أسباب الإرسال:
الحامل لمن كان لا يرسل إلا عن ثقة على الإرسال أسباب منها:
1- أن يكون سمع ذلك الحديث من جماعة ثقات وصح عنده
ووقر في نفسه فيرسله علما واعتمادا على صحته عن شيوخه.
كما صح عن إبراهيم النخعي أنه قال: "ما حدثتكم عن ابن مسعود فقد سمعته من غير واحد، وما حدثتكم فسميت فهو من سميت".

2- أن يكون المرسل للحديث نسي من حدثه به وعرف المتن، فذكره مرسلا؛ لأن طريقته أنه لا يأخذ إلا عن ثقة كمالك وشعبة فلا يضره الإرسال.


3- أن يكون روايته الحديث على وجه المذاكرة أو على جهة الفتوى، فربما ثقل معها ذكر الإسناد وخف الإرسال؛ إما لمعرفة المخاطبين بذلك الحديث واشتهاره عندهم، أو للإشارة إلى مخرجه الأعلى، فيذكر المتن، لأنه المقصود في تلك الحالة دون السند، ولا سيما إن كان السامع عارفًا بمن طوى ذكره؛ لشهرته، أو غير ذلك من الأسباب.


وهذا كله في حق من لا يرسل إلا عن
ثقة.

وأما من كان يرسل عن كل ضرب، فربما كان الباعث له على الإرسال:
ضعف شيخه.

قال الحافظ العلائي: ولا يصير المرسل بذلك مجروحًا؛ لأنه لم يخرج ذلك على وجه قيام الحجة به.

وقال الحافظ ابن حجر: لكن هذا يقضي القدح في فاعله؛ لما تترتب عليه من الخيانة.

والله أعلم.