قصيدة ألقيتها اليوم عن المسجد وفضلة بمناسبة افتتاح مسجد العلامة محمد الحامد رحمه في حماة عنوانها :
(بريقُ القلائدِ في مسجد الحامد)
طوبى لكم إذ بنيتُم مسجـداً فَـبَـدا
يفيـضُ طُهـراً بِمن لله قـد سَجدا

ترفرفُ الروحُ جذلى كلما دخـلـتْ
رحــابَـه نسيتْ في طينه الْجَسدا

فكـلُّ شـبـر بـه ثغـرٌ لـه شَفةٌ
ترددُ الذكر لا تُحـصي لــه عددا

وذاك يتلــو كتـابَ الله مبـتهـلاً
يَمدُّ في وجــلٍ نـحو السماء يدا

من اسْمه نستشـفُّ الْحمدَ فانتـهبوا
محمدٌ حامدٌ فالكــلُّ قد حَـمِـدا

به تسـاوى الـورى عِـزّاً ومنـزلةً
لأنـهم يعبـدون الـواحدَ الأحـدا

إذا نظرتَ رأيـت الصـفّ منـتظماً
عقداً من الدُّرِّ في سـِمْطِ التّقى نُضدا

الله أكـبـرُ دوّتْ مــن مـآذنـه
تَشُعُ فينا سلاماً بل وشـمسَ هـدى

الله أكـبـر دوتْ فـي مــسامعنا
وكلُّ صوت له في القلـب ألفُ صدى

الله أكبــر مــلءَ الأرض نلفِظها
لكنْ سناها إلـى رب السّـمـا صعدا

...من علَّقَ القلبَ في بيـت الإله ولم
يطلـب سـوى مـن كريْمٍ مُنعمٍ مَددا

فذاك مِمَّنْ يُظـلُّ اللهُ حـيـن نرى
لا ظــلَّ إلا لـه سبـحــانهُ أبـدا

..كم خائفٍ من ذنوبٍ جاءَ مرتـجفاً
ولم يـجــدْ غيـرَ بيـت الله مُلتحدا

فسبّــحَ الله , صلى , قام منكسراً
ببيت مَـنْ غيرُهُ بالـحـق مـا عُبـدا

حتى زكت روحُهُ والنفسَ هـذّبـها
فلا ترى ظلــمةً في القلب أو حسـدا

وكم غويٍّ أتى والوهمُ يُغـرقــه
فعاد يَحـمــلُ في أضـلاعـه رشدا

وكم جهولٍ أتـى مـدّثّـراً بِدُجىً
فصار بدراً بنور العــلـم مُـتـقِـدا

..سبعٌ عِجافٌ مضت كم خلّفتْ ألَماً
أذابَ فينا الحـشا والقـلبَ والكبـدا

سلوا اليتامى,سلوا جُرحاً بأرمـلـةٍ
وأمهاتٍ دماً تبكـي علــى الشُّـهدا

واليــومَ لـولا أمانٌ نستظـلُّ به
لما سِمعنا بـمئـذنة صُــداحَ نِــدا

وما رنونا إلى العـاصي فـأطـربنا
حــداءُ نــاعورة غَنّـى لَها بـردى

فنسأل الله أن يهدي الذي جَحـدا
ونسأل الله أن يحمـي لنا الــبلــدا

وأن تظلَّ ورودُ الخير عــاطـرةً
بذكر ربٍّ يُسمي نفــسَه الصَّـمَـدا

على النبي صــلاةُ الله ما لـمعتْ
نـجومُ ليـلٍ ســجا أو مؤمنٌ سجدا

شعر : مصطفى قاسم عباس