تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 40 من 40

الموضوع: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

  1. #21

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    الثامنة : الذي ينقل عقيدة أهل السنة والجماعة لابد أن يكون قد تلقاها على يد علمائها، وأما الذي لم يتلق هذا العلم عن أهله؛ فسوف يخلط و يخبط في هذه المسائل، كحال أولائك الذين نقلوا قول المعتزلة و الكلابية فنسبوه للسلف.

    قال الله تبارك وتعالى : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}(30) .

    وقوله {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }(31)(32) .

    التاسعة : الذي ينسب هذا القول للإمام الدارمي، إنما يتهم الإمام الدارمي بالتناقض، إذ أن قول : " لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة" يناقض قول الإمام الدارمي: " المفعولات كلها مخلوقة لا شك فيه (33)" مما يدل على أن القول الأول هو من قول أصحاب المعترض وليس للإمام الدارمي رحمه الله تعالى.

    العاشرة : إن قول أصحاب المعترض(34) : "فكل ما خرج من قول كن فهو حادث، وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم".

    هذا الكلام فيه إضمار بأن القرآن مخلوق، لذالك رد عليهم الإمام الدارمي بقوله : "فقد صرح بالمخلوق مرة بعد مرة، ومرة بعد مرة بعدما عاب من قاله، ورجع عيبه عليه".

    وذلك لأن المعترض أخذ يعيب عليهم خلق القرآن ثم قال بقولهم، فمن نسب للإمام الدارمي هذا القول فقد نسب إليه القول بخلق القرآن .(35)

    ومما يبين ذلك قول الإمام احمد - رحمه الله تعالى - في الرد على الزنادقة والجهمية ص 125-126 بعد قوله تعالى : {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}(36) "فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له (كن) فكان عيسى بكن وليس عيسى هو الكن، ولكن بالكن كان، فالكن من الله قول، وليس الكن مخلوقا.

    وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالوا عيسى روح الله وكلمته، لأن الكلمة مخلوقة، وقالت النصارى : عيسى روح الله من ذات الله، وكلمته من ذات الله.

    كأن يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة".

    وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله تعالى - في النقض 2/670 : "وأعجب من ذلك قولك : إني سألت بشرا المريسي عن قول الله تعالى : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (37)، فقال بشر: كونه كما شاء بغير (كن) أوما وجدت أيها المعارض فيمن رأيت من المشايخ شيخا أرشد من بشر وأعلم بتأويل هذه الآية من بشر الذي كفر برب قال قولا لشيء قط : كن فكان؟ وهذا المشهور من مذهبه المعروف في كل مصر: أن الله لم يتكلم بكلمة قط ولا يتكلم بها قط، فسؤالك بشرا عن هذه الآية من بين المشايخ دليل منك على الظنة والريبة القديمة، وأنك لم تسأله عن ذلك إلا عن ضمير متقدم، أفلا سألت عنه من أدركت من المشايخ، مثل أبي عبيد وأبي نعيم ونظرائهم من أهل الدين والفضل والمعرفة بالسنة؟! ثم ادعيت أن بشرا قال : معناه أن يكونه حتى يكون، من غير قول يقول له : (كن) ولكن يكونه على ما أراد.

    ثم فسرت قول بشر هذا، فزعمت أنه عنى بذلك أن الأشياء ليست مخلوقة من (كن) ولكن الله كونها على ما أراد من غير كيفية، وللكلام وجوه بزعمك.

    فيقال لهذا المعارض : قد افتريتما على الله جميعا فيما تأولتما من ذلك، وجحدتما قول الله تعالى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (38) إذ ادعيتما أن الأشياء لا تكون بقوله : (كن) ولكن يكونه بإرادته من غير قول : (كن)، وهذا هو الجحود بما أنزل الله؛ لأن الله تعالى جمع فيه القول والإرادة، فقال : (إِذَا أَرَدْنَاهُ) فسبقت الإرادة قبل (كن)، ثم قال : (كن) فكان بقوله وإرادته جميعا : فكيفية هذا كما قال أصدق الصادقين أنه إذا قال (كن) فكان، لا ما تأوله أكذب الكاذبين، وليست هذه المسألة مما يحتاج الناس فيها إلى تفسير ولا هي من العويص الذي يجهلها العوام، فكيف الخاص من العلماء؟ وليس هذا مما يشكل على رجل رزق شيئا من العقل والمعرفة حتى يسأل عنه مثل المريسي الذي لا يعرف ربه، فكيف يعرف قوله؟

    وإنما امتنع المريسي وأصحابه من أن يقروا بهذا أنهم قالوا : متى أقررنا أن الله قال لشيء : (كن) كلاما منه لزمنا أن نقر بالقرآن والتوراة والإنجيل أنه نفس كلامه.

    فامتنعوا من أجل ذلك؛ لأن الله - في دعواهم - لم يتكلم بشيء ولا يتكلم، والدليل على هذا المعارض بسؤال بشر عن هذه الآية قديما في شبابه وقد عرف مذهب بشر أنه اضطمر هذا الرأي في أول دهره وليس برأي استحدثه حديثا.

    وروى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (قال الله إن رحمتي كلام، وعذابي كلام، وغضبي كلام، إنما قولي لشيء إذا أردت أن أقول له : (كن) فيكون).

    ادعى هذا المعارض أيضا في قول الله تعالى لعيسى ابن مريم : (روح الله وكلمته) فقال : يقول أهل الجرأة في معنى كلمته : أي بكلمته، وإن سئلوا عن المخرج منه لم يقدروا عليه، وتأولوا على الله برأيهم.

    فيقال لهذا المعارض : أويحتاج في هذا إلى تفسير ومخرج؟ قد عقل تفسيره عامة من آمن بالله، أنه إذا أراد شيئا قال له : (كن فيكون) ومتى لا يقول له : (كن)، لا يكون، فإذا قال : (كن) كان، فهذا المخرج من أنه كان بإرادته وبكلمته لا أنه نفس الكلمة التي خرجت منه، ولكن بالكلمة كان، فالكلمة من الله (كن) غير مخلوقة، والكائن بها مخلوق.

    وقول الله في عيسى : (روح الله وكلمته) فبين الروح والكلمة فرق في المعنى، لأن الروح الذي نفخ فيها مخلوق امتزج بخلقه، والكلمة من الله غير مخلوقة لم تمتزج بعيسى، ولكن كان بها، وإن كره، لأنها من الله أمر، فعلى هذا التأويل قلنا، لا على ما ادعيت علينا من الكذب والأباطيل".

    وقال الإمام البخاري في خلق أفعال العباد ص35 : "وقيل لأبي عبيد : إن المريسي سئل عن ابتداء خلق الأشياء عن قول الله عز وجل : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}، فقال : كله كلام صلة، فمعنى قوله : أن يقول صلة، كقوله قالت السماء فأمطرت، وكقوله : قال الجدار فمال، قال : قال الله تعالى : (جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ)، والجدار لا إرادة له فمعنى قوله : إذا أردناه كوناه فكان، لم يكن عند المريسي جواب أكثر من هذا؛ يعني إن الله تعالى لا يتكلم.

    قال أبو عبيد القاسم بن سلام : أما تشبيه قول الله : (إِذَا أَرَدْنَاهُ)، بقوله قالت السماء فأمطرت، وقال الجدار فمال، فإنه لا يشبه، وهذه أغلوطة أدخلها، لأنك إذا قلت : قالت السماء، ثم تسكت لم يدر ما معنى قالت حتى تقول فأمطرت، وكذلك إذا قلت : أراد الجدار ثم لم يبين ما معنى أراد لم يدر ما معناه، وإذا قلت : قال الله، اكتفيت بقوله : قال، فقال : مكتف لا يحتاج إلى شيء يستدل به على قال، كما احتجت إذا قال الجدار فمال، وإلا لم يكن لقال الجدار معنى، ومن قال هذا فليس شيء من الكفر إلا وهو دونه، ومن قال هذا فقد قال على الله ما لم يقله اليهود والنصارى ومذهبه التعطيل للخالق" .

    وكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى 9/282 : " قال تعالى : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (39) فهو سبحانه يكون ما يشاء تكوينه، فإذا كونه كان عقب تكوينه متصلا به لا يكون مع تكوينه في الزمان ولا يكون متراخيا عن تكوينه بينهما فصل في الزمان ؛ بل يكون متصلا بتكوينه كاتصال أجزاء الحركة والزمان بعضها ببعض.

    وهذا مما يستدل به على أن كل ما سوى الله حادث كائن بعد أن لم يكن وإن قيل مع ذلك بدوام فاعليته ومتكلميته، وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع.

    والمقصود هنا أن هذا هو أصل من قال القرآن محدث ومن قال إن الرب لم يقم به كلام ولا إرادة، بل ولا علم بل ولا حياة ولا قدرة ولا شيء من الصفات.

    فلما ظهر فساد هذا القول شرعا وعقلا قالت طائفة ممن وافقتهم على أصل مذهبهم : هو لا يتكلم بمشيئته وقدرته بل كلامه أمر لازم لذاته كما تلزم ذاته الحياة ثم منهم من قال : هو معنى واحد لامتناع اجتماع معان لا نهاية لها في آن واحد وامتناع تخصيصه بعدد دون عدد، وقالوا : ذلك المعنى هو الأمر بكل مأمور والخبر عن كل مخبر عنه إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا.

    وقالوا : إن الأمر والنهي صفات للكلام لا أنواع له، فإن معنى "آية الكرسي" و"آية الدين" و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} معنى واحد".

