تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الدكتور عبد الوهاب الزيد حفظه الله: بين سفيان الثوري وابن شهاب الزهري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي الدكتور عبد الوهاب الزيد حفظه الله: بين سفيان الثوري وابن شهاب الزهري

    اطلعت على ماكتبه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالقادر المحمدي في كلامه على رواية سفيان الثوري عن الزهري في صفحات ثمان .. والدكتور عبدالقادر ممن له عناية بعلم الحديث وتحرير البحوث في علومه مسائله .. ومنها ماكتبه في هذا البحث النافع ، وماحرره بارك الله فيه من عدم ثبوت الروايات التي وقع فيها رواية الثوري عن الزهري ، فالشكر للدكتور على ماكتب نفع الله به وبعلمه وجهوده ..
    ولي هنا كلمة مختصرة أسطرها بما يلي :
    ماذكره فضيلته حفظه الله من السبب في عدم رواية الثوري عن الزهري كونه عرف بالدخول على السلطان .. فلا شك أن الثوري من هذا النوع .. كما هو حال غيره من المحدثين ..
    إلا أن الزهري له شأن آخر عند أهل الحديث والسنة ، فهم يعرفون سبب دخوله على السلطان وصلته بهم ، وأنه لم يكن كغيره ممن اتصل بالسطان وتعلق به .. ولهذا لاتجد من الكبار من ترك الرواية عن الزهري لهذا الأمر ، بل تشرف بالرواية عنه الكبار كالأوزاعي ومالك ومعمر وغيرهم وحرص على الرواية عنه أمثالهم ممن لم يكتب له السماع منه كالثوري وشعبة وغيرهما ..
    ولذا نجد سفيان الثوري رحل للزهري وطلب السماع منه .. ولكن وجد سفيان من الزهري تثاقلا لم يرضه منه .. فكلمه أن هذا لايليق .. فكأن الزهري استحى من كلام سفيان له فدخل بيته وأخرج له كتابه وأجازه بروايته عنه .. فذهب سفيان من عنده ومعه كتاب الزهري وإجازته له بروايته عنه ..
    فأما السبب الذي منع سفيان الثوري من الرواية عن الزهري فأختصره فيما يلي :
    أولاً : لمعرفة الإشكال الواقع بين الزهري والرواة عنه صلة وثيقة بما وقع لسفيان معه ، والمهم ذكره هنا أن ابن شهاب الزهري أحد أشراف قريش وكبارهم وأحد أساطين العلم في زمانه ، ومن له المكانة والشفاعة عند خلفاء بني أمية وأمرائهم فيعرفون له قدره وعلمه وجلالته ، فكان مجلس الزهري يحضره كبار القوم من الأمراء والوجهاء وأهل العلم والسائلين فقد كان وجيها كريما لايرد أحدا .. ولهذا لم يكن لأهل الرواية والحديث النصيب الواسع من وقت الزهري .. وكان الزهري يعرف ذلك فاستنسخ نسخا من كتابه الذي حوى جل حديثه فإذا طلب منه أحد حديثه أعطاه نسخةً من كتابه تقديرا منه للسائل وعدم مقدرة السائل أن يجلس عنده الأيام والشهور ليسمع سماعاً من لفظه جُل حديثه أو شطره .
    فكان أئمة الحديث إذا رأوا الراوي روى عن الزهري سماعا قدموه على غيره في الثبت عن الزهري ، وإذا رأوا أن روايته عن الزهري عرضا أو كتابا أخروه عن غيره في الثبت وضعفوه لذلك ، ولهذا صنف أئمة الحديث كابن المديني ويحيى وأحمد أصحاب الزهري إلى طبقات ، وأوصلها النسائي وغيره إلى تسع طبقات .
    من هنا يتضح سبب عدم تحديث سفيان عن الزهري ..
    ثانيا : ماهو السبب في عدم تحديث سفيان الثوري عن الزهري مع أنه تحمل الرواية عنه ؟
    فكما تقدم ولما يأتي يظهر لي أن سفيان لم يرض طريقة أداء الزهري في تحديثه ؛ أنه أراد من سفيان الرواية عنه مناولة .. وهذه طريقة لايرتضيها الثوري في الرواية .. ومذهبه شديد في ذلك ، بل كان لا يرضى بقول الشيخ سمعت في أول التحديث بل أحيانا يشدد في التصريح بالسماع لكل حديث كما وقع له مع عبيدالله بن عمر مع جلالته وعلمه .
    ولذا فالقول بأن الثوري ترك الرواية عن الزهري لدخوله على السلطان بعيدٌ لأمور :
    أولها : ماتقدم ذكره من مذهب الثوري في الرواية وتشدده في التحمل عن الشيوخ ، ولو تحمل عنه سماعا كما كان يرغب لحدّث عنه ، ولكن قلة المال عند سفيان حرمه من البقاء عند الزهري أياما ليحصل على السماع الحديث بعد الحديث ، وهذا ماعتذر به سفيان - فيما رواه عبدالرزاق عنه - عندما سئل : مامنعك من الزهري ؟ فأجاب بقلة الدراهم ..
    وثانيها : أن الثوري لو لم ير الرواية عن الزهري بسبب دخوله على السلطان لما ذهب إليه أصلا وطلب منه الرواية عنه .
    وثالثها : لو كان السبب هو الدخول على السلطان لما روى عن أصحاب الزهري عن الزهري ، مع أن عنده إجازة من الزهري بالرواية عنه ، فاستعاض سفيان برواية من روى عن الزهري سماعا عن هذا الكتاب الغير مسموع ، فسمع من أصحاب الزهري الذين ثبت سماعهم من الزهري من لفظه كمالك والأوزاعي ومعمر وغيرهم ، وخاصة معمر وهو من أكثر من سمع من الزهري حديثه سماعا ولازمه في ذلك ، ولهذا كان ابن عيينة ربما يشك في سماع حديث من الزهري فيحدث به .. ويقول عقبه : وثبتني فيه معمر ، ولذا لاغرابة أن يقول الثوري عن حديث الزهري : كفاناه معمر .
    هذا ماتيسر ذكره هنا مختصرا ، وأسأل الله التوفيق والسداد ، والحمد لله أولا وآخرا ..
    كتبه أبو محمد عبدالوهاب الزيد
    الرياض 4 - 3 - 1439 .
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وهذا هو بحث الدكتور عبدالقادر المحمدي:
    https://up.top4top.net/downloadf-694iy4a81-pdf.html
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    إنصافًا الدكتور المحمدي لم يكن هذا أساس بحثه، فقد نقل أقول أهل العلم عن أسباب عدم رواية الثوري، عن الزهري، فذكر السببين، وختم كلامه عن مسالك السلف في الدخول على الحكام، وذكر بعضًا ممن دخلوا عليهم؛ لإقامة الحق ونصحهم.
    صحيح أنه استظهر أن السبب في عدم الرواية عنه؛ دخوله على السلطان؛ لكنه ختم كلامه عن هذا قائلًا:
    (فلا يشكل على الإمام الزهري بهذه الحادثة إلا مريض القلب، أو صاحب بدعة زائغ عن الحق، نعوذ بالله من الحور بعد الكور).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4

