ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( الصمد ) :
هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه ، هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار
مثل هذا التفسير لترجمان القران لاسمه تعالى الصمد قد يعترض عليه كثير من المتاخرين بحجة ان الله عز وجل لا يوصف بالشرف و لا يسمى بالشريف
و الدافع لذلك سوء الفهم لمنهج السلف في هذا الباب و خاصة في تفسير اسماء الله عز وجل و صفاته بتقريب المعنى للمستمع قصد التفهيم و التبيين .
فكم رايت من معترض على كثير مما ينقل من الاثار و الاخبار في هذا الباب بحجة ان اللفظ او الكلمة لم ترد في كتاب و لا سنة .
لكن بالنظر الى اسلوبهم في التفسير لنصوص الاسماء و الصفات بذكرهم الفاظ لم يرد بها النص
او بالنظر للمنقول من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الصفات مما يكون للحديث فيه روايات و طرق متعددة مع اتحاد المخرج
نجد اللفظ الواحد في النص للصفة قد يذكر بالفاظ مختلفة متعددة يدور معناها على معنى الصفة الاصل في الحديث
و هذا الصنيع من الرواة و ممن نقلوا الاخبار و سكوتهم عن هذا و عدم الاعتراض مع اعتراض من تاخر عنهم احدث في نفسي شيء للاسلوب و المنهج المتبع في التعامل مع هذه الاثار
و عندي امثلة كثيرة على هذا ساحاول الحاقها في هذه الصفحة ان شاء الله
مع العلم اني قد وجدت في بعض الاعتراضات ما يكون سببا في نفي بعض المعاني المضمنة في الصفة عند الاطلاق مما لا يجوز نفي ذلك الا بنص كما لا يجوز في الاثبات ان يكون الا بنص
و قد تفسر بعض الالفاظ و الكلمات التي لم ترد في النص بمعانيها عند قيامها و هي مضافة للمخلوق
فيجعل ذلك المعنى لها عند الاطلاق .
فيسلط عليها النفي بعد ذلك بحجة انها صفة نقص و عيب
فارجوا من الاخوة الكرام ممن له عناية بهذا الباب ان لا يبخلوا علينا بتوجيه او بيان في هذا الامر
فلا يزال الامر عندي مشتبها في منهج التعامل مع ذلك خاصة عند النظر في كتب التفسير و العقائد المسندة
و بارك الله فيكم جميعا