    وقال ايضاً في المرجع السابق 12/86 : " وصرح أحمد وغيره من السلف ان القرآن كلام الله غير مخلوق ولم يقل أحد من السلف ان الله تكلم بغير مشيئته وقدرته ولا قال أحد منهم أن نفس الكلام المعين كالقرآن أو ندائه لموسى أو غير ذلك من كلامه المعين أنه قديم أزلى لم يزل ولا يزال وان الله قامت به حروف معينة أو حروف وأصوات معينة قديمة أزلية لم تزل ولا تزال فان هذا لم يقله ولا دل عليه قول أحمد ولا غيره من أئمة المسلمين بل كلام أحمد وغيره من الأئمة صريح في نقيض هذا وأن الله يتكلم بمشيئته وقدرته وانه لم يزل يتكلم إذا شاء مع قولهم إن كلام الله غير مخلوق وانه منه بدأ، ليس بمخلوق ابتدأ من غيره، ونصوصهم بذلك كثيرة معروفة في الكتب الثابتة عنهم مثل ما صنف أبو بكر الخلال في كتاب السنة وغيره وما صنفه عبد الرحمن بن أبي حاتم من كلام أحمد وغيره وما صنفه أصحابه وأصحاب أصحابه كابنيه صالح وعبد الله وحنبل وأبي داود السجستاني صاحب السنن والاثرم والمروذى وأبي زرعة وأبي حاتم والبخاري صاحب الصحيح وعثمان بن سعيد الدارمي وابراهيم الحربي وعبد الوهاب الوراق وعباس بن عبد العظيم العنبري وحرب بن إسماعيل الكرماني ومن لا يحصى عدده من أكابر أهل العلم والدين وأصحاب أصحابه ممن جمع كلامه وأخباره كعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبي بكر الخلال وأبي الحسن البناني الاصبهاني وأمثال هؤلاء ومن كان أيضا يأتم به وبأمثاله من الأئمة في الأصول والفروع كأبي عيسى الترمذي صاحب الجامع وأبي عبد الرحمن النسائي وأمثالهما ومثل أبي محمد بن قتيبة وأمثاله وبسط هذا له موضع آخر.

    وقد ذكرنا في المسائل الطبرستانية و الكيلانية بسط مذاهب الناس وكيف تشعبت وتفرعت في هذا الأصل والمقصود هنا أن كثيرا من الناس المتأخرين لم يعرفوا حقيقة كلام السلف والأئمة فمنهم من يعظمهم ويقول انه متبع لهم مع انه مخالف لهم من حيث لا يشعر ومنهم من يظن أنهم كانوا لا يعرفون أصول الدين ولا تقريرها بالدلائل البرهانية وذلك لجهله بعلمهم بل لجهله بما جاء به الرسول من الحق الذي تدل عليه الدلائل العقلية مع السمعية فلهذا يوجد كثير من المتأخرين يشتركون في أصل فاسد ثم يفرع كل قوم عليه فروعا فاسدة يلتزمونها كما صرحوا في تكلم الله تعالى بالقرآن العربي وبالتوراة العبرية وما فيهما من حروف الهجاء مؤلفا أو مفردا لما رأوا أن ذلك بلغ بصفات المخلوقين اشتبه بصفات المخلوقين فلم يهتدوا لموضع.

    وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح السفارينية ص 179 : "فقول الأشاعرة حيث قالوا : إن كلام الله صفة من صفاته وليس بمخلوق، ولكن الذي نقر به المعنى القائم بنفسه، وليس الشيء المسموع الذي يكون بالحروف، فإن هذا الشيء المسموع الذي يكون بالحروف خلق من مخلوقات الله، خلقه الله تعبيراً عما في نفسه، وليس هو كلام الله، لكن إضافته إلى الله من باب المجاز، فتُجُوِّز عما كان عبارة عن الشيء فسمي به الشيء، فسمي كلام الله لأنه عبارة عنه، وليس هو كلام الله، بل الكلام هو المعنى القائم بالنفس، وهو أزلي أبدي لا يتعلق بمشيئته، بل هو وصف لازم له كلزوم الحياة والعلم والقدرة.

    وعلى زعمهم هذا فهو لا يتكلم إذا شاء، كما أنه لا يعلم متى شاء، بل علمه لازم لذاته، فهم يقولون الكلام لازم لذاته ولا يتعلق بمشيئته، وعلى ذلك فالجهمية والمعتزلة خير منهم من هذا الوجه؛ لأنهم يقولون : إن كلام الله يتعلق بمشيئته لكنه مخلوق، وهم يقولون لا يتعلق بمشيئته ولا بإرادته.

    ثم يقولون : إن ما يسمعه محمد صلى الله عليه وسلم وموسى وغيرهما من كلام الله، إنما هو شيء مخلوق، فهم قد شاركوا الجهمية والمعتزلة في أن ما يسمع مخلوق، لكن الجهمية قالوا : هو كلام الله، وهؤلاء قالوا : هو عبارة عن كلام الله، فوافقوا الجهمية في أن المسموع مخلوق، وخالفوهم في أنهم قالوا : إنه عبارة، وهؤلاء قالوا : إنه حقيقة".

    ولذا فإن من عقيدة أهل السنة الإقرار بأن لله تعالى الكمال المطلق و أن كلامه تعالى متعلق بمشيئته وقدرته فهو يتكلم إذا شاء متى شاء ويسكت إذا شاء، وأن الله إذا أراد لأمر أن يقول له كن فيكون فكن كلامه وصفته متعلقة بإرادته ومشيئته فمتى أراد تكوين شيء قال له كن فيكون، والممفعولات كلها مخلوقة لا شك فيه ففعل الله صفة لله والمفعول غيره من الخلق، ليس كما يدعيه بعض أهل البدع كما تقدم.
    ------------------------------------------

    30)سورة الإسراء، آية 36.
    31)قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في تعليقه على الواسطية ص 34 : " إن القول على الله بلا علم من أعظم المحرمات، بل إنه يأتي في مرتبة أعلى من مرتبة الشرك، حيث رتب المحرمات في هذه الآية من الأدنى إلى الأعلى، والقول على الله يشمل القول عليه في أحكامه وشرعه ودينه كما يشمل القول في أسمائه وصفاته، وهو أعظم من القول عليه في شرعه ودينه، فسياق الآية الكريمة هنا للتنبيه على هذا، والله أعلم".
    32)سورة الأعراف، آية 33.
    33)قال سبحانه وتعالى:{ فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
    34)الذي نسبه بعض أصحاب البدع إلى الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
    35)لقد نسب بعض أهل البدع من الرافضة ومن وافقهم هذا الكلام للإمام الدارمي، وغايتهم في ذلك التلبيس على أهل السنة والجماعة، وهذا لخبثهم وحقدهم على أهل السنة، فعليهم من الله ما يستحقون وهذا موجود في شبكة الأنترنت.
    36)سورة النساء، آية171.
    37)سورة النحل، آية 40.
    38)سورة النحل، آية 40.
    39)سورة يس، آية 82.

    (يتبع)

  2. #22

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    الحادية عشر : إن القول الذي نسب للإمام الدارمي - رحمه الله تعالى - : "وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم" : ليس في هذا الكلام دلالة على إثبات أن الهرولة صفة لله عز وجل (40)ولا الصفات الأخرى التي ذكرت، بل في هذا الكلام تقرير لعقيدة أهل البدع والأهواء من الكلابية و الأشاعرة.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 5/412 ولهذا يقول كثير منهم(41) : "إن هذه آيات الإضافات وأحاديث الإضافات، وينكرون على من يقول آيات الصفات وأحاديث الصفات، وإما أن يجعلوا جميع هذه المعاني قديمة أزلية، ويقولون نزوله ومجيئه وإتيانه وفرحه وغضبه ورضاه؛ ونحو ذلك : قديم أزلي كما يقولون : إن القرآن قديم أزلي".

    وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى في شرح الطحاوية ص 179 "فقالوا(*): لا يوصف الله بشيء يتعلق بمشيئته وقدرته أصل، و جميع هذه الأمور صفات لازمة لذاته، قديمة أزلية، فلا يرضى في وقت دون وقت، ولا يغضب في وقت دون وقت".

    الثانية عشر : وإما قولهم "والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات" أي أنه يمتنع أن تحل الحوادث بذاته، وهذا القول محدث أنكره أهل السنة على أهل الكلام.

    فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في الفتاوى 6/147 :"ويقولون أي الكلابية يمتنع أن تحل الحوادث بذاته كما يسميها قوم آخرون : فعل الذات بالذات أو في الذات؛ ورأوا أن تجويز ذلك يستلزم حدوثه؛ لأن الدليل الذي دلهم على حدوث الأجسام قيام الحوادث بها؛ فلو قامت به لزم أحد الأمرين؛ إما حدوثه أو بطلان العلم بحدوث العالم".

    وقال أيضاً في درء تعارض العقل والنقل 1/239 : "بل قول القائل : إن الله جسم أو ليس بجسم، أو جوهر أو ليس بجوهر، أو متحيز أو ليس بمتحيز، أو في جهة أو ليس في جهة، أو تقوم به الأعراض والحوادث أو لا تقوم به، ونحو ذلك؛ كل هذه الأقوال محدثة بين أهل الكلام المحدث، لم يتكلم السلف و الأئمة فيها، لا بإطلاق النفي ولا بأطلاق الإثبات، بل كانوا ينكرون على أهل الكلام الذين يتكلمون بمثل هذا النوع في حق الله تعالى نفيا وإثباتا".

    الثالثة عشر : من عقيدة أهل السنة والجماعة بأن الله يتصف بالصفات الاختيارية كالكلام والنداء والرضا والغضب والحب والبغض والرحمة والرأفة والانتقام والإتيان والنزول والاستواء على العرش والخلق والرزق وغير ذلك من صفاته العلية التي تقوم بمشيئته واختياره؛ ومعنى تعلقها بمشيئته واختياره أنه تعالى لا يزال متكلما إذا شاء ولا يزال رحيما إذا شاء ولا يزال خالقا إذا شاء، وهكذا، فالصفة ثابتة له سبحانه وتعالى، وهي متعلقة بمشيئته، فإن شاء تكلم وإن شاء سكت وإن شاء خلق، وإن شاء لم يخلق، وإن شاء غضب، وإن شاء رضي.

    ومن الأدلة الموضحة لذلك :

    قوله تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} (42).

    وقوله تعالى : {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُ مْ أَجْمَعِينَ} (43).

    وقوله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (44).

    وقوله صلى الله عليه وسلم : "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له "(45).

    وقوله صلى الله عليه وسلم : "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد "(46).

    وغيرها من الأدلة الثابتة في الكتاب والسنة.

    أحمد الله وأشكره على أن يسر لي أتمام هذا البحث، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعله خالصا لوجه الكريم، وأن يدخر لي أجره يوم ألقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه الغر الميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


    -----------------------------------------

    40)علماً بأن الهرولة في الحديث القدسي (من تقرب .....) ليست من أحاديث الصفات كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أئمة أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى.
    41) أي الأشاعرة الكلابية.
    *)أي الأشاعرة الكلابية.
    42)سورة الأعراف، آية 11.
    43)سورة الزخرف، آية 55.
    44)سورة محمد، آية 28.
    45)أخرجه البخاري في صحيحه 1/384 ومسلم في صحيحه 1/521 وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    46)أخرجه البخاري في صحيحه 3/1040 ومسلم في صحيحه 3/1504 وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

    منقول: من " دك الصواعق النارية على رؤوس من قرر عقائد المعتزلة والأشاعرةالكلاب ية "
    لخالد بن عبدالله العلوي -حفظه الله-.

  3. #23

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    هذا أول كلام لبحث الأخ :خالد بن عبدالله العلوي -حفظه الله-.

    " دك الصواعق النارية على رؤوس من قرر عقائد المعتزلة والأشاعرةالكلاب ية "


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومستدرج العاصين بمكره، الذي أظهر دينه على الدين كله، القاهر فوق عباده فلا يمانع، الظاهر على خلقه فلا ينازع، الحكيم فيما يريد فلا يدافع.

    أحمده على إعزازه لأوليائه، ونصرته لأنصاره، وخفضه لأعدائه، حمد من استشعر الحمد باطن سره، وظاهر جهره.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، شهادة من طهر بالتوحيد قلبه، وأرضى بالمعاداة فيه والموالاة ربه.

    وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رافع الشك وخافض الشرك، وقامع الكذب والإفك؛ اللهم صل على محمد وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيهم الأخيار ما تعاقب الليل والنهار.

    وبعد : فقد وقفت على كلام متضمن لأنواع من الكذب والمرج جامع لأمور من الباطل، لا يسع مسلم السكوت عنه، خشية أن يفتن به بعض الجاهلين، فيعتمد عليه؛ فإن كل عصر لا يخلو من قائل بلا علم، ومتكلم بغير إصابة ولا فهم.

    وقد جعل الله في كل زمان فترة، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويبصرون بدين الله أهل العمى، ويحيون بكتاب الله الموتى؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وتائه ضال قد هدوه؛ فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم.

    فقد عنَّ لي الجواب على ما نسب للإمام الدارمي رحمه الله تعالى في كتابه النقض وهذا نصه :" قيل له : لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة. وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة، فكل ما خرج من قولِ : "كُنْ" فهو حادث. وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم. والله أعلم."

    ولي على هذا الكلام المنسوب للإمام الدارمي – رحمه الله تعالى - وقفات، ولوازم :

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    21

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصميلي مشاهدة المشاركة
    بوركت أخي عبد الرحمن السني..وجزاك الله خيرا..
    الأخ محمد الصميلي وفقه الله
    http://majles.alukah.net/showpost.ph...23&postcount=8
    لم تجاوبني على سؤالي حتى الآن ؟!
    هل عندك جواب على ما ذكرت أم أعتبر سكوتك هذا انسحاب ، وإن ما ذكرته باطلاً غير صحيح.
    هذا كي يتسنى لي الرد على ما كتبه الأخ عبدالرحيم وليس عبدالرحمن !
    سوف أعطيك مهلة أقصاها يوماً ابتداءً من تاريخ هذه الرسالة .

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    أخي/ أحمد بن حنبل -وفقني الله و إياك لمرضاته-:
    1- أستغفر الله العظيم مما قلته بأن الشيخ صالح آل الشيخ كلامه سباقا ولحاقا يفيد أن الكلام للمعترض و ليس للدارمي وهذا وهمٌ مني، وكان المفروض علي مراجعة الكلام قبل التعليق ، فمعذرة أخي.
    2- أما قولي أن الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي فقد بين أخي عبد الرحيم السني ذلك فيما نقل فجزاخه الله خيرا[وليس عبد الرحمن كما قلت أنا سهوا].
    3- شكرا على إثراء الموضوع بالنقولات و كذا النقاش المثمر، وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز [مجرد تذكرة].
    4- سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة ؟
    5- سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟ والله الموفق.
    قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن - كما في" الدرر السنية"8/409- :(وأوصيك بتقوى الله ، والقوة في دينك، ونشر العلم: خصوصاً في كشف الشبهة التي راجت على من لا بصيرة له).اهـ

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    21

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصميلي مشاهدة المشاركة
    أخي/ أحمد بن حنبل -وفقني الله و إياك لمرضاته-:
    1- أستغفر الله العظيم مما قلته بأن الشيخ صالح آل الشيخ كلامه سباقا ولحاقا يفيد أن الكلام للمعترض و ليس للدارمي وهذا وهمٌ مني، وكان المفروض علي مراجعة الكلام قبل التعليق ، فمعذرة أخي.
    2- أما قولي أن الكلام للمعترض و ليس للإمام الدارمي فقد بين أخي عبد الرحيم السني ذلك فيما نقل فجزاخه الله خيرا[وليس عبد الرحمن كما قلت أنا سهوا].
    3- شكرا على إثراء الموضوع بالنقولات و كذا النقاش المثمر، وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز [مجرد تذكرة].
    4- سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة ؟
    5- سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟ والله الموفق.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    وبعد،،،
    أشكرك أخي على هذا التراجع بالنسبة لما أدعيته على الشيخ صالح حفظه الله ...ولكن لم تجاوبني من هو الشيخ الذي أخبرك أن هذا الكلام للمعترض لأن هذا الأمر يهمني جداً.
    ولقد عجبت أخي من قولك "وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز" فأنا لم أهمز ولم ألمز فيك ولا في غيرك ولو بلفظة واحدة، وأظنك لم تقصد اللمز والهمز بمعناها الشرعي ولا اللغوي حتى، فلو رجعت إلى معنى اللمز والهمز في القرآن لتبين لك أن معناهما الذي يمشي بالغيبة والنميمة فعلاً وقولاً ، قال تعالى : ( هماز مشاء بنميم) قال ابن عباس في تفسيرها ( همزة لمزة، طعان معياب)، وكذا المعنى اللغوي يدور حول ما ذكرناه .
    ولي ملاحظة بسيطة أنت قلت : "وحبذا لو تتجنب الألفاظ التي فيها لمز وهمز" فالمز لا يكون إلا بالفعل أي باليد أو بالعين أو الإشارة ولا يكون باللفظ كما ذكرت.
    قال الحافظ ابن كثيرٍ في تفسير سورة الهمزة : الهماز بالقول، واللماز بالفعل. وكذا نقله عن بعض المفسرين كالربيع بن أنس، وقتادة، ومجاهد.
    وأما بالنسبة للأسئلة التالية:
    4- سؤال: هل يكفي نقل عالم واحد فقط لإعتبار الإجماع في مسائل العقيدة ؟
    5- سؤال: مَن مِن العلماء المعتبرين غير الدارمي-على فرض صحة نسبة الإجماع إليه-قال بالإجماع المذكور؟

    فالجواب عليها كالتالي:
    جواب 4: أنت لا تؤمن بأن هذا الكلام للإمام الدارمي، هذا شيء، والشيء الآخر أنا لم أبحث في أصل ما نقلته هذه المسألة فماذا يفيدك جوابي ، وماذا تصب إليه من خلال سؤالك لي هذا السؤال ؟

    جواب 5: لا يحضرني الآن من نقل الإجماع في صفة الهرولة غير الدارمي، ولكن كثير من أهل العلماء قديماً وحديثاً اعتبروا هذه صفة لله تعالى وكفى بالنقل عن هؤلاء الجم الغفير القول بالاتفاق أو الاجماع على هذه المسألة لاسيما أنه لا يذكر مخالف لهم ، ولو ذكر فخلافه غير معتبر البته لأن من قال أنها صفة قاله بناء على دليل صحيح عنده . ثم لو صح عندك ثبوت هذا الإجماع كما تدعي ألا يكفيك نقل إمام من الأئمة الاجماع على مسألة فلا تعتبره شيئاً ؟!

  7. #27

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيراً على هذا النقل المبارك .

  8. #28

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
    كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
    « وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة. فكل ما خرج من قول كن فهو حادث، وكل ما كان من فعل الذات فهو قديم ».

    وانت قلت: الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.

    الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو :(صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)

    أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.

  9. #29

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    جزاك الله خيراً يا أبا زرعة لبيانك الحق، وارجو ترك التعصب في النقاش وأن يكون علمياً بحتاً .

  10. #30

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
    كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
    وانت قلت: الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
    الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو :(صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
    أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.
    يرفع للتذكير!

    وجزاك مثله يا أبا منصور وإن شاء الله لا يوجد أي تعصب في النقاش وإنما بيان الحق .

  11. #31

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
    كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
    وانت قلت: الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
    الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو :(صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
    أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.
    يرفع حتى يراه صاحب المقال!!!!

  12. #32

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة الرازي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    لي ملاحظات على الوقفات اعلاه وسوف اتكلم عليها ملاحظة ملاحظة وباختصار لكي لا يطول النقاش فيما ليس فيه فائدة ولكي يتضح الحق من الباطل وتعم الفائدة واطلب من صاحب المقال ان يجيب عليها، فاقول:
    كلام الامام الدارمي رحمه الله هو:
    وانت قلت: الأولى : إن من قال بأن الصفات الفعلية لله عز وجل كالنزول والمجيء والاستواء والضحك وسائر ذلك، صفات قديمة أزلية (1) وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته.
    الملاحظة هي: أين ذكر الامام الدارمي رحمه الله ما نقلته وهو :(صفات قديمة أزلية وهي في الذات للذات لا تتعلق بمشيئته وقدرته)
    أرجو الاجابة لكي نخرج من هذه الملاحظة وندخل في الملاحظة أخرى.
    يرفع للتذكير ولو اجاب عنه صاحبه الشيخ محمد الصميلي!! فهذا جيد.

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    قول الإمام الدارمي في هذه الصفات : ( قديمة ) ؛ لا يهفم كل عربي ذاق طعم العربية أنه يقصد بها أزلية ؛ هناك فرق بين أن يقول قديمة ، وبين أن يقول أزلية ؛ لأن كل قديم له ابتداء ؛ ولذلك نص أهل على أنه لا يجوز وصف الله تعالى بالقديم .
    فإذا عرفنا هذا ؛ فلا إشكال في كلام الإمام الدارمي إطلاقا ؛ فتأمل منصفاً !!

  14. #34

    افتراضي رد: إجماع السلف على إثبات صفة الهرولة

    افضل ما رأيت شرح شيخنا ابن عثيمين حيث قال رحمه الله : " أما قوله " وإن أتاني يمشى أتيه هرولة " فهذا أيضاً اختلف فيه العلماء هل هو على حقيقته أم لا ؟ فقيل إنه على حقيقته ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشى أما الله عز وجل فإننا لا نعرف كيفية مشيه ولا مانع من أن الله يمشي يقابل المتجه إليه فيقابله إذا أتاه يمشي يقابله بهرولة ويقال ان الذي يأتي سيأتي على صفة ما ولابد فإذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لابد أن يأتي على صفة ما هرولة أو غير هرولة فإذا قال عن نفسه أتيته هرولة قلنا ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن بأنه يأتي حقيقة ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقة فإذا كان يأتي حقيقة لابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات فإذا أخبرنا بأنه يأتي هرولة قلنا آمنا بالله لكن كيف هذه الهرولة ؟ لا يجوز أن نكيفها ولا يجوز أن نتصورها هي فوق ما يتصور وفوق ما يتكلم به ولكن هذا القول يخص هذا الحكم بالعبادات التي يأتي إليها الإنسان مشياً وتبقى العبادات الأخرى التي يفعلها الإنسان وهو قائم في مكانه تبقى غير مذكورة في هذا الحديث لكنها بمعناها .
    يقول هذا من باب التمثيل أي من أسرع إلى رضاي وإلى عبادتي أسرعت إلى ثوابه سرعة أكثر من سرعة عمله وهذا القول يشمل جميع العبادات لأن الإنسان يسرع إلى العبادة إسراعاً بالبدن وأحياناً يسرع بالقلب فقط وهو ثابت في مكانه فالمهم أن لعلماء السلف في هذه المسالة قولين هل نبقيها على ظاهرها وإن كان سيخرج عنا بعض العبادات إلا أنها تثبت بالقياس أو نقول إن هذا كناية عن أن فضل الله عز وجل أكثر من عمل العامل وكأن شيخ الإسلام رحمه الله يميل إلى هذا الرأي الأخير أنه من باب ضرب المثال ونؤيد هذا بأنه ليس جميع العبادات تحتاج إلى سعى ومشى وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون عشر العبادات الأخرى أي العبادات التي تحتاج إلى مشي قليل فكوننا نحمل الحديث على عموم العبادات ونجعل هذا من باب ضرب المثل وما زال الناس يضربون المثل في هذا يقول أنا إذا رأيتك تقبل على فسوف أعطيك بالخطوة خطوتين أو إذا أقبلت مشياً أقبل إليك مسرعاً أو إذا مشيت إلي بالأقدام أمشي إليك بالجفون وهذا أسلوب عربي معروف وما زال إلى يومنا هذا ، وبهذا يزول إشكال الحديث إن حملناه على الحقيقة لم يفتنا على هذا الحمل إلا شيء واحد وهو العبادات التي لا تحتاج إلى مشي ولا إلى مسافة وإن حملناه على ضرب المثل عم جميع العبادات وهذا المثل معروف من أساليب اللغة العربية اهـ . وليس أحد القولين بدعة ولا مخالفا للإجماع .

  15. #35

    افتراضي

    فى صفحه هذا الرابط كلام لشيخ الاسلام عن هذا الحديثhttp://islamport.com/l/mjl/7419/349.htm

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    بارك الله فيكم جميعا , ووفقنا الى التقرب منه لتحصيل قربه و الى طاعته لبلوغ مرضاته

    والكل قد ابتغى مقاربة الحق ولم يقصر في بلوغ الحقيقة والجميع ان شاء الله مأجورون مثابون .

    واذا تأملنا لفظ الحديث القدسي المتفق عليه (وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "))

    وهذا اللفظ اتفق على اخراجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة

    ومن حديث أنس (وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً))

    ومسلم قال (واذا أتاني يمشي) بدل (مشيا) ورواه عن أنس عن أبي هريرة

    والرواية الثالثة تفرد بها مسلم عن أبي ذر الغفاري (وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً،))

    واللفظ المشترك بين الروايات الثلاثة هو (أتيته هرولة )

    ولا يخفى على متأمل مدقق أن الهرولة هي صفة للاتيان وليس صفة للرحمن

    ولا يخفى على أحد ثبوت صفة الاتيان والمجيء للرب عزوجل , لكن أتيانه ومجيئه حين يذكر في النصوص انما يذكر مقيدا بزمن مخصوص أو في حالة خاصة
    مثل قوله عزوجل (هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ..))
    ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ )

    فهذا اتيان يكون يوم القيامة
    و كذلك (وجاء ربك والملك صفا صفا ))
    وكذلك النزول يوصف به عزوجل مقيدا بزمن مخصوص الى مكان معين
    فلا يقال ان الله تعالى ينزل , هكذا ويسكت بل يقال ان الله تبارك وتعالى ينزل اذا بقي الثلث الأخير من الليل الى السماء الدنيا كما ورد في لفظ الحديث
    وعلى هذا فاذا وصف الله بهذه الصفة , كان ينبغي أن يوصف بها مقيدة مشروطة كما قيدت في الحديث بالشروط المذكورة فيه
    فلم يقل الله عزوجل أني أهرول هكذا مطلقة غير مقيدة ولا مشروطة
    ولا يقال ان لله عزوجل هرولة تليق بجلاله وعظمته , لكن يقال ان الله تعالى يأتي هرولة , وليس الى كل أحد بل لمن أتاه يمشي قاصدا قربه متزلفا اليه مبتغيا بعمله مرضاته

    فهذا الفعل من الله تعالى القائم بنفسه عزوجل (أتيته هرولة ) انما ذكر في الحديث جوابا للشرط
    (وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي))

    فهنا شرط يجب تحققه كي يتحقق مشروطه , ولا يتحقق الجواب الا بتحقق وسبق الشرط
    لذلك كانت هذه الصفة مقيدة بوجود هذا الفعل من العبد
    و على هذا يمكن تخريج هذه الصفة على سبيل المقابلة , حيث لا يتحقق وجودها الا اذا وجد ما يقابلها من فعل العبد
    ولا يبعد هذا المعنى عن مثيلاتها من الصفات المحكية على سبيل المجازاة والمقابلة
    مثل (ويمكرون ويمكر الله ) , (يخادعون الله وهو خادعهم ) , (فيسخرون منهم سخر الله منهم )
    ((نسوا الله فنسيهم) , ((إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم)

    فلا يصح أن نقول أن (الله يستهزئ ) ثم نسكت , أو أن الله يسخر أو يخادع هكذا على سبيل الاطلاق
    لكن تذكر هذه الأفعال مقيدة كما ذكرت في النص على سبيل المقابلة والمجازاة لأفعال العباد

    والله أعلم

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    مختصر ما ذكر في كتاب: "أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين"
    د. سليمان بن محمد الدبيخي :

    - هل يوصف الله بالهرولة كما في حديث " أتيته هرولة " متفق عليه .

    قيل: هذا مثل ضربه الله لكرمه على عبده، والمقصود أن من تقرب إلى الله بالأعمال تقرب الله إليه بالثواب والرحمة .
    واختار هذا: ابن تيمية، وابن قتيبة.

    وقيل: بإثبات صفة الهرولة وتكون صفة فعلية خبرية لظاهر النص، ورجحه الهروي، ومن المتأخرين اللجنة الدائمة وعلى رأسهم ابن باز ، وابن عثيمين ، رحم الله الجميع .

    ص: 178 وما بعدها .

    وإن تيسر لي أن أنقل بحثه كاملا - فهو مهم ونافع - تتمة للفائدة ، فعلتُ بإذن الله، والله الموفق لا رب سواه.

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    وقيل: بإثبات صفة الهرولة وتكون صفة فعلية خبرية لظاهر النص، ورجحه الهروي،
    بارك الله فيك
    اثبات مثل هذه الصفة معناه أن نقول أن الله تعالى( يهرول ) هرولة تليق بجلاله , يتنزه عند فعلها عن مشابهة خلقه
    وهذا لا يحتمله النص أبدا
    لأن لفظ الهرولة انما وقع وصفا للاتيان كما هو ظاهر للعيان
    (أتيته هرولة ) , أي أتيته على هذه الصفة ,
    فمن أثبت هاته الصفة لزمه ألا يثبتها الا مقيدة بهذا التقييد
    فلا يقول أن الله تعالى يهرول هكذا بالاطلاق , وانما يأتي هرولة لمن أتاه من عباده مشيا
    فهكذا نصف ربنا كما في الخبر لا نتجاوزه ولا نزيد عليه ولا ننقص منه ولا نتأوله .
    فاذا قيل ان غضب الله شديد أو عذاب الله شديد , فوصف الشدة انما يتوجه الى صفة الغضب , أو صفة العذاب والعقاب وليس الى الله تعالى .
    وكذلك في الآية (شديد المحال )
    فالمحال هو القوة في قول مجاهد
    وقال غيره العقوبة أو الأخذ
    فوصف الشدة راجع الى هاته القوة أو العقوبة أو المكر , فهو وصف لصفة من صفات الله تعالى وأفعاله
    وقريب من هذا قوله عزوجل (ان أخذه أليم شديد)
    أليم بمعنى مؤلم موجع , فالألم والشدة وصف لفعل الرب وهو الأخذ الخاص بالظالمين
    وكذلك الهرولة هي وصف للاتيان

  19. #39

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    مختصر ما ذكر في كتاب: "أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين"د. سليمان بن محمد الدبيخي :- هل يوصف الله بالهرولة كما في حديث " أتيته هرولة " متفق عليه .قيل: هذا مثل ضربه الله لكرمه على عبده، والمقصود أن من تقرب إلى الله بالأعمال تقرب الله إليه بالثواب والرحمة .واختار هذا: ابن تيمية، وابن قتيبة. وقيل: بإثبات صفة الهرولة وتكون صفة فعلية خبرية لظاهر النص، ورجحه الهروي، ومن المتأخرين اللجنة الدائمة وعلى رأسهم ابن باز ، وابن عثيمين ، رحم الله الجميع .ص: 178 وما بعدها .وإن تيسر لي أن أنقل بحثه كاملا - فهو مهم ونافع - تتمة للفائدة ، فعلتُ بإذن الله، والله الموفق لا رب سواه.
    كنت انتظر تعليقك (إبتسامه). لانى حاليا اقوم بجمع محصول النقول التى يحتج بها بعض الخلف على قتل عقيده السلف والاشاعره يحتجون بتفسير بعض السلف لهذا الحديث على التاويل فيلزمهم تاويل نصوص الرؤيه.

  20. #40

    افتراضي

    http://waqfeya.com/book.php?bid=5413وهذا رابط الكتاب. واتمنى من اخوتى نسخ كلام صاحب الكتاب لمناقشته .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •