمتم ) دليلٌ على اشتهار هذا عندهم ؛ كالثلاثة المذكورة معه .
وقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية ( 4 / 243 ) : وصح عن عثمان – رضي الله تعالى عنه – وذكر القصة .
الأثر الرابع : عن علي – رضي الله عنه – أنه قال : سيكون في آخر الزمان أقوامٌ لهم أرحام منكوسة ، يُنْكَحون كما تُنْكَحُ النساء ، فمن أدركهم فليقتل الفاعل والمفعول به .
علقه البخاري في التاريخ الكبير ( 3 / 333 ) ، وابن أبي حاتم في العلل ( 4 / 186 / رقم 1352 ) .
الأثر الخامس : أنَّ علياً – رضي الله عنه – رجم لوطياً .
هذا الأثر جاء عن علي من وجوهٍ متعددة ؛ فرواه عنه
يزيد بن مذكور ،
يزيد بن قيس ،
وعن رجلٍ من قوم القاسم بن الوليد ،
فالوجه الأول : أخرجه الشافعي في الأم ( 7 / 183 ) – ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن والآثار ( 6 / 349 ) ، وفي السنن الكبرى ( 8 / 232 ) – عن رجلٍ ، عن ابن أبي ذئب ، عن القاسم بن الوليد ، عن يزيد – أُرَاهُ ابنَ مذكور – به .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، لجهالة الراوي عن ابن أبي ذئب ، والقاسم بن الوليد وإن كان ثقة إلا أنه يخطئ – كما وصفه بذلك ابن حبان في الثقات – ، ويزيد بن مذكور لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً سوى ذكر ابن حبان له في الثقات ( 5 / 546 ) [1] .
والوجه الثاني : فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( 14 / 420 / ح 28927 ) – ومن طريقه الآجري في ذم اللواط ( 33 ) – ، والدوري في ذم اللواط ( 57 ) ، وابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) عن وكيع ، عن ابن أبي ليلى ، عن القاسم بن الوليد ، عن يزيد بن قيس به .
وقد اختلف على ابن أبي ليلى ؛
فرواه الخطيب في تالي التلخيص ( 2 / 390 ) من طريق محمد بن ربيعة كرواية وكيع .
ورواه البيهقي في الشعب ( 4 / 357 ) ، وابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) من طريق ابن أبي زائدة ، عن ابن أبي ليلى ، عن يزيد بن قيس به .
ورواه الخطيب في تالي التلخيص ( 2 / 390 ) : من طريق يحيى بن زكريا ، عن ابن أبي ليلى ، عن يزيد بن قيس به .
ورواه الدوري في ذم اللواط ( 7 ) من طريق الحسن بن صالح ، عن ابن أبي ليلى ، عن رجل ، عن علي به .
فأسقطوا ( ابن أبي زائدة ، ويحيى بن زكريا ، والحسن بن صالح ) ذكر القاسم بن الوليد .
ورواه ابن المنذر في الأوسط ( 73 / ب ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) [2] من طريق هشيم ، عن ابن أبي ليلى ، عن القاسم ، عن رجلٍ من قومه به .
ورواه الدوري في ذم اللواط ( 106 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) : من طريق عبد الله بن الوليد ، عن سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن رجلٍ من همدان به بلفظ : أنَّ علياً – رضي الله عنه – رجم رجلاً محصناً في عمل قوم لوط .
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه ( 13488 ) : عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى رفعه إلى علي أنه رجم في اللوطية ، ولم يقيد ذلك بالإحصان .
وإسناد أثر علي من هذا الوجه ضعيف ، وذلك لحال ابن أبي ليلى فهو سيء الحفظ وله مناكير وأحاديث مقلوبة [3] ، وأقوى الأوجه في الاختلاف عليه هي رواية وكيع ومحمد بن ربيعة .
والوجه الثالث : أخرجه الآجري في ذم اللواط ( 32 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) [4] من طريق شريك ، عن القاسم ، عن بعض قومه [5] به .
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط ( 73 / ب ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) من طريق هشيم ، عن ابن أبي ليلى ، عن القاسم ، عن رجلٍ من قومه به .
وأخرجه الدوري في ذم اللواط ( 106 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) من طريق سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن رجلٍ من همدان به بزيادة ذكر الإحصان في الرجل المرجوم .
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه ( 13488 ) : عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى رفعه إلى علي أنه رجم في اللوطية ، ولم يقيد ذلك بالإحصان .
فقد اختلف على الثوري في ذكر قيد الإحصان ، والراجح أن تقييد ذلك بالإحصان لا يثبت ؛ فراوي التقييد عن الثوري هو عبد الله بن الوليد القرشي الأموي ، قد تكلم فيه ، وفي روايته عن الثوري غير الجامع [6] ، فرواية عبد الرزاق مقدمة عليه وخاصةً أنها وافقت رواية الناس لهذا الأثر .
ولهذا قال الآجري في ذم اللواط بعد روايته لأثر علي : ولم يبينوا – أي : علي بن أبي طالب وجابر بن زيد والحسن وإبراهيم – محصناً ولا غير محصن ، فعلى الرواية عنهم أن اللوطي عليه الرجم أحصن أو لم يحصن .
وقال الذهبي في المهذب ( 7 / 3368 ) عن إسناد البيهقي من طريق شريك : مع انقطاعه روايه مجهول .
__________________
[1] قال البخاري في التاريخ الكبير ( 8 / 356 ) : يزيد بن مذكور الهمداني سمع على بن أبي طالب . قال أحمد : كنيته أبو يوسف ، لا أراه يصح اهـ ولا أدري قول البخاري ( لا يصح ) عائد لكنيته أم لسماعه من علي ؛ فليحرر .
[2] وهذه الرواية من طريق سعيد بن منصور .
[3] تهذيب التهذيب 9 / 302 .
[4] وهذه الرواية من طريق ابن أبي الدنيا ؛ فلعلها هي زوايته في ذم الملاهي ، حيث عزاه المتقي الهندي في كنز العمال ( 5 / 186 ) إلى ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي .
[5] وعند الآجري : عن شيخٍ من همدان .
[6] تهذيب التهذيب ( 6 / 70 ) .
الأثر السادس : سئل ابن عباس عن حدِّ اللوطي ، فقال : يُنْظَر إلى أعلى بناءٍ في القرية فيًرمى منه منكساً ، ثم يُتْبَع بالحجارة .
أخرجه يحيى بن معين في تاريخه ( 4 / 329 رواية الدوري ) – ومن طريقه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم ( 2842 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 8 / 232 ) – ،
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 420 / ح 28925 ) ،
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( ح 30 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) – ، عن هارون بن معروف ،
وأخرجه الدوري في ذم اللواط ( 48 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) – عن عباس بن يزيد ،
كلهم ( يحيى ابن معين ، وابن أبي شيبة ، وهارون بن معروف ، وعباس بن يزيد ) عن غسان بن مضر ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة به .
وهذا إسناد صحيح .
وأخرجه ابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) من طريق حسان بن مطر ، عن يزيد بن مسلمة ، عن أبي نضرة به .
ولعل هذا الإسناد خطأ صوابه ما تقدم : غسان بن مضر ، عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة ، ويحتمل : أن يرويه غسان عن والد سعيد بن يزيد ، وهو : يزيد بن مسلمة ، والله أعلم .
الأثر السابع : أنَّ ابن عباسٍ قال في الرجل يؤخذ – أو يوجد – على اللوطية : أنه يرجم .
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ( 7 / 367 / ح 13491 ) – ومن طريقه الطاوي في المشكل ( 9 / 447 ) ، وابن حزم في المحلى ( 11 / 381 ) ، والبيهقي في عرفة السنن والآثار ( 6 / 350 ) – ،
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 420 / ح 28926 ) عن محمد بن بكر ،
كلاهما ( عبد الرزاق ، ومحمد بن بكر ) عن ابن جريج ، عن ابن خثيم ، عن مجاهد وسعيد بن جبير به .
وهذا إسناد حسن ، لحال ابن خثيم وهو : عبد الله بن عثمان بن خثيم [1] .
_____________________
[1] انظر : تهذيب التهذيب ( 5 / 315 ) .
الاخ صالح العواد لعله يقصد بقوله (لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة) :(الحدود المختلف فيها) ، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع ، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي ، و حكم عليه بالإرسال . ا هـ. والله أعلم ) هذه الرسالة
عنوان الرسالة : العقوبات المختلف عليها في جرائم الحدود
اسم الباحث : علي بن عبد الرحمن الحسون
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الفقه
المشــرف : أ.د. عبد الله بن سعد الرشيد
تاريخ التسجيل : 14/4/1404هـ
تاريخ المناقشة : 19/5/1409هـ
--------------------------
شيخنا الفاضل لعلك مأجورا مشكورا تزيد التوضيح حول ابن ابي حازم لانه مهم لاسيما وان الجماعة قد روو عنه ووثقه الاكثر والرواة عنه ثقات اذن فلا بد من تفسير الجرح <<فمدار هذا الحديث على ابن أبي حازم هذا ، وقد اختلف عليه اختلافاً كثيراً ، وهو وإن خرج له الجماعة ووثقه الأكثر إلا أنه تكلم فيه من جهة روايته عن أبيه ، وأنه روى عن أقوام لم يعرف أنه سمع منهم ، وأنه لم يعرف بطلب الحديث وإن كان فقيهاً [2] ، والاختلاف من قبل ابن أبي حازم >>
جزاك الله خير وليهنك العلم
أخي سهيل الشامي ..
هل الرسالة اللتي ذكرت مطبوعة ؟ و في أي دار ؟
للرفع بارك الله فيك
الأثر الثامن : عن عامر قال : يرجم ، أحصن أو لم يحصن .
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28929 ) : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عامر [1] به .
وهذا إسناد ضعيفٌ ، آفته جابر بن يزيد الجعفي تكلم فيه كثيراً حتى قال الذهبي عنه في الكاشف ( 739 ) : وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر أقوال الأئمة ( 2 / 119 ) : ولجابر حديث صالح ؛ وقد روى عنه : الثوري الكثير ، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري ، وحدث عنه : زهير ، وشريك ، وسفيان ، والحسن بن صالح ، وابن عيينة ، وأهل الكوفة وغيرهم ، وقد احتمله الناس ورووا عنه ، وعامة ما قذفوه : أنه كان يؤمن بالرجعة ، وقد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثًا ، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه ، ولم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار ، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق .
وجابر على ضعفه موصوف بالتدليس – كما وصفه بذلك : الثوري ، والعجلي ، وابن سعد وغيرهم – [2] ، ولم يصرح بالتحديث .
___________________
[1] وفي الحاوي للسيوطي ( 2 / 106 ) : مجاهد بدلاً عن عامر ؛ وهو يروي عن عامر الشعبي ، وعن مجاهد بن جبر .
[2] طبقات المدلسين لابن حجر ( 133 ) ، وتهذيب التهذيب ( 2 / 41 ) .
الأثر التاسع : عن إبراهيم النخعي أنه قال في اللوطي : لو كان أحدٌ يرجم مرتين رجم هذا !
أخرجه ابن أبي شيبة ( 14 / 421 / ح 28933 ) ، وابن الجعد في مسنده ( ح 3356 ) – ومن طريقه البيهقي في الشعب ( 4 / 358 ) – من طريق حماد بن سلمة ، عن حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم به .
وقد عزاه السيوطي في الدر المنثور ( 3 / 498 ) إلى ابن أبي الدنيا .
وهذا إسناد ضعيف ، لحال الحمَّادين ، وقد قال الإمام أحمد في رواية ابن سلمة عن ابن أبي سليمان : ... ولكن حماد بن سلمة عنده عنه تخليط [1] .