    افتراضي

    بوركتم على هذا الانصاف أخي البراء حفظك الله ووفقك
    والشكر موصول إلى الشيخ عبد الوهاب وناقل الموضوع ، لكن الاشكال لم يكن في سبب عدم رواية الثوري عن الزهري -وانما اشكالية الدراسة هي الخلط بين السفيانين ! بل وبينهما وابن حسين أيضاً ، وقد نوه استاذنا المحمدي الى ذلك ..
    ثم : ان جزم الدكتور عبد الوهاب الزيد حفظه الله أن السبب اما قلة الدراهم أو الامتناع بسبب المناولة ؟ فلا ادري لم اهمل الثالث؟ وهو الدخول على السلطان وكلها مذكورة ؟
    وترجيح الدكتور عبد الوهاب بناء على ميله لقصة دون قصة يوحي كان ما مال اليه مروي عن الثوري دون الآخر؟ وكلها مروية في ترجمة الثوري وتنقله كتب التراجم ... علما ان من يتأمل في شخصية الثوري بعمق يترجح عنده ما رجحه شيخنا المحمدي،
    ورحلة الثوري من مكة الى اليمن لسماع حديث الزهري من معمر ! تنسف قصة الدراهم ، وقصة امتناع الزهري عن الرواية للثوري تنقضها سماعات اجل تلامذته مالك ومعمر وسفيان وعبيد الله وغيرهم فهل يروي لكل هؤلاء ويبخل على الثوري ، إلا ان يقال أن روايتهم مناولة ؟ وهذا لا يقول به أحد!
    علما ان الزهري كان ياتي مكة والمدينة كثيرا والثوري ينص انه حج مرارا لسماع ابن لهيعة، ثم يدع الزهري؟
    ومع ذلك فهي كلها تدور في احتمالات ..وأصل المشكلة هل ثبتت رواية الثوري او لا ؟ هذه المشكلة التي شفتنا الدراسة والله اعلم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن القطان العراقي مشاهدة المشاركة
    بوركتم على هذا الانصاف أخي البراء حفظك الله ووفقك
    آمين، وإياك، وفيك الله بارك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •