لا، كلاهما فيه إيهام بالسماع، وإنما فرق مَنْ فرق بينهما: بما إذا كان الراوي له من شيخه سماع في الجملة أو لا.
فإذا كان له سماع سماه: (تدليسًا)، وإذا لم يكن له سماع سماه: (مرسلًا خفيًا)، وهذا اختيار ابن حجر، ومن العلماء من لم فرق بينهما أساسًا وسمى الكل: (تدليسًا).
ننتقل إلى تدليس التسوية، وهو نوع من تدليس الإسناد أو السماع:
فنذكر تعريفه، وما يتعلق به من أمور: ...
تدليس التسوية: أفحش أنواع التدليس؛ غامض ودقيق وآفته عظيمة.
فأين أنتم من تعريفه ؟؟؟ !!!
تدليس التسوية: وهو أن يسقط غير شيخه لضعفه أو لصغره فيصير الحديث ثقة عن ثقة، فيحكم بالصحة، وفيه تغرير شديد. ذكره الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث.
" وهو قسم آخر من التدليس يسمى تدليس التسوية. سماه بذلك ابن القطان، وهو شر أقسامه، لآن الثقة الأول قد لا يكون معروفا بالتدليس ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية، قد رواه عن ثقة آخر، فيحكم له بالصحة، وفيه غرور شديد، وممنم اشتهر بفعل ذلك بقية بن الوليد".[تدريب الراوي (1/257)]
قوله "لصغره" فهذا يعني لا يشترط أن يكون الراوي الساقط ضعيفا.
إذًا: تدليس التسوية، هو: أن يجيء المدلِّس إلى حديث قد سمعه من شيخ، وقد سمعه ذلك الشيخ من شيخ آخر، وقد سمعه ذاك الآخر من شيخ ثالث، فيسقط المُدلِّس الشيخ الذي بين الشيخين، ويسوق الحديث بلفظ محتمل بين هذين الشيخين، فيصير الإسناد عاليًا، وهو في الحقيقة نازل، ويصرح هو بالسماع من شيخه؛ لأنه قد سمعه منه، وربما لا يصرح.
لا، ليس هذا ما أعنيه، وإنما أعني أن التسوية لا تختص بالتدليس، فقد تقع التسوية من بعض الرواة لا على سبيل التدليس بل لدواع أخرى، كأن يكون لصغر الشيخ أو حفاظًا على علم شيخه، ونحوه.
مثال: ما ذكره ابن عبد عبد البر وغيره، أن مالك بن أنس سمع من ثور بن زيد أحاديث عن عكرمة عن ابن عباس، ثم حدث بها عن ثور عن ابن عباس وحذف عكرمة.
فهذه صورة التسوية، وليس من التدليس؛ لأن ثورًا لم يلق ابن عباس، وإنما روى عن عكرمة عنه، فليس في صنيعه ما يوهم أن ثورًا سمع ذلك من ابن عباس.
وعلى قول من قال: إن مالكًا أسقط عكرمة؛ لأنه لم يكن عنده بحجة، فليس في صنيعه ما يوهم صحة ما ليس بصحيح؛ لأنه إن ذكره فهو ليس بحجة عنده فالسند ضعيف، وإن لم يذكره فالسند ضعيف أيضًا؛ لأنه منقطع.
على أن هذه الأحاديث معروفة المخارج عند أهل العلم، فذكر بعض الرواة أو عدم ذكرهم لا يؤثر، ما دام مخرج الحديث معروفًا.
جزاكم الله خيرا
في تدريب الراوي (1/259):
قال : والتحقيق أن يقال : متى قيل تدليس التسوية ، فلا بد أن يكون كل من الثقات الذين حذفت بينهم الوسائط في ذلك الإسناد ، قد اجتمع الشخص منهم بشيخ شيخه في ذلك الحديث ، وإن قيل : تسوية بدون لفظ التدليس لم يحتج إلى اجتماع أحد منهم بمن فوقه ، كما فعل مالك، فإنه لم يقع في التدليس أصلا ، ووقع في هذا ، فإنه يروي عن ثور، عن ابن عباس ، وثور لم يلقه وإنما روى ، عن عكرمة عنه فأسقط عكرمة لأنه غير حجة عنده ، وعلى هذا يفارق المنقطع ، بأن شرط الساقط هنا أن يكون ضعيفا ، فهو منقطع خاص .
جزاكم الله خيرًا.
إذًا: التسوية لا يلزم منها التدليس ولا تختص به، فربما استخدم الراوي التسوية لحاجة أخرى غير التدليس.
الذي يسوي الأسانيد بمعنى التزيين عمدًا؛ بحذف ما فيها من الضعفاء، وإبقاء الثقات، أو إبدال الضعفاء بآخرين ثقات، أو إبدال إسناد بآخر، يسمى سارقًا.
والفرق بين التدليس أو الإرسال والسرقة:
أن المدَلِّس أو المرسِل لا يصرح بالسماع؛ بل يأتي بصيغة محتملة، بخلاف السارق؛ فإنه يصرح بالسماع.
قال الحسين بن إدريس: سألت عثمان بن أبي شيبة، عن هشام الرفاعي، فقال: لا يخبر هؤلاء، إنه يسرق غيره فيرويه، قلت: أعلى وجه التدليس أو على وجه الكذب؟ فقال: كيف يكون تدليسًا وهو يقول: حدثنا !!!). تاريخ بغداد: (3/ 376).
فتأمل فقد فرق بينهما بالتصريح بالسماع.
الذي يسوي الأسانيد بمعنى التزيين عمدًا؛ بحذف ما فيها من الضعفاء، وإبقاء الثقات، أو إبدال الضعفاء بآخرين ثقات، أو إبدال إسناد بآخر، يسمى سارقًا.
والفرق بين التدليس أو الإرسال والسرقة:
أن المدَلِّس أو المرسِل لا يصرح بالسماع؛ بل يأتي بصيغة محتملة، بخلاف السارق؛ فإنه يصرح بالسماع.
قال الحسين بن إدريس: سألت عثمان بن أبي شيبة، عن هشام الرفاعي، فقال: لا يخبر هؤلاء، إنه يسرق غيره فيرويه، قلت: أعلى وجه التدليس أو على وجه الكذب؟ فقال: كيف يكون تدليسًا وهو يقول: حدثنا !!!). تاريخ بغداد: (3/ 376).
فتأمل فقد فرق بينهما بالتصريح بالسماع.
القدماء من المحدثين يسمَّون التسوية: (تجويدًا):
فيقولون: (فلان جوَّده)، أي ذكر مَنْ فيه مِنْ الأجواد، وحذف غيرهم. انظر تدريب الراوي: (1/ 226).
هل هناك صور أخرى من صور تدليس الإسناد؟
شروط تدليس التسوية:
1-أن يكون قد سمع من شيخه وشيخ شيخه ،
2- أن يحدث عنه ما لم يسمعه منه.
أسباب تدليس التسوية:
1- طلبا للعلو بإسقاط صاحبه ، ومثال ذلك عندما يغيب المدلس عن جلسة السماع لشيخه لأمر ما،ويحدثه أصحابه بما سمعوه من شيخهم الذين تلقو منه فينسبه لنفسه السماع منه، بأن يسقط صاحبه الذي هو شيخه فهو صغير بالنسبة لشيخه فيكون الإسناد عاليا .مثلا حدثنا زيد حدثنا عبيد حدثنا وليد فيقول حدثنا زيد حدثنا وليد وهنا لا علاقة بالراوي ثقة كان أم ضعيف.وهنا لا يرد حديثه مطلقا إلا بعد تبيان حال شيخه الأول
2- أو أن يكون شيخه الأول ضعيفا ويريد أن لا يطرح بحديثه، فيسقط الشيخ الأول الضعيف-أو غير المشهور- ويبقي الشيخ الثاني الثقة-أو المشهور.وهنا يرد حديثه مطلقا.
ولعل هناك أسباب أخرى .والله أعلم