تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: أصُول السُّنة للإِمَام الْحُمَيْدِيِّ رَحمَه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي أصُول السُّنة للإِمَام الْحُمَيْدِيِّ رَحمَه الله

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ:
    السُنَّةُ عِنْدَنَا: أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَأَنَّ ذَلِكَ كُلِّهِ قَضَاءٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
    وَأَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَلَا يَنْفَعُ قَوْلٌ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا عَمَلٌ وَقَوْلٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلَا قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٍ إِلَّا بِسُنَّةٍ.
    وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ كُلِّهِمْ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: 10].
    فَلَمْ يُؤْمِنْ إِلَّا بِالِاسْتِغْفَا رِ لَهُمْ؛ فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ، فَلَيْسَ عَلَى السُنَّة، وَلَيْسَ لَهُ فِي الْفَيْءِ حَقٌّ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: «قَسَّمَ اللهُ تَعَالَى الْفَيْءَ، فَقَالَ:﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ﴾ [الحشر: 8]، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا﴾ [الحشر: 10]، الْآيَةَ، فَمَنْ لَمْ يَقُلْ هَذَا لَهُمْ، فَلَيْسَ مِمَّنْ لَهُ الْفَيْءَ».
    وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ؛ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ، وَمَنْ قَالَ: «مَخْلُوقٌ» فَهُوَ مُبْتَدِعٌ، لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا».
    وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ»، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنةَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَا تَقُلْ: يَنْقُصُ»، فَغَضِبَ، وَقَالَ: «اسْكُتْ يَا صَبِيُّ، بَلْ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ».
    وَالْإِقْرَارُ بِالرُّؤْيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ.
    وَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ؛ مِثْلُ: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ﴾ [المائدة: 64]، وَمِثْلُ: ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر: 67]، وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ، لَا نَزِيدُ فِيهِ، وَلَا نُفَسِّرُهُ؛ نَقِفُ عَلَى مَا وَقَفَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالسُنَّةُ.
    وَنَقُولُ: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)﴾ [طه: 5]، وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مُعَطِّلٌ جَهْمِيٌّ.
    وَأَنْ لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتِ الْخَوَرِاجُ: «مَنْ أَصَابَ كَبِيرَةً فَقَدْ كَفَرَ».
    وَلَا تَكْفِيرَ بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ؛ إِنَّمَا الْكُفْرُ فِي تَرْكِ الْخَمْسِ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللهِ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ، عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ».
    فَأَمَّا ثَلَاثٌ مِنْهَا فَلَا يُنَاظَرُ تَارِكُهُ: مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ، وَلَمْ يُصَلِّ، وَلَمْ يَصُمْ؛ لِأَنَّهُ لَا يُؤَخَّرُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا عَنْ وَقْتِهِ؛ وَلَا يُجْزِئُ مَنْ قَضَاهُ بَعْدَ تَفْرِيطِهِ فِيهِ عَامِدًا عَنْ وَقْتِهِ.
    فَأَمَّا الزَّكَاةُ، فَمَتَى مَا أَدَّاهَا، أَجْزَأَتْ عَنْهُ، وَكَانَ آثمًا فِي الْحَبْسِ.
