أخي الفاضل هذا لا يدل على أن الشيخ رحمه الله لم يثبت صفة الهرولة بل هذا تفسير لمعنى الحديث.
فهو ليس بتأويل
مثل تفسيرنا لقول الله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه)
ففسره السلف بأن معناه (إلا ما أريد به وجه الله) وفي نفس الوقت أثبتوا صفة الوجه.
وانظر قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاويه في تفسير هذا الحديث:
وعلى هذا فنؤمن بأن الله تعالى يتقرب من عبده المتقرب إليه كما يشاء ويأتي هرولة لمن أتى إليه يمشي كما يشاء من غير تكييف ولا تمثيل وليس في ذلك ما ينافي كمال الله عز وجل.
وذهب بعض العلماء من أهل السنة إلى أن قوله: " أتيته هرولة " يراد به سرعة قبول الله تعالى وإقباله على العبد المتقرب إليه المتوجه بقلبه وجوراحه إلى ربه وقال : إن هذا هو ظاهر اللفظ بدليل أن الله تعالى قال: " ومن أتاني يمشي" . ومن المعلوم أن طالب الوصول إلى الله لا يطلبه بالمشي فقط بل يطلبه تارة بالمشي كالسير إلى المساجد، والمشاعر، والجهاد، ونحوها، وتارة بالركوع والسجود ونحوهما، فعلم بذلك أن المراد بذلك كيفية طلب الوصول إلى الله تعالى، وأن الله تعالى يجازي الطالب بأعظم من عمله وأفضل. وإذا كان هذا ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه لم يكن تفسيره بذلك تأويلاً ولا صرفاً له عن ظاهره والله أعلم.
فلا دليل في تفسير الشيخ للحديث أنه ينفي صفة الهرولة.