المطلب الأول – الإهمال في تحقيق كتب التراث الصوفي:
لا يستطيع الباحث المدقق أن يخفي قلقله من هذا الهرج والمرج في تحقيق كتب التراث الصوفي ، بإمكانك أن تطالع مؤلفات الصوفية لتشهد هذه الفوضى في تحقيق النصوص وضبطها ويصعب على الباحث أن يجد مرجعا صوفيا محققا تحقيقا علميا ويرجع ذلك إلى أن من يقومون بالتحقيق هم في حقيقة الأمر مجموعة من الهواه ، كأن يكون أحدهم محبا للشعراني أو للبدوي أو للدسوقي أو للرفاعي أو لآل البيت فيجد كتابا أو رسالة في بيته أو في بيت والده أو في مكتبة من مكتبات فيقوم بصفها وطبعها وتقديمها للجمهور . وهذا هو الشائع في مؤلفات الصوفية المطبوعة فلا يوجد لديهم محققين كبار في قامة الشيخ محمود شاكر أو الشيخ أحمد شاكر أو عبد السلام هارون أو محمد محي الدين عبد الحميد .
ويمكنك مثلا أن تطالع كتاب الجوهرة المضيئة لإبراهيم الدسوقي بتحقيق إبراهيم الرفاعي طبعة مكتبة الرفاعي 1998م فلن تجد فيه صفحة تخلو من تصحيفات مربكة في كتابة الكلمات ، والإشكالية ليست في ذلك بل في وجود عبارات يصبح تغيير كلمة فيها مغيرا لمعناها الذي أراده الشيخ ومن ذلك مثلا في صفحة 318 تجد هذه العبارة :" فكل عاقل لا يغنيه الحب فهو لا شيء " والصواب : " فكل عاقل لا يفنيه الحب فهو لا شيء "وثمة فرق كبير بين المعنيين وقد صوبنا هذه العبارة من كتاب طبقات الشعراني لأن الشعراني نقل كثيرا من عبارات الجوهرة في ترجمة الدسوقي .. وكان ينبغي على المحقق أن يراجع نصوص الجوهرة في الكتب التي نقلت عنها خصوصا وهو يحقق من مخطوطة وحيدة . ولكن هذا لم يحدث ومثل ذلك نجده في صفحة 325 فنجد كلمة " معنبرة " كتبت "معتبرة " في سياق مضحك وهو " مضمخمة معتبرة ممسكة معطرة " والذي دلنا على الصواب كتاب طبقات الشعراني .
وربما تجهد نفسك لإيجاد مرجع في التصوف يحدثك عن تلامذة عبد القادر الجيلاني ، فتجد أهم مرجع من المراجع وهو للشطنوفي لم يحقق تحقيقا علميا حتى الآن وحين يسعدك حظك فتجد باحث قام بتحقيقه في رسالة ماجستير تكتشف أن الباحث حقق نسخة مختصرة لمؤلف مجهول من مخطوطة وحيدة أسقطت أغلب تلامذة عبد القادر الجيلاني !! ثم قام بطبع الكتاب ووضع على واجهته هذه العبارة المستفزة "كتاب بهجة الأسرار ومعدن الانوار في مناقب الباز الاشهب الشيخ عبدالقادر الكيلاني نسخة جديدة محققة وموثقة تحتوي ما رجح نسبته للشيخ عبدالقادر الكيلاني" فتسأل الله اللطف والتثبيت ، وإذا لم تعجبك هذه النسخة فهناك نسخة أخرى مطبوعة في بيروت تم حرقها من مخطوطة واحدة .
المطلب الثاني – تقييم أهم طبعة لكتاب الطبقات الكبرى للشعراني تحقيق عبد الرحمن حسن محمود :
هذه النسخة طبعتها مكتبة الآداب القاهرية المصرية عام 1993م بتحقيق الأستاذ عبد الرحمن حسن محمود ، وكتب على غلافها أنها أول طبعة محققة في العالم ، وأنها قوبلت على مخطوطة نادرة ، وأنها خالية تماما من التحريف والتخريف. وقد كتبت بخط صغير وتم حشد عبارات الصالحين فيها بدون ترتيب داخلي فظهرت في 841 صفحة ، وهي على أي حال من أفضل طبعات هذا الكتاب ، لكنها ليست تحقيقا علميا بأي حال من الأحوال لكتاب الطبقات للأسباب الآتية :
أولا- أساء الشيخ إلى الطبقات حين قال :كتاب الطبقات الكبرى من الكتب التي " ابتليت بالدس فيها بما سيسود وجه داسها يوم القيامة ." ص6 ومن قال للشيخ إن كتاب الطبقات تم الدس فيه ؟! الشيخ عبد الوهاب الشعراني لم يذكر ذلك .
ثانيا- فتنة الدس وقعت سنة 957ه كما ذكر الشعراني وحررناه في المبحث الأول وكتاب الطبقات انتهى منه مؤلفه سنة 952ه ، أي أنه كان موجودا قبل فتنة الدس بخمس سنوات والشيخ لم يذكره ضمن الكتب التي وقع فيها الدس ، وهو أهم بكثير من كتاب العهود الذي ملأ صفحات مقدمات كتبه بالحديث عن الدس فيه ، فمن البديهيات أن من دس لم يتعرض له لكون الشيخ لم يذكره وهو أهم من كتاب العهود ، كما أن فكرة الدس كانت قائمة على الإساءة لشخص الشيخ الشعراني نفسه . وليس الهجوم على مشايخ الصوفية الذين ذكرهم الشعراني .
ثالثا- إذا افترضنا جدلا أن ثمة تحريفات وتخريفات قام المحقق بتنظيف كتاب الطبقات منه ، فما هي الأشياء التي حذفها ؟! والجواب أنك لن تجد سوى قصة وحيدة حذفت من ترجمة الشيخ علي وحيش ، وهي قصة مجامعته للحمارة ؟! وهذه القصة فاضحة لمجتمع الشعراني وليس لها أي قيمة لأن الشيخ علي وحيش كان مجذوبا أو مجنونا ، وقد ذكر الشيخ الشعراني نفسه أنه استنكر هذه القصة فسأل عنها شيخه محمد بن عنان فقال له هؤلاء يخيلون للناس هذه الأفعال وليس لها حقيقة .[1] فإذا حذفت القصة هل تقوم بحذف تعليق الشعراني عليها؟ وهل من قام بتلفيق القصة لفق لها تعليقا من الشعراني يبرئ به ساحته ؟!!
رابعا – قدم الشيخ ورقة مصورة من المخطوطة التي اعتمد عليها تثبت أن قصة الشيخ الشيخ وحيش مع الحمارة ليست في المخطوطة ، والسؤال ما علاقة ذلك بالتحقيق العلمي ، والقصة ثابتة في جميع طبعات الكتاب وفي كل المخطوطات التي نقلت منها هذه الطبعات ؟!! وإذا أبحرنا خارج القطر المصري سنجدها موجودة في نسخة معهد الدراسات الشرقية بجامعة طوكيو لوح 405 ، وفي النسخة المكية بمكتبة جامعة أم القرى لوح رقم 571 .ألف باء تحقيق أن تثبت ما سقط من مخطوطتك وأجمعت عليه جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة .
