تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 43

الموضوع: الموقف من أبي الزبير المكي ....

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    قال حفظه الله تعالى:
    رواية أبي الزبيرـ محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي ـ عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله عنه .
    هناك من تكلم في هذه الرواية إذا لم تكن من طريق الليث بن سعد، ولم يُصرّح فيها أبو الزبير بالتحديث عن جابر .
    فأقول : هناك من تكلم فيها وردّها ، مع أنها باتفاق أهل الحديث تُعْتَبر من أصح الأسانيد ، ومع ذلك وُجِد أنّ هناك من يَردّ هذا الإسناد الذي هو في غايةٍ من الصحة.
    فما الذي جعل هذا الشخص ـ وغيره من أهل العلم ـ أنْ يَردَّ مثـل هذا الإسناد ، وهو في غايةٍ من الصحة ؟
    قال : إن أبا الزبير مُدلس ولم يُصرّح بالتحديثِ هنا ، فلا بُدَّ أن يُصرّحَ في كل حديثٍ .
    فنُجيبُ على هذا الشخص ونَردّ عليه ، فنقول: إنّ قولك هذا مَرْدودٌ من ستة أوجه :

    الوجه الأول :
    ما المقصود بالتدليس هنا فيما وُصِـفَ به أبو الزبير ؟ هل هو التدليس المذموم الذي يُردُّ به خبر الراوي أم لا ؟
    لأن التدليس يطلق على أشياءٍ كثيرة ، فيطلق على الإرسال ، ويطلق ـ أيضاً ـ على التدليس ؛ الذي هو إسقاط الراوي .

    الوجه الثاني :
    أن التدليس تحته أقسام مُتعددة ، وليس هو قسم واحد ، فلا بُدَّ أن يُحَدَّد، ما المقصود من هذا التدليس الذي رُمِيَ به أبو الزبير ؟
    فهناك تدليس الإسناد ، وهناك تدليس الشيوخ ـ وهو أن يُسمّي التلميذ شيخه بغير الاسم المشهور به ـ أو يُكنّيه بكنيةٍ غير معروف بها... وهكذا ، وهناك تدليس العَطْف ، وهناك تدليس السُكوت ، وهناك أنواعٌ متعددة، قد تصل إلى خمسة أو ستة، فما المقصود من هذا التدليس الذي وُصِفَ به أبو الزبير ؟ .

    الوجه الثالث:
    هل أبو الزبير مُكْـثِر مِن التدليس أم لا ؟
    فليس كل شخص قيل فيه أنه مدلس يكون مكثراً من التدليس ، بل هناك من هو مُقلّ من التدليس جداً ، ومنهم أبو الزبير ، ويدل على هذا شيئين :

    الأول : أنه لم يصفه أحد من الحُـفّاظ بهذا ، إلا ما جاء عن النسائي(1) رحمه الله ، وهناك كلام لأبي حاتم يُفهم منه هذا الشي ، وأما الباقي فلم يصفونه بالتدليس .
    الثاني : قد تتبعنا حديثه ، فأحياناً في روايته عن جابر يذكر شخصاً آخر، فلو كان مُكثراً من التدليس لأسقط هذه الواسطة ، كذلك ـ أيضاً ـ عندما تتبعنا حديثه لم نجده ـ أحياناً ـ يذكر واسطة ، وكثير من المدلسين عندما تَتَتَبّع حديثه قد يذكر واسطة بينه وبين هذا الشخص الذي يروي عنه مباشرة ، فهنا يكون قد دَلس ، وأما أبو الزبير فقد تتبعنا أحاديثه في الكتب ، في الصِحَاح والسنن والمسانيد والمصنفات ، فما وجدناه إلا مُستـقيماً ، وبحمد الله قد مرّت علينا سنوات ونحن نتتبع حديثه ، فهو مُقلٌّ من التدليس ، ومن كان مُقلّ من التدليس فالأصل في روايته أنها محمولة على السماع والاتصال ما لم يدل دليل على خلاف ذلك.
    الوجه الرابع:
    لو تنـزّلنا وقلنا أنه دلس .
    فنقول : الواسطة قد عُلِمَت بينه وبين جابر بن عبد الله ، وصحيفة جابر صحيفة مشهورة ، وقد رواها كبار التابعين في العلم والعمل ، كقتادة وقبله الحسن البصري والشعبي ، وأيضاً أبي الزبير ، وغيرهم من أهل العلم.
    كذلك نقول : أن أبا حاتم الرازي رحمه الله ـ وغيره ـ قد نصوا على أنهم قد أخذوا حديث أبا الزبير من سليمان بن قيس اليَشْـكُري(2) ، وسليمان بن قيس اليشكري ثــقة ، فانتفى هذا التعليل من أصله ، لأن الانقطاع على قسمين :
    1ـ انقطاع مقبول.
    2ـ انقطاع مردود.
    ومتى يكون الانقطاع مردود، ويتوقف فيه؟
    إذا لم تُعْرف الواسطة المُسْقَطة ، أما إذا عُلِمت الواسطة المُسْقَطة فيـُنْظرُ فيها، فإن كان هذا الواسطة ثـقة أصبح هذا الانقطاع لا يُؤثر.
    فمثلا ً: حُمَيْد الطويل ، روايته عن أنس مقبولة على الإطلاق ، لأن الواسطة معلومة، وإن كان حُمَيْد وُصف ومُسَّ بالتدليس ، إلا أن الواسطة معلومة ، ألا وهي ثابت البُناني كما ذكر ذلك الحفاظ(3) ، وثابت رأس في الحفظ والإتـقان ، إذاً من توقف في حديث حُمَيْد الطويل فقد أخطأ.
    ومثلا ً: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود رحمه الله ورضي الله عن أبيه ، أبو عُبَـيْدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود ، ومع ذلك حديثه عن أبيه مقبول ، وذلك لأن الحفاظ قد تتبعوا روايته عن أبيه فوجدوها مستـقيمة ، فعلموا بذلك أنّ الواسطة المُسْقَطة ثـقة ، لذلك إمام أهل الحديث في علم صناعة الحديث في عصره ( علي بن المديني ) ، يحكي عنه تلميذه يعقوب بن شيبة فيقول : إن أصحابنا ، علي بن المديني وغيره أدخلوا رواية أبوعبيدة عن أبيه ضمن المُسْند(4) ، أي ضمن المتصل .
    كذلك الدارقطني ـ إمام أهل الحديث في عصره ـ أنه قد مَرّ عليَّ في (( السنن))(5) أنه قد صححها.
    ونقل الحافظ بن حجر في (( النكت))(6) أن النسائي يصححها.
    فعندما يسمع شخص هذا الإسناد فيقول لم يسمع فيَرُدَّهُ ، فلا شك أنه قد أخطأ ، وهذا من الاتصال المقبول ، لأن الواسطة قد عُلِمَت ، وإنْ كُنّا لم نعرفها بأعيانها، لكن بسبب استـقامة هذه الأحاديث التي قد رواها أبو عبيدة عن أبيه .
    إذاً الواسطة ـ على سبيل التنـزّل أنه قد دَلس ـ معلومة بين أبي الزبير وجابر، ألا وهي سليمان بن قيس اليشكري وهو ثـقة ، فانتفى هذا التعليل من أصله .
    الوجه الخامس :
    أن كبار الحفاظ قد قبلوها، كالإمام مسلم بن الحجاج ـ وتعرف مكانته في علم الحديث ـ وكذلك أبو عيسى الترمذي ويقول: ((حسن صحيح)) ، وكذلك النسائي بدليل أنه قد أخرجها كثيراً في كتابه (( السنن ))، والنسائي كان يسميه كبار الحفاظ المتـقدمين أنه (( صحيح النسائي )) كما نص على ذلك بن عدي أبو أحمد في كتابه (( الكامل ))(7) حيث قال: (( ذكره النسائي في صحاحه)) ، وكذلك عندما تستقرأ كتابه تجد أن الغالب عليه الأحاديث الصحيحة ، وأنه إذا كان هناك حديثـاً معلولا ًبيّـنه ، ولذلك قيل : من يصبر على ما صبر عليه النسائي ، عنده حديث بن لهِيعة عن قـتيبة ولم يُخرّج من حديثه شيئاً(8)، وابن لهيعه فيه ضعـف وليس بشديد الضعـف، ومع ذلك لم يُخرّج له أبداً ، حتى قال الزنجاني عندما سأله أبو الفضل بن طاهر المقدسي، قال: إن هناك رجالاً قد أعرض عنهم النسائي، وقد خرّج لهم البخاري في كتابه الصحيح، قال: يابني إن لإبي عبد الرحمن النسائي شرطاً أشد من شرط البخاري(9)، ولاشك أن هذا على سبيل المبالغة.
    وكذلك الحافظ الذهبي في كتابه الميزان، ويستفاد هذا من كلام لابن تيمية، وللعلائي، ويستفاد لابن حجر نوعاً ما.
    وكذلك بن حبان وبن خزيمة ـ وهم أئمة ـ وكذلك أبو الحسن الدارقطني لم ينتقد على الإمام مسلم ـ فيما نعلم ـ من رواية أبي الزبير عن جابر، فهي صحيحة، وشبه اتفاق بـين الحفاظ على قبولها.
    الوجه السادس :
    أننا نطلب منك يا أيها الأخ أن تأتي لنا بأحاديث منكرة لأبي الزبير عن جابر، ولن تجد، ونحن قد تتبعنا حديثه ـ كما ذكرتُ ـ مُـنْذ سنوات فوجدناها مستقيمة وفي غاية من الاستقامة، إلا في حديثـيـن أو ثلاثة، وجدنا فيها نوع من النكارة، ومع أن هناك من قبلها وصححها.
    حديثه عن بن عمر، عندما طلق امرأته وهي حائض، ففي رواية أبي الزبير أنها لم تحسب عليه طلقة، وفي رواية غيره كما عـند البخاري في رواية أنس بن سيرين أنها حُسِبت عليه طلقة، وهذا الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم، وذكر أبو داود أنه تفرّد بهذا الشي عن بن عمر، وكذلك أبو عمر بن عبد البر، مع أن هناك من تابعه ، لكن الصواب رواية الجماعة، وأنها حُسبت طلقة، بخلاف رواية أبي الزبير بأنها لم تحْـسب، ومع ذلك أعتمد على هذه الرواية من أعتمد من كبار أهل العلم مثل الإمام بن تيمية والإمام بن القـيّم وغيرهم من أهل العلم.
    إذاً فالغالب على أحاديثه الاستقامة ، والسبب في تضعيف هذا الشخص وغيره لرواية أبي الزبير المكي عن جابر هو عدم صِحّةَ المنهج ، والله أعلم.
    والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
    -------------------------
    * الحواشي :
    (1) انظر (( سير أعلام النبلاء )) للذهبي ( 7 / 74 ) .
    (2) (( الجرح والتعديل )) لابن أبي حاتم ( 4 / 136 ) .
    (3) انظر (( الكامل )) لابن عدي ( 3 / 67 ) طبعة دار الكتب العلمية ، و (( تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس )) للحافظ ابن حجر ( المرتبة الثالثة ) ، وغيرهم .
    ( 4 ) انظر (( شرح علل الترمذي )) ( 1 / 298 ) للحافظ ابن رجب ، ونص العبارة : ( قال يعقوب بن شيبة : إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند ( يعنى في الحديث المتصل لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها وأنه لم يأت فيها بحديث منكر ) .
    (5) سنن الدارقطني ( 1 / 145 ) برقم ( 44 ) و ( 45 ) و ( 46 ) .
    (6) (( النكت على كتاب ابن الصلاح )) ( 1/ 398 ) .
    (7) (( الكامل في ضعفاء الرجال )) ( 2 / 381 ) ، ومثلة الإمام الذهبي في (( تذكرة الحفاظ )) ( 1 / 128 ) .
    (8) انظر ((شروط الأئمة الستة)) (ص 105) للحافظ بن طاهـر المقدسي ، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة .
    (9) المصدر السابق (ص 104).


    منقول .. الكاتب ( راية التوحيد ) .
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    ففي كتاب القراءة خلف الإمام (الورقة 7ب، وبترقيمي)

    قال محمود بن إسحاق الخزاعي:
    29- قال البخاري: وروى الحسـن بن صالح عن جابر عن أبي الزبير عن جابر عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ولا يُدرى أَسَمِعَ جابر ٌ من أبي الزبير -

    والله تعالى أعلم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  3. #3

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    الموقف من أبي الزبير المكي ....

    القضية وما فيها أن البعض صار يأخذ ببعض إطلاقات العلماء بعيدا عن منهجهم التطبيقي، وهذا ما يمارسه الآن المتطفلون على هذه الصنعة، يأتي بقاعدة ويريد أن يطبق عليها كل ما يراه-هو- يندرج تحت هذه القاعدة من غير مراعاة لمسلك العلماء المتقدمين، وطريقتهم في التطبيق.....

    زدنا من هذه الدرر زادك الله من فضله.
    ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية
    www.mmf-4.com

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم هشام بن محمدفتحي مشاهدة المشاركة
    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،
    ففي كتاب القراءة خلف الإمام (الورقة 7ب، وبترقيمي)
    قال محمود بن إسحاق الخزاعي:
    29- قال البخاري: وروى الحسـن بن صالح عن جابر عن أبي الزبير عن جابر عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ولا يُدرى أَسَمِعَ جابر ٌ من أبي الزبير -
    والله تعالى أعلم
    جابر الأول هو الجعفي
    ومراد أخينا هشام أن البخاري لم يعلّ الحديث بعنعنة أبي الزبير عن جابر بل أعله بعلة أخرى
    وسقط الصحابي في نقل صاحب عون المعبود عن البخاري فليحرر لنا الصواب أخونا هشام لوقوفه على عدة نسخ بارك الله فيه
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    بارك الله فيكم ...

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    وفيكم بارك الله .. أفدنـــــــا بما عندك نفع الله بك .
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  7. #7

    Lightbulb الموقف من أبي الزبير المكي ....

    بارك الله فيك أخي ابن رجب على هذا النقل الطيب

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن رجب مشاهدة المشاركة
    وفيكم بارك الله .. أفدنـــــــا بما عندك نفع الله بك .
    بسم الرحمن الرحيم :

    فكما ترى أخي الكريم أن الشيخ عبد الله -حفظه الله - تساءل عن نوع التدليس الذي رمي به أبو الزبير، وفي ثنايا كلامه يجيب هو بنفسه على هذا تساءل الذي طرحه كما في الوجه الرابع من رده ، فيتبين أن التدليس الذي رمي به أبو الزبير تدليس الإسناد .

    وإن كان تدليس أبي الزبير لا يضركما صرح الشيخ عبدالله، فلم عاود الإمام الليث بن سعد أبا الزبير وطلب منه أن يعلم له على ما سمعه من جابر في صحيفته ؟
    _ كما نرجو من الشيخ عبد الله أن يسطر بحثا مطولا في تدليس أبي الزبير مطعما بالشواهد والأدلة ،فهذه المسألة لا يفصل فيها بكلام موجز ، بل لا بد من تمحيص وتحر والشيخ عبد الله أهل لذلك حفظه الله.
    وانقل كلاما نفيسا لحافظ الوقت الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني كما في "السلسلة الصحيحة" قال :(و جملة القول : أن كل حديث يرويه أبو الزبير عن جابر أو غيره بصيغة عن و نحوها و ليس من رواية الليث بن سعد عنه , فينبغي التوقف عن الاحتجاج به , حتى يتبين سماعه , أو ما يشهد له , و يعتضد به . هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل محب للحق , فطالما غفل عنها عامة الناس , و قد كنت واحدا منهم , حتى تفضل الله علي فعرفني بها , فله الحمد و الشكر , و كان من الواجب علي أن أنبه على ذلك , فقد فعلت , و الله الموفق لا رب سواه....).
    هذا ما سطرته بعيدا عن مكتبتي، وننتظر منكم الإفادة ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    فللأسف الشديد، ليس عندي الوقت الآن لمناقشة هذه القضية من كافة جوانبها، لكن لا بأس بتسليط الأضواء على بعض النقاط المهمة، وسأعود إن شاء الله تعالى إن أمكن:

    أولا: لقد سمع شعبة من أبي الزبير ثم امتنع عن الرواية عنه، فمع أن مطاعنه فيه كثرت، إلا أنه ليس من بينها التدليس، مع شدة تحري شعبة وتشدده في التدليس

    وهذه النقطة بالذات جديرة بالتأمل.

    ثانيا: هل وقف أحدنا على حديث واحد أعله المتقدمون من الأئمة الحفاظ بتدليس أبي الزبير ؟ من كان وقف على مثل ذلك فليأتنا به مشكورا مأجورا إن شاء الله.

