(تفسير المشكلين):

من أوسع كتب الإمام أبي بكر بن العربي هذا الكتاب، في ألف وخمس مائة ورقة، وهو مصنف جعله الإمام لبيان ما أشكل على الناس من كلام الله تعالى وكلام نبيه عليه السلام، ولم يجعله خاصا بفن من الفنون، بل ضمنه مسائل الاعتقاد والفقه، وهو من أوائل مصنفاته، ونثر كثيرا من مسائله في (الأمد الأقصى)، (والمتوسط في الاعتقاد)، (وأحكام القرآن)، (والعارضة)، وغيرها من مصنفاته الكبار، ولم يمله كما فعل في كتبه اللاحقة، خصوصا (أنوار الفجر)، بل صنفه كما صنف أوائل كتبه، فأحكم مباحثه، وعقد أبوابه، ونبه فيه على مزالق المتكلمين في القرآن من غير إحكام لعلوم التنزيل، خصوصا المفسرين، وأهل اللغة، وضعفة المتكلمين، وقد وقفت على أوراق أحسبها منه، وهو غاية في التحقيق والتحرير، مع طول النفس، وفي رده يستوفي الأقوال ويحصيها، مع ضم النظير إلى نظيره، والشيء إلى مشاكله، والفرع إلى أصله، يسر الله الوقوف عليه تاما مكملا، لتطمئن به أفئدة الموحدين، وتسخن منه أعين المشككين، آمين يا رب العالمين.