المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشاد السيروان
الحمد لله وهو المستعان.
فضيلة الدكتور ما هر الفحل
أحسن الله مثوبتكم
من بداية قراءتي لـ (( أول ما يلزم طالب الحديث )) شعرت بأنه توجيه لتعلم علل الحديث، وهذا نوع من علوم الحديث، وكما تفضلت بكتابك جامع العلل - الذي قرأته من ألفه إلى يائه حتى الفهارس - فإن هذا أدق العلوم وأغمضها وهو اختصاص ثلة اختارها الله وميزها بصفات من الذكاء والحفظ لم توجد لدى غيرهم.
أي أن المنتفع بهذا المنهج هو من عنده بذرة الدقة العلمية وتقوى الله تعالى في الحكم على المتون والأسانيد.
وليعم النفع في (( أول ما يلزم طالب الحديث )) أرى ان يكون المنهج فقهياً وفي علم الرواية أكثر من أن يكون باتجاه علم الدراية للأسانيد والمتون، لأن من عنده الموهبة المطلوبة لعلوم الدراية ثلة قليلة.
فإما أن نخصص فنقول (( أول ما يلزم طالب علوم دراية الحديث ))
أو أن نأتي بمنهج جديد يناسب ما قدمت.
ولي على ما أقول دليل من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (( بلغوا عني ولو آية فرب مبلغ أوعى من سامع )) فعمم الأمر بالتبليغ ولو دون فقه ودراية ودل على أن ليس كل من سمع وبلغ قد فقه. وهذا استدلال استئناسي لا أزعم قطعيته.
وأيضاً إن تعميم النظر في الأسانيد والحكم عليها من جديد تبعاً لاتباع الأمة لكم وللإمام الألباني من قبل مؤذن بفتنة تسود أهل الفتنة والجهال وتعينهم بإعطائهم مفاتيح هذا العلم مع عدم مكنتهم منه نظراً لضعف ملكاتهم الفطري ولقلة وازع التقوى في الناس.
فلهذا أرى التوجيه الفقهي الحفظي مقدماً على التوجيه الحديثي التعليلي، مع ضرورة ربط الفقه بالحديث، أي أن يكون الفقه موائماً بين طريقة المحدثين والفقهاء شأن كبار أهل العلم المتقدمين، وهم كما نقول قلة منهم من اتجهت لتعليل الأسانيد نظراً لتقواهم ولقلة من عنده ملكة التعليل بما تتطلبه من دقة وذاكرة وفهم وتوفيق إلهي.
هذا، والله أعلم وهو أحكم، وإني أرد إليك وإلى إخوانك العلما النجبا أن يقبلوا أو يصوبوا لي يا شيخنا بالمراسلة. والله المستعان.