خامسا- ذكر الشيخ عددا من التصحيفات التي وقعت فيها النسخ المطبوعة وسماها تحريفات ، وثمة فرق كبير بين التصحيف والتحريف .ولا يخفى أن في نسخة الآداب نفسها طوفان من التصحيفات والأخطاء سنتحف القارئ بشيء منها في هذا التقييم . فهل يجوز لنا أن نسمي هذه التصحيفات والأخطاء تحريفات؟!
سادسا- االاستشهاد بخلو الطبقات الوسطى للشعراني من بعض هذه القصص لا يثبت أنها مدسوسة لأن الطبقات الوسطى نسخة مدرسية مختصرة من الطبقات الكبرى والاختصار قائم على الحذف .
المطلب الثاني - نماذج من أخطاء طبعة مكتبة الآداب :
بإمكاننا الآن أن نذكر للقارئ شطرا من الأخطاء التي وقعت فيها نسخة الآداب ويمكننا تصنيف هذه الأخطاء حتى نبيّن للقارئ أن هذا العمل ليس تحقيقا علميا للكتب بأي حال من الأحوال .
أ -أخطاء تتعلق بأسماء الأعلام الذين ورد ذكرهم في الطبقات وسوف أكتفي في هذا المقام بذكر أحدعشر خطأ :
1- قال في ترجمة أبو المهاجر بن عمرو القيسي رضي الله عنه ... واسمه رباح . ص116 . والصواب أن اسمه رياح بالياء وليس بالباء كما في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج 3 ص 91الثقات ج 6 ص 310 /7868 وصفة الصفوة (3/ 367) وسؤالات الآجري (ص: 326) وقد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 511، 512)، وقال: سألت أبا زرعة عنه، فقال: "صدوق". وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 310).
2- وفي ترجمة احمد بن حنبل ذكر لنا قصة " أحمد بن عسال ص 134 والصواب غسان كما في حلية الأولياء (9/ 195) قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء سير أعلام :ومات أحمد بن غسان قبل الثلاثين ومئتين ولكنه رجع عن القدر وامتنع من القول بخلق القرآن فأخذ وحبس فرأى في الحبس أحمد بن حنبل والبويطي فأعجبهما سمته وكلامه وخاطباه فانتفع . سير أعلام النبلاء جزء 9 صفحة 409
3- قال : ومنهم أبو عبد الله الشجري رحمه الله تعالى آمين . ص220 والصواب أبو عبد الله السّجَزِيّ ، كما في طبقات الصوفية للسلمي طبقات الصوفية ص 201
4- قال ومنهم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي بكر الصنجي . ص225والصواب : أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن بكر الصبيحي وما أثبتناه مثبت في الطبقات الوسطى لوح 111 وحلية الأولياء جزء 10 صفحة 354 و طبقات الصوفية ص 252.
5- ومنهم زيد بن الْحَارِثِ القائي [2] رضي الله تعالى عنه . ص112 . والصواب زُبَيْدِ بن الْحَارِثِ اليامي وهذا التصحيف وقع كذلك في المخطوطة المكية لوح 69/ ومخطوطة معهد الدراسات الشرقية لوح 48 ومخطوطة جامعة الملك سعود لوح 28 واسمه زبيد بن الحارث قال كاتب الواقدي يكنى أبا عبدالله اليامي الكوفي أخو عبدالرحمن بن الحارث سمع أبا وائل والشعبي ومجاهدا وإبراهيم النخعي وسعد بن عبيدة روى عنه شعبة والثوري وطلحة في الإيمان والأضاحي . قال البخاري قال أبو نعيم مات سنة 122 وقال ابن أبي شيبة مثله وقال ابن نمير مات سنة 124 بعد طلحة بعشرين سنة . رجال صحيح البخاري ج 1 ص 276
6- قال ومنهم أبو علي الحسين بن أحمد الكاتب رضي الله تعالى عنه ورحمه .ص242 والصواب الحسن على ما ورد في حلية الأولياء : الحسن بن أحمد بن أبي علي المعروف بابن الكاتب من شيوخ المصريين . حلية الأولياء جزء 10 صفحة 360
7- قال ومنهم أبو الحسن بن حبان الجمال رحمه الله تعالى. ص242 والصواب أبو الحسين بن بنان كما أثبتناه من طبقات الصوفية ص 294 و حلية الأولياء جزء 10 صفحة 362
8- قال ومنهم أبو الحسين علي بن هند القرشي الفارسي رضي الله تعالى عنه من كبار مشايخ الفرس ، وعلمائهم صحب جعفراً الحداد. ص245 والصواب أنه جعفر الحذاء على ما ضبطناه من طبقات الصوفية ص 301 و حلية الأولياء جزء 10 صفحة 362 و طبقات الأولياء ص149
9- ومنهم أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد رضي الله تعالى عنه ابن بشر بن درهم بن الأعرابي الأدمي رضي الله عنه . ص252 والصواب . والصواب العنزي على ما أثبتناه من طبقات الصوفية ويليه ذكر النسوة المتعبدات ص 320
10- ومنهم جعفر بن محمد بن نصير الخواص رضي الله تعالى عنه ويعرف بالخلدي بغدادي المولد ، والمنشأ صحب الجنيد رضي الله عنه ، وعرف بصحبته ، وإليه كان ينتمي ، وصحب الثوري ، ورويماً ، و[ميمونا ] ص 253 والصواب (سمنونا) كما صوبناه من : طبقات الصوفية ص 326 وكذلك وجدناه في مخطوطة الطبقات الوسطى لوح رقم 125 .
11- قال ومنهم أبو تراب عسكر بن الحسين النخشبي ص185رضي الله تعالى عنه والصواب : أبو تراب عسكر بن الحصين النخشبي . في المطبوع (عسكر بن الحسين ) وكذا وردت في المخطوطات كافة وهذا هذر لا يلتفت إليه فالرجل من رجال الرسالة القشيرية ومن رجال حلية الأولياء واسمه ثابت معروف فلا يجوز أن تتحول الحصين إلى الحسين فنحن لا نتعبد بالمخطوطات وإنما نسترشد بها لتقويم الأخطاء . قال ابن الجوزي واسمه عسكر بن الحصين و يقال عسكر بن محمد بن حصين صفة الصفوة (4/ 172)

