وفاة شيخنا علامة الطائف القاضي الأثري محمد الطيب اليوسف
إنا لله وإنا إليه راجعون توفي صباح اليوم الجمعة شيخنا علامة الطائف القاضي الفقيه المحدث المسند الأثري المعمر محمد الطيب بن محمد اليوسف الشافعي الحنبلي ولد تقريباً عام 1325هـ درس شيخنا العلوم الشرعية على كبار العلماء في أثيوبيا ثم انتقل إلى مدينة زبيد والحديدة وماحولها للقراءة على كبار العلماء وفي رحلته إلى الحديدة قرأوسمع جميع صحيح البخاري على مفتي الحديدة ومحدثها وبعد أن قرأ على كبار العلماء في تلك المناطق رحل إلى مكة ودخل دار الحديث وفيها قرأ على كبار العلماء مثل محمد عبدالرزاق حمزة ومحمود شويل والمعصومي الخجندي وعبدالظاهر أبو السمح وغيرهم وقد أجازوه كما أخبرني ، وقرأ على العلامة محمد بن عبدالعزيز بن مانع ولازمه ملازمة تامة وكان هو والشيخ علي الهندي من أخص طلاب الشيخ ، وقرأ على مفتي الديار النجدية محمد بن إبراهيم رحمه الله ، وقرأ ولازم العلامة المحدث الحافظ محمد بن عبدالعزيز الجاركي الفارسي الأثري وأجازه بمروياته ومؤلفاته وقرأ على غيرهم من العلماء ، وقد قام بالدعوة إلى الله في المناطق الجنوبية والشمالية ونشر العلم وأسس الكثير من المدارس النظامية في فترة الستينات والسبعينات
وقد تولى القضاء في مدينة الطائف ، وأسس مكتبة كبيرة في بيته وجعلها لطلاب العلم للقراءة والبحث ، وقد كان إماماً وخطيباً في جامع محمد سرور الصبان وكان يصلي وراءه جمع من العلماء أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم وعبدالرزاق عفيفي وابن جبير وغيرهم من كبار العلماء ، وله أسانيد عالية ، وفي أرشيف شيخنا وثائق مهمة تدل على جهوده في العلم والدعوة وتأسيس المدارس النظامية في بعض مناطق الجنوب والشمال ، وقد كان الشيخ عمر بن حسن يحبه كثيراً ويقدمه في مجلسه لعلمه ومعرفته ، وله مؤلفات كثيرة في الفقه الشافعي والدعوة إلى الله وله ديوان أسماه عصارة القلم وهوجمع نفيس من أشعار العلماء والدعاة وغيرهم وكان يحفظه ، ومن خواص معارف شيخنا الشيخ عبدالله بن عقيل والشيخ بكر أبوزيد والشيخ مسلم بن عثيمين والشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم ، وابن جبير ، وقد أسند إليه الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله اختيار بعض الدعاة لمدينة الطائف ، وكان شيخنا عبدالله بن غديان يوصي الطلاب في الطائف بملازمة الشيخ ، وقد أثنى عليه الشيخ محمد ابن مانع وقال طلابي المستفيدين وأهل المعرفة محمد الطيب وعلي الهندي ، يجلس شيخنا لطلبة العلم وللناس في بيته في الطائف من بعد صلاة العصر إلى العشاء ، وقد لازمته قرابة عشرسنوات أثناء الصيف عند مجيئي للطائف وفيها قرأت عليه كتباً كثيرة في الفقه والحديث وعلومه والعقيدة وفي كتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وفيها أملى عليَ سيرة حياته العلمية والدعوية ومن قرأ عليه من العلماء ومن أجازه ، وقد كان شيخنا يخفي مروياته وإجازاته من العلماء تواضعاً ورغبة في عدم فتح الباب لكثرة من يطلبها ولكن يسر الله لي استخراج ماعنده من المرويات بالحيل الشرعية والعلمية ، وقد كتبت من ترجمته إملاءً قرابة 300 صفحة يسر الله نشرها ، وقد تحلى شيخنا بالورع والخشية والعبادة ، وأكل الحلال ، ومساعدة طلاب العلم في الداخل والخارج ، وقد أوقف شيخنا مكتبته العامرة على طلاب العلم ، وقد أجاز شيخنا بعض طلبة العلم فقد أجاز العبد الفقير وبناء على طلبي أجاز الأخوة عبدالوهاب الزيد وزياد تكلة وسعد السعدان وعبدالله المخلافي ، وأجاز صالح العصيمي وبدر العتيبي وعلي زين العابدين .
فرحمة الله عليه وغفرله ، وبوفاة شيخنا ناصر التوحيد والسنة عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي ووفاة شيخنا العلامة القاضي الشافعي الحنبلي الأثري محمد الطيب بن محمد اليوسف لم يبقى من أعلام الطائف حرسها الله إلا شيخنا الجليل عبدالرحمن بن سعد العياف أخص طلاب الشيخ العلامة سليمان بن حمدان ، أين أهل الحديث كدت أن لاأراهم إلا في كتاب أو تحت تراب .
كتبه رياض بن عبدالمحسن بن سعيد .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب بن محمد المزروع
