قرأت ذات مرة أن لفظ (منكر) قد يستخدم في التعديل، كقولهم: فلان كان منكرا؟!!!
متى يستعمل لفظ (منكر) في التعديل؟!وما المراد به؟!
قرأت ذات مرة أن لفظ (منكر) قد يستخدم في التعديل، كقولهم: فلان كان منكرا؟!!!
متى يستعمل لفظ (منكر) في التعديل؟!وما المراد به؟!
قال الشيخ الألباني رحمه اللّه في دفاع عن الحديث النبوي - (1 / 66)، في طوايا كلامه في الرد على البوطي: (قول الذهبي أو غيره في الراوي: (له مناكير) ليس بجرح مطلقًا لا سيما إذا كان ثقة كما هو شأن ابن غزوان هذا على ما يأتي بيانه قال الذهبي في ( الميزان ) ( 1 / 56 ) : (وما كل من روى المناكير ضعيف).
وقال الإمام ابن دقيق العيد: (قولهم: (روى مناكير) لا يقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي إلى أن يقال فيه: منكر الحديث لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه). (راجع فتح المغيث للسخاوي 1 / 346 - 347).
وقال الشيخ الألباني رحمه اللّه في السلسلة الصحيحة - (2 / 2): (ولا يخفى على طالب العلم أن قوله: (فيه مناكير) ليس بمعنى منكر الحديث فإن الأول معناه أنه يقع أحيانًا في حديثه مناكير والآخر معناه أنه كثير المناكير فهذا لا يحتج به، بخلاف الأول فهو حجة عند عدم المخالفة كما ذكرنا ولذلك احتج به مسلم، وأما البخاري فإنما روى له استشهادًا و متابعة كما أفاده الحافظ في: (مقدمة الفتح) ( ص 451 ).
وإذا عرفت هذا سهل عليك أن تفهم على الصواب قول الذهبي الذي نقله الكاتب في الفقرة 6 -: (هو خبر منكر ويحيى ليس بالقوي).
فإن ثمة فرقًا أيضًا بين قول الحافظ: (ليس بالقوي)، وقوله: (ليس بقوي)؛ فإن هذا ينفي عنه مطلق القوة فهو يساوي قوله: (ضعيف)، وليس كذلك قوله الأول: (ليس بالقوي)؛ فإنه ينفي نوعًا خاصًا من القوة وهي قوة الحفاظ الأثبات وعليه فلا منافاة بين قوله هذا وقوله المتقدم: (يحيى وإن كان ثقة ففيه ضعف)، وأما قوله: (هو خبر منكر)، فلم يظهر لي وجه نكارته والله أعلم إلا إن كان يعني تفرد يحيى به، فهو غير ضار حينئذ على أنه لم يتفرد به كما مضى ويأتي فلا وجه لقوله: (منكر)، والله أعلم).
جزاكم الله خيرا،، وهل يفسر قولهم: كان فلان منكرا بمعنى فطنا؟
على حسب سياق كلامهم، وفي الاستخدام اللغوي للمنكر بمعنى الدهاء والفطانة.
وقد وقع في كلام بعض علماء الحديث:
قال صالح بن أحمد، عن عليّ بن المدينيّ: قلت ليحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن ابن مهديّ يُثَبِّتُ القاسم بن الفضل، قال: ذاك مُنكَرٌ، وجعل يُثني عليه.
وقال الآجريّ، عن أبي داود: كان صاحب حديث، قال يحيى القطّان: كان مُنكَرًا يعني من فطنته. انظر: تهذيب التهذيب: (8/ 329).
ينظر (شفاء العليل) لأبي الحسن المأربي، فقد ذكر هذا المعنى.
وقال في شرح البيقونية:
- تطلق النكارَة ويُراد بها المدح، ويكون المراد: أن الراوي لا نظير له، قال علي بن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: إن ابن مهدي يُثَبِّتُ القاسم بن الفضل ؟! قال: ذاك منكر الحديث، وَجَعَل يُثْني عليه اهـ . قال أبو داود: كان صاحب حديث، قال يحيى: كان مُنْكرًا، يعني من فطنته أهـ من" تهذيب التهذيب " ترجمة القاسم(1).
__________
(1) 8 / 329.
مما قاله حفظه الله في المصدر المشار إليه: (صـ 382): (قولهم: (كان فلان منكرًا): الظاهر من هذا الجرح؛ ولكن جاء في: (تاريخ بغداد)، ترجمة: (خالد بن حيان أبي يزيد الرقي)، قال: علي بن ميمون الرقي: (كان منكرًا، كان صاحب حديث)، قال الخطيب: (قلت: قوله: (كان منكرًا)، يعني في الضبط والتحفظ، وشدة التوقي والتحرز). [8/ 296 - 297)].
جزاكم الله خيرا