ب- أخطاء في كلمات وردت في آثار محفوظة ولم يفطن لها محقق الكتاب ، وسوف اكتفي في هذا المقال بأحد عشر خطأ:
1- قال في ترجمة أبي الدرداء وكان رضي الله عنه يقول: تفكر ساعة خير من قيام أربعين ليلة[3]ص76 . والصواب خير من قيام ليلة. وهذا هو الموافق لمخطوطة جامعة الملك سعود وللمنقول في كتب السير والطبقات يطالع في ذلك الطبقات الكبرى (7 / 275) وسير أعلام النبلاء ط الحديث (4 / 20) والزهد لأحمد بن حنبل (ص: 114)و شعب الإيمان (1 / 261) 117 وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1 / 209)
2- قال في ترجمة الأسود بن يزيد النخعي رضي الله تعالى عنه وذهبت إحدى عينيه من من البكاءص 84 والصواب [من الصوم] كما ورد في مخطوطة جامعة الملك سعود ، وقد ورد كذلك في شعب الإيمان - البيهقي (3/ 413) 3929 وكذا في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 104) .
3- قال في ترجمة مطرف بن الشخير :وكان رضي الله عنه يقول: "ذهب العلم وبقيت عبارات في أوعية سوء." ص94 والصواب "وبقيت غُبّرات في أوعية سوء ". وهذا الخطأ الذي وقعت فيه طبعة الآداب أجمعت عليه النسخ المطبوعة والمخطوطة وهذا وهم وتصحيف والصواب ما أثبتناه من مصادره الأصلية : تاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثالث (3/ 267) 4786 و الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 131) جامع بيان العلم وفضله جزء 1 صفحة 153والغبرات معناها بقية . ومما يذكر في هذا المقام أن هذا الأثر الذي نسبه لمطرف بن الشخير من آثار ابن سيرين وليس لمطرف. وسوف نناقش هذه المسألة في مبحث مستقل .
4- قال في ترجمة العلاء بن زياد : وكان رضي الله تعالى عنه يقول: واحزناه على الخير، وكان قد بكى حتى غشي . ص 97 هذه العبارة فيها تصحيف فاحش والصواب ( واحزناه على الحزن ) وأصل ذلك في صفة الصفوة عن حميد بن هلال قال دخلت مع الحسن على العلاء بن زياد العدوى نعوده وقد سله الحزن وكانت له أخت يقال لها شادة تندف تحته القطن غدوة وعشية فقال له الحسن كيف أنت يا علاء فقال واحزناه على الحزن فقال الحسن قوموا فإلى هذا والله انتهى استقلال الحزن . صفة الصفوة (3/ 253) أما قوله غشي بصره: فهذا تصحيف فاحش والصواب ( عشي بصره ) وأصل ذلك في صفة الصفوة بلفظ قال كان زياد بن مطر العدوى قد بكى حتى عمى وبكى ابنه العلاء بن زياد بعده حتى عشى بصره وكان إذا أراد أن يتكلم أو يقرأ أجهشه البكاء . صفة الصفوة (3/ 254).
5- وقال في ترجمة سفيان الثوري أنه كان يقول : رضا الملحين غاية لا تدرك ص120.والصواب رضا المتجني غاية لا تدرك . وصاحب هذه العبارة هو الأعمش والكلمة في شعب الإيمان ( المتجني) ونص قول الأعمش : السكوت جواب والتغافل يطفئ شرا كثيرا ورضى المتجني غاية لا تدرك واستعطاف المحب عون للظفر ومن غضب على من لا يقدر عليه طال حزنه. شعب الإيمان ج 6 / ص 347
6- وقال في ترجمة أحمد بن حنبل : وكان رضي الله عنه إذا جاءه أحد وحده لم يحدثه حتى يكون معه غيره قلت وكذلك كان يحيى بن معين وعبد الله بن داود ص 132والصواب إذا جاءه حدث . كما صوبناه من مخطوطة معهد الدراسات الشرقية . وكما هي عادة العلماء أنهم كانوا لا يحدثون صغار السن ومن لم يبلغ الحلم حتى يكبر . صيانةلحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . [4]
7- وكان يقول : محارم الرجال في اللحى والأكمام ومحارم النساء تحت القميص . ،[5] ص143والصواب محاسن الرجال في اللحى والأكمام ومحاسن النساء تحت القميص.كما دلت عليه مراجعة الكلمة في المخطوطات .
8- وفي ترجمة رابعة بنت إسماعيل ذكر قولها : ولا رأيت حرا إلا ذكرت الحشر ، ص155 والصواب ولا رأيت جراداً إلا ذكرت الحشر، قال أحمد بن أبي الحواري سمعت رابعة تقول : ما سمعت الأذان إلا ذكرت منادى القيامة و لا رأيت الثلج إلا رأيت تطاير الصحف ولا رأيت جرادا إلا ذكرت الحشر. صفة الصفوة ج 4 ص 302
9- قال في ترجمة عفيرة العابدة .. ثم قالت جعل الله قراكم من نبق الجنة ص156 والصواب (من بيتي في الجنة)[6] وقد صوبناه من المنتظم لابن الجوزي المنتظم ج 9 ص 56 والعجيب أنهم أخطأوا في اسمها فكتبوه حفيرة العابدة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
10- قال في ترجمة أبو محمد عبد الله بن خبيق : أصله من الكوفة وطريقته في التصوف طريقة الثوري[7] ص186 . والصواب طريقة النوري . وقد وردت في المخطوطات كافة وفي المطبوع ( طريقة الثوري) وقد نصت إحدى مخطوطتي الطبقات الوسطى على أنه سفيان الثوري!! وهذا كله وهم عميق ، فالثوري لم يكن له طريقة في الزهد إلا إذا تكلفنا ذلك ولم يعرف عنه أنه من طائفة الصوفية إلا بشيء من التسمح والتوسع ، والصواب أنه (النوري ) بالنون وليس الثوري بالثاء وعلى هذا جاءت المصادر الأصلية التي نقل منها الشعراني، قال السلمي في طبقاته : وأصله من الكوفة ؛ ولكنه من النَّاقلَة إلى أنطاكيَة . وطريقته فى التّصوفِ طريقةُ النُّورىِّ ، فإنه صَحب أصحابه .طبقات الصوفية ص 120-121 ومن الغرائب أن صاحب الترجمة أخطأوا في اسمه فظهر باسم أبو محمد عبد الله بن حنيف . ومن العجائب أن محقق الكتاب صنع هامشا يؤكد فيه أنه صحب أصحاب الثوري !!
11-ومن التصحيف الفاحش ذلك الخبر المنسوب لمسعربن كدام بلفظ( أعرف الناس بعور الناس الأعور )والصواب : أعرف الناس بعوار[8] الناس المعور [9].
ج- أخطاء وقع فيها الشعراني نفسه في عزو الآثار والأخبار إلى غير أصحابها ومحققي الكتاب كأنهم واد والكتاب في واد آخر ...
وسوف أقدم للقارئ في هذا المضمار أحد عشر مثالا :
1 – نسب لعامر بن عبد قيس ص83-84 مجموعة من الآثار والأقوال وجدناها في مصادر التراث منسوبة للربيع بن خثيم وهي : "وكان إذا أعطى السائل الرغيف يقول: إني لأستحي أن يكون في ميزاني أقل من رغيف.[10] وقيل له مرة من هو خير منك فقال: من كان صمته تفكراً وكلامه ذكراً ومشيه تدبراً فهذا خير مني. [11] وكان يقول: ذكر الله شفاء وذكر غيره داء، وكان يقول: من جهل العبد أن يخاف على الناس من ذنوبهم، ويأمن هو على ذنوب نفسه، وكان رضي الله عنه يقول: ما خيركم اليوم بخير ولكنه خير من أشر منه.[12] وكان يطعم المجانين فيقول له الناس: إنهم لا يدرون بالأكل، فيقول إن لم يكونوا يدرون فإن الله تعالى يدري[13]، وكان يقول إذا مت فلا تعلموا بي أحداً وسلوني إلى ربي سلا رضي الله عنه[15].
2- وفي ترجمة جعفر الصادق نسب له مجموعة من الأقوال وهي في مجملها منسوبة لعمر بن عبد العزيز ولغير عمر . ص91-92
"وكان رضي الله عنه يقول: إذا سمعتم عن مسلم كلمة، فاحملوها على أحسن ما تجدون، حتى لا تجدوا لها محملاً فلوموا أنفسكم [16].
وكان رضي الله عنه يقول: لا تأكلوا من يد جاعت ثم شبعت[17]
، وقال لرجل من قبيلة: من سيد هذه القبيلة فقال الرجل: أنا فقال: لو كنت سيدهم، ما قلت أنا. [18]
. وكان يقول: إذا أذنبت فاستغفر فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال. قبل أن يخلقوا وإن الهلاك كل الهلاك الإصرار عليها.[19]
3- مجموعة أقوال لابن سيرين نسبها لمطرف بن الشخير ص95 :" وكان يقول: أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس،[20] وكان يقول: لا تحمل قط كتاباً إلى أمير وأنت لا تعلم ما فيه. [21] وكان يقول لا يحتكم ورع إلا على أهله[22]. وسئل رضي الله عنه عن الرجل يتبع الجنازة حياء من أهلها فقط، هل له في ذلك أجر؟ فقال ذهب ابن سيرين إلى أن له أجرين أجر صلاته على أخيه وأجر صلته للحي.[23]
4- ومما نسب للعلاء بن الشخير وهو لأخيه مطرف ص95 قوله: كان يقول: العافية مع الشكر أحب إليّ من البلاء مع الصبر.[24]
5- ومما نسب لابن سيرين وهو لمحمد بن واسع ص98 :قوله وكان يقول لو أن للذنوب ريحاً لما قدر أحد أن يدنو مني لكثرة ذنوبي .[25]
6- ومما نسب لمالك بن دينار وهو لغيره ص99 قوله : وكان رضي الله عنه يقول من علامة حب الدنيا أن يكون دائم البطنة قليل الفطنة ، همته بطنه وفرجه يقول متى أصبح فألهو وألعب وآكل وأشرب ، متى أمسى فأنام . جيفة بالليل بطال بالنهار. [26]
7- ومما نسب لمحمد بن كعب القرظي ص102 وهو لأبي حازم قوله :وكان رضي الله عنه يقول: يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة[27]،
8- ومما نسب لعبد الله بن وهب بن منبه ص105 وهو لأبي مسلم الخراساني قوله وكان رضي الله عنه يقول: كان الناس ورقاً بلا شوك وأنتم اليوم شوك لا ورق فيه، إن تركهم العبد وهرب تبعوه. [28]
9- ومما نسب لإبي وائل شقيق بن سلمة وهو لغيره ص107 قوله وكان يقول: إني أستحي من الله تعالى أن أخاف شيئاً دونه[29].
10- ومما نسب لعون بن عبد الله وهو لغيره ص109 قوله :وكان يقول: من ضبط بطنه فقد ضبط الأعمال الصالحة كلها،[30]
11- ومما نسب لربيع بن خراش وهو لغيره ص111 قوله : وكان له مال كثير فأنفقه كله على أصحابه قال بعضهم دخلت يوماً عليه وهو يعجن في جفنة ودموعه تسيل ويقول: لما قل مالي جفاني أحبابي. [31]
وهذه الأخطاء في العزو ونسبة الأقوال إلى غير أصحابها أخذت في بعض الأحيان شكل الحزمة بمعنى أنك تجد مجموعة أقوال تنسب دفقة واحدة لغير قائلها ، وهذا أمر لم نعتد عليه في كتب الطبقات والتراجم . وليس له تفسير واضح لأنها تسربت إلى كافة النسخ المطبوعة والمخطوطة وتسربت كذلك إلى الطبقات الوسطى للشيخ.فهذا يعني أنها وقعت في نسخته الأصلية التي كان يعتمد عليها في الشرح والتدريس والتي اعتمد عليها في بناء الطبقات الوسطى .


[1] - الطبقات الكبرى طبعة التوفيقية ص507

[2] - في المطبوع زيد القائي وأقصد بالمطبوع طبعات التوفيقية والآداب والروضة وصبيح.. وهذا تصحيف رديء من محققات كتبت على أغلفتها أول طبعة محققة في العالم !!

[3] - الذي في المطبوع ( أربعين ليلة) وعند الشرنوبي في شرح حكم ابن عطاء الله أن التفكر كان بهذا القدر من المنزلة ؛ لأنه يوصل إلى معرفة حقائق الأشياء وتزداد به معرفة الله ويطلع به المتفكر على خفايا آفات النفس ومكائد الشيطان وغرور الدنيا شرح الحكم العطائية (ص: 25) قال أبو طالب المكي :وهو التفكر الذي ينقل من المكاره إلى المحاب ومن الرغبة والحرص إلى القناعة والزهد، وقيل هو التفكر الذي يظهر مشاهدة وتقوى ويحدث ذكراً وهدى، كقوله تعالى: (وَاذْكُرُوا مَا فيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة: 63، ولقوله تعالى: (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الزمر: 28، أو يحدث لهم ذكراً ومثله: (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) البقرة: 219 في الدنيا والآخرة أي يفعلون لما يبقى ويرغبون فيما يدوم ويزهدون فيما يفنى وقد جعل الله عزّ وجلّ البيان يعلمنا اقتضاء الشكر عليه فقال: (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة: 89 وكما قال تعالى: (وَاذْكُرُوا مَا فيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة: 63 وقد وصف أعداءه بعد ذلك فقال: (الَّذينَ كَانَتْ أعْيُنُهُمْ في غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِى) الكهف: 101، قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (1 / 30)

[4] - قَالَ الخَطِيْبُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَحْمَدَ بنَ صَالِحٍ كَانَ لاَ يُحَدِّثُ إِلاَّ ذَا لِحْيَةٍ، وَلا يَترُكُ أَمرَدَ يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ، فَلَمَّا حَمَلَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِي ُّ إِلَيْهِ ابْنَهُ يَسْمَعَ مِنْهُ - وَكَانَ إِذْ ذَاكَ أَمرَدَ - أَنكَرَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ عَلَى أَبِي دَاوُدَ إِحضَارَهُ. فَقَالَ لَهُ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ - وَإِنْ كَانَ أَمْرَدَ - أَحْفَظُ مِنْ أَصْحَابِ اللِّحَى، فَامْتَحِنْهُ بِمَا أَرَدْتَ. فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ أَجَابَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ جَمِيْعِهَا، فَحَدَّثَهُ حِيْنَئِذٍ، وَلَمْ يُحَدِّثْ أَمرَدَ غَيْرَهُ سير أعلام النبلاء ط الرسالة (12/ 169) سير أعلام النبلاء ط الرسالة (12/ 168)


[5] - في المطبوع (محارم الرجال في اللحى والأكمام ومحارم النساء تحت القميص) هذه العبارة لم أقف عليها وليس لها معنى ، وكلمة محارم في النسخة الشرقية كتبت بجبم وحذفت الراء من بعد الألف وأضيف حرف يشبه أن يكون نونا وكأنها (مجامن) وفي النسخة المكية كتبت وكأنها ( مجامد ) وكل هذا لا معنى له وغير واضح .و لكنه أرشدنا إلى أن كلمة محارم لا يمكن أن تكون هي الواردة في المخطوط هذا من جهة كما أنه أرشدنا إلى ان أقرب كلمة للمخطوط هي كلمة (محاسن) ومن الواضح أن ثمة تصحيف واسع تعرضت له العبارة وأصلها بعد تقليب المعاني المحتملة محاسن الرجال في اللحى والأكمام ومحاسن النساء تحت القميص . وهذا ما أثبتناه ولم يكن بمستطاع أن نثبت ما أثبتته المطبوعات السابقة لأنه بلا معنى هذا من جهة ولأنه مخالف للمخطوط من جهة أخرى . والعجيب أن العبارة بعد ذلك سواء المطبوعة أو التي قمنا بتعديلها لم نقف عليها في المأثورعن الشيخ .. ومن خابر الشعراني في كتابته مخابرتي وعايش مؤلفاته وأسلوبه معايشتي يجزم أن العبارة منسوبة لغير قائلها وأنها للإمام أحمد بن حنبل أعيد صوغها بأسلوب الشعراني وأضيف إليها بعض المنكهات فخرجت على هذا النحو وأصلها في الحلية :

[6] - في المطبوع ( من نبق الجنة ) وهذا وهم وقد صوبناه من المنتظم لابن الجوزي المنتظم ج 9 ص 56

[7] في المخطوطات كافة وفي المطبوع ( طريقة الثوري) وقد نصت إحدى مخطوطتي الطبقات الوسطى على أنه سفيان الثوري!! وهذا كله وهم عميق ، فالثوري لم يكن له طريقة في الزهد إلا إذا تكلفنا ذلك ولم يعرف عنه أنه من طائفة الصوفية إلا بشيء من التسمح والتوسع ، والصواب أنه (النوري ) بالنون وليس الثوري بالثاء وعلى هذا جاءت المصادر الأصلية التي نقل منها الشعراني، قال الأزدي في طبقاته : وأصله من الكوفة ؛ ولكنه من النَّاقلَة إلى أنطاكيَة . وطريقته فى التّصوفِ طريقةُ النُّورىِّ ، فإنه صَحب أصحابه .طبقات الصوفية جزء 1 صفحة 121طبقات الصوفية جزء 1 صفحة 120

[8] - في المطبوع والمخطوط ( بعور) والصواب (بعوار)

[9] - في المطبوع والمخطوط الأعور وهذا تصحيف ساذج ولا معنى له والصواب ( المعور) و( المعور ) من الأمكنة المخوف ومن الرجال القبيح السيرة . المعجم الوسيط ج 2 ص 636 والخبر نفسه منتحل ومنسوب لغير قائله والمشهور أنه لعلي بن أبي طالب كما في نهج البلاغة بلفظ : (أبصر الناس لعوار الناس المعور ) شرح نهج البلاغة ج 20 ص 154 وقد استشهد به المهدي في خطابه لأبي العيناء أعرف الناس بعوار الناس المعور . محاضرات الأدباء ج 1 ص 472

[10] - لم أقف عليه منسوبا لعامر بن عبد قيس وهذا الخبر في الحلية منسوبا للربيع بن خثيم بلفظ كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ لَا يُعْطِي السَّائِلَ أَقَلَّ مِنْ رَغِيفٍ، وَيَقُولُ: «إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَرَى غَدًا فِي مِيزَانِي نِصْفَ رَغِيفٍ» حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 116)

[11] - لم أقف عليه منسوبا لعامر بن عبد قيس وهذا الخبر في الحلية منسوبا للرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ بلفظ :عَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: دُلَّنِي عَلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ قَالَ: «نَعَمْ مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ ذِكْرًا، وَصَمْتُهُ تَفُكُّرًا، وَمَسِيرُهُ تَدَبُّرًا فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي» حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 106)

[12] - لم أقف عليه منسوبا لعامر بن عبد قيس وقد نسب بعضه في الزهد للربيع بن خثيم بلفظ : كَانَ الرَّبِيعُ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ قَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ , وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ لَأَنَا عَلَيْكُمْ فِي الْعَمْدِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي الْخَطَأِ , وَمَا خَيْرُكُمُ الْيَوْمَ بِخَيْرٍ وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ آخَرَ شَرٍّ مِنْهُ، وَمَا تَتَّبِعُونَ الْخَيْرَ حَقَّ اتِّبَاعِهِ وَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ، وَلَا كُلَّ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكْتُمْ، وَلَا كُلَّ مَا تَقْرَءُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ» , ثُمَّ يَقُولُ: " السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللَّاتِي تُخْفِيَنَّ مِنَ النَّاسِ وَهُنَّ لِلَّهِ بِوَادٍ ، الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ , ثُمَّ يَقُولُ: وَمَا دَوَاؤُهُنَّ أَنْ تَتُوبَ , ثُمَّ لَا تَعُودَ " الزهد لهناد بن السري (2 / 459)

[13] - هذه القصة منسوبة للربيع بن خثيم في الطبقات ونصها : عن منذر الثوري قال قال الربيع بن خثيم لأهله اصنعوا لنا خبيصا قال وكان لا يكاد يتشهى عليهم شيئا قال فصنعوه قال وأرسل إلى جار له مصاب كان به خبل فجعل يلقمه ولعابه يسيل فلما خرج قال أهله تكلفنا وصنعنا ثم أطعمت هذا ، ما يدري هذا ما أكل . قال الربيع : ولكن الله يدري الطبقات الكبرى الطبقات الكبرى (6/ 188-189)

[14] - هذا القول نسبه الإمام أحمد في الزهد للربيع بن خثيم .الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 334) .

[15] - هذا الخبر في الزهد للإمام أحمد بلفظ :عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: «لَا تُشْعِرُوا بِمَوْتِي أَحَدًا وسُلُّونِي إِلَى رَبِّي سَلًّا» الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 275) :

[16] - هذا الخبر في تاريخ الخلفاء والحلية منسوبا لعمر بن عبد العزيز بلفظ : قال عمر بن حفص : قال لي عمر بن عبد العزيز : إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملا من الخير. تاريخ الخلفاء (ص: 201) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (5 / 278) مداراة الناس ج1 /ص48 والإشراف في منازل الأشراف ج 1 /ص 203 وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج 5 /ص 278
[17] - لا ريب أن هذا مأخوذ من الأمثال : وفي المثل : أطعمتك يد شبعت ثم جاعت ولا أطعمتك يد جاعت ثم شبعت . أول من قاله امرأة قال لها ابنها إني أخرج فأطلب من فضل الله فدعت له بهذا. المستقصى في أمثال العرب رقم 933 ج 1 /ص223 وزعموا أن الْحُرَقَةَ بنت النعمان بن المنذر - واسْمُها هند وهي صاحبة الدَّيْر - أتاها عبيد الله بن زياد فسألَهَا عما أدركَتْ ورأتْ فأخبرته ثم قالت : كنا مَغْبُوطِين فأصبحنا مَرْحُومين فأمر لها بوَسْقٍ من طعام ومائةِ دينارٍ فقالت : أطعمتك يَدٌ شبعي فجاعت لا يد جَوْعَى فشبعت مجمع الأمثال (1/ 431)
[18] - هذا الخبر منسوب لعمر بن عبد العزيز - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس قال : قال عمر بن عبد العزيز : لرجل من سيد قومك ؟ قال : أنا قال : لو كنت كذلك لم تقله. شعب الإيمان - البيهقي (6/ 304)
8261

[19] - هذا أيضا مما نسب إلى عمر بن عبد العزيز ولفظه في الحلية : عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَخْطُبُ فَيقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ أَلَمَّ بِذَنْبٍ فَلْيسْتَغْفِرِ اللهَ وَلْيَتُبْ، فَإِنْ عَادَ فَلْيسْتَغْفِرِ اللهَ وَلْيَتُبْ، فَإِنْ عَادَ فَلْيسْتَغْفِرِ اللهَ وَلْيَتُبْ، فَإِنَّمَا هِيَ خَطَايَا مُطَوَّقَةٌ فِي أَعْنَاقِ الرِّجَالِ، وَإِنَّ الْهَلَاكَ كُلَّ الْهَلَاكِ الْإِصْرَارُ عَلَيْهَا» حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (5 / 296) :

[20] - روى ذلك ابن ابي الدنيا في الصمت منسوبا لابن سيرين ص280 والذي يقرب منه منسوبا لسفيان كما في الطبقات الكبرى لابن سعد : حدثنا سفيان عن رجل قال نال رجل من عمر بن عبد العزيز فقيل له ما يمنعك منه فقال إن المتقي ملجم . الطبقات الكبرى جزء 5 صفحة 374 .

[21] - هذه العبارة لابن سيرين. عيون الأخبار جزء 3 صفحة 15

[22] - هذه العبارة لابن سيرين وهي مع ذلك فيها تصحيف فاحش وصوابه (لا يحتلم ورع إلّا على أهله) كما أثبتناه .ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (5/ 292) والمعنى أن الإنسان الورع لا يحتلم في نومه إلا على أهله . وقد فسره في موضع آخر بقوله : : ما غشيت امرأة قط في يقظة ولا نوم غير أم عبد الله، وإني لأرى المرأة في المنام فأعلم أنها لا تحل لي فأصرف بصري. و قال بعضهم: ليت عقلي في اليقظة كعقل ابن سيرين في المنام. ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (3/ 410)


[23] - أصل ذلك في الحلية بلفظ عن يحيى بن عتيق قال قلت لمحمد بن سيرين الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حسبة يتبعها حياء من أهلها له في ذلك أجر قال أجر واحد بل له أجران أجر لصلاته على أخيه وأجر لصلته الحي . حلية الأولياء جزء 2 صفحة 264 . وواضح أن العبارة فيها اضطراب فمطرف لم يسأل وإنما الذي سئل هو ابن سيرين وهذه الرواية وما قبلها من مأثورات ابن سيرين مما يؤكد أن الخلط في الروايات إنما وقع من الشعراني نفسه .

[24] - هذه العبارة لمطرف نفسه وليست للعلاء ، وأصلها كما في الحلية حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا إبراهيم بن شريك قال ثنا شهاب بن عباد قال ثنا حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة قال كان مطرف يقول لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن ابتلى فأصبر وكان أخوه أبو العلاء يقول اللهم أي ذلك كان خيرا فعجل لي . حلية الأولياء جزء 2 صفحة 212
[25] - هذا القول محفوظ لمحمد بن واسع ولم أقف عليه منسوبا لابن سيرين وقد ذكره الإمام أحمد في كتابه الورع في باب
تواضع الرجل وذم نفسه اذا مدح بلفظ :قلت لابي عبد الله ما اكثر الداعين لك فتغرغرت عينه وقال اخاف ان يكون هذا استدراجا وقال قال محمد بن واسع لو ان للذنوب ريحا ما جلس إلى منكم أحد . الورع لابن حنبل ج 1 ص 152 ويطالع كذلك الآداب الشرعية ج 3 / ص 437.

[26] - هذا مما أسنده لغير صاحبه والأثر في الحلية وصفة الصفوة مسندا لشميط بن عجلان !! عن عبيد الله بن شميط قال سمعت أبي إذا وصف أهل الدنيا قال دائم البطنة قليل الفطنة إنما همه بطنه وفرجه وجلده يقول متى أصبح فآكل وأشرب وألهو وألعب ومتى أمسي فأنام جيفة بالليل بطال بالنهار .حلية الأولياء ج 3 ص 127

[27] - حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم أنه قال يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة ثم قال إنك تجد الرجل يشغل نفسه بهم غيره حتى لهو أشد إهتماما من صاحب الهم بهم نفسه . مصنف ابن أبي شيبة ج 7 ص 194/ رقم 35267

[28] - وهذا مما ينسب لأبي مسلم الخولاني ونصه في الحلية :" عن محمد بن عمرو عن صفوان بن مسلم قال قال أبو مسلم الخولاني كان الناس ورقا لا شوك فيه فإنهم اليوم شوك لا ورق فيه إن ساببتهم سابوك وإن ناقدتهم ناقدوك وإن تركتهم لم يتركوك رواه صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبي مسلم مثله وزاد وإن نفرت منهم يدركوك قال فما أصنع قال هب عرضك ليوم فقرك. حلية الأولياء ج 2 ص 123

[29] - هذا مما نسبه لغير قائله والصواب أنها لعامر بن عبد الله وهو الذي يقال له ابن عبد قيس ونصها في صفة الصفوة:" إني لأستحيي من الله عز و جل أن أخاف سواه صفة الصفوة (3/ 202) حلية الأولياء (4/ 101) أما رواية الحلية الواردة في قصة أبو وائل فإنها لرجل مجهول رواها أبو ائل شقيق بن سلمة وليست له ولفظها : " عن شقيق قال خرجنا في ليلة مخوفة فمررنا بأجمة فيها رجل نائم وقد قيد لفرسه وهي ترعى عند رأسه فأيقظناه فقلنا له تنام في مثل هذا المكان فرفع رأسه فقال اني لأستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئا دونه ثم وضع رأسه فنام. حلية الأولياء (4/ 101)


[30] - هذا مما نسب لغير صاحبه وهو منسوب لبشر الحافي : وقال بشر الحافي : - من ضبط بطنه فقد ضبط الأعمال الصالحة كلها
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعرء والبلغاء ، اسم المؤلف: أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الأصفهاني الوفاة: 502 ، دار النشر : دار القلم - بيروت - 1420هـ- 1999م ، تحقيق : عمر الطباع محاضرات الأدباء ج 1 ص 728 وربما نسب إلى إبراهيم بن أدهم بتغيير طفيف كما في جامع العلوم والحكم : وعن إبراهيم بن أدهم قال من ضبط بطنه ضبط دينه ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة .جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم ، اسم المؤلف: زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي الوفاة: 795هـ ، دار النشر : مؤسسة الرسالة - بيروت - 1417هـ - 1997م ، الطبعة : السابعة ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط / إبراهيم باجسجامع العلوم والحكم ص 427

[31] - هذا مما نسب لغير قائله وإنما هو لمحمد بن سوقة : حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدان بن احمد ثنا عبدالرحمن بن عيسى ثنا يعلى قال رأيت محمد بن سوقة وبين يديه جفنة وهو يعجن وان دموعه تسيل وهو يقول لما قل مالي جفاني إخواني. حلية الأولياء (5/ 7)