تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الهجرة الى التوحيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الهجرة الى التوحيد

    كان زيد بن عمرو بن نفيل مسلماً موحداً على ملة إبراهيم قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوفي قبل أن يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم بالرساله, ماقرأ اي كتاب لا انجيل ولا توراة ولا قرآن ومع ذلك كان مسلماً موحداً على ملة ابراهيم عليه السلام ينكر على المشركين شركهم - هاجر بحثا عن الدين الصحيح---فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم فقال إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني فقال لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله قال زيد ما أفر إلا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا وأنى أستطيعه فهل تدلني على غيره قال ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال زيد وما الحنيف قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله فقال لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله قال ما أفر إلا من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا أبدا وأنى أستطيع فهل تدلني على غيره قال ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال وما الحنيف قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج فلما برز رفع يديه فقال اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم وقال الليث كتب إلي هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبةيقول يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيكها مئونتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مئونتها- وعن سعيد بن زيد: قال سألت أنا وعمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو، فقال: يأتي يوم القيامة أمة وحده. رواه أبو يعلى- إسناده حسن.

    --------------------------------------

    وروى مسلم في صحيحه عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال : كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة , وأنهم ليسوا على شيء , وهم يعبدون الأوثان قال : فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفياً جرأ عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له , ومـا أنت ؟ . قال : ( أنا نبي ) ! . قلت : ومـا نبي ؟ قال : ( أرسلني الله ) ! . فقلت : بأي شيء أرسلك ؟ قال : ( أرسلني بصلة الأرحام , وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ) ! . فقلت له : ومن معك على هذا ؟ . قال : ( حر وعبد ) ! . قال : ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن معه ، فقلت : إني متبعك . قال : ( إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا , ألا ترى حالي وحـال الناس , ولكن ارجع إلى أهلك , فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني ) . قال : فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلي ، فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة , حتى قدم نفر من أهل يثرب من أهل المدينة , فقلت : ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟ فقالوا الناس إليه سراع ! وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك , فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت : يا رسول الله أتعرفني ؟ قال : ( نعم ! أنت الذي لقيتني بمكة ) . قال : قلت بلى ، فقلت : يا نبي الله علمني مما علمك الله وأجهله -----------------------------------------قال الشيخ الإمام، وعلم الهداة الأعلام (محمد بن عبد الوهاب) رحمه الله تعالى.--فليتأمل المؤمن الناصح لنفسه ما في هذا الحديث من العبر فإن الله سبحانه وتعالى يقص علينا أخبار الأنبياء وأتباعهم ليكون للمؤمن من المستأخرين عبرة فيقيس حاله بحالهم ، وقص قصص الكفار والمنافقين لتجتنب من تلبسبها أيضا .فمما فيه من الاعتبار أن هذا الأعرابي الجاهلي لما ذكر له أن رجلاً بمكة يتكلم في الدين بما يخالف الناس لم يصبر حتى ركب راحلته فقدم عليه وعلم ما عنده لما في قلبه من محبة الدين والخير , وهذا فسر به قوله تعالى : {وَلَوْعَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا} أي حرصاً على تعلم الدين : {لَأَسْمَعَهُمْ}أي لأفهمهم , فهذا يدل على أن عدم الفهم في أكثر الناس اليوم عدلا منه سبحانه لمايعلم في قلوبهم من عدم الحرص على تعلم الدين .فتبين أن من أعظم الأسباب الموجبة لكون الإنسان من شرالدواب هو عدم الحرص على تعلم الدين , فإذا كان هذا الجاهلي يطلب هذا المطلب , فماعذر من ادعى اتباع الأنبياء وبلغه عنهم ما بلغه وعنده من يعرض عليه التعليم ولايرفع بذلك رأساً ، فان حضر أو استمع فكما قال تعالى : {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍمِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}. وفيه من العبر أيضا أنه لما قال : ( أرسلني الله ) . قال: بأي شيء أرسلك ؟ قال : بكذا وكذا . فتبين أن زبدة الرسالة الإلهية ، والدعوةالنبوية ، هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له وكسر الأوثان , ومعلوم أن كسرها لا يستقيم إلا بشدة العداوة وتجريد السيف ، فتأمل زبدة الرسالة . وفيه أيضاً أنه فهم المراد من التوحيد ، وفهم أنه أمركبير غريب ، ولأجل هذا قال : من معك على هذا ؟ قال : ( حر وعبد ) فأجابه أن جميع العلماء والعباد والملوك والعامة مخالفون له ولم يتبعه على ذلك إلا من ذكر ، فهذاأوضح دليل على أن الحق قد يكون مع أقل القليل وأن الباطل قد يملأ الأرض . ولله درالفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} .وفي الصحيحين أن بعث النار من كل ألف تسعة وتسعون وتسعمائة وفي الجنة واحد من كل ألف ، ولما بكوا من هذا لما سمعوه قال صلى الله عليه وسلم : (( إنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت وإلا أكملت من المنافقين )) قال الترمذي حسن صحيح . فإذا تأمل الإنسان ما في هذا الحديث من صفة بدء الإسلام ، ومن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم إذ ذاك ، ثم ضم إليه الحديث الآخر الذي في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريباكما بدأ )) تبين له الأمر إن هداه الله وانزاحت عنه الحجة الفرعونية : {فَمَا بَالُالْقُرُونِ الْأُولَى} والحجـة القرشية : {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِالْآَ خِرَةِ} .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    مزيد فوائد من سيرة زيد بن عمرو _ يقول بن كثير فى البداية والنهاية- كان زيد بن عمرو قد ترك عبادة الأوثان وفارق دينهم، وكان لا يأكل إلا ما ذبح على اسم الله وحده. قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته.وكذا رواه أبو أسامة، عن هشام به. وزاد: وكان يصلي إلى الكعبة، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم،.وكان نفر من قريش وزيد بن عمرو بن نفيل حضروا قريشا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم، فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا: تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض، فقال قائلهم: تعلمن والله ما قومكم على شيء، لقد أخطؤا دين إبراهيم وخالفوه، ما وثن يعبد؟ لا يضر ولا ينفع، فابتغوا لأنفسكم، فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض يلتمسون أهل كتاب من اليهود والنصارى، والملل كلها، الحنيفية دين إبراهيم.ولم يكن فيهم أعدل أمرا، وأعدل ثباتا من زيد بن عمرو بن نفيل، اعتزل الأوثان، وفارق الأديان، من اليهود والنصارى والملل كلها، إلا دين الحنيفية دين إبراهيم، يوحد الله ويخلع من دونه، ولا يأكل ذبائح قومه، فإذا هم بالفراق لما هم فيه قال: وكان الخطاب قد آذاه أذى كثيرا حتى خرج منه إلى أعلى مكة، ووكل به الخطاب شبابا من قريش، وسفهاء من سفهائهم.فقال: لا تتركوه يدخل، فكان لا يدخلها إلا سرا منهم، فإذا علموا به أخرجوه وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم، أو يتابعه أحد إلى ما هو عليه.
    وقال موسى بن عقبة: سمعت من أرضى يحدث عن زيد بن عمرو بن نفيل: كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء ماء، وأنبت لها من الأرض، لم تذبحوها على غير اسم الله؟ إنكارا لذلك وإعظاما له.
    وقال يونس، عن ابن إسحاق: وقد كان زيد بن عمرو بن نفيل قد عزم على الخروج من مكة، فضرب في الأرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم، وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض للخروج وأراده، آدنت الخطاب بن نفيل، فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الأول دين إبراهيم، ويسأل عنه، ولم يزل في ذلك فيما يزعمون، حتى أتى الموصل والجزيرة كلها.
    ثم أقبل حتى أتى الشام، فجال فيها حتى أتى راهبا ببيعة من أرض البلقاء، كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون، فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم، فقال له الراهب: إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، لقد درس من علمه وذهب من كان يعرفه، ولكنه قد أظل خروج نبي وهذا زمانه.
    وقد كان شام اليهودية والنصرانية، فلم يرض شيئا منها، فخرج سريعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة، حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه.
    فقال ورقة يرثيه:
    رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما * تجنبت تنورا من النار حاميا
    بدينك ربا ليس رب كمثله * وتركك أوثان الطواغي كما هيا
    وقد تدرك الإنسان رحمة ربه * ولو كان تحت الأرض ستينا واديا

