كتابا: «صحيح السيرة النبوية» و«ما شاع ولم يثبت في السيرة»
سؤال(104) شيخنا: أريد سؤالكم عن كتابين ودقة تخريج الأحاديث بهما: كتاب: صحيح السيرة النبوية لإبراهيم العلي، تقديم الدكتور عمر الأشقر، وكتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية لمحمد بن عبدالله العوشن؛ لأن هناك بعض النصوص الذي نقل الكتاب الثاني عدم صحتها أوردت في الكتاب الأول! وما حكم الاستشهاد بها، وما أصح كتاب في ذلك؟
أولاً: لا يُعجبني تصنيف ما في السيرة إلى «صحيح» و«ضعيف» بحيث يحصر بعضهم ما رآه صحيحاً في كتاب ويسميه: «صحيح السيرة»!
فهذه الصحة من وجهة نظره! مع الاختلاف في كيفية تعامل أهل العلم مع أحداث السيرة، فإن أحداثها غالباً ما تُروى مرسلة لا مسندة، فإذا أهدرنا ما رُوي فيها مرسلاً، لم يبق لنا شيئاً منها!
والضابط في قبول مراسيل السيرة وعدمه هو وجود النكارة في ما يُروى وهذا لا يعرفه إلا الناقد الجهبذ الذي تضلع من علم العلل.
وقلّ من يتنبه لهذا المنهج في التعامل مع أحداث السيرة.. والعجيب أنهم يوردون في «صحيح السيرة» بعض المناكير والروايات الضعيفة، ولا يوردون ما روي مرسلاً وخاصة من «مغازي عروة بن الزبير» بحجة أنها مرسلة، والمرسل ضعيف!!
ثانياً: وهذا ما أنكره على كتاب الشيخ إبراهيم العلي - رحمه الله- فإنه ذكر روايات كثيرة منكرة وصححها على منهج المتأخرين بالمتابعات والشواهد الواهية وغير ذلك!
والعجب أن الكتاب راجعه الدكتور همام سعيد، والشيخ عالم بعلم العلل! فكيف وافق على مثل هذا المنهج!!
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الشيخ في (ص51) "فترة الوحي" قال: "وعند الإمام أحمد زيادة لطيفة في شدة حزن النبي لفتور الوحي، تقول الزيادة: وَفَتَرَ الوحي فتره حتى حَزِنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَلَغَنَا حُزْناً غَدَا منه مِرَاراً كي يَتَرَدَّى من رؤوس شَوَاهِقِ الجِبَالِ...".
وفي الحاشية عزا هذه الرواية للبخاري ومسلم!
قلت: هذه الزيادة التي وصفها الشيخ بأنها لطيفة هي زيادة منكرة! والذي أراده البخاري بيان أنها ضعيفة، ولهذا أوردها بعد حديث بدء الوحي عن الزهري بلاغاً!
وكان ينبغي على الشيخ التدقيق في ذلك! وكذلك نسبتها لمسلم غير صحيح، فمسلم لم يخرجها في كتابه.
ثالثاً: ترتيب كتاب الشيخ إبراهيم وإن كانت العناوين اعتمد فيها على كتاب السيرة إلا أن إيراده للأحاديث المفرقة جعل هناك فجوة في أحداث السيرة! والأصل في ذكر أحداث السيرة أن تكون مرتبطة بعضها ببعض فيحسّ القارئ برونقها.
رابعاً: وأما كتاب العوشن فهو سيء في كل شيء!! فحشد أشياء في الكتاب ليست مما شاع كما هو عنوان كتابه! وكذلك ضعّف أحداثاً كثيرة؛ لأنه لا يعرف منهج أهل العلم في التعامل مع السيرة! وتصنيفه ليس متقناً... والله المستعان.
الدكتور خالد الحايك
http://www.addyaiya.com/uin/arb/View...?ProductId=448

ما رأيكم بالجواب المذكور؟