الصراع على بغداد
الحلقه الاولى:
حتى نكون منصفين في تصورنا على صراع اكبر امبراطوريتين في العالم انذاك حول بغداد علينا ان ناخذ فرصه لمعرفه شيىء و لو بايجاز عن نفسيه و مسيرة حكامها و كذلك في هذه الفتره كانت نهضة اوربا و بدايه التنافس التجاري والاحتكاري بينهم في المنطقه. فقد يعزى اضمحلال الامبراطوريتين الفارسيه والعثمانيه المتده من الصين الى النمسا مجتمعتين الى سوء الاداره و طغيان السلاطين بعضا او ضعفهم بعضا ولهوهم بالحريم وبما لاينفع وبعضا لضعف سخصياتهم وانجرارهم خلف اداره الحريم.
غالبا تقوى الانبراطوريات على حساب اخرى مجاوره و هذا حال الحكم و لقرون من الزمان و لكن لدينا حاله من تراجع عام في كلا الامبراطوريتين بالضافه الى ما ذكر من اسباب جور و ضعف و ثورات داخليه كانت الصفه العامه مشتركه هي التدهور الاقتصادي و هذا معيار يمكن ملاحظته في عصرنا هذا والحاضر مرآة تعكس ما حدث آنذاك فما من امة تعرضت الى ركود اقتصادي حتى بدأت المشاكل الداخليه بالتفاقم و يبداء التنافس على رغيف الخبز و حب البقاء هو الذي يدفع لاقصاء الاضعف و يزداد الجور وبالمقابل يزداد التمرد وبنفس الوقت يزداد الاضمحلال والاستنزاف ويرتبك الحكم ويزداد جورا هكذا بحلقه كامله نهايتها اضمحلال الدوله.
المنطقه بكاملها اصبحت في اهتمام المستثمرين الاوربيين والشركات الاحتكاريه واعطيت هذه الامتيازات من قبل سلاطين الامه الدافع منها اما تحصيل ارباح من غير انتاج او لاخذ الاسلحه من الغرب لتحقيق نصر على الجيران وفرض السلطان على العباد بعد ان كانت القوافل تسير برعايه الله من الصين الى اوربا بدون حدود وبكل حريه, وضعت لهم القوانين و الحدود.
بعد اكتشاف رأس الجاء الصالح من قبل البرتغالين و فرض الرسوم المضاعفه على السفن القادمه الى الخليج العربي اصبحت بعض مدن الخليج العربي مثل البصره مدينة السندباد البحري وعمان ومضيق هرمز تاخذ بالضمحلال وهجرها التجار ولكي نتصور حجم الضرر ناخذ ما وصل لنا من اخبار احد الرحاله البريطانين في القرن التاسع عشر ان حجم ما ينقل يوميا من البضاعه بين بغداد و ايران هو بحدود 200 بغل يومياوهذا نهر دجله يغص بالقفف و الكلكات لتنقل البضائع عبر نهر دجله الخالد و هذه هي ايام انهيار الدوله العثمانيه و التي سميت الرجل المريض فكيف كانت ياترى؟. زاد على ذلك افتتاح قناة السويس و الذي يعتبر انجاز عظيم ولكنه بفنس الوقت كان اخر مسمار في كفن مدينه السندباد و الخليج بصوره عامه. كما نعلم ان الدوله العثمانيه كانت مجاوره الى اوربا ولكن لم تسمح للشركات الاجنبيه للاستثمار فيها لحين وقت اضمحلالها بينما الدوله الفارسيه المعاديه للعثمانيه والبعيده عن اوربا كانت مركز اهتمام الشركات الاجنبيه و ذلك لقربها من طرق الملاحه و التجاره بين الشرق و الغرب و كما سوف نقرا لاحقا ان شركة الهند الشرقيه البريطانيه قد تاسست في ايام الدوله الصفويه في نهاية القرن السادس عشر ولم يكن لها ممثل في العراق لحين 1763م في البصره 1798م في بغداد ابان حكم المماليك في كلا الولايتين و ضلت لديهم الممثليات في بغداد و البصره الى بعد تاسيس الدوله العراقيه1921م و لعبت دور سياسي كبير منذ تاسيسها حيث كانت تساعد المماليك على الانفصال عن الدوله العثمانيه وهيأة له من اسلحه ومستشارين مما دعى السلطان العثماني القضاء على حكم المماليك في بغداد والبصره.
البرتغالين وسيطرتهم على التجارة
كان التخطيط العظيم للبرتغاليين هو الضغط على الملاحة بين اوربا الهند ( اسيا ) للمرور عبر رأس الرجاء الصالح وذلك ليسد الطريق عليهم في كل من البحر الاحمر والخليج االعربي وخط ملاكه كل البضاعة تكون محمولة من قبلهم او هناك ضريبة مالية باهظه للسفن الاجنبية التي ترسو, تحمل, تفرغ الحمولة في موانئ الخليج العربي.
هذا العمل كان اخر مسمار في نعش فينيسا المدينة ذات التبادل التجاري منذ القدم بل ايضا اثر على الرفاهية والتقدم في الدولة الاسلامية خصوصا المطلة على الخليج العربي ) والذين كانوا بدورهم يأخذون هذه الشحنات ويبيعوها متوغلين اكثر في الغرب الى اوربا.