    و عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال:

    قال زيد بن عمرو بن نفيل شاممت اليهودية والنصرانية فكرهتهما، فكنت بالشام وما والاها، حتى أتيت راهبا في صومعة فذكرت له اغترابي عن قومي، وكراهتي عبادة الأوثان، واليهودية والنصرانية، فقال له: أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة، إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم أحد يدين به، وهو دين أبيك إبراهيم، كان حنيفا لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، كان يصلي ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك، فالحق ببلدك فإن الله يبعث من قومك في بلدك من يأتي بدين إبراهيم الحنيفية، وهو أكرم الخلق على الله.
    وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني بعض آل زيد بن عمرو بن نفيل: إن زيدا كان إذا دخل الكعبة قال: لبيك حقا حقا تعبدا ورقا، عذت بما عاذ به إبراهيم وهو قائم إذ قال: إلهي أنفي لك عان راغم، مهما تجشمني فإني جاشم، البر أبغي لا أنحال، ليس مهجر كمن قال.
    وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا المسعودي، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، عن أبيه، عن جده: أن زيد بن عمرو، وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال لزيد بن عمرو: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ فقال: من بنية إبراهيم. فقال: وما تلتمس؟ قال: ألتمس الدين.
    قال: ارجع، فإنه يوشك أن يظهر في أرضك.
    قال: فأما ورقة فتنصر، وأما أنا فعزمت على النصرانية فلم يوافقني، فرجع وهو يقول:
    لبيك حقا حقا * تعبدا ورقا
    البر أبغي لا أنحال * فهل مهجر كمن قال
    آمنت بما آمن به إبراهيم وهو يقول: أنفي لك عان راغم، مهما تجشمني فإني جاشم، ثم يخر فيسجد.
    قال: وجاء ابنه يعني سعيد بن زيد أحد العشرة رضي الله عنه فقال: يا رسول الله إن أبي كما رأيت وكما بلغك فاستغفر له.
    قال: نعم، فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة.
    قال: وأتى زيد بن عمرو بن زيد على رسول الله ومعه زيد بن حارثة، وهما يأكلان من سفرة لهما، فدعواه لطعامهما فقال زيد بن عمرو: يا ابن أخي أنا لا آكل مما ذبح على النصب.
    وقال محمد بن سعد: حدثنا محمد بن عمرو، حدثني أبو بكر بن أبي سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن ابن أبي مليكة، عن حجر بن أبي أهاب قال: رأيت زيد بن عمرو وأنا عند صنم بوانة، بعد ما رجع من الشام، وهو يراقب الشمس، فإذا زالت استقبل الكعبة فصلى ركعة سجدتين.
    ثم يقول: هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل، لا أعبد حجرا، ولا أصلي له، ولا آكل ما ذبح له، ولا أستقسم الأزلام، وإنما أصلي لهذا البيت حتى أموت، وكان يحج فيقف بعرفة، وكان يلبي فيقول: لبيك لا شريك لك ولا ند لك. ثم يدفع من عرفة ماشيا وهو يقول: لبيك متعبدا مرقوقا
    وقال الواقدي: حدثني علي بن عيسى الحكمي، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة قال: سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول: أنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل، ثم من بني عبد المطلب، ولا أراني أدركه، وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك.
    قلت: هلم! قال: هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بكثير الشعر ولا بقليله، وليست تفارق عينه حمرة، وخاتم النبوة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه، ثم يخرجه قومه منها، ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب، فيظهر أمره، فإياك أن تخدع عنه، فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم، فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون: هذا الدين وراءك، وينعتونه مثل ما نعته لك، ويقولون: لم يبق نبي غيره.
    قال عامر بن ربيعة: فلما أسلمت أخبرت رسول الله قول زيد بن عمرو، وأقرائه منه السلام، فرد عليه السلام وترحم عليه، وقال: « قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا ».
    وقال البخاري في صحيحه ذكر زيد بن عمرو بن نفيل: حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، حدثني سالم عن عبد الله بن عمر أن النبي لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، قبل أن ينزل على النبي الوحي، فقدمت إلى النبي سفرة فأبى أن يأكل منها.
    ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه، وأن زيد بن عمرو يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء ماء وأنبت لها من الأرض، ثم يذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له.

    وقال الواقدي: حدثني موسى بن شيبة، عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن عمرو بن نفيل فقال: توفي وقريش تبني الكعبة، قبل أن ينزل الوحي على رسول الله بخمس سنين.

    ولقد نزل به وإنه ليقول: أنا على دين إبراهيم، فأسلم ابنه سعيد بن زيد واتبع رسول الله ، وأتى عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله ، فسألاه عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: « غفر الله له ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم ».
    قال: فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلا ترحم عليه واستغفر له. ثم يقول سعيد بن المسيب رحمه الله وغفر له.


    وقال الباغندي عن أبي سعيد الأشج، عن أبي معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله : « دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين ». وهذا إسناد جيد، وليس هو في شيء من الكتب.
    ومن شعر زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله،
    إلى الله أهدي مدحتي وثنائيا * وقولا رضيا لا يني الدهر باقيا
    إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه * إله ولا رب يكون مدانيا

    ومن شعره في التوحيد ما حكاه محمد بن إسحاق، والزبير بن بكار وغيرهما:

    وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له الأرض تحمل صخرا ثقالا
    دحاها فلما استوت شدها * سواء وأرسى عليها الجبالا
    وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له المزن تحمل عذبا زلالا
    إذا هي سيقت إلى بلدة * أطاعت فصبت عليها سجالا
    وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له الريح تصرف حالا فحالا
    وقال محمد بن إسحاق: حدثني هشام بن عروة قال: روى أبي أن زيد بن عمرو قال:
    أرب واحد أم ألف رب * أدين إذا تقسمت الأمور
    عزلت اللات والعزى جميعا * كذلك يفعل الجلد الصبور
    فلا العزى أدين ولا ابنتيها * ولا صنمي بني عمرو أزور
    ولا غنما أدين وكان ربا * لنا في الدهر إذ حلمي يسير
    عجبت وفي الليالي معجبات * وفي الأيام يعرفها البصير
    بأن الله قد أفنى رجالا * كثيرا كان شأنهم الفجور
    وأبقى آخرين ببر قوم * فيربل منهم الطفل الصغير
    وبينا المرء يعثر ثاب يوما * كما يتروح الغصن النضير
    ولكن أعبد الرحمن ربي * ليغفر ذنبي الرب الغفور
    فتقوى الله ربكم احفظوها * متى ما تحفظوها لا تبوروا
    ترى الأبرار دارهم جنان * وللكفار حامية سعير
    وخزي في الحياة وإن يموتوا * يلاقوا ما تضيق به الصدور
    هذا تمام ما ذكره محمد بن إسحاق من هذه القصيدة.
    و قال زيد بن عمرو بن نفيل:
    عزلت الجن والجنان عني * كذلك يفعل الجلد الصبور
    فلا العزى أدين ولا ابنتيها * ولا صنمي بني طسم أدير
    ولا غنما أدين وكان ربا * لنا في الدهر إذ حلمي صغير
    أربا واحدا أم ألف رب * أدين إذا تقسمت الأمور
    ألم تعلم بأن الله أفنى * رجالا كان شأنهم الفجور
    وأبقى آخرين ببر قوم * فيربو منهم الطفل الصغير
    وبينا المرء يعثر ثاب يوما * كما يتروح الغصن النضير
    قالت: فقال ورقة بن نوفل:
    رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما * تجنبت تنورا من النار حاميا
    لدينك ربا ليس ربا كمثله * وتركك جنان الجبال كما هيا
    أقول إذا أهبطت أرضا مخوفة * حنانيك لا تظهر علي الأعاديا
    حنانيك أن الجن كانت رجاءهم * وأنت إلهي ربنا ورجائيا
    لتدركن المرء رحمة ربه * وإن كان تحت الأرض سبعين واديا
    أدين لرب يستجيب ولا أرى * أدين لمن لا يسمع الدهر واعيا
    أقول إذا صليت في كل بيعة * تباركت قد أكثرت باسمك داعيا--[البداية والنهاية باختصار]-----------------رحم الله زيد بن عمرو وغفر له

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه، وأن زيد بن عمرو يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء ماء وأنبت لها من الأرض، ثم يذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له.
    رحم الله زيد بن عمرو بن نفيل وغفر له.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •