تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: لماذا لسنا مثلهم ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    198

    افتراضي لماذا لسنا مثلهم ؟

    كيف كان السلف رحمهم الله يتعاملون مع آيات القرآن ؟
    جاء في المسند من طريق عطاء عن أبي عبد الرحمن قال حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا فعلمنا العلم والعمل
    وإليكم إخوتي مثالان أحدهما متعلق بالمال والآخر متعلق بالنفس
    جاء في صحيح البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول
    : كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب . قال أنس فلما أنزلت هذه الآية
    { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } . قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } . وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله . قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين )
    وعند غيره يا رسول الله أرى ربنا يسألنا من أموالنا فإني أشهدك أني قد جعلت أرضي بأريحاء له.
    أي مال في المدينة أعظم من حائط به ماء مستقبل المسجد.
    وفي الجهاد لابن المبارك
    أن أبا طلحة قرأ هذه الآية انفروا خفافا وثقالا فقال أمرنا الله تبارك وتعالى واستنفرنا شيوخا وشبابا جهزوني فقال بنوه يرحمك الله قد غزوت على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر فنحن نغزوا عنك الآن فغزا البحر فمات فطلبوا جزيرة يدفنونه فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير
    الجهاد 1/89
    لماذا لسنا مثلهم ؟
    هل أصابتنا العجمة حتى صرنا لا نفهم القرآن
    وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ
    أم أن القرآن هو الحرف
    أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا
    أم أن التكاليف قد سقطت عنا
    مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
    أم أن التسويف قضى وطره
    حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ
    أم هو البخل بالنفس والمال
    وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ
    أم هو الشك وعدم اليقين
    إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا
    أم أن المشكل في المعدن
    مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
    أم هو حب الدنيا
    أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
    أم هي المصلحة المنسوبة للشرع –التوسع-
    وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ.
    أم هي الأعذارالقبيحة
    قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
    أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ
    أم هو الخوف من الموت أو الفقر
    وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا
    فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً
    ام أن النفس والمال مقدمان على الدين
    وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ
    أم هي الخيرة
    قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا
    وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)
    الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ
    جعلنا الله ممن يقرأ آياته فيتدبر معناها ويعمل بمقتضاها.

  2. #2

    افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    المشكلة أخى الكريم تتلخص في تعاملنا مع النص الشرعى وحبنا له .
    هم كانوا يعاينون النص وينزل عليهم والرسول بين ظهرانيهم
    ونحن نتعامل مع النص من الكتاب والسنة من منظور (هذا فرض أم سنة)... (لو لم نفعله لكان ماذا؟!) ...الخ
    فالناس رجلان ؛ رجل يبحث عن حكم الله ، وهَدْي رسوله صلى الله عليه وسلم ، إذا أراد علماً في طهارة ، أو صلاة ، أو معاملات ، أو في أي باب من العلم المتصل بدينه ، حمل هذه الفتوى ، باحثًا سائلاً عن هَدي الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ، فإذا ما وقف عليه ، عض على ذلك بالنواجذ ، ووضع هديَ رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع نور عينيه وأغلى ، وإن خالفه في الحُكم مَنْ على ظهرالأرض .
    ورجلٌ آخر ، إذا أراد فتوى استأنس برأي هذا ، واستحسن قولَ هذا ، واستوسع مذهب ذاك ، وأخذ يتقلب بين فلان وفلان ، واختلف فلان وفلان.
    فإما أن تكون في دينك متبعًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وإما أن تكون تابعاً لـ (فلان) ، أَيِّ فلان.
    ولا تظن ، ولا تعتقد ، أنه هناك فرقٌ بين فلانٍ وفلانٍ ، أو أن اتِّبَاع فلانٍ أفضلُ من اتِّباع فلان ، فالآية أطلقت الأمرَ ، وجعلته نَكِرَةً ، لكي يشمل كلَّ من اتبعه الناس ، عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وأنا لا أقول للناس العوام امسكوا بالمصحف والصحيحين والقاموس وكونوا مجتهدين مطلقين .
    بل أقول احرصوا على أن تعلموا دليل فتواكم ... من قال لكم اللحية سنة اسألوه ما دليلك؟
    أيضاً احرص على اتباع هدى نبيك دون السؤال عن فرضيته أو سنيته ولا تتركه إذا كان سنة !
    ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))
    الدين أخوتى الكرام لم ينزل لمصالحنا المرسلة بل للاختبار ...وما هي إلا ساعات أو دقائق أو سنين ...سينجح البعض ويرسب الآخرين...
    اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا على ما توفيت عليه نبيك وصحابته الكرام .
    أبو محمد المصري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    198

    افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    جزاك الله خيرا.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد العمري مشاهدة المشاركة
    ونحن نتعامل مع النص من الكتاب والسنة من منظور (هذا فرض أم سنة)...
    صدقت أخي فالأحكام صارت في العرف جوفاء نتعامل معها على أنها أحمال ما كان الأمر فيه واسعا تركناه وما كان على وجه الإلزام فعلناه على وجه الإكراه فلا نصرف معه شيئا من التذلل والخضوع.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد العمري مشاهدة المشاركة
    وأخذ يتقلب بين فلان وفلان ، واختلف فلان وفلان.
    لعل هذا من أبرز أسباب قسوة القلب فالذي لا يحسن فهم الخلاف ولا يحسن التعامل معه يموت قلبه كما يموت قلب المغسل إذا تعود.

  4. #4

    افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    يرفع للفائدة ...
    أبو محمد المصري

  5. #5

    افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    هنالك ظاهرة تاريخية ينبغي أن يقف أمامها أصحاب الدعوة الإسلامية في كل أرض وفي كل زمان . وأن يقفوا أمامها طويلاً . ذلك أنها ذات أثر حاسم في منهج الدعوة واتجاهها .
    لقد خرَّجت هذه الدعوة جيلا من الناس - جيل الصحابة رضوان الله عليهم - جيلاً مميزًا في تاريخ الإسلام كله وفى تاريخ البشرية جميعه . ثم لم - تعد تخرج هذا الطراز مرة أخرى . نعم وُجد أفراد من ذلك الطراز على مدار التاريخ . ولكن لم يحدث قط أن تجمَّع مثل ذلك العدد الضخم ، في مكان واحد ، كما وقع في الفترة الأولى من حياة هذه الدعوة .
    هذه ظاهرة واضحة واقعة ، ذات مدلول ينبغي الوقوف أمامه ، طويلاً لعلنا نهتدي إلى سرِّه .
    إن قرآن هذه الدعوة بين أيدينا ، وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهديه العملي ، وسيرته الكريمة ، كلها بين أبدينا كذلك ، كما كانت بين أبدي ذلك الجبل الأول ، الذي لم يتكرر في التاريخ .. ولم يغب إلا شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهل هذا هو السر ؟
    لو كان وجود شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتميًّا لقيام هذه الدعوة ، وإيتائها ثمراتها ، ما جعلها الله دعوة للناس كافة ، وما جعلها آخر رسالة ، وما وكّل إليها أمر الناس في هذه الأرض ، إلى آخر الزمان . .
    ولكن الله - سبحانه - تكفل بحفظ الذكر ، و علم أن هذه الدعوة يمكن أن تقوم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمكن أن تؤتي ثمارها . فاختاره إلى جواره بعد ثلاثة وعشرين عامًا من الرسالة ، وأبقى هذا الذين من بعده إلى آخر الزمان . . وإذن فإن غيبة شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تفسر تلك الظاهرة ولا تعللها .
    فلنبحث إذن وراء سبب آخر. لننظر في النبع الذي كان يستقي منه هذا الجيل الأول ، فلعل شيئا قد تغير فيه . ولننظر في المنهج الذي تخرجوا عليه ، فلعل شيئا قد تغير فيه كذلك .
    كان النبع الأول الذي استقى منه ذلك الجيل هو القرآن . القرآن وحده . فما كان حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهديه إلا أثرًا من آثار ذلك النبع . فعندما سُئلت عائشة رضي الله عنها - عن خُلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت : (( كان خُلقه القرآن )) أخرجه النسائي .
    كان القرآن وحده إذن هو النبع الذي يستقون منه ، ويتكيفون به ، ويتخرجون عليه ، ولم يكن ذلك كذلك لأنه لم يكن للبشرية يومها حضارة ، ولا ثقافة ، ولا علم ، ولا مؤلفات ، ولا دراسات . . كلا ! فقد كانت هناك حضارة الرومان وثقافتها وكتبها وقانونها الذي ما تزال أوروبا تعيش عليه ، أو على امتداده . وكانت هناك مخلفات الحضارة الإغريقية ومنطقها وفلسفتها وفنها ، وهو ما يزال ينبوع التفكير الغربي حتى اليوم . وكانت هناك حضارة الفرس وفنها وشعرها وأساطيرها وعقائدها ونظم حكمها كذلك . وحضارات أخرى قاصية ودانية : حضارة الهند وحضارة الصين إلخ . وكانت الحضارتان الرومانية والفارسية تحفان بالجزيرة العربية من شمالها ومن جنوبها ، كما كانت اليهودية والنصرانية تعيشان في قلب الجزيرة. . فلم يكن إذن عن فقر في الحضارات العالمية والثقافات العالمية يقصر ذلك الجيل على كتاب الله وحده .. في فترة تكونه .. وإنما كان ذلك عن (( تصميم )) مرسوم ، ونهج مقصود . يدل على هذا القصد غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد رأى في يد عمر بن الخطاب - رض الله عنه - صحيفة من التوراة . وقوله : (( إنه والله لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني )) رواه الحافظ أبو يعلى عن حماد عن الشعبي جابر .
    وإذن فقد كان هناك قصد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقصر النبع الذي يستقي منه ذلك الجيل .. في فترة التكون الأولى . . على كتاب الله وحده ، لتخلص نفوسهم له وحده . ويستقيم عودهم على منهجه وحده . ومن ثم غضب أن رأى عمر بن الخطاب - رض الله عنه -يستقي من نبع آخر.
    كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد صنع جيل خالص القلب . خالص العقل . خالص التصور . خالص الشعور . خالص التكوين من أى مؤثر آخر غير المنهج الإلهي ، الذي يتضمنه القرآن الكريم .
    ذلك الجيل استقى إذن من ذلك النبع وحده . فكان له في التاريخ ذلك الشأن الفريد .. ثم ما الذي حدث ، اختلطت الينابيع .! صبت في النبع الذي استقت منه الأجيال التالية فلسفة الإغريق ومنطقهم ، وأساطير الفرس وتصوراتهم . وإسرائيليات اليهود ولاهوت النصارى ، وغير ذلك من رواسب الحضارات والثقافات . واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكرم ، وعلم الكلام ، كما اختلط بالفقه والأصول أيضًا . وتخرج على ذلك النبع المشوب سائر الأجيال بعد ذلك الجيل ، فلم يتكرر ذلك الجيل أبدًا .
    وما من شك أن اختلاط النبع الأول كان عاملاً أساسيا من عوامل ذلك الاختلاف البيِّن بين الأجيال كلها وذلك الجيل المميز الفريد.
    هناك عامل أساسي آخر غير اختلاف طبيعة النبع . ذلك هو اختلاف منهج التلقي عما كان عليه في ذلك الجيل الفريد ..
    إنهم - في الجيل الأول - لم يكونوا يقرؤون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع ، ولا بقصد التشوق والمتاع . لم يكن أحدهم يتلقى القرآن ليستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة ، ولا ليضيف إلى حصيلته من القضايا العلمية والفقهية محصولاً يملأ به جعبته . إنما كان يتلقى القرآن ليتلقى أمر الله في خاصة شأنه وشأن الجماعة التي يعيش فيها ، وشأن الحياة التي يحياها هو وجماعته ، يتلقى ذلك الأمر ليعمل به فور سماعه ، كما يتلقى الجندي في الميدان (( الأمر اليومي )) ليعمل به فور تلقيه ! .....هذا الشعور . . شعور التلقي للتنفيذ .. كان يفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة ، لم تكن لتفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والاطلاع ، وكان ييسر لهم العمل ، ويخفف عنهم ثقل التكاليف ، ويخلط القرآن بذواتهم ، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلى منهج واقعي ، وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف ، إنّما تتحول آثارًا وأحداثًا تحوِّل خط سير الحياة .
    إن هذا القرآن لا يمنح كنوزه إلا لمن بُقبل عليه بهذه الروح : روح المعرفة المنشئة للعمل . إنه لم يجئ ليكون كتاب متاع عقلي ،ولا كتاب أدب وفن . ولا كتاب قصة وتاريخ - وإن كان هذا كله من محتوياته - إنما جاء ليكون منهاح حياة . منهاجًا إلهيًّا خالصًا . وكان الله سبحانه يأخذهم بهذا المنهج مفرقًا . يتلو بعضه بعضًا :
    { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } [ الإسراء :106]
    .........
    هناك عامل ثالث جدير بالانتباه والتسجيل .
    لقد كان الرجل حين يدخل في الإسلام يخلع على عتبته كل ماضيه في الجاهلية . كان يشعر في اللحظة التي يجيء فيها إلى الإسلام أنه يبدأ هذا جديدًا ، منفصلاً كل الانفصال عن حياته التي عاشها في الجاهلية . وكان يقف من كل ما عهده في جاهليته موقف المستريب الشاك الحذر المتخوف ، الذي يحس أن كل هذا رجس لا يصلح للإسلام ! وبهذا الإحساس كان يتلقى هدي الإسلام الجديد ، فإذا غلبته نفسه مرة ، وإذا اجتذبته عاداته مرة ، وإذا ضعف عن تكاليف الإسلام مرة . . شعر في الحال بالإثم والخطيئة ، وأدرك في قرارة نفسه أنه في حاجة إلى التطهر مما وقع فيه ، وعاد يحاول من جديد أن يكون على وفق الهدي القرآني .
    كانت هناك عزلة شعورية كاملة بين ماض المسلم في جاهليته وحاضره في إسلامه ، تنشأ عنها عزلة كاملة في صلاته بالمجتمع الجاهلي من حوله وروابطه الاجتماعية ، فهو قد انفصل نهائيًا من بيئته الجاهلية واتصل نهائيا ببيئته الإسلامية . حتى ولو كان يأخذ من بعض المشركين ويعطي في عالم التجارة والتعامل اليومي ، فالعزلة الشعورية شيء والتعامل اليومي شيء آخر .
    أبو محمد المصري

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    198

    افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    جزاكم الله خيرا على النقل .

  7. #7

    افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    يستحيل عقلا وشرعا ان نكون مثله
    ذلك لأننا لا نمتلك قلب كقلبهم ولم ولن نبتلى كبلائهم
    ولا نستطيع فهم الدين كفهمهم وان لم تصبنا العجمة وعليه فلا نمتلك شفافيتهم و سرعة انفعالهم مع النصوص وأيضا ليس الخبر كالمعاينة

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى مشاهدة المشاركة
    يستحيل عقلا وشرعا ان نكون مثله
    ذلك لأننا لا نمتلك قلب كقلبهم ولم ولن نبتلى كبلائهم
    ولا نستطيع فهم الدين كفهمهم وان لم تصبنا العجمة وعليه فلا نمتلك شفافيتهم و سرعة انفعالهم مع النصوص وأيضا ليس الخبر كالمعاينة
    أيها المرسي الجميل ... على رسلك !
    صدقت إجمالاً ... و لكن ؟
    " أمتي كالمطر لا يدرى أولها خير أم آخرها "
    " وددت لو أني رأيت إخواني ..."



    إخواني الكرام :

    ما دمتم مشتاقين لأحوال الصحابة الكرام رضي الله عنهم فإما أن تخرجوا مع الأحباب أربعة أشهر .... أو تقرؤوا رسائل النور في أربعة أشهر ... و كفى ؟ !

    خادمكم السعيد بخدمتكم : خلوصي

  9. #9

    افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    QUOTE]أيها المرسي الجميل ... على رسلك !
    صدقت إجمالاً ... و لكن ؟
    " أمتي كالمطر لا يدرى أولها خير أم آخرها "
    " وددت لو أني رأيت إخواني ..."
    [/QUOTE]
    ابتداءا لى عتاب شديد عليك
    السؤال معلوم أن أبا بكر وعمر رجلان يُقتدى بهما في صلاحهما، ولكن يقول ابن سيرين: إن المهدي أفضل منهما، أو أنهما لا يفضلان عليه، مستدلاً بما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الصابر في زمن الفتنة له أجر خمسين ممن كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فهل يفضل المهدي على أبي بكر وعمر على ما يفهم من الحديث؟



    الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    أجمع أهل السنة على أن الصحابة رضي الله عنهم خير هذه الأمة، بل خير الناس بعد الأنبياء، لقوله صلى الله عليه وسلم "خير الناس قرنى" وفي لفظ (القرن الذي بعثت فيهن كما أجمع أهل السنة، بل الأمة -إلا الشيعة- على أن أبا بكر وعمر أفضل الصحابة، ولا يعارض ذلك ما ورد أن المتمسكين بالسنة عند فساد الزمان للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة.. قال العلماء: ليس هذا تفضيلاً مطلقًا، بل هو تفضيل مقيد، وهو تفضيلهم في صبرهم على التمسك بدينهم مع ما يلقونه من أذى أعدائهم، وهذه خصلة من خصال الدين، فلهم أجر خمسين في هذه الخصلة خاصة، قالوا: والتفضيل المقيد لا ينافي التفضيل المطلق، كما أن آدم عليه السلام، فُضِّل بما فُضِّل به في خلق الله له بيديه، ونفخه فيه من روحه، وتعليمه أسماء كل شيء، ولم يكن بذلك أفضل من إبراهيم وموسى وعيسى فضلاً عن أن يكون أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين.
    فللصحابة فضائل لا يدركها من جاء بعدهم كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد لما كان بينه وبين عبد الرحمن بن عوف بعض الشيء، قال صلى الله عليه وسلم "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه" رضي الله عن الصحابة أجمعين، ورزقنا حبهم، وسلك بنا سبيلهم. وصلى الله على نبينا محمد.

    المجيب العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
    عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا

    المصدر
    http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=160260


    ---

    السؤال: ما الجمع بين قوله: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم }، وبين قوله: {أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره }؟

    الجواب: { خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم } هذا من حيث الطبقة العامة لا من حيث كل فرد بذاته، ولا شك أن أفراد الصحابة جيل متميز لن يبلغ مثله أحد، أي: الطبقة العامة من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فهم أفضل الأمة جميعها، والطبقة التي تليهم وهم التابعون هم أفضل وخير من الطبقة التي بعدهم من هذه الأمة، ولكنك تجد أن في التابعين من هو خير وأكثر إيماناً ممن له مجرد صحبة، لأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كما دل عليه حديث: {لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه } يدل على أن الصحابة كانوا طبقتين أيضاً، لأن المخاطب كان من الصحابة، وممن لهم صحبة، فالصحابة بمعنى أخص وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار هؤلاء درجة، ومن أسلم وجاهد من بعد الفتح أيضاً درجة.

    فنقول: إن بعض أفراد التابعين، أي: كبار التابعين المجاهدين هم خير من آخر الطبقة الثانية، وهذا لا شك فيه، كما أن أفراداً من جيل تابعي التابعين من هو خير من أفراد التابعين... وهكذا، فهذا كطبقات.

    أما الأمة في مجموعها فإن الخير فيها إلى قيام الساعة، وإذا كانت الطائفة المنصورة كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تزال ظاهرة على الحق إلى قيام الساعة، فإنها قد تأتي مرحلة من المراحل فيها من الاستضعاف ومن الشر والظلم والكفر وما يكون عمل الواحد كخمسين، كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الآخر، فيكون حالها أعظم ممن كان في الأجيال أو القرون الثلاثة؛ بسبب ما حف به من المحن والبلاء وقلة المعين والنصير، لا أن هؤلاء في ذواتهم أو كأفراد فيهم من هو أفضل، لكن أيضاً بحسب الأحوال، فالخير في هذه الأمة باقٍ إلى قيام الساعة، والطائفة المنصورة لا تزال قائمة، وإن ضعفت في بلد فهي قوية في بلد آخر، فمن هنا ينبغي أن نعتقد أمرين:

    أولاً: أن نعتقد أفضلية الثلاثة القرون الأولى على غيرها.

    ثانياً: أن نعتقد أن هذه الأمة أمة مباركة خيرة، وأن الخير لا ينقطع فيها، وأن علينا أن نجاهد لكي نكون إن شاء الله ممن ينال شرف صحبة هؤلاء الكرام في الجنة، فيلحق بهم وإن لم يكن منهم، وإن لم يدركهم.

    تنبيه : قال الشيخ العلامة المحدِّث الألباني :
    [ .. وبهذه المناسبة لابد لي من وقفة أو جملة معترضة قصيرة ، وهي : أن الشائع اليوم على ألسنة المحاضرين ، والمرشدين ، والواعظين ، رواية الحديث بلفظ : ( خير القرون قرني ) ، هذا اللفظ لا نعرف له أصلا في كتب السنة ، مع أن هذا الحديث دخل في زمرة الأحاديث المتواترة لكثرتها ، وإنما اللفظ الصحيح الذي جاء في الصحيحين وغيرهما ، إنما هو بلفظ : ( خير الناس قرني ) ، ليس : ( خير القرون قرني ) ، إنما هو : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ...) إلى آخر الحديث .].
    " سلسلة الهدى والنور " شريط (396).

    مستفاد من الشبكة العنكبوتية .

    وللإستزادة يرجع إلى :

    مجموعالفتاوى ( 13 / 65 ).

    شرح الطحاوية صـ 532
    مجموعالفتاوى 11 / 371
    ------

    ---------------
    وقال الشيخ محمود شاكر أن العرب فى عهد تنزل القرءان قد وصلوا الى مرحلة راقية فى اللغة بعد قرون سحيقة من الخبرة ولن يصل أحد الى هذه الدرجة الى يوم الدين وما وصل اليها أحد من قبلهم ويقول هذا مقتضى العقل والشرع ومن قال غير ذلك فقد خالف العقل والشرع فلذا لن يستطيع أحد فهم الدين كفهمهم
    وقال ان بلاء اول هذه الامة فى الله هو الذى جعلها خير أمة أخرجت للناس

  10. افتراضي رد: لماذا لسنا مثلهم ؟

    أين الاخ الفاضل الذى وعد بنقل كلام بن تيمية ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •