قال بعض السلف: ما بعث الله نبيا إلا من الشام فإن لم يبعثه منها هاجر إليها وفي آخر الزمان يستقر العلم والإيمان بالشام فيكون نور النبوة فيها أظهر منه في سائر بلاد الإسلام.
ما صحة هذا الاثر؟
قال بعض السلف: ما بعث الله نبيا إلا من الشام فإن لم يبعثه منها هاجر إليها وفي آخر الزمان يستقر العلم والإيمان بالشام فيكون نور النبوة فيها أظهر منه في سائر بلاد الإسلام.
ما صحة هذا الاثر؟
الظاهر أن هذا الأثر من الإسرائيليات فقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 164) قال: قرأت بخط ابي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر مما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي أخبرني أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح الأشعري نا أحمد بن عبد العزيز الرملي نا ضمرة بن ربيعة قال:" سمعت أنه لم يبعث نبي إلا من الشام فإن لم يكن منها أسري به إليها".
وفي "التقريب" (2988): ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد الله أصله دمشقي صدوق يهم قليلاً من التاسعة. والطبقة التاسعة هي الطبقة الوسطى من أتباع التابعين كالشافعي.
وفي "المقتنى في سرد الكنى" (4793): أحمد بن عبد العزيز الرملي، شيخ لابن جوصاء.
وفي "لطائف المعارف" لابن رجب (ص/88):"قال بعض السلف: ما بعث الله نبياً إلا من الشام فإن لم يبعثه منها هاجر إليها". وكذا ذكره ابن المبرد الحنبلي في "معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام" (ص/ 81). وفي "نزهة الأنام في محاسن الشام" لأبي البقاء عبد الله بن محمد البدري المصري (ص/2):"ومن محاسن الشام ما يروى عن كعب الأحبار أنه قال:"ما بعث الله نبياً إلا من الشام فإن لم يبعثه منها هاجر إليها". والله أعلم.
انا اوافق ابو عمر غازي
فهذا الحديث لا صحة له في كتب السنة
بارك الله فيكم
قد روي في هذا المعنى أحاديث صحيحة , في فضل الشام والحث على الهجرة اليها وأن الايمان سيستقر بها في آخر الزمان عند ظهور الفتن
روى الطبري
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) كانا بأرض العراق، فأنجيا إلى أرض الشأم، وكان يقال للشأم عماد دار الهجرة، ..))
ثم قال
(وحدثنا أبو قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ الْمَلائِكَةَ حَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ فَوَضَعَتْهُ بِالشَّامِ، فَأَوَّلْتُهَا فَضْلَ الشَّامِ، إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ كَانَ الإِيمَانُ بِالشَّامِ» .
وذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبه: "إنه كائن بالشأم جند، وبالعراق جند، وباليمن جند، فقال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم خر لي، فقال: عليك بالشأم فإن الله قد تكفل لي بالشأم وأهله، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق بقدره".)) انتهى
وبشر بن معاذ صدوق , ووثقه ابن حبان
ويزيد ثقة تبث , بصري من رجال الصحيحين وسعيد وقتادة البصريان غنيان عن التعريف
لكن الحديث مرسل فأبو قلابة تابعي , وهو بصري ايضا
نزل بالشام وتوفي بها
لكن الحديث ثابت من طرق أخرى عند أبي دواد وأحمد وابن حبان والطبراني
عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ»، قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ، فَقَالَ:
«عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ»
وفي حديث آخر للنواس بن سمعان
(قَالَ: فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحٌ فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سُيِّبَتِ الْخَيْلُ، وَوَضَعُوا السِّلَاحَ، فَقَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَقَالُوا: لَا قِتَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبُوا، الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا يُزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ يُقَاتِلُونَهُم ْ، وَيَرْزُقُهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ»)
رواه أحمد والطبراني
وابن حبان في باب (ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّامَ هِيَ عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ))
وأخرج أبو داود وأحمد باسناد فيه ضعف
عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعتُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول: "ستكون هجرةٌ بعد هجرةٍ، فخِيار أهلِ الأرضِ ألْزمُهمِ مُهاجَرََ إبراهيمَ،..))
ومهاجر ابراهيم هي أرض الشام
ورواه الحاكم وصححه
وصححه الالباني بشاهده بعد أن ضعفه
وفي الصحيح {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ}
قال معاذ (وهم بالشام )
وفي تاريخ البخاري (وهم بدمشق)
جزاك الله خيراً على ذكر هذه الفضائل عن الشام، فلو قيل: ولكن المعنى الذي في الشطرالأول من الأثر المذكور في المشاركة الأصلية، قد يحتاج إلى شواهد لم تذكر في الأحاديث المذكورة، فهل هذا القول له وجه، أم أن المعنى المذكور في الأحاديث يشهد لكل ما جاء في الأثر. زاد الله علماً.
وعلى ذكر فضائل الشام قال شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ في "مجموع الفتاوى" (15/ 32):"قَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ بِأَنَّهُ بَارَكَ فِي أَرْضِ الشَّامِ فِي آيَاتٍ: مِنْهَا قَوْلُهُ: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} . وَمِنْهَا قَوْلُهُ: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} . وَمِنْهَا قَوْلُهُ: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ إلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} . وَمِنْهَا قَوْلُهُ: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً} وَهِيَ قُرَى الشَّامِ وَتِلْكَ قُرَى الْيَمَنِ وَاَلَّتِي بَيْنَهُمَا قُرَى الْحِجَازِ وَنَحْوِهَا وَبَادَتْ. وَمِنْهَا قَوْلُهُ: {إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}".
بارك الله فيكجزاك الله خيراً على ذكر هذه الفضائل عن الشام، فلو قيل: ولكن المعنى الذي في الشطرالأول من الأثر المذكور في المشاركة الأصلية، قد يحتاج إلى شواهد لم تذكر في الأحاديث المذكورة، فهل هذا القول له وجه، أم أن المعنى المذكور في الأحاديث يشهد لكل ما جاء في الأثر. زاد الله علماً.
نعم الشطر الأول ليس صحيحا بالكلية ولكن له نسبة من ذلك فالأثر جاء هكذا
فالأنبياء ليسوا كلهم من الشام , هذا لا يخفى على عارف , فكل أمة لها نبيها الذي بعثه الله اليها ويتكلم بلسانهاقال بعض السلف: ما بعث الله نبيا إلا من الشام فإن لم يبعثه منها هاجر إليها
فيمكن أن يكون المقصود أن أكثر الأنبياء من الشام وهي الأرض المباركة كما في الآية
(الى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) وكذلك فسرها أئمة السلف
ووهي الأرض التي هاجر اليها ابراهيم ولوط عليهما الصلاة والسلام وبها استقر وأقام
ومعظم الأنبياء من ذريته , ومنهم أنبياء بني اسرائيل وما أكثرهم
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ..)
وبيت المقدس بناه سليمان أو داود عليهما السلام
أما الهجرة اليه فالترغيب فيها قد رويت فيه الأحاديث السابقة ,
بارك الله فيكم جميعا على الإثراء المبارك .