لم نجده مسنداً, إنما ذكره العلماء في تفسيرهم وكتبهم دون إسنادٍ, فقد ذكره القرطبي في تفسيره(15|472), والسمرقندي في بحر العلوم (2|545 - المطرحي), والبغوي في معالم التنزيل (6|94 طيبة), والثعلبي في الكشف والبيان (7|146), والنووي في التبيان (97 - البصارة), وذكره يحى بن سلام في تفسيره (2|489) وعنه (إبن أبي زمنين في تفسيره) بلاغاً, ولكن ذكر الواحدي في الوسيط(3|345) بقوله: وذكر الكلبي عن إبن عباس قال:( من صلّى ركعتين .....إلخ) فلعل هذا هو المحفوظ وبأنّه من طريق الكلبي.
- ومثل هذا قد يرويه الواحدي أوالثعلبي من طريق محمد بن صالح الترمذي (متهمٌ ساقطٌ) عن السدي الصغير (كذّابٌ) عن الكلبي ( كذّاب ٌ رافضيٌ ) عن أبي صالح (ضعيفٌ غايةٌ, وكذبه بعضهم وشكك في سماعه من إبن عباس, ولكن ردّ كل ذلك العوني في مبحثٍ خاصٍ) عن إبن عباس. وهذا إسنادٌ لايُوبه به عند العلماء, وتسمى عند العلماء بسلسلة الكذب.
- قال عبد الصمد بن الفضل:( سُئِلَ أحمد عن تفسير الكلبي، فقال: كَذِبٌ. فقيل له: أفيحل النظر فيه؟ قال: لا), وَسُئِلَ يحيى بن معين عنه فقال:( حقُّه أن يُدفن), وقد نقل الدارمي في نقضه على المريسي: إجماع أهل العلم على ترك هذا الإسناد, وقال السيوطي في تدريب الراوي:( وأما أوهى أسانيد إبن عباس مطلقاً, فالسدي الصغير محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عنه, قال شيخ الإسلام: هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب).والله أعلم
فتاوى إسلام ويب
عنوان الفتوى: تفسير قوله تعالى (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما)
رقـم الفتوى:135539
تاريخ الفتوى: السبت 2 جمادى الآخر 1431 15-5-2010
السؤال: في تفسير القرطبي لسورة الفرقان: والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. أورد قول ابن عباس: من صلى ركعتين بعد العشاء بات ساجدا قائما. هل هذا حديث صحيح يعمل به؟ وهل الركعتان غير سنة العشاء والشفع والوتر؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الأثر ذكره المفسرون عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية، ولفظ الأثر كما ذكره القرطبي: "وقال ابن عباس : من صلى ركعتين أو أكثر بعد العشاء فقد بات لله ساجدا وقائما." ولم نقف لهذا الأثر على إسناد حتى يمكننا الحكم على صحته، وقد ذكره جماعة من المفسرين ممن يعتنون بذكر الأسانيد كالبغوي والثعلبي وغيرهما ولم يذكروا له إسنادا، واقتصر النووي في التبيان على ذكر حكاية الثعلبي له، وعلى كل فهو أثر موقوف وليس حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومراد ابن عباس والله أعلم أن أصل قيام الليل يحصل لمن صلى ركعتين فأكثر، ومن زاد فهي زيادة خير، فإن قيام الليل من أفضل القربات وأجل الطاعات، ويرى بعض المفسرين أن الآية مدح لمن يحيون الليل أو أكثره بالقيام وهو ما استظهره الألوسي، قال في روح المعاني في تفسير هذه الآية: " ولما ذكر حالهم بالنهار بأنهم يتصرفون أحسن تصرف ذكر حالهم بالليل والظاهر أنه يعنى إحياء الليل بالصلاة أو أكثره . وقيل : من قرأ شيئاً من القرآن بالليل في صلاة فقد بات ساجداً وقائماً . وقيل : هما الركعتان بعد المغرب ، والركعتان بعد العشاء . وقيل : من شفع وأوتر بعد أن صلى العشاء فقد دخل في هذه الآية . وفي هذه الآية حض على قيام الليل في الصلاة ." انتهى.
وظاهر ما ذُكر عن إبن عباس أن هذه الفضيلة تحصل لمن صلى ركعتين بعد العشاء، سواء سنة العشاء أو غيرها.والله أعلم.