    وأذكر بالحديث الذي أعله البخاري في كتاب القراءة، وهو منسوب إلى أبي الزبير عن جابر، فلم يتعرض البخاري من قريب ولا من بعيد لسماع أبي الزبير من جابر، لكن انصب كلامه على سماع جابر (الجعفي).

    فلو أن بعض إخواننا المعاصرين هداهم الله، تعرض لهذا الحديث، لربما أعله بعنعنة أبي الزبير وفاته أن جابرا الأول هو جابر الجعفي !!

    ثالثا: قال الترمذي في الحديث 716 من كتاب العلل (بترتيب القاضي)

    716- حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، حدثنا محمد بن فضيلعن الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِى تَهَابُ الْظَالِمَ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ » . (راجع التحفة 8926 وأطراف المسند 5388 )

    سألت محمدا عن هذا الحديث. قلت له: أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمرو؟ قال: قد روى عنه ولا أعرف له سماعا منه.

    قلت: لم أقف لأبي الزبير عن عبد الله بن عمرو إلا على ثلاثة أحاديث، ولم أجد في شيء من طرقها تصريح أبي الزبير بالسماع من عبد الله بن عمرو بن العاص:

    1- حديث (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم ......)
    2- حديث (في أمتي خسف ومسخ وقذف)
    3- حديث (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الماء)

    وقد نفى يحيى بن معين سماع أبي الزبير من عبد الله بن عمرو:
    قال أبو الفضل الدوري في التاريخ:
    { [ 566 ] سمعت يحيى يقول أبو الزبير لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص}

    وفي الكامل هذا النص (ج6/ص123) بزيادة (ولم يره)

    فعلى هذا فرواية أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو مرسلة، ولفظ التدليس عند المتقدمين يشمل الإرسال وتدليس الإسناد، فينبغي أن ننتبه إلى أن المراد بالتدليس - إذا أطلقه المتأخرون - هو تدليس الإسناد، لا الإرسال.


    النقطة الرابعة:
    قصة الليث مع أبي الزبير (راجع الضعفاء للعقيلي، والكامل لابن عدي) هل هي فعلا تصلح دليلا على التدليس ؟ سأعود إن شاء الله تعالى إلى مناقشة هذه النقطة في مشاركة قادمة:

    ولا يفوتني تقديم الشكر لأخينا الفاضل ومشرفنا الحبيب (أمجد الفلسطيني) حفظه الله

    يراجع:
    1- الضعفاء للعقيلي (بتحقيق حمدي السلفي) ترجمة محمد بن مسلم بن تدرس (1694) ج4/ص1284
    2- الكامل لابن عدي (1629) ج6/ص121
    3- مذهب المتقدمين في التدليس

    والله تعالى أجل وأعلم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    Lightbulb الموقف من أبي الزبير المكي ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    بسم الرحمن الرحيم :
    فكما ترى أخي الكريم أن الشيخ عبد الله -حفظه الله - تساءل عن نوع التدليس الذي رمي به أبو الزبير،وفي ثنايا كلامه يجيب هو بنفسه على هذا تساءل الذي طرحه كما في الوجه الرابع من رده ، فيتبين أن التدليس الذي رمي به أبو الزبير تدليس الإسناد .
    وإن كان تدليس أبي الزبير لا يضركما صرح الشيخ عبدالله ، فلم عاود الإمام الليث بن سعد أبا الزبير وطلب منه أن يعلم له على ما سمعه من جابر في صحيفته ؟
    _ كما نرجو من الشيخ عبد الله أن يسطر بحثا مطولا في تدليس أبي الزبير مطعما بالشواهد والأدلة ،فهذه المسألة لا يفصل فيها بكلام موجز ، بل لا بد من تمحيص وتحر والشيخ عبد الله أهل لذلك حفظه الله.
    وانقل كلاما نفيسا لحافظ الوقت الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني كما في "السلسلة الصحيحة" قال :(و جملة القول : أن كل حديث يرويه أبو الزبير عن جابر أو غيره بصيغة عن و نحوها و ليس من رواية الليث بن سعد عنه , فينبغي التوقف عن الاحتجاج به , حتى يتبين سماعه , أو ما يشهد له , و يعتضد به . هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل محب للحق , فطالما غفل عنها عامة الناس , و قد كنت واحدا منهم , حتى تفضل الله علي فعرفني بها , فله الحمد و الشكر , و كان من الواجب علي أن أنبه على ذلك , فقد فعلت , و الله الموفق لا رب سواه .).
    هذا ما سطرته بعيدا عن مكتبتي، وننتظر منكم الإفادة ..

    هذا الكلام ليس بصحيح , ومن هنا وقع الشيخ الالباني في تضعيف احاديث مسلم من ورواية ابي الزبير عن جابر ولم يسبق .

    مع العلم أن الكلام واضح جدا ..
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    بارك الله فيكم
    لأستاذنا الفاضل الدكتور خالد بن منصور الدريس بحثٌ مطوَّل عن أبي الزبير وما قيل عن تدليسه
    كتبه عام 1409هـ وأضاف عليه إضافات، ولا يزال مخطوطاً، ولعله يتيسر للشيخ إخراجه قريباً


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمادي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    لأستاذنا الفاضل الدكتور خالد بن منصور الدريس بحثٌ مطوَّل عن أبي الزبير وما قيل عن تدليسه
    كتبه عام 1409هـ وأضاف عليه إضافات، ولا يزال مخطوطاً، ولعله يتيسر للشيخ إخراجه قريباً
    جزاكم الله خيرا على هذا الخبر ... وننتظر صدور هذا البحث بلهف ...عجل الله بطبعه ..


    ولي وقفات مع كلام الاخ أبو مريم بارك الله فيه ...

    لقدكان شعبة يروي عن أبي الزبير ثم ترك حديثه وهذا صحيح، ورواية شعبة عن أبي الزبير محمولة على السماع لأن شعبة لا يروي عن المدلسين إلا ما تيقن انهم سمعوه من مشايخهم .

    وكلامه عن ما يرويه أبو الزبير عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وهو لم يسمع منه ولم يره ، وهذا ما يسمى بالإرسال الخفي، و إنما كلامنا هنا عن تدليس الإسناد ، وإذا كان المتقدمون يقصدون بالتدليس ،الإرسال وتدليس الإسناد ، فإن قصة الليث بن سعد تحدد ما المقصود بالتدليس الذي رمي به أبو الزبير ،وهو تدليس الإسناد ،ولا أدري لماذا لا تصلح هذه القصة دليلا على ان أبا الزبير مدلس - مع العلم انني لم أرجع إلى الكامل والضعفاء-؟ ...ننتظر الإجابة

    ولا ادري لماذا الشيخ عبدالله حفظه الله لم يشر إلى هذه القصة في رده الذي سطره الأخ الكريم ابن رجب ؟، مع انها الدليل الذي يستند إليه كل من يصف أبا الزبير بالتدليس ..

    وأم بالنسبة لكلام أخينا الفاضل ابن رجب -حفظه الله- ،فيجاب عليه كالتالي:
    أما تضعيف الشيخ الألباني رحمه الله لأحاديث في صحيح مسلم لأنها من رواية أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أمر لم يسبق إليه،فلينظر في كلام الإمام الذهبي قال: "و في “ صحيح مسلم “ عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر , و لا هي من طريق الليث عنه , ففي القلب منها شيء." نقلته من "السلسلة الصحيحة" . تأمله أخي الكريم .

    بالإضافة إلى أن الشيخ الألباني رحمه الله مقدم في هذا الشأن على الشيخ عبد الله حفظه الله، وممن قال بأن أبا الزبير مدلس في هذا العصر الشيخ المحدث حماد الأنصاري رحمه الله .

    كما لي طلب من الإخوة السعوديين هل هذا الكتاب مطبوع و موجود في الأسواق؟، ( مرويات ابي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي عن جابر رضي الله عنهما في الكتب و التسعة : جمعا و دراسة / اعداد هاشم بن هزاع بن محمد الشنبري ؛ اشراف حسنين محمد حسين فلمبان .) موجود على موقع مكتبة الملك فهد الوطنية .
    وللشيخ أبو الشيخ الأصفهاني جزء في ( مرويات أبي الزبير عن غير جابر )،لا أدري هل هو مطبوع أم لا؟

    وننتظر الإفادة من الإخوان الكرام ، و رواية أبي الزبير عن جابر لا زالت نقطة إشكال بالنسبة لي ،مع أنني أجنح إلى ما ذهب إليه الألباني ومن سبقه من الأئمة من ان أبا الزبير مدلس ، وننتظر من الإخوة أن يفيدونا.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا على هذا الخبر ... وننتظر صدور هذا البحث بلهف ...عجل الله بطبعه ..
    ولي وقفات مع كلام الاخ أبو مريم بارك الله فيه ...
    لقدكان شعبة يروي عن أبي الزبير ثم ترك حديثه وهذا صحيح، ورواية شعبة عن أبي الزبير محمولة على السماع لأن شعبة لا يروي عن المدلسين إلا ما تيقن انهم سمعوه من مشايخهم .
    ومن قال أن شعبة ترك الرواية عن أبي الزبير من أجل التدليس ؟ لو رجعت إلى الكامل وإلى ضعفاء العقيلي لعرفت مطاعن شعبة في أبي الزبير والتي من أجلها ترك الرواية عنه، فأما التدليس، فأين هو طعن شعبة في أبي الزبير به ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    وكلامه عن ما يرويه أبو الزبير عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وهو لم يسمع منه ولم يره ، وهذا ما يسمى بالإرسال الخفي، و إنما كلامنا هنا عن تدليس الإسناد ، وإذا كان المتقدمون يقصدون بالتدليس ،الإرسال وتدليس الإسناد ،
    القصد أن رواية أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو (وقد توفي قبل جابر بن عبد الله بن حرام) هو ما سماه الحافظ ابن حجر بالإرسال الخفي، وهو قسم من أقسام التدليس عند المتقدمين

    السؤال الذي لم تجب أنت عنه: من من الأئمة الحفاظ أعل حديثا واحدا لأبي الزبير عن جابر بتدليس أبي الزبير عن جابر؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    فإن قصة الليث بن سعد تحدد ما المقصود بالتدليس الذي رمي به أبو الزبير ،وهو تدليس الإسناد ،ولا أدري لماذا لا تصلح هذه القصة دليلا على ان أبا الزبير مدلس - مع العلم انني لم أرجع إلى الكامل والضعفاء-؟ ...ننتظرالإجابة
    ولا ادري لماذا الشيخ عبدالله حفظه الله لم يشر إلى هذه القصة في رده الذي سطره الاخ الكريم ابن رجب ؟، مع انها الدليل الذي يستند إليه كل من يصف أبا الزبير بالتدليس ..

    قال أبو أحمد بن عدي في الكامل (1629) حدثنا علي بن أحمد بن سليمان، ثنا ابن أبي مريم، سمعتُ عمي - يعني سعيد بن أبي مريم- يقول: سمعتُ الليثَ يقول: أتيتُ أبا الزبير المكي، فدفع إلي كتابين، قال: فلما صرتُ إلى منزلي قلتُ لا أكتبها حتى أسأله، قال فرجعتُ إليه فقلتُ: هذا كله سمعته ن جابر ؟ قال: لا، قلتُ: فأعلم لي على ما سمعت، فأَعلمَ لي على هذا الذي عندي،

    وقال العقيلي في الضعفاء (1690 قلعجي/ 1694 حمدي السلفي):
    حدثنا زكريا بن يحيى الحلواني، حدثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم، حدثنا عمي، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا الليثُ بن سعد، قال: قدمت مكة، فجئت أبا الزبير، فرفع [قلت: هذا تصحيف: صوابه: دفع] إلي كتابين وانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر؟ فقال: منه ما سمعتُ ومنه ما حُدِّثناه عنه، فقلت له: أعلم لي على ما سمعتَ، فأَعلمَ لي على هذا الذي عندي،




    السؤال الأول: كيف قال الليث لأبي الزبير أول ما لقيه ؟ فهل سأله عن أحاديث جابر التي عنده ؟ أم سأله أن يحدثه بما سمعه من جابر ؟

    الملاحظ في القصة أن أبا الزبير دفع إلى الليث كتابين، فإن كان الليث سأل أبا الزبير أن يسمح له بنسخ كتابه عن جابر، فلا وجه لاتهامه بالتدليس.

    ثم أين نجد في هذه القصة أن أبا الزبير حدث الليث بكل الأحاديث التي في كتابيه عن جابر ؟ أو حدَّث غيره بها ؟

    لا بد من إمعان النظر في كتب العلل قبل القول بمثل هذا،


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    وأم بالنسبة لكلام أخينا الفاضل ابن رجب -حفظه الله- ،فيجاب عليه كالتالي :
    أما تضعيف الشيخ الألباني رحمه الله لأحاديث في صحيح مسلم لأنها من رواية أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أمر لم يسبق إليه،فلينظر في كلام الإمام الذهبي قال: "و في “ صحيح مسلم “ عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر , و لا هي من طريق الليث عنه , ففي القلب منها شيء." نقلته من "السلسلة الصحيحة" . تأمله أخي الكريم .
    هذا لا يكفي: الذهبي نكن له كل احترام وتقدير، لكن أين هو من مسلم (رحمه الله)؟ فإذا لم يستطع أحد من المتأخرين أو المعاصرين مع الإمام مسلم صبرا على رواية أبي الزبير عن جابر، نذهب إلى تخطئة مسلم في تصحيحه تلك الأحاديث ؟

    ثم ما أدراك أن تلك الأحاديث التي رواها مسلم عن أبي الزبير لم تكن جميعا في كتاب الليث ؟ هل وقفت على كتاب الليث عن أبي الزبير ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    بالإضافة إلى أن الشيخ الألباني رحمه الله مقدم في هذا الشأن على الشيخ عبد الله حفظه الله، وممن قال بأن أبا الزبير مدلس في هذا العصر الشيخ المحدث حماد الأنصاري رحمه الله .
    أما في العلل، فإن الألباني كثير المخالفة لأحكام المتقدمين، وكثيرا ما يهون من شأن تعليلاتهم، فالله أعلم من المقدم ومن المؤخَّر،
    (فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اهتدى)

    ولك أن تراجع مثلا:
    كتاب مستدرك التعليل على إرواء الغليل، لأحمد بن محمد الخليل (ط دار ابن الجوزي، 1429هـ)


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    كما لي طلب من الإخوة السعوديين هل هذا الكتاب مطبوع و موجود في الأسواق؟، ( مرويات ابي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي عن جابر رضي الله عنهما في الكتب و التسعة : جمعا و دراسة / اعداد هاشم بن هزاع بن محمد الشنبري ؛ اشراف حسنين محمد حسين فلمبان .) موجود على موقع مكتبة الملك فهد الوطنية .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    وللشيخ أبو الشيخ الأصفهاني جزء في ( مرويات أبي الزبير عن غير جابر )،لا أدري هل هو مطبوع أم لا؟
    أما كتاب أبي الشيخ الأصبهاني، فهو مطبوع باسم: الجزء فيه ما روى أبو الزبير عن غير جابر، وقد رأيته غير مرة، طبعته دار الرشد، بتحقيق بدر بن عبد الله آل بدر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    وننتظر الإفادة من الإخوان الكرام ، و رواية أبي الزبير عن جابر لا زالت نقطة إشكال بالنسبة لي ،مع أنني أجنح إلى ما ذهب إليه الألباني ومن سبقه من الأئمة من ان أبا الزبير مدلس ، وننتظر من الإخوة أن يفيدونا.
    كان مسلمٌ رحمه الله تعالى إمام مقدما في هذا الشأن، فلو أن الدارقطني مثلا تكلم في رواية أبي الزبير عن جابر لنظرنا في كلامه، فأما أن يستدرك المتأخرون على الإمام مسلم بغير حجة، فلا


    ومع ذلك فقد وقفت على حديث في العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم:
    1668- وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ : تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ ، وَتَبَارَكَ الْمُلْكِ قَالَ أَبِي : رَوَاهُ زهير ، قَالَ : قلت لأبي الزُّبَيْر : أحدثك جَابِر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ لا ينام حتى يقرأ قَالَ : لا ، لم يحدثني جَابِر ، حدثني صفوان أو ابْن صفوان

    قلت: الظاهر أن ليثا هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف، فلا يكفي هذا في إثبات التدليس على أبي الزبير

    قال البوصيري في إتححاف الخيرة المهرة:(طدار الرشد)
    7778- قَالَ مُسَدَّدٌ : ثَنَا مُعْتَمِرٌ ثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ " ، وَقَالَ طَاوُسٌ : " فُضِّلَتَا عَلَى كُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ بِسِتِّينَ حَسَنَةً " ، قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، فِي الْجَامِعِ ، وَالنَّسَائِيُّ ، فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ بِهِ فَذَكَرَهُ دُونَ مَا قَالَهُ طَاوُسٌ


    وقال الترمذي في الجامع:(كتاب فضائل القرءان، باب 9)
    3135 - حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ مِسْعَرٍ - تِرْمِذِىٌّ - حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ ( الم تَنْزِيلُ ) وَ ( تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ مِثْلَ هَذَا . تحفة 2931 - 2892
    3136 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ . تحفة 2931 - 2892

    وقال في كتاب الدعوات باب 22
    3733 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِىُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بِتَنْزِيلَ السَّجْدَةِ وَبِتَبَارَكَ .
    قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَىَ سُفْيَانُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ . تحفة 2931 ، 2931 ل - 3404

    فهذا أيضا لا يكفي لإثبات التدليس على أبي الزبير

    والله تعالى أعلم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  14. #14

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    نفع الله بكم ياأهل الحديث
    وأسأل الله تعالى ان يمن علي بتعلم هذا الفن العظيم الشأن فإني ارى في وجوهكم ياأهل الحديث نضارة , نضّر الله وجوهنا جميعا يوم نلقاه

    وهذه تحية خاصة لك ياأخي ابا مريم على حسن ردودك النافعة نفعنا الله بما علمك

    ولو أنك ياأخي ابا مريم تتكرم على اخيك المحب الفقير بتعليمه هذا الفن !
    والامر بسيط ان شاءالله فلن اكلفك من وقتك الكثير
    واقترح - والرأي لكم شيخنا الكريم - ان ترشدني الى سلسلة علوم هذا الفن , فنبدأ فيه درجة درجة
    وقبل ذلك تمتحنني اولاً امتحان قياس للقدرات ثم تقرر بعدها اولى الفقرات
    وذلك بارشادي الى قراءة كتاب معين مثلاً وتمهلني فيه مدة معلومة ثم تمتحنني فيه بالطريقة التي تشاء لتخبر قدرتي
    وما اشكل علي أسألكم فيه بارك الله فيكم
    وهكذا نتدرج في سلسلة العلوم
    حتى ترى انني قد اجتزت القنطرة
    على ان يكون ذلك في يوم واحد في الاسبوع فقط وفي وقت معين كنصف ساعة مثلاً او ما تراه رحمك الله حتى لا اقطع عليك وقتك الثمين
    ولعلنا نفتح صفحة مستقلة في المنتدى تكون خاصة بالدرس
    ومن شاء من الاخوة امثالي ان يشاركنا في الدرس فنور على نور
    وبهذا تغنم اجر التعليم وتؤدي زكاة العلم
    ولا عدمنا فوائدك
    وجزاك الله خيرا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمادي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    لأستاذنا الفاضل الدكتور خالد بن منصور الدريس بحثٌ مطوَّل عن أبي الزبير وما قيل عن تدليسه
    كتبه عام 1409هـ وأضاف عليه إضافات، ولا يزال مخطوطاً، ولعله يتيسر للشيخ إخراجه قريباً
    فقد أذكرتني نصا وجدته في سؤالات السلمي لأبي الحسن الدارقطني:

    قال السلمي:
    328- وقال الشيخ: وجدت كتبا لأبي عبيد كتبا صنفها، ولم يخرجها إلى الناس، وفيه: (( قال أبو عبد الله الشافعي))

    قلت: أحسب أن تلك الكتب قد ضاعت .... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    فجزى الله أخانا ابن رجب كل خير ....

    قال السلمي في آخر السؤالات :
    517- قال الشيخ أبو الحسن: قرأت بخط أبي بكر الحداد عن أبي عبد الرحمن النسائي، قال:
    ذكر المدلسين:
    1- الحسن
    2- وقتادة
    3- وحميد الطويل
    4- ويحيى بن أبي كثير
    5- والتيمي
    6- ويونس بن عبيد
    7- وابن أبي عروبة
    8- وهُشَيم
    9- وأبو إسحاق السبيعي
    10- وإسماعيل بن أبي خالد
    11- والحكم
    12- والحجاج بن أرطأة
    13- ومغيرة
    14- والثوري
    15- وأبو الزبير المكي
    16- وابن أبي نجيح
    17- وابن عيينة


    ولأن عامة هؤلاء موصوفون بتدليس الإسناد، فالظاهر أن النسائي (إن صحت هذه الوجادة) يرى أن أبا الزبير المكي يدلس تدليس الإسناد،

    لكننا لا نرى تفصيلا في هذا النص:
    فحميد الطويل أسوأ أحوال تدليسه أنه يسقط ثابتا بينه وبين أنس، (إن كان شيء لم يسمعه من أنس)، لأن كلام شعبة فيه يدل على أن عامة حديثه عن أنس سمعها من ثابت أو ثبته فيها ثابت (كما في ترجمته من الكامل)

    وسفيان بن عيينة، ربما أسقط عبد الرزاق عن معمر بينه وبين الزهري، كما في كتاب المدخل إلى كتاب الإكليل للحاكم، (النص 26، ص 113، ط دار ابن حزم) ولا يضر، عبد الرزاق جيد الحفظ لحديث معمر، ومعمر من أثبت أصحاب الزهري،

    فبمنزلة من من أهل تدليس الإسناد يضعه الإمام النسائي ؟؟ أبمنزلة الحسن وأبي إسحاق السبيعي، أم بمنزلة حميد الطويل وابن عيينة ؟؟

    وسأرجع إن شاء الله تعالى إلى كلام أبي حاتم في ذلك بعد الصلاة....
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    4

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    جزاكم الله كل خير .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    فقد قال أبو محمد بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/596)
    { سمعت أبى يقول: جالس سليمان اليشكري جابرا فسمع منه وكتب عنه صحيفة، فتوفى وبقيت الصحيفة عند امرأته، فروى أبو الزبير وأبو سفيان و؟ الشعبي عن جابر وهم قد سمعوا من جابر وأكثره من الصحيفة، وكذلك قتادة .}

    وقال الحسين بن إدريس يروي سؤالات أبي داود للإمام أحمد بن حنبل: (بتحقيق البستوي)
    {213- حدثنا سليمان، قال: سمعت أحمد بن حنبل، قال:
    قال ابن عيينة: شهدت أبا الزبير يُقرأ عليه (( صحيفة ))

    فقلت لأحمد: هي هذه الأحاديث - يعني صحيفة سليمان (وهو اليشكري) - التي في أيدي الناس عنه؟
    قال: نعم.
    قلت: أخذها أبو الزبير من الصحيفة ؟
    قال: كان أبو الزبير يحفظ. - أشك في (يحفظ) كيف قاله أحمد! - قالوا: ربما شك في الشيء فنظر فيه.
    }

    قلت: فإذا كان أبو الزبير يستثبت من صحيفة سليمان بن قيس، عندما يشك في أحاديث سمعها من جابر، فهل من بأس ؟

    وقال أبو جعفر العقيلي (1694، بتحقيق حمدي السلفي):
    {حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الحسن، حدثنا نعيم، قال: قال سفيان: جاء رجل إلى أبي الزبير، ومعه كتاب سليمان اليشكري، وجعل يسأل أبا الزبير، فحدث بعض الحديث، ثم يقول: ((انظر كيف هو في كتابك))
    قال: فيخبره بما في الكتاب، قال: فتجزئه كما في الكتاب.

    حدثنا محمد، حدثنا الحسن، قال: أخبرنا ابن مسلم القسملي، قال: حدثنا سفيان، قال: جئت إلى أبي الزبير أنا ورجل، قال: فكنا إذا سألنا من (؟؟؟) الحديث، فتعايا فيه، قال: انظروا في الصحيفة كيف هو.
    }

    قلت: ينبغي أن نذكر أن ابن مسلم القسملي هو المغيرة، وفي أحاديثه عن أبي الزبير نكارة:
    قال يحيى بن معين: ما أنكر حديثه عن أبي الزبير (سؤالات ابن الجنيد، 797)
    وقال النسائي في الكبرى:
    (عقب الحيث رقم (7425) ط دار الرشد ): المغيرة بن مسلم ليس بالقوي في أبي الزبير وعنده غير حديث منكر.

    وقارن بين حكم النسائي على هذه الأحاديث، وحكم الألباني ....
    وترقيم هذه الطبعة، الظاهر أنه مطابق لترقيم طبعة دار الرسالة، وهي مأخوذة منها..

    وإذا نظرنا في تراجم ووفيات الرواة:
    1- جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام - رضي الله عنه - مات بالمدينة بعد السبعين (التقريب 879)

    2- سليمان بن قيس اليشكري مات قبل الثمانين (في فتنة ابن الزبير ) (التقريب، نسخة شاغف 2616)

    3- محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير مات سنة ست وعشرين (أي بعد المائة) (راجع التقريب 6331)


    هذا وقد تناول أبو الحسن الدارقطني حديث أبي الزبير عن جابر في العلل الواردة في الأحاديث النبوية، برواية أبي بكر البرقاني عنه (ج13، ص 340، سؤال 3219 إلى 3238)

    والله تعالى أجل وأعلم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    فأما اتهام النسائي أبا الزبير بالتدليس، فإنه قد قال في السنن الكبرى (ط الرشد)
    2112- أنبا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو دَاودَ ، قَالَ : سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ : السَّاعَةَ يَخْرُجُ ، السَّاعَةَ يَخْرُجُ ، أنبا أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : " كُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي يَوْمَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النَّجَاشِيِّ " ،

    قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَبُو الزُّبَيْرِ : اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ ، مَكِّيٌّ كَانَ شُعْبَةُ يُسَئُ الرَّأْيِ فِيهِ ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ مِنَ الْحُفَّاظِ ، رَوَى عَنْهُ ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ ، وَأَيُّوبُ ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، فَإِذَا قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا ، فَهُوَ صَحِيحٌ ، وَكَانَ يُدَلِّسُ ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا فِي جَابِرٍ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَبُو سُفْيَانَ هَذَا اسْمُهُ : طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ

    قلت: من كان عنده طبعة دار الكتب العلمية، فلينظر الحديث 2101

    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .............................. .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي الموقف من أبي الزبير المكي ....

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،

    فقد قال الحاكم النيسابوري رحمه في معرفة علوم الحديث:

    النوع الحادي عشر: معرفة الأحاديث المعنعنة:
    هذا النوع من هذه العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس، وهي متصلة بإجماع أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس:

    مثال ذلك ما حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : " لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرِئَ بِإِذْنِ اللَّهِ . "
    قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ بَصْرِيُّونَ (هكذا في النسخة، أراه تصحيفا صوابه: مصريون)، ثُمَّ مَدَنِيُّونَ ، وَمَكِيُّونَ ، وَلَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِهِمُ التَّدْلِيسُ ، فَسَوَاءٌ عِنْدَنَا ذَكَرُوا سَمَاعَهُمْ أَوْ لَمْ يَذْكُرُوهُ ، وَإِنَّمَا جَعَلْتُهُ مَثَلا لأُلُوفٍ مِثْلِهِ ،

    والله تعالى أجل وأعلم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •