*لطائف الكتاب العزيز:*

*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
*للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*

قوله تعالى
﴿وَإِن تَجهَر بِالقَولِ فَإِنَّهُ يَعلَمُ السِّرَّ وَأَخفَى﴾ [طه: 7].

*قوله {وَإِن تَجهَر بِالقَولِ}:* يعني تعلي، وترفع صوتك.

ومنه قوله تعالى - على لسان نوح عليه السلام - {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا}: قال الجلال المحلي في الجلالين: أي بأعلى صوتي.

فقوله تعالى {وَإِن تَجهَر بِالقَولِ}: ترفع صوتك.
قاله أبو بكر السجستاني في غريب القرآن، والنسفي في مدارك التنزيل، وابن الجوزي في زاد المسير، وابن الهائم في التبيان في تفسير غريب القرآن، ومجير الدين العليمي في تفسيره.

إلا أن أبا بكر، والعليمي قالا: ترفع صوتك به.

قال البغوي في تفسيره: (وإن تجهر بالقول)، أي تعلن به.

*قوله {فَإِنَّهُ}:* تعالى.

*قوله {يَعلَمُ السِّرَّ}:** ما أسررته.
قاله الفراء في معاني القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن.

إلا أن ابن قتيبة قال: ما أسررته لغيرك، ولم تظهره.

قال ابن الجوزي في زاد المسير: والمعنى: لا تجهد نفسك برفع الصوت. فإن الله يعلم السر.

قال الطبري في تفسيره: (فإنه يعلم السر) يقول: فإنه لايخفى عليه ما استسررته في نفسك، فلم تبده بجوارحك ولم تتكلم بلسانك.

قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة: السر: الذي يكتم، والجمع*الأسرار. والسريرة مثله، والجمع*السرائر.*

*قوله {وَأَخفَى}:* ويعلم ما هو أخفى من السر.

قال السمعاني في تفسيره: وفي الآية تقدير، ومعناه: وأخفى منه، أي: من السر.

قال الطبري في تفسيره: يعلم السر وأخفى من السر، لأن ذلك هو الظاهر من الكلام.

قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ: {يعلم السر وأخفي}: أي وأخفى من السر.

قلت (عبدالرحيم): فإن قلت: ما أخفى مما أسررته لغيرك، ولم تظهره، وما أخفى من حديثٍ تحدثُ به* صاحبَك؟.

فالجواب: حديث نفسك لنفسك، وخطراتها، ووسوستها، وما تضمره في صدرك أخفى من تلفظك بلسانك لتسمع نفسك، أو غيرك.

أي: أنه - تعالى - يعلم السر الذي تسره لصاحبك، ويعلم ما هو أخفى منه، مما في داخلة نفسك.

فذلك قوله تعالى وقوله {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}: قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما تحدِّث به نفسه، فلا يخفى علينا سرائره وضمائر قلبه.

قال القرطبي في تفسيره: ونعلم ما توسوس به نفسه أي : ما يختلج في سره وقلبه وضميره ، وفي هذا زجر عن المعاصي التي يستخفي بها.

وقوله {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}: قال الطبري في تفسيره: (إلا هو رابعهم) ، يسمع سرهم ونجواهم، لا يخفى عليه شيء من أسرارهم.

قال ابن أبي زمنين في تفسيره: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} ما يكون من خلوة ثلاثة يسرون شيئا ويتناجون به، إلا هو رابعهم، أي: عالم به.

قال البغوي في تفسيره: {من نجوى ثلاثة} أي من سرار ثلاثة، يعني من المسارة، أي: ما من شيء يناجي به الرجل صاحبيه {إلا هو رابعهم} بالعلم.

انتهى

فمعنى قوله تعالى: {وَأَخْفى}: ما حَدَّثت بِهِ نفسك.
قاله الفراء في معاني القرآن.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: والخفىّ الذي حدّثت به نفسك ولم تسرّه إلى أحد.

قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {وَأَخْفَى} ما حدَّثتَ به نفسك.

قال الهروي في الغريبين في القرآن والحديث: السر: ما تكلم به في خفاء. وأخفى منه ما أضمر مأخوذ من سرار حرة الوادي وهي بطنانه وسر الشيء خياره.

قال الطاهر بن عاشور في التحير والتنوير: والمراد بأخفى منه : ما يتكلم اللسان من حديث النفس ونحوه من الأصوات التي هي أخفى من كلام السر .

المعنى الإجمالي، من كتاب (المختصر في التفسير):

﴿وَإِن تَجهَر بِالقَولِ فَإِنَّهُ يَعلَمُ السِّرَّ وَأَخفَى﴾ [طه: 7].

وإن تعلن - أيها الرسول - القول، أو تخفه فإنه سبحانه يعلم ذلك كله، فهو يعلم السر وما هو أخفى من السر مثل خواطر النفس، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
.......................

*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
*للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*