تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لماذا الهجرة إلى المدينة ؟ ولم المدينة بالذات ؟

  1. #1

    افتراضي لماذا الهجرة إلى المدينة ؟ ولم المدينة بالذات ؟

    اليوم هو بداية السنة الهجرية الجديدة ،ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي اتخذها المسلمون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تأريخا يؤرخون به حياتهم .
    واتفق المسلمون في ذلكم العهد على أن يكون بداية العام الهجري هو شهر الله المحرم مع أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر في شهر ربيع الاول لكن جاء اختيار محرم لأنه من الأشهر الحرم ولأنه الشهر الأول بعد انصراف الناس من حج بيت الله الحرام .
    ما يهمنا هنا هو الدروس المستفادة من هجرة رسولنا عليه الصلاة والسلام وسأتكلم عن الهجرة النبوية في أربعة محاور إن شاء الله تعالى .
    نكون اليوم مع المحور الأول وهو لماذا الهجرة ؟ ولماذا المدينة بالذات؟
    لم يفكر النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم بأن يترك مكة المكرمة مسقط رأسه ومأوى فؤاده ، وأنى له أن يفكر في ذلك وهي أحب البقاع إلى قلبه ، فقد قال فيما رواه أحمد بن حنبل والترمذي وابن ماجة (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك ).
    إلا أن أحداثاً عظيمة حدثت بمكة جعلته يفكر في ترك مكة المكرمة فقد أدرك أن عوامل عديدة تمنعها في ذلكم الحين أن تكون مركز إشعاع للنور الإلهي ، فسادة قريش وسفهاؤهم يتربصون بالدعوة الجديدة وبحامل لوائها وبمن آمن بها .
    فقد بدأوا يحيكون مؤامراتهم ويضربون ويسخرون ففكر النبي صلى الله عليه وسلم حينها بالهجرة لكن إلى أين ؟ ذهب إلى الطائف فعاد أسوأ مما ذهب حتى أذن الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه بالهجرة إلى المدينة المنورة والتي كانت تسمى يثرب .
    فبدأ الصحابة رضي الله عنهم يهاجرون إلى المدينة تاركين ديارهم وأموالهم قال تعالى : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) الحشر /الآية 9
    فحاول كفار قريش الحيلولة دون هجرة المسلمين فجردوا بعضهم من أموالهم وأخذوها ظلماً وعدواناً كما حدث لصهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه ، فأصبح فقيرا بلا مال فقال له عليه الصلاة والسلام ( ربح البيع أبا يحيى ) . ابن هشام 2 / 118

    بل وتعدى الأمر إلى بيع منازل من هاجر إلى المدينة ومن الأمثلة على ذلك: " لما خرج بنو جحش بن رئاب من دارهم، عدا عليها أبو سفيان ابن حرب فباعها من عمرو بن علقمة، أخي بني عامر بن لؤي، فلما بلغ بني جحش ما صنع أبو سفيان بدارهم، ذكر ذلك عبد الله بن جحش لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:- " أَلا تَرضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ بِهَا دَارًا خَيرًا مِنْهَا فِي الجنَّة ؟ قال: بلى، قال: فَذَلِكَ لَكَ " ابن هشام 2/117.
    لم يقتصر الأمر من محاولة قريش الحيلولة دون هجرة المسلمين على هذا الأمر بل تعدى إلى ما هو أعظم وهو حبس كل من علموا أنه سيهاجر إلى المدينة ، كما فعل بعيَّاش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص، حيث "كانا محبوسين في بيت لا سقف له"، وعندما علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخبر وهو بالمدينة، دعا لعياش وأمثاله، فقد روى الإمام أحمد في مسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ركع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة ثم رفع رأسه فقال: ( اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ, اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ, اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ, اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِ ينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ, اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ, اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ ، الله أكبر ) ثم خر ساجداً فكان دعاؤه سبباً في نجاتهم، ولا يعني ذلك اقتصاره صلى الله عليه وآله وسلم على الدعاء فحسب، بل بذل كل سبب ممكن لإنقاذهما، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك : " مَنْ لِي بِعَيَّاشَ بنِ أبي رَبِيْعَةَ، وَهِشَامَ بنِ الْعَاصِ؟ فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة: أنا لك يا رسول الله بهما، فخرج إلى مكة، فقدمها مستخفياً ، فلقي امرأة تحمل طعاماً، فقال لها: أين تريدين يا أمة الله؟ قالت: أريد هذين المحبوسين –تعنيهما- فتبعها حتى عرف موضعهما، وكانا محبوسين في بيت لا سقف له، فلما أمسى تسور عليهما، فأخذ مروة فوضعها تحت قيديهما، ثم ضربهما بسيفه فقطعهما، فكان يقال لسيفه: ذو المروة لذلك، ثم حملهما على بعيره، وساقه بهما ، ثم قدم بهما على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة .سيرة ابن هشام 2 / 117.
    ثم لما رأوا كثرة المهاجرين اجتمعوا بدار الندوة وتشاوروا في أن يقتلوه أو يحبسوه أو ينفوه فاستقر رأيهم على رأي أبي جهل على أن يختاروا منهم أربعين رجلا من شتى القبائل ليقتلوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن الله أحبط مؤامرتهم ونجاه منهم فقال تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )
    أما لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم المدينة دون غيرها فالجواب أن الله تعالى هو الذي اختار له مكان هجرته كان اختيار المدينة مهاجراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم : ((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي يثرب)) أخرجه البخاري ح (6629) ومسلم ح (2272). ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين)) أخرجه البخاري ح3694.
    عبد السلام الخلقي
    1 محرم 1439هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  3. #3

    افتراضي رد: لماذا الهجرة إلى المدينة ؟ ولم المدينة بالذات ؟

    كل عام وانتم بخير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •