الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد الذي لا نبي بعده وبعد فهذا تخريج الحديث الذي أورده مسلم في مقدمة صحيحه، والهدف هو ضبط لفظه من جميع طرقه:
مراجع عن الحديث: الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير للجوزقاني / التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وشرح العقيدة الطحاوية للألباني / تحقيق مسند أحمد لشعيب الأرناؤوط وغيرها
أخرج الحديث : خ في التاريخ الكبير معلقاً / م في مقدمة صحيحه / حم / راهويه / وضاح / ع / طح في شرح مشكل الآثار / تم في الجرح والتعديل / أصم / حب / عد / كم / بشراح في فوائده / حل في مستخرجه على مسلم / هق في دلائل النبوة / خط في الكفاية في علم الرواية / هر في ذم الكلام وأهله / شجري في الأمالي الخميسية / بغ في شرح السنة / جوزقاني / عس في معجم شيوخه / سلف في حديثه عن حاكم الكوفة / غني في نهاية المراد من كلام خير العباد / ضيا في في المنتقى من مسموعات مرو / مزي
إسناد الحديث: أبو عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً
طرق الحديث: رواه عن أبي عثمان مسلم بن يسار ثلاثة هم:
1 ) أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني وعنه سعيد بن أبي أيوب
2 ) شراحيل بن يزيد المعافري وعنه أبو شريح عبد الرحمن بن شريح المعافري الإسكندراني
3 ) سلامان بن عامر وعنه ابن لهيعة ( وفي هذه الطريق سماه ابن لهيعة بـ( أبو عثمان الأصبحي ) وهو فيما يبدو من أوهامه لأن أبو عثمان الأصبحي رجل آخر كما بين المزي وابن حجر في التهذيبين )
وتفاصيل هذه الطرق ذكرتها في كتابي "فتح الرحمن في ضبط ألفاظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم العدنان" يسر الله لي اتمامه بمنه وفضله،
والمهم هنا استخلاص ضبط اللفظ كأنك تسمعه من مسلم بن يسار إن شاء الله
وأما درجة الحديث ( لأنه غير مخرج في الصحيحين فالبخاري علقه في تاريخه الكبير ومسلم في مقدمة صحيحه وما يخرجه فيها كما هو معلوم لم يشترط فيه الصحة ) فننقل أقوال أهل العلم فيه:
قال الحاكم: «هذا حديث ذكره مسلم في خطبة الكتاب مع الحكايات ولم يخرجاه في أبواب الكتاب، وهو صحيح على شرطهما جميعا، ومحتاج إليه في الجرح والتعديل ولا أعلم له علة»
وقال الجوزقاني: « هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في الصحيح، عن حرملة، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني »
وقال أبو إسماعيل الأنصاري الهروي في "ذم الكلام وأهله": « وهو صحيح على شرطهما جميعا ً»
وقال أبو محمد البغوي: « هذا حديث حسن، أخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، عن عبد الله بن يزيد المقرئ أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي هانئ، عن أبي عثمان مسلم بن يسار »
وقال الذهبي: « أورده مسلم في الخطبة ولا أعلم له علة »
وقال الألباني: « صحيح »
وقال شعيب الأرناؤوط: « إسناده حسن، أبو عثمان مسلم بن يسار -وهو المصري الطنبذي- صدوق حسن الحديث، روى له البخاري في "الأدب"، ومسلم في مقدمة كتابه، وأصحاب السنن غير النسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح »
فالحديث ولله الحمد صحيح
والآن لنشرع في ضبط لفظه فنقول:
1 ) اللفظ المحفوظ عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني هو : (سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم)
هكذا جوده وضبطه ابن وهب عن سعيد، أما أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد فضبط لفظه في روايته عن سعيد مرة في بعض مجالسه كابن وهب سواء ومرة لم يضبطه فجاء اللفظ كما عند مسلم ( سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم، ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم ) فقال في ( آخر أمتي ) بينما المحفوظ هو ( في آخر الزمان )
ووضعت العهدة على عبد الله بن يزيد لأن كلا اللفظين صحا عنه من أكثر من وجه
2 ) أما لفظ أبي شريح عبد الرحمن بن شريح المعافري الإسكندراني عن شراحيل بن يزيد المعافري فقد اتفق الثلاثة من الرواة عن أبي شريح ( وهم ابن وهب وعبد الله بن صالح كاتب الليث وزين بن شعيب المعافري ) على الألفاظ التالية:
( يكون في آخر الزمان كذابون، يأتونكم بما لم تسمعوا أنتم، ولا آباؤكم )
ثم انفرد ابن وهب وزين دون عبد الله بن صالح بتتمة الحديث كما يلي: ( فإياكم وإياهم )
ثم اختلف ابن وهب وزين في آخر الحديث فقال ابن وهب: ( لا يضلونكم، ولا يفتنونكم ) وقال زين: (أن يضلوكم أو يفتنوكم )
والأرجح لفظ ( لا يفتنونكم ) لأنه مروي من الطريق الثالثة أي عن ابن لهيعة عن سلامان بن عامر عن أبي عثمان عن أبي هريرة لكن بقي الخلاف في ( يضلونكم | يضلوكم ) بلا مرجح وكذلك صيغة الجملة أي ( لا... ولا ) أو ( أن ...)
وبناءاً على ما تقدم يمكن أن نستنتج لفظ الحديث كأنك تسمعه من سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم)
ولفظ الحديث كأنك تسمعه من أبي شريح عبد الرحمن بن شريح المعافري الإسكندراني عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( يكون في آخر الزمان كذابون، يأتونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم (أن يضلوكم أو يفتنوكم | لا يضلونكم ولا يفتنونكم ) )
ولفظ الحديث كأنك تسمعه من ابن لهيعة عن سلامان بن عامر عن أبي عثمان عن أبي هريرة عن عن النبي صلى الله عليه وسلم:
( سيكون في أمتي دجالون كذابون، يأتونكم ببدع من الحديث، ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم )
استنتاج اللفظ النهائي كأنك تسمعه من مسلم بن يسار إن شاء الله
مما سبق من الوجوه يمكن أن نستنج تقريباً لفظ أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو : ( سيكون في آخر الزمان ( في | من ) أمتي كذابون يأتونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم )
والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى