ذكرتني-حفظك الرحمن- بمن قالوا : نكذب لرسول الله ..
والقاعدة المشتهرة..النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد..
هذا إن كان ممن يصرون على بدعتهم ويدعون لها ، أما من جهلها فمعذور بجهله حتى يعلمها فإن علمها أقيمت عليه الحجة..
أما الثواب فلا يسوغ لي ولا لأي بشر أن يتكلم فيه فالله أعلم بالنوايا وأحكم وأعظم جزاءا وتوفية..
"إنما يتقبل الله من المتقين" جعلني الله وإياكم منهم آمين.
شتان بين مشرق ومغرب
يا أخي الكريم الطيبوني
فعله هذا كان عن عدم علم ولم يكن عنده دليل عليه، فله الأجر مرة لاجتهاده ومرة لفعله عبادة الأصل فيها أنها مشروعة.
فهو مأجور لحسن قصده؛ ولأن عمله عمل صالح في الأصل، لكن لو أراد أحد أن يعمل العمل مرتين مع علمه بعدم مشروعيته، فليس له من الأجر شيء؛ لأن عمله غير مشروع لكونه خالف السنة.
فبنظر لنوع البدعة وحال الفاعل، ينضبط الحكم.
لا أجد نظرًا فيما نقلته عن الشيخ صالح، وفيما كتبه، فكلامي معناه أنه لا يؤجر بإطلاق وأن البدعة تذم في كل حالتها، أما الذي ربما أثيب على فعله هو الذي وقع في بدعة وصفية وليست أصلية.
والفاعل يكون فعلها جهلًا ومن باب المحبة وفعل الخير لا غير.
وقد قلت في الموضوع المشار إليه في صلب موضوعنا:
وربما يقال بالتفريق بين المبتدع في بدعة أصلية، وبين المبتدع في بدعة وصفية، مثال هذا: إذا كان أصل العبادة مشروع كالصيام؛ ولكنه صام في يوم لا يُسن فيه الصيام على أنه سنة؛ جهلًا منه أو تقليدًا، أو اجتهادًا، فهذا ربما يثاب على حسن نيته، والله أعلم.
أما من ابتدع بدعة أصلية؛ فهذا لا يثاب بأي حال، والله أعلم.
بل يوجد نظر ارجع وتأمل جيدا---لا أجد نظرًا فيما نقلته عن الشيخ صالح، وفيما كتبهنعم انا أخى الكريم لا انازعك فى كلامك بل اتفق معك تماما--ولكن انازعك فيما كتبه وحسنته وهو مختلف مع ما تقرره من أن البدعة تذم في كل حالتها ---انا ألومك على اقحام نفسك معه- ارجع الى قوله وتأمله جيدا تجد انه مناقض لما تقرره من ان البدعة مذمومة فى كل حالاتها---انا اخى الكريم أحفظ لك قدرك فى العلم واعرف فضلك فى الدفاع عن منهج اهل السنة فى العقيدة-ومشاركاتك فى اظهار العقيدة الصحيحة اكبر شاهد على ذلك-ولكن يغلب على ظنى انك مؤخرا تغيرت نفسك وضاق صدرك باتجاهى- بسبب الاختلاف فى بعض المسائل--لابد اخى الكريم من الانتصار للحق حتى لو انفض الجميع من حولك--------- قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ " لو سكت أهل الحق عن بيانه لاستمر المخطئون على أخطائهم وقلدهم غيرهم فى ذلك وباء الساكتون باثم الكتمان الذى توعدهم الله فى قوله سبحانه { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، وذمهم على نبذه وراء ظهورهم وحذرنا من اتباعهم ، فإذا سكت أهل السنة عن بيان أخطاء من خالف الكتاب والسنة شابهوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين " أ هـ مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ج3ص72 "---- وقال بعضهم للإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ إنه يثقل علىّ أن أقول : فلا ن كذا وفلان كذا فقال إذا سكت انت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟ أهـ مجموع الفتاوى ج28 ص231وأن البدعة تذم في كل حالتها
وقفت على حوار دار بين شيخ الإسلام ابن تيمية، وبين بعض محبيه يوضح مقصوده في إثابة المخطئ وإن كان غير مصيب؛ لحسن قصده، وصلاح نيته، واجتهاده، لما قام جماعة من الغوغاء على الشيخ بجامع مصر وضربوه، وقام أهل الحسينية وغيرهم انتصارًا للشيخ، قال حاكي الواقعة: (واجتمع عنده جماعة، وتتابع الناس، وقال له بعضهم: يا سيدي قد جاء خلق من الحسينية، ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا.
فقال لهم الشيخ: لأي شيء؟
قال: لأجلك.
فقال لهم: هذا ما يجوز؟
فقالوا: نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك؛ فنقتلهم، ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق، وأثاروا هذه الفتنة على الناس.
فقال لهم: هذا ما يحل.
قالوا: فهذا الذي قد فعلوه معك يحل؟! هذا شيء لا نصبر عليه، ولا بد أن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا.
والشيخ ينهاهم ويزجرهم فلما أكثروا في القول قال لهم: إما أن يكون الحق لي، أو لكم، أو لله، فإن كان الحق لي فهم في حِلٍ منه، وإن كان لكم؛ فإن لم تسمعوا مني ولا تستفتوني فافعلوا ما شئتم، وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء.
قالوا: فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم؟
قال: هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه.
قالوا: فتكون أنت على الباطل وهم على الحق؟ فإذا كنت تقول: إنهم مأجورين فاسمع منهم، ووافقهم على قولهم.
فقال لهم: ما الأمر كما تزعمون فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين ففعلوا ذلك باجتهادهم، والمجتهد المخطىء له أجر.
فلما قال لهم ذلك، قالوا: فقم واركب معنا حتى نجيء إلى القاهرة ...). [الانتصار: (صـ 317 - 318)، لابن عبد الهادي)].
فتأمل: ما قاله في أنهم قد يؤجرون، ومع ذلك لم يصحح فعلهم.
( يثاب على حسن نيته )
النية عمل قلبي يشترط لحسنها و صلاحها ما يشترط لسائر الاعمال
فلا ادري هل يصح ان يوصف قصد المبتدع و نيته بالحسن و الصلاح و هو مخالف للشرع ؟
و قد ذكر في ( الاحياء ) ان
( المعاصي لا تتغير عن موضعها بالنية ، أعني أن المعصية لا تنقلب طاعة بالنية ، كالذي يغتاب إنسانا مراعاة لقلب غيره ، أو يطعم فقيرا من مال غيره ، أو يبني مدرسة أو مسجدا بمال حرام وقصده الخير ، فهذا كله جهل والنية لا تؤثر في إخراجه عن كونه ظلما وعدوانا ومعصية ، بل قصده الخير بالشر على خلاف مقتضى الشرع شر آخر ، فإن عرفه فهو معاند للشرع ، وإن جهله فهو عاص بجهله ؛ إذ طلب العلم فريضة على كل مسلم ، والخيرات إنما يعرف كونها خيرات بالشرع ، فكيف يمكن أن يكون الشر خيرا ؟ هيهات ،
ولذلك قال " سهل " رحمه الله - تعالى - : "ما عصي الله بمعصية أعظم من الجهل " قيل : يا أبا محمد هل تعرف شيئا أشد من الجهل " ؟ قال : "نعم ، الجهل بالجهل " وهو كما قال ؛ لأن الجهل بالجهل يسد بالكلية باب التعلم ، فمن يظن بنفسه أنه عالم فكيف يتعلم ؟ وكذلك أفضل ما أطيع الله - تعالى - به العلم ، ورأس العلم العلم بالعلم . كما أن رأس الجهل الجهل بالجهل ، وقد قال - تعالى - :
( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) نعم ، للنية دخل في المعاصي وهو أنه إذا انضاف قصود خبيثة تضاعف وزرها وعظم وبالها )
للفائدة:
هل النية الحسنة تشفع لصاحبها ؟ أم لها ضوابط ؟.
الحمد لله
إن المسلم لا تقبل منه العبادة إلا إذا تحقق فيها شرطان أساسيان :
الأول : إخلاص النية لله تعالى ، وهو أن يكون مراد العبد بأقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى دون غيره .
الثاني : موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يعبد إلا به ، وذلك يكون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، وترك مخالفته ، وعدم إحداث عبادة جديدة أو هيئة جديدة في العبادة لم تثبت عنه عليه الصلاة والسلام .
والدليل على هذين الشرطين قوله تعالى : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) الكهف/110 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" ( فمن كان يرجوا لقاء ربه ) أي : ثوابه وجزاءه الصالح .
( فليعمل عملا صالحا ) أي : ما كان موافقا لشرع الله .
( ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له ، وهذان ركنا العمل المتقبَّل ، لابد أن يكون خالصاً لله ، صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 108 ) .
ولهذا قال الله تعالى في أعظم سورة في القرآن ( إياك نعبد وإياك نستعين ) للدلالة على أن التوحيد والإخلاص شرط في صحة العمل ، والشرط الثاني بعده مباشرة : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ، فلا تصح العبادة إلا على النهج السليم ، والصراط المستقيم ، الذي شرعه الله تعالى بمتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم ( 1718 ) أي : فعمله مردود عليه ، ولا يقبل منه ، فإذا تخلف أحد هذين الشرطين عن العمل (الإخلاص لله ، والمتابعة لشرعه) لم يستفد صاحبه منه ، فمن أراد الخير والأجر ورضى الرب سبحانه فليعبده وليتقرب إليه بما شرع ، قال سبحانه : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) آل عمران/31 .
فلا تكفي النية الصالحة ، ولا تشفع لصاحبها إذا خالف الشرع ، وعبد الله تعالى بشيء من البدع ، وكثير من أهل البدع – بسبب جهلهم – اخترعوا هذه البدع ليتقربوا بها إلى الله !!
ولهذا لما أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على المجتمعين على ذكر الله ، لما أنكر عليهم اجتماعهم ، واعتذروا بحسن نيتهم وأنهم لم يريدوا إلا الخير ، قال لهم : ( وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ) رواه الدارمي (204) ، فلا يكفي حسن النية بمفرده حتى يصيب الإنسان الخير ، وينال الثواب والقرب من الله ، بل لا بد مع ذلك من موافقة الشرع ، واجتناب البدع .
وربما تشفع النية الصالحة لصاحبها في مسألتين :
الأولى : في تحويل العادات إلى عبادات .
فالنية الصالحة تجعل العادة عبادة ، يثاب عليها صاحبها ، فينوي بالطعام والشراب التقوي على طاعة الله تعالى ، وينوي بالزواج إعفاف نفسه وزوجته ، وهكذا .
والثانية : في كسب الأجر دون عمل إذا كانت النية جازمة .
فقد ينوي المسلم نية جازمة على القيام بأعمال شرعية فيحول بينه وبين العمل موانع للقيام به : فيؤجر عليه ، وفي ذلك أحاديث ، ومنها :
1. عن جابر رضي الله عنه قال : كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال : ( إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم حبسهم المرض ) وفي رواية : ( إلا شركوكم في الأجر ) رواه مسلم ( 1911 ) .
2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى إلى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح : كتب له ما نوى ، وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل ) رواه النسائي ( 1787 ) وابن ماجه ( 1344 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 601 ) .
3. عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ) رواه مسلم ( 1909 ) .
وغير ذلك كثير ، وكله يدل على أن من نوى نية صادقة جازمة على فعل خير أو طاعة فحال بينه وبين الفعل حائل كتب الله له الأجر .
فهنا : النية الصادقة شفعت لصاحبها حتى أُجر عليها .
وانظر جواب السؤالين رقم ( 21519 ) و (21362 ) .
والله أعلم .
https://islamqa.info/ar/60219
قال ابن تيميّة: (وهذا من أسباب فتن تقع بين الأمّة، فإنّ أقوامًا يقولون ويفعلون أمورًا هم مجتهدون فيها وقد أخطأوا، فتبلغ أقوامًا، يظنّون أنّهم تعمّدوا فيها الذنب، أو يظنّون أنّهم لا يُعذَرون بالخطأ، وهم أيضًا مجتهدون مخطئون، فيكون هذا مجتهدًا مخطئًا في فعله، وهذا مجتهدًا مخطئًا في إنكاره، والكلُّ مغفورٌ لهم. وقد يكون أحدُهما مذنبًا، كما قد يكونان جميعًا مذنبين). [مجموع الفتاوى: (10 /308)].
قال ابن القيم في معرض ذكره لمسالة السماع المبتدع /
( فعند الشافعي أن هذا السماع الذي للخاصة أعظم من أن يقال فيه: إنه مكروه أو محرم، بل هو عنده مضادٌّ للإيمان، وشرعُ دينٍ لم يأذن به الله ولم يُنزل به من سلطان، وإن كان من المشايخ والصالحين من تأول في فعله، وبتأويله واجتهاده يغفر الله له خطأه، ويُثِيبه على ما مع التأويل من قصد خالص وإن لم يكن العمل صوابًا. والتأويل والاجتهاد من باب المعارض في حق بعض الناس، يُدفَع به عنه العقوبة كما يُدفَع بالتوبة والحسنات الماحية، وهذا إنما هو لمن استفرغ وُسعَه في طلب الحق ما استطاع )
الكلام في مسالة السماع
.............................. ....................
جاء في المبسوطة عن يحيى بن يحيى ( الليثي صاحب رواية الموطإ ) أنه ذكر الأعراف وأهله فتوجع واسترجع، ثم قال: قوم أرادوا وجهًا من الخير فلم يصيبوه فقيل له: يا أبا محمد أفيرجى لهم مع ذلك لسعيهم ثواب فقال ليس في خلاف السنة رجاء ثواب انتهى.
قال الشيخ حمود التويجري - وفيه رد لما جاء في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
من كتاب الرد القوي على الرفاعي والمجهول للشيخ حمود التويجري رحمه الله