ويؤكد هذا التخليط ما ذكره ابن عبد البر في الاستذكار ( 7 / 493 ط . دار الكتب العلمية ) : ... إلا إبراهيم النخعي ، فروي عنه ثلاث روايات ؛ أحدها : هذه – أي : حد الزاني ؛ والثانية : أنه يرجم على كل حال ، وقال : ولو كان أحد يرجم مرتين رجم هذا ؛ والثالثة : أنه يضرب دون الحد ... وأصح الروايات فيه عن إبراهيم أنه كالزاني .
______________________
[1] شرح العلل لابن رجب ( 2 / 592 ) ، وانظر ترجمتهما في التهذيب ( 3 / 11 ) وَ ( 3 / 14 ) .
الأثر الثامن : عن عامر قال : يرجم ، أحصن أو لم يحصن .
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( 14 / 421 / ح 28929 ) ،
وأخرجه الخرائطي في مساويء الأخلاق ( 457 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى ( 203 ) – عن علي بن حرب ،
كلاهما ( ابن أبي شيبة ، وابن حرب ) عن وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عامر [1] به .
وهذا إسناد ضعيفٌ ، آفته جابر بن يزيد الجعفي تكلم فيه كثيراً حتى قال الذهبي عنه في الكاشف ( 739 ) : وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر أقوال الأئمة ( 2 / 119 ) : ولجابر حديث صالح ؛ وقد روى عنه : الثوري الكثير ، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري ، وحدث عنه : زهير ، وشريك ، وسفيان ، والحسن بن صالح ، وابن عيينة ، وأهل الكوفة وغيرهم ، وقد احتمله الناس ورووا عنه ، وعامة ما قذفوه : أنه كان يؤمن بالرجعة ، وقد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثًا ، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه ، ولم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار ، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق .
وجابر على ضعفه موصوف بالتدليس – كما وصفه بذلك : الثوري ، والعجلي ، وابن سعد وغيرهم – [2] ، ولم يصرح بالتحديث .
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( 47 ) من طريق عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر – يعني الشعبي – قال : يقتل ؛ أحصن أو لم يحصن .
وهذا كالذي قبله ؛ آفته جابر الجعفي ، وتقدم الكلام عنه .
______________________________ ___
[1] وفي الحاوي للسيوطي ( 2 / 106 ) : مجاهد بدلاً عن عامر ؛ وهو يروي عن عامر الشعبي ، وعن مجاهد بن جبر ؛ والصواب : أنه عامر حيث جاء مصرحاً به في رواية الخرائطي والآجري بأنه الشعبي .
[2] طبقات المدلسين لابن حجر ( 133 ) ، وتهذيب التهذيب ( 2 / 41 ) .
الأثر العاشر : عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر : عليه الرجم ؛ قتلةَ قوم لوط .
رواه قتادة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر ؛ واختلف عليه :
فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( 14 / 422 / ح 28936 ) من طريق سعيد ، عن قتادة ، عن عبيد الله به .
وأخرجه الآجري في ذم اللواط ( 35 ) من طريق حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن خلاس ، عن عبد الله [1] بن معمر قال : اللوطي يقتل .
ولعل الصواب : رواية سعيد ؛ وذلك لأنه مقدم في الرواية عن قتادة ، ولأن مسلمًا ذكر أن حماد بن سلمة يخطئ كثيرًا في حديث قتادة [2] ؛ وإذا قلنا بذلك : يبقى النظر في سماع قتادة من عبيد الله .
مع ورود احتمال أن يكون قتادة قد دلٍّس في رواية سعيد ، ورواه دون تدليس في رواية حماد ؛ ويدل على هذا أن خلاسًا ممن ذكر أنه روى عن عبيد الله بخلاف قتادة [3] .
______________________________ ___
[1] كذا في نسخة الشاملة ؛ والصواب : ما في المصنف .
[2] التمييز ( 218 ) ، وشرح العلل لابن رجب في ذكر الرواة عن قتادة ومراتبهم ( 2 / 503 ) .
[3] تاريخ دمشق ( 38 / 125 ) .