الفرس كانوا من المتاثرين بهذا الوضع فهذه هرمز ( مضيق هرمز ) اصبحت مهمله جدا وليس بوضع جميل. رالف فج( Ralph Fitch ) زار هذه الجزيرة 1583 تاجر بريطاني وقال عنها " انها الجزيرة الاكثر جفافا في العالم حيث لاينبت في ارضها اي شئ هي عبارة عن ملح " ولكن في نفس الوقت هي المفتاح للهيمنة البرتغالية المسيطرة على المنطقة ولاكثر من قرن لم يستطيع ملوك الصفويين عمل اي شئ او مقاومة لجعل الوضع اسوء للبرتغاليين حيث بدأو السيطرة على الملاحة منذ عام 1522 وكل السفن البرتغالية كانت معفية من الضرائب.
التجارة في كل من كجرات Guyerat وكرفان Caravan وايران والمدن الايرانية الاخرى اصبحت عن طريق البر بدلا من البحر فاصبحت مدينة هرمز فقيرة وكذلك اراد البرتغاليين فرض ضريبة على سكان المدينة في هرمز وظل الوضع على ما هو عليه وحتى عام 1581 حيث وصل التاجر البريطاني جون نيوبيري John Newberie الى هرمز وبين اهتمام الحكومة البريطانية في التجارة والتبادل التجاري في المنطقة وبهذا تشكلت شركة الهند الشرقية البريطانية الشركة البريطانية للهند الشرقية في تاريخ م1600.
1602م شاه عباس الاول طرد البرتغاليين من البحرين ولكنه لم يعتقد بصحة طردهم من مركز قوتهم هرمز بدون مساعدة عسكرية بحرية ( سفن بحرية ).
1615 الشاه عباس اعطى امتياز الى معملين بريطانيين وهي تابعة للشركة البريطانية للهند الشرقية فرمان في حق التبادل التجاري وحق انشاء معامل في ايران.
بعد فتح المعامل في منطقة Jask جاسك وشيراز واصفهان ضغط عليهم الشاه بان تكون تعاون مشترك Co-operation وهجوم مشترك على هرمز.سقوط مضيق هرمز بيد الشاه وطرد البرتغاليين من الخليج العربي وبعدها سيطرة الانكليزو الهولنديين الدتج Dutch والفرنسيين كانت لهجتهم ليست كمستعمرين بقدر ماهم مستثمرين حيث كل الاتفاقيات كانت تعرض على الشاه ولم تفرض عليه وكذلك فان حكومة الشاه بدات تجني ارباح من هذه التبادلات التجارية.
في سقوط بغداد 1623 اسقط الشاه الصفوي كل بند من هذه الشركة يتعارض مع حربه مع العثمانين وبهذا استغلت الشركة البريطانية هذا الوضع واقترحت تحويل الطريق البري نحو الغرب من طريق بري الى طريق بحري حتى يزداد اعتماد الشاه على الشركة طوال هذا الوقت كان فقط الانكليز هم الذين يتعاملون بالتجارة مع ايران لكن في 1623 وصل اول تاجرهولندي واسس معمل وبذلك خسرت بريطانيا قوة الاحتكار الذي كانت تتمتع به البرتغال فيما قبل.
الطرق التقليدية للتجارة وخاصة بالنسبة للدولة العثمانية هو طريق العراق – سوريا عبر البحر المتوسط وطريق الاناضول – الى اسطنبول.
وكذلك طريق من جيلان Gilan عبر بحر قزوين Caspian Sea الى Astrakhan استرخان ومنها شمالا الى الفولكا Volga ثم بعدها عبر البر الى اوكرانيا Ukraine.
الطريق الرابع عن طريق البحر حول شمال اسكندنافيا الى البحر المتجمد ( White Sea ) وعن طريق الموانئ ثم عن طريق البر عبر روسيا والتي كانت تقوم بها شركة Muscovy Co. والذي منع التعامل به لخطورته في عام 1581 واستعمل بدله طريق كيلان الى استرخان الى جنوب روسيا.
الارمن كانوا مسيطرين على تجارة الحرير في ايران وهذه التجارة هي احدى المصادر الرئيسية للدخل الايراني وهي تجارة الحرير كان الارمن متواجدون في ضواحي New Julfa في الضفة الجنوبية Zayarda – rud في اصفهان وكانوا متميزين اجتماعيا وسلوكيا ودينيا في ايران ولم يكونوا فقط في تعامل تجاري مع الشاه بل ايضا مع الاوربيين بضمنه الشركة البريطانية للهند الشرقية و Dutch الذين دخلوا المنافسة ايضا في التجارة في المنطقة خصوصا 1626 حيث وقعوا ثلاث سنوات عقد مع الشاه بخصوص اسعار مواد وكمياتها للتجارة. الفرنسيين دخلوا المنافسة 1664 ص 200
بحث الطيار
غزوان فاضل قره علي ______________________________ ____________
Iran under the sofavids by Roger Savary page 194-195 and page 20