#فوائد_الصبيحي890- أحكام الشيخ #الألباني رحمه الله على الأحاديث يمكن تحليلها وتصنيفها بشيء من التقريب والتغليب إلى ما يلي:أولا: ما ضعفه الشيخ في السلسلة الضعيفة أو سائر كتبه فالغالب الأكثر الأعم أنه مصيب في ذلك ؛ لأنه يعتمد غالبا على ضعف الإسناد لضعف رجاله أو انقطاعه أو إرساله ونحو ذلك وهي أمور ظاهرة.ثانيا: ما صححه الشيخ في السلسلة الصحيحة أو غيرها-مما ليس في الصحيحين- فيمكن تقسيمه إلى ما يلي:1- ما سُبق إلى تصحيحه أو تحسينه لذاته أو لغيره من مثل الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبغوي والضياء، وصولا لابن حجر.2-ما لم يُسبق إلى ذلك كالأحاديث التي يرويها مثل البزار والطبراني والبيهقي وغيرهم من أصحاب المصنفات المتأخرة.فأما ما ضعفه لا سيما في السلسلة الضعيفة فالمفترض أنه تعنّٓى بيان أثرها السيء في الأمة من خلال نقد متونها وكشف ما فيها من نكارة أو مخالفة للصحيح.وهذا من دون شك-مع الاطلاع الواسع على كتب السنة- أكسبه خبرة وملكة بالألفاظ النبوية وبما لا تسوغ نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم.وأما ما سُبق إلى تصحيحه مِن بعض مٓن ذكرنا فمهما اختلفنا معه فله سلف في ذلك هم الأولى بالانتقاد لتقدم شأنهم وإمامتهم، ولا جدوى تُرجى من تكرار توجيه السهام له، إلا على سبيل الإحالة والتنبيه.وأما ما لم يُسبق إلى تصحيحه، فقد يكون سُبق إلى تضعيفه أو لا.فإن سُبق إلى تضعيفه أو إعلاله من معتبٓر فالذي رأيته أن الغالب الأكثر الأعم أن يكون الصواب من حيث الصناعة الحديثية مع التضعيف والإعلال، وأن غالب منطلقات الشيخ مبنية على ١/ استقامة المتون واحتمالها وعدم نكارتها، ٢/ مع خلو الأسانيد من أسباب الضعف الظاهرة والقاهرة وتعددها، فيميل إلى تقوية الحديث بناء على هذين الأساسين.وإن لم يُسبق مع ذلك إلى التضعيف أو التعليل فالخطب فيه عنده أسهل لأنه لم يُخالف أحدا مع استصحاب ذينك الأساسين.وحينئذٍ كم هي نسبة الصنف الأخير من جملة أحكام الشيخ؟ قد لا أراها كبيرة.وعلى كل حال فالذي قد يترشح عن فكرة هذا التحليل هو:ما هي الأحاديث التي حكم الشيخ الألباني عليها بالصحة أو بالحسن وقد استنكرها معتٓبرٌ أو تكون نكارتها ظاهرة أو متنها باطلا أو مستحيلا أو خطرا على عقيدة أو أخلاق أو تفتح باب بدعة؟هذا هو بيت القصيد الذي ينبني عليه عمل، والتنبيه عليه والتحذير منه فرض.أما الكثير سوى ذلك فله محامل سائغة، وله فيه عذر من اللوم والانتقاد، ويسعه فيه ما وسع من قبله ممن ذكرنا أنه سبقه إلى التصحيح، فترداد التعقب فيه قليل الجدوى، والله أعلم.والحمد لله أولا وآخرا