    وَأَمَّا الْحَجُّ، فَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ، وَوَجَدَ السَّبِيلَ إِلَيْهِ، وَجَبَ عَلَيْهِ، وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ فِي عَامَّهِ ذَلِكَ حَتَّى لَا يَكُونُ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ؛ مَتَّى أَدَّاهُ، كَانَ مُؤَدِّيًا، وَلَمْ يَكُنْ آثِمًا فِي تَأْخِيرِهِ إِذَا أَدَّاهُ، كَمَا كَانَ آثِمًا فِي الزَّكَاةِ؛ لِأَنَّ الزَّكَاةَ حَقٌّ لِمُسْلِمِينَ مَسَاكِينَ، حَبَسَهُ عَلَيْهِمْ، فَكَانَ آثِمًا حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِمْ؛ وَأَمَّا الْحَجُّ، فَكَانَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، إِذَا أَدَّاهُ، فَقَدْ أَدَّى، وَإِنْ هُوَ مَاتَ وَهُوَ وَاجِدٌ مُسْتَطِيعٌ وَلَمْ يَحُجَّ، سَأَلَ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا أَنْ يَحُجَّ، وَيَجِبُ لِأَهْلِهِ أَنْ يَحُجُّوا عَنْهُ، وَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُؤَدِّيًا عَنْهُ؛ كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقُضِيَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2

    افتراضي

    قال الألباني : روى المصنف بسنده عن عبد الغفار بن محمد أنبأنا أبو علي الصوان|تصحيف والصواب الصواف|، أنبأنا بشر بن موسى: أنا الحميدي قال: أصول السنة عندنا. "فذكر أشياء ثم قال": وما نطق به القرآن والحديث مثل: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم} ومثل قوله" {والسماوات مطويات بيمينه} وما أشبه هذا من القرآن والحديث، لا نزيد فيه ولا نفسره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول: {الرحمن على العرش استوى} ومن زعم هذا فهو مبطل جهمي.كان العلامة أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي الأسدي الحميدي مفتي أهل مكة وعالمهم بعد شيخه سفيان بن عيينة، حدث عنه البخاري والكبار. مات سنة تسع عشرة ومائتين.181-قلت: عبد الغفار بن محم هو أبو طاهر المؤدب، له ترجمة في "تاريخ الخطيب "11/ 116" وقال:"كتبت عنه، وسمعت أبا عبد الله الصوري يغمزه، ويذكره بما يوجب ضعفه". قلت: ولعله قد توبع، فقد رأيت ابن تيمية ثبت هذا النص عن الحميدي في كتابه "مفصل الاعتقاد" "ص6". والله أعلم//مختصر العلو ص180


    قال ابن منده فى التوحيد 903:أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر ، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي وذكر حديث: إن الله خلق آدم يعني بيديه فقال: لا نقول غير هذا على التسليم والرضا بما جاء به القرآن والحديث ولا نستوحش أن نقول كما قال القرآن والحديث//إسناده صحيح

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    السُنَّةُ عِنْدَنَا: أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَأَنَّ ذَلِكَ كُلِّهِ قَضَاءٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
    كما قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)﴾ [القمر: 49].
    وقال تعالى: ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)﴾ [الأحزاب: 38].
    وقال تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ [التوبة: 51].
    وروى مسلم (8)، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ - أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ - فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَقَفَّرُون َ الْعِلْمَ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ، قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ، مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، قَالَ: صَدَقْتَ...
    وروى مسلم (2655)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رشي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيْسِ».
    وروى أحمد (22705)، وأبو داود (4700)، والترمذي (2155)، وصححه الألباني، عَنْ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»، يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي».
    وروى أحمد (2669)، والترمذي (2516)، وقال: «حسن صحيح»، وصححه الألباني، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    Arrow

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وَأَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ
    وقد فسَّر العلامة ابن القيم معنى قولهم: «قول وعمل»، فقال رحمه الله في «الصلاة وأحكام تاركها» (ص 56): «وها هنا أصل آخر: وهو أنَّ حقيقة الإيمان مركَّبة مِن قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب؛ وهو الاعتقاد، وقول اللسان؛ وهوالتكلم بكلمة الإسلام، والعمل قسمان: عمل القلب؛ وهو نِيَّتُه وإخلاصه، وعمل الجوارح، فإذا زالت هذه الأربعة: زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب: لَمْ تنفع بقية الأجزاء؛ فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعةً، وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السُّنَّة»اهـ.
    وقد أجمع أئمة السُّنَّة على أنَّ العمل ركن لا يصح الإيمان إلا به.
    قال الإمام الشافعي رحمه الله (204هـ): «وكان الإجماع مِن الصحابة والتابعين مِن بعدهم، ومَن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونِيَّة؛ لا يجزئ واحد مِن الثلاث إلا بالآخر»اهـ.
    أخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (5/956).
    وقال الإمام الحميدي رحمه الله (219هـ): «وأُخْبِرتُ أنَّ قومًا يقولون: إنَّ مَنْ أقرَّ بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولَمْ يفعل مِن ذلك شيئًا حتى يموت، أو يصلي مسندٌ ظهره مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن، ما لم يكن جاحدًا، إذا كان يُقِرُّ الفروض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر بالله الصراح، وخلاف كتاب الله وسُنَّة رسوله ﷺ، وفعل المسلمين، قال الله جل وعز: ﴿حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)﴾ [البينة: 5]»اهـ.
    أخرجه الخلال في «السنة» (3/ 586)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (5/887).
    وقال الإمام الآجرِّيُّ رحمه الله (360هـ) في «الشريعة» (2/ 684): «بل نقول - والحمد لله - قولًا يوافق الكتاب والسُّنَّة، وعلماء المسلمين الذين لا يُسْتَوحش مِن ذكرهم، وقد تقدم ذكرنا لهم: إن الإيمان معرفة بالقلب تصديقًا يقينًا، وقول باللسان، وعمل بالجوارح؛ ولا يكون مؤمنًا إلا بهذه الثلاثة، لا يجزئ بعضها عن بعض، والحمد لله على ذلك»اهـ.
    وقال الآجُرِّيُّ أيضًا رحمه الله في «الشريعة» (2/ 611): «اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أنَّ الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديقٌ بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح.
    ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق، إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقًا، ولا تجزئ معرفة بالقلب ونطق باللسان، حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كمُلت فيه هذه الخصال الثلاث: كان مؤمنًا؛ دلَّ على ذلك القرآن والسُّنَّة، وقول علماء المسلمين»اهـ.
    وقال الإمام أبو طالب المكي رحمه الله (386هـ) في «قوت القلوب» (2/ 219): «الإيمان قول باللسان، وعقد بالقلب، وعمل بالأركان، فأدخل أعمال الجوارح في عقود الإيمان، وأيضًا فإنَّ الأُمَّة مجمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكرناه مِن عقود القلب في حديث جبريل عليه السلام مِن وصف الإيمان، ولَمْ يعمل بما ذكرناه مِن وصف الإسلام بأعمال الجوارح لا يسمى مؤمنًا، وأنه إنْ عمل بجميع ما وصف به الإسلام ثم لَمْ يعتقد ما وصفه من الإيمان أنه لا يكون مسلمًا؛ وقد أخبر ﷺ: أنَّ الأمة لا تجتمع على ضلالة»اهـ.
    وقال الإمام ابن بطة حمه الله (387هـ) في «الإبانة الكبرى» (2/ 761): «باب بيان الإيمان وفرضه، وأنه تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والحركات، لا يكون العبد مؤمنًا إلا بهذه الثلاث:
    اعلموا - رحمكم الله - أن الله جل ثناؤه, وتقدست أسماؤه فرض على القلب المعرفة به, والتصديق له ولرسله ولكتبه, وبكل ما جاءت به السُّنَّة, وعلى الألسن النطق بذلك والإقرار به قولًا, وعلى الأبدان والجوارح العمل بكل ما أَمَرَ به وَفَرَضَه مِن الأعمال لا تجزئ واحدة مِن هذه إلا بصاحبتها, ولا يكون العبد مؤمنًا إلا بأن يجمعها كلها حتى يكون مؤمنًا بقلبه, مُقِرًّا بلسانه, عاملًا مجتهدًا بجوارحه»اهـ.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) في «مجموع الفتاوى» (7/ 610): «ومِن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنًا إيمانًا ثابتًا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم مِن رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح»اهـ.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    يَزِيدُ وَيَنْقُصُ
    كما دلت على ذلك أدلة الكتاب والسُّنَّة.
    من ذلك قوله تعالى: ﴿نَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)﴾ [الأنفال: 2].
    وقال تعالى: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى﴾ [مريم: 76].
    وقال تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)﴾ [التوبة: 124، 125].
    وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ [آل عمران: 173].
    وروى مسلم (49)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وَلَا يَنْفَعُ قَوْلٌ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا عَمَلٌ وَقَوْلٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلَا قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٍ إِلَّا بِسُنَّةٍ.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (7/ 170، 171): «ومِن هذا الباب: أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان؛ فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونِيَّة، وتارة يقولون: قول وعمل ونِيَّة واتباع السُّنَّة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح؛ وكل هذا صحيح.
    والمقصود هنا: أنَّ مَن قال مِن السلف: «الإيمان قول وعمل»، أراد: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح؛ ومن أراد الاعتقاد رأى أن لفظ القول لا يُفهم منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك؛ فزاد: «الاعتقاد بالقلب»، ومَن قال: «قول وعمل ونية»، قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان؛ وأما العمل فقد لا يُفهم منه النِّية، فزاد ذلك؛ ومَن زاد: «اتباع السُّنَّة»، فلأن ذلك كله لا يكون محبوبًا لله إلا باتباع السُّنَّة، وأولئك لَمْ يريدوا كل قول وعمل؛ إنما أرادوا ما كان مشروعًا مِن الأقوال والأعمال، ولكن كان مقصودهم الرَّدُّ على «المرجئة» الذين جعلوه قولًا فقط؛ فقالوا: بل هو قول وعمل.
    والذين جعلوه أربعة أقسام فَسَّرُوا مرادهم؛ كما سُئِل سَهْلُ بن عبد الله التُّسْتري عن الإيمان ما هو؟ فقال: «قول وعمل ونِيَّة وسُنَّة»؛ لأن الإيمان إذا كان قولًا بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولًا وعملًا بلا نِيَّة فهو نفاق، وإذا كان قولًا وعملًا ونِيَّة بلا سُنَّة فهو بدعة»اهـ.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ كُلِّهِمْ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: 10].
    فَلَمْ يُؤْمِنْ إِلَّا بِالِاسْتِغْفَا رِ لَهُمْ؛ فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ، فَلَيْسَ عَلَى السُنَّة، وَلَيْسَ لَهُ فِي الْفَيْءِ حَقٌّ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: «قَسَّمَ اللهُ تَعَالَى الْفَيْءَ، فَقَالَ:﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ﴾ [الحشر: 8]، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا﴾ [الحشر: 10]، الْآيَةَ، فَمَنْ لَمْ يَقُلْ هَذَا لَهُمْ، فَلَيْسَ مِمَّنْ لَهُ الْفَيْءَ».
    وقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسُّنَّة بيَّنتْ فضل الصحابة الكرام، والنهي عن سبِّهم أو التنقص منهم؛ من ذلك: قوله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)﴾ [التوبة: 100]، وقوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)﴾ [الحشر: 8، 9]، وقوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)﴾ [الحديد: 10].
    وروى البخاري (3673)، ومسلم (2540)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ».
    وروى البخاري (2652)، ومسلم (2533)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ؛ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ، وَمَنْ قَالَ: «مَخْلُوقٌ» فَهُوَ مُبْتَدِعٌ، لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا».
    وقد دلَّت أدلة الكتاب والسُّنَّة على أنَّ القرآن كلام الله، وصفة من صفاته، وليس بمخلوق؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ [التوبة: 6].
    وقد تحدَّى الله تعالى الإنس والجن على أن يأتوا بمثل القرآن، فعجزوا، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور فقط، فعجزوا، ثم تحدَّاهم أن يأتوا بمثل أصغر سورة مِن القرآن، فعجزوا، مع أن الذين تحداهم كانوا أبلغ الخلق وأفصحهم، والقرآن نزل بلغتهم؛ ومع هذا أعلنوا عجزهم التام الكامل، وبقي التحدي على مدار التاريخ، فلم يستطع أحد من الخلق أن يأتي بشيء مِن ذلك، ولو كان هذا كلام بشر لاستطاع بعض الخلق أن يأتي بمثله أو قريبًا منه.
    ولو كان القرآن ليس كلام الله لحصل فيه أنواع من الاختلاف والنقص؛ كما قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)﴾ [النساء: 82].
    وكان النبي ﷺ يتعوذ بكلمات الله تعالى، ولو كان مخلوقًا لَمَا تعوَّذ به النبي ﷺ؛ فقد روى مسلم (2708)، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ، قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وَالْإِقْرَارُ بِالرُّؤْيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ.
    [1])) وقد دلَّت أدلة الكتاب والسُّنَّة على رؤية المؤمنين ربَّهم يوم القيامة؛ من ذلك قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)﴾ [القيامة: 22، 23].
    وروى البخاري (554)، ومسلم (633)، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا».
    وروى مسلم (2245)، عن رسول الله ﷺ أنه قال: «تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمُوتَ».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وَأَنْ لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتِ الْخَوَرِاجُ: «مَنْ أَصَابَ كَبِيرَةً فَقَدْ كَفَرَ».
    الذنوب والكبائر عند أهل السُّنَّة تُنْقِص الإيمان، ولا تَنْقُضه؛ كما قد دلَّت على ذلك أدلة الكتاب والسُّنَّة، وهي كثيرة؛ منها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48].
    وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم (2687): «وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً».
    وروى البخاري (1237)، ومسلم (94)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ».
    وروى البخاري (18)، ومسلم (1709)، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ ﷺ فِي مَجْلِسٍ، فَقَالَ: «تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَسَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ».
    وروى أحمد (13222)، وأبو داود (4739)، والترمذي (2435)، وصححه الألباني